الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
كنعان قبل قيام إسرائيل
فلسطين في عهد الملوك
سوريا في عهد الأشوريين
سوريا في العصر اليوناني
سوريا في العصر البيزنطي
سوريا في العصر الإسلامي
التقسيمات العثمانية في سوريا
الموستوطنات في فلسطين
اتفاقية سايكس / بيكو
الحدود في مؤتمر الصلح
حدود فلسطين تحت الانتداب
مشروع لجنة بيل
تقسيم فلسطين
تقسيم فلسطين الأمم المتحدة
مسرح عمليات فلسطين
تعبئة مسرح العمليات
أهداف القوات العربية
اتجاهات تقدم الجيوش العربية
محصلة الجولة الأولى
طريق تل أبيب - القدس
العملية تخشون
العملية يبوس
العملية مكابي
معركة مشمار هاعميك
العملية مسباريم
العملية شاميتز
العملية يفتاح
العملية يفتاح (2)
العملية بن عامي
العملية بن عامي (2)
الاستيلاء على عتصيون
أوضاع الألوية الإسرائيلية
معارك المالكية
معركة وادي الأردن
معركة مشمار هايردن
معركة جيشر
معركة جنين
دخول الفيلق الأردني القدس
معركة القدس
معركة اللطرون
معركة اللطرون (2)
القوات المصرية في فلسطين
معركة يدمردخاي
معركة أسدود
معركة نيتسانيم
القوات المصرية في الأولى
الموقف في الفترة الأولى
العملية "باروش"
العملية "ديكيل"
العملية "داني"
القتال المصري الإسرائيلي
معركة "نجبا"
معركة "جلؤون"
معركة "بئروت بتسحاق"
العملية "مافيت لابوليش"
الموقف في عراق سويدان
معركة "العسلوج"
أوضاع المحور العرضي
العملية "يؤاف"
العملية "يؤاف" (2)
العملية "هاهآر"
العملية "حيرام"
القتال في الفالوجا
العملية أساف
العملية حوريف
القتال في المحور الشرقي
العملية "عوفدا"

حرب 1948
(القضية الفلسطينية ونشأة إسرائيل)

(المقدمة + الفصل التمهيدي)

مقدمة

          تعرضت فلسطين لحملة صهيونية استيطانية شرسة بدأت علي استحياء في أواخر القرن التاسع عشر واستمرت لمدة ثلاثين عاماً فيما يمكن أن نسميه بمرحلة التسلل، التي بدأت فيها حركة الاستيطان اليهودي في فلسطين بشكل بطيء وفي حدود ضيقة، وقد شهدت تلك المرحلة تبلور الفكر الصهيوني وتكوين مؤسساته التي استقر رأيها علي أنه لا بديل عن فلسطين وطناً قومياً لليهود.

          ومع صدور وعد "بلفور" عام 1917 ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني بدأت مرحلة جديدة استمرت لمدة ثلاثين عاماً أخري تصاعدت فيها عملية الاستيطان وتهويد فلسطين إلي الحد الذي يمكن أن نسميها بمرحلة الاغتصاب، وهي المرحلة التي تزايد فيها الوجود الصهيوني في فلسطين، كما تزايدت فيها الملكية اليهودية للأراضي وقطاعات التجارة والصناعة والزراعة في ذلك البلد، كما تم فيها إنشاء كوادر الدولة اليهودية ومؤسساتها تحت سمع وبصر سلطات الانتداب وبمساعدتها.

          وما أن أحس قادة الحركة الصهيونية بعد الحرب العالمية الثانية أن القوة اليهودية أصبحت قادرة علي فرض الدولة اليهودية في فلسطين حتى بدءوا في المطالبة بإنهاء الانتداب ومحاربة سلطاته، حتى اضطرت الحكومة الإنجليزية تحت ضغط اليهود في بريطانيا وفلسطين إلي التخلي عن الأخيرة وعرض قضيتها علي الأمم المتحدة، وهو ما انتهي إلي إصدار قرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود في نوفمبر 1947.

          وأدي هذا القرار الجائر ـ الذي فجَّر الموقف في البلاد – ومحاولة اليهود تنفيذه بالقوة إلي اندلاع القتال بينهم وبين الفلسطينيين في البداية، ثم بينهم وبين الجيوش العربية بعد ذلك. وانتهت تلك الحرب بهزيمة العرب وتثبيت الدولة اليهودية، وعجز الأمم المتحدة عن حل القضية الفلسطينية التي تزايد تعقيدها وتفرعت مشاكلها بدخول الأطراف العربية الأخرى فيها.

          وخلال السنوات العديدة الماضية صدر الكثير من الدراسات العربية والأجنبية عن القضية الفلسطينية وقيام الدولة اليهودية، إلا أن معظم هذه الدراسات حتى الرسمية منها كانت تعبيراً عن رؤى أصحابها والجانب الذي يقفون فيه من التل، ومن ثم لم تخل من الانحياز.

          واليوم ـ بعد مرور أكثر من نصف قرن علي تفجر المشكلة الفلسطينية وقيام الدولة اليهودية، ونشر العديد من الوثائق العربية والأجنبية عن هذه القضية، وسقوط حظر النشر علي البعض الآخر ـ تأتي هذه الدراسة الموسوعية لتؤرخ لأخطر مراحل القضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي منذ كانت الدولة اليهودية حلم في أذهان الصهاينة الأوائل وحتى أصبح ذلك الحلم حقيقة، لاستيعاب عبر الماضي ودروسه من أجل مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.

          وقد غطت هذه الدراسة الجوانب السياسية والعسكرية لتلك المرحلة بأسلوب علمي موثق مدعم بالخرائط والوثائق والأشكال التوضيحية الملونة والبيانات الرقمية، لتضع لبنة هامة في بناء التاريخ العربي المعاصر وتسد نقصاً لا يقل أهمية في المكتبة العربية.

          وقد تناولت الدراسة موضوع البحث في سبعة فصول تمَّ التقديم لها بعرض موجز لتطور علاقة العرب واليهود بفلسطين عَبْر التاريخ، وتناول الفصل الأول تاريخ الحركة الصهيونية والتآمر الدولي علي فلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى ما بعد الحرب العالمية الأولي، حيث تناولت الدراسة في هذا الفصل مرحلة التكوين الفكري للحركة الصهيونية، ثم مرحلة انطلاقة الصهيونية السياسية وعلاقاتها بالقوى الاستعمارية، فمرحلة التآمر الدولي بعد الحرب العالمية حتى وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، بينما تناول الفصل الثاني تطور تهويد فلسطين تحت حكم الانتداب والثورات الفلسطينية علي عملية التهويد واغتصاب البلاد خلال سنوات ما بين الحربين (1920 ـ 1939).

          أما الفصل الثالث فقد تناول تطور المشروع الصهيوني في فلسطين خلال الحرب العالمية الثانية وحتى قرار التقسيم عام 1947، وسياسة الدول العظمي تجاه هذا المشروع، وردود الفعل العربية خلال تلك الحِقبة، بينما تناول الفصل الرابع أحداث الحرب غير المعلنة بين الفلسطينيين واليهود في أعقاب قرار التقسيم وحتى نهاية الانتداب البريطاني وموقف السلطات البريطانية من تلك الحرب. كما تناول الفصل الخامس قيام الدولة اليهودية عَقِب انتهاء الانتداب، واندلاع الحرب المعلنة بينها وبين الدول العربية المحيطة حتى نهاية الهدنة الأولي، والموقف الدولي من تلك الحرب، وغطي الفصل السادس أحداث الحرب بعد التحول الإسرائيلي إلي الهجوم حتى نهاية الهدنة الثانية في منتصف أكتوبر 1948، وتطور الموقف الدولي تجاهها.

          أما الفصل السابع فقد سلَّط الضوء علي تطور أحداث الحرب المعلنة في مرحلتها الأخيرة والحاسمة حتى اتفاقيات الهدنة عام 1949، وموقف المجتمع الدولي منها. وفي النهاية أوضحت الخاتمة محصلة هذه الحرب وتداعياتها علي المستويات الإسرائيلية والعربية والدولية.

ــــــــــــــ



الصفحة التالية الصفحة الأخيرة