إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الصواريخ المضادة للرادار Anti Radar Missiles ARM




الصاروخ AGM – 78
الصاروخ Armat
الصاروخ AS - 37

الصاروخ AGM – 122
الصاروخ AS - 4
الصاروخ AS – 11
الصاروخ AS – 12
الصاروخ AS – 6
الصاروخ AS – 9
الصاروخ Marte – 2B




دور

6. منظومة قيادة النيران

لكي تتحقق الاستفادة الكاملة من إمكانات الصاروخ HARM، يجب تجهيز الطائرة، التي تُطْلقه، بمنظومة قيادة نيران، توفر معلومات دقيقة، وحديثة، ومستمرة، عن موقع الهدف، والموقف الإلكتروني بصفة عامة، وتُحدِّد الهدف المناسب، واللحظة المثلى لإطلاق الصاروخ. ومن دون استيفاء هذا الشرط، يقلّ احتمال الإصابة بالصاروخ إلى حدّ كبير.

ولهذا، فإن أسراب الطائرات Phantom، التي خُصِّصت، من قبْل، لمهمة إخماد الدفاع الجوي، جُهِّزت بمنظومة متكاملة هي APR – 47، التي كانت تكتشف أجهزة الرادار المعادية بدِقة، وتوفر صورة واضحة عن للموقف الإلكتروني المعادي Electronic Order of Battle EOB، تشمل أنواع الصواريخ أرض/ جو، وتمركزها، وترددات أجهزتها، مما يساعد على تقدير التهديدات بدقة، وتحديد أسبقية الاشتباك بكل منها، وذلك حتى يمكن الطيار اتخاذ القرار بمهاجمة الصواريخ أرض/ جو الأكثر خطراً، في البداية. وظلت هذه المنظومة تقود نيران الصواريخ بكفاءة، إلى أن تقرر وضع طائرات Phantom في المخازن، وتكليف الطائرات F – 16 وغيرها بهذه المهمة. وعند ذلك، فكر المعنيون في نزع المنظومة APR – 47 من طائرة Phantom، وتركيبها في الطائرات الجديدة، مع إجراء بعض التعديلات لها، لكي تواجه الصواريخ أرض/ جو الحديثة، مثل SAM – 10, 12. ولكن تبيّن أن هذه التعديلات، ستؤدي إلى وضع تصميم جديد تماماً، وأن الطائرات F – 16، تحتاج إلى منظومة أكثر تطوراً. وبالفعل، تم اختيار المنظومة الجديدة AN/ ASQ – 213، التي يشار إليها بالأحرف HTS، اختصاراً لكلمات HARM Targeting System، ويدل اسمها على أنها تُحدّد مواقع الأهداف المعادية للصاروخ HARM وقيادة نيرانه.

وتحتوي منظومة HTS على أجهزة استشعار راداري، وحاسب إلكتروني، وشاشة عرض، وأجهزة تحكّم وإطلاق، إضافة إلى مصفوفة هوائيات.. ومنذ بداية تجهيز الطائرات F – 16 بهذه المنظومة، عام 1994، والتجارب مستمرة لتحديد مدى ملاءمتها للصاروخ HARM، وقدْرتها على اكتشاف الرادارات المعادية.

وأوضحت التجارب وجود نقاط الضعف الآتية في المنظومة:

·   الوقت الذي تستغرقه في اكتشاف الهدف أطول من اللازم.

·   مسافة الاكتشاف هي أقلّ مما يجب.

·   عدد الأهداف، التي يمكن تحليل معلوماتها، هو أقل من عدد الأهداف التي كانت تحللها المنظومة السابقة (منظومة طائرات Phantom).

·   نطاق تردداتها لا يغطي جميع ترددات أسلحة الدفاع الجوي، القديم منها والحديث، والمنتظر مواجهتها في أي عمليات مقبِلة.

·   قدْرتها على اكتشاف الرادارات، التي تعمل على ترددات منخفضة، أقلّ من إمكانات الصاروخ HARM

·   مجال رؤية المنظومة محدود في مخروط أمام الطائرة، لا يزيد اتّساعه على 87هْ، على جانبَي مقدمة الطائرة.

·   برامج الحاسب الآلي، التي استُخدِمت في المنظومة، أثناء التجارب الأولى، لم تكُن على المستوى المطلوب. ولهذا، كانت العملية تحتاج إلى التحكم اليدوي، في كثير من الإجراءات اللازمة لتحديد موقع الهدف، وإطلاق الصاروخ.

إزاء هذه العيوب، تقرر في البداية، استخدام منظومة HTS بصورة مؤقتة، إلى حين إنتاج منظومة جديدة. ولكن قيود الموازنة، جعلت وزارة الدفاع الأمريكية، تقرر استخدامها بصفة دائمة، مع تطويرها، وإدخال عدة تعديلات عليها، لتحقق الآتي:

·   تحسين برامج الحاسب الآلي، لزيادة سرعته ودِقته، وتقليل العمليات اليدوية، التي كان الطيار يلجأ إليها مضطراً.

·   التغلب على مشكلة انعدام المعلومات الواضحة عن الإشعاع المعادي.

·   تقليل الغموض واللَّبْس في تقدير التهديدات.

·   زيادة عدد الأهداف، التي يمكِن تتبعها في وقت واحد.

·   سرعة معالجة البيانات.

·   تمكين المنظومة من اكتشاف أجهزة الرادار، التي تعمل على ترددات منخفضة.

وقد حصلت القوات الجوية الأمريكية على 112 منظومة HTS، وجُهّزت بها الأسراب 77، 78، 79، من اللواء الجوي الرقم 20 F – 16، وتقوم، حالياً، بالتدرب على إطلاق الصاروخ HARM.

أ. المعلومات

يعتمد نجاح خطة الهجوم بالصواريخ المضادّة للإشعاع، على توفير معلومـات عن العدو، تشمل الآتي:

(1) معلومات دقيقة عن تمركز الصواريخ أرض ـ جو، وأجهزة رادار الإنذار، وقيادة النيران والتوجيه.

(2) معلومات لحظية عن المواقع الجديدة، التي تنتقل إليها وحدات الدفاع الجوي خفيفة الحركة.

(3) معلومات شاملة عن الموقف الإلكتروني المُعادي، وترددات جميع الأجهزة الرادارية، خاصة ترددات الحرب، التي لا يمكِن التقاطها في زمن السلم.

ولتحقيق ذلك، وبعد دراسات موسعة، ومجموعة من التجارب، قررت قيادة القوات الجوية الأمريكية، الآتي:

تجميع المعلومات عن مصادر الإشعاع للعدو المحتمل، مسبقاً، وباستمرار، أثناء السلم. وذلك باستخدام جميع وسائل الاستطلاع الممكِنة، والتي تشمل طائرات الاستطلاع الإلكتروني، وطائرات الاستطلاع التكتيكي، والأقمار الصناعية، وأجهزة الاستخبارات المختلفة. ثم تحديث هذه المعلومات أولاً بأول.

وعندما يتأزم الموقف السياسي، وتصبح الحرب محتمَلة، تُدفع طائرات الاستطلاع الإلكتروني إلى مسرح العمليات المنتظر، لالتقاط كل ما تبثه الأجهزة الإلكترونية المعادية، وتدقيق ما سبق جمْعه من معلومات، وتحديثه. وربما نجحت في التقاط ترددات الحرب، أثناء اختبار الطرف المعادي أسلحته ومعداته وتجهيزها للمعركة. ومن ثمّ تُسجّل مواقع أجهزة الرادار، وجميع خواصّها، في برنامج عمل الصاروخ HARM ومنظومة قيادة نيرانه.

وقد أثبتت التجارب العملية، أن مصاحبة طائرة الاستطلاع الإلكتروني RC - 135 Rivet Joint للطائرات
F – 16، في عمليات إخماد الدفاع الجوي، تحقق الإمداد المستمر، واللحظي، لطائرات القصف بأي معلومات جديدة عن الموقف الإلكتروني المُعادي، وتتغلّب على إحدى نقاط الضعف الرئيسية في منظومة قيادة النيران HTS، التي لا تستطيع رؤية الأهداف، إلاّ في مخروط محدود أمام الطائرة (87 ْ). بينما يمكن الطائرة
RC – 135
إمداد طائرات القصف بمعلومات عن رادارات العدو، في جميع الاتجاهات (360 ْ)، وتحديد مسافات هذه الأجهزة، في ثوان معدودة، ورصْد مواقعها رصداً قلّما يخطئ.

وللتغلّب على مشكلة بطاريات الصواريخ أرض - جو، خفيفة الحركة، التي تنتقل من موقع إلى آخر بسرعة، سوف تعمل طائرة الاستطلاع E – 8 Joint STARS، في تكامل، مع مجموعة الإخماد. فتقوم طائرة الاستطلاع الإلكتروني RC – 135 بإعلامها بموقع البطارية الحالي، بينما تتابع الطائرة E – 8 هذه البطارية، أثناء تحركها، إلى أن تصل إلى موقعها الجديد، فتُعلِم سائر طائرات المجموعة بإحداثياته.

ولمعرفة ترددات الحرب، قبل الهجوم، سوف تُطْلق من الجو أهداف خداعية صغيرة Miniature Air Launched Decoys MALD، مزودة بعدسة إلكترونية، ترسل إشارات مشابهة لتلك المنعكسة من الطائرات الحقيقية. وعندما تلتقط الرادارات المعادية هذه الإشارات، يعتقد العاملون عليها أنهم يواجهون هجوماً جوياً حقيقياً. ومن ثمّ، يتحولون إلى ترددات الحرب، مع بث الطاقة في الأثير. وهذا هو المطلوب. وقد استُخدِمت أهداف خداعية مشابهة في حرب تحرير الكويت، في عملية تُعَدّ من أكبر عمليات الخداع في الحملة الجوية، إذ أدت الموجة الأولى من هجمات التحالف، إلى تأهُّب ما تبقى من أسلحة الدفاع الجوي العراقي. فعندما اكتشف مشغلو الرادارات العراقية أعداداً كبيرة من الأهداف، تنطلق نحوهم، مرة أخرى، اعتقدوا أنها موجة أخرى من طائرات التحالف. وفي محاولة يائسة، لتحديد مواقع تلك الأهداف، قام العراقيون بتشغيل راداراتهم بأقصى طاقتها، فكشفوا بذلك عن مواقعها. ولكن الموجة الثانية، لم تكُن طائرات على الإطلاق، بل كانت طائرات من دون طيار، أو أهدافاً وهمية، تظهر على شاشات الرادار كأنها هجوم جوي وشيك. وبعد موجة الطائرات من دون طيار والأهداف الوهمية، جاءت طائرات F – 4G Wild Weasels، وطائرات F – 18 Hornets، وتركّزت مهمتها الأساسية في إسكات الدفاعات العراقية. وما أن بدأ تشغيل الرادارات العراقية، حتى انقضّت تشكيلات من تلك الطائرات، لتدمّر العشرات من مواقع الدفاع الجوي، باستخدام الصواريخ العالية السرعة، والمضادّة للإشعاع، والمعروفة باسم "هارم HARM"، وتكرر النمط التدميري نفسه، تلك الليلة، حول البصرة والكويت.

كما يجري العمل، حالياً، في برنامج لإضافة وحدة قياس جديدة، وجهاز استقبال لمعلومات شبكة أقمار الملاحة GPS، إلى الطائرات المسلحة بالصواريخ HARM.

أمّا عن تسليح الطائرات، فسوف يكون صاروخين إلى أربعة صواريخ HARM، وصواريخ جو/ جو Sidewinder AMRAAM، للدفاع الذاتي ضد طائرات الاعتراض المعادية، إضافة إلى مستودع إعاقة إلكترونية. كما ستعمل هذه الطائرات في حماية طائرات الحرب الإلكترونية، التي تقوم بتوجيه إعاقة ضد أجهزة الرادار المعادية، من مسافات بعيدة، خارج مرمى أسلحة الدفاع الجوي.

وتبقى مشكلة الصواريخ أرض/ جو "الصامتة"، أي التي لا تبث طاقة كهرومغاطيسية. فعلى الرغم من أنها خارجة عن نطاق عمل الصاروخ HARM، إلا أنها تُشكِّل تهديداً واضحاً للطائرات المُكلَّفة بإطلاقه. وللتغلب على هذه المشكلة، تقصف طائرات أخرى هذه المواقع، بنوعيات أخرى من الأسلحة غير المضادّة للإشعاع، يجري إنتاجها، حالياً، وهي الصاروخ Silent Hard Kill  SHARK والصاروخ Joint Stand – Off Weapon Jsow، وغيرهما.

ب. معلومات إضافية

(1) بعد حرب الخليج الثانية، تقرر إنتاج 21 ألف صاروخ HARM، من النوع الجديد (C) إضافة إلى 1400 رأس توجيه، لتركيبها في الصواريخ HARM، من النوع (B).

(2) طلبت مجموعة من الدول شراء الصاروخ HARM وهي: ألمانيا وإسرائيل، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية والكويت وهولندا والنرويج وباكستان وأسبانيا وتركيا.