إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / استيلاء نابليون على موسكو، (يونيه – ديسمبر 1812)





ليبزيغ 1813
معركة سمولنسك 1812م
حملة 1813 (1)
حملة 1813 (2)




استيلاء نابليون على موسكو

2. معركة سمولنسك

استراح نابليون قليلاً في فتبسك؛ ليأخذ جنوده قسطاً من الراحة والتقاط الأنفاس. كان قد فقد، حتى ذلك الوقت، نحو 150 ألفاً من رجاله. اقترح عليه بورتييه ودوروك وكولنكور أن تخيّم القوات في فتبسك، ولا تبارحها؛ نظراً للأخطار الرهيبة المحتملة عند متابعة اقتفاء آثار الروس. فرفض نابليون وأصر على الزحف. في أثناء زحفه جاءته أخبار انتصار قائده لجران، في 20 يوليه، على الجنرال الروسي كوليناف في جاكوبوفو، وانتصار قائده أودينو على الجنرال الروسي وتجنستين، في الأول من أغسطس، في ضواحي بولسك. وكذلك جاءته أخبار ضغط الحكومة البريطانية على السلطان العثماني محمود، وإكراهها إياه على التحالف مع قيصر روسيا. وكان تعليق نابليون على ذلك: "لسوف يندم الأتراك على فعلهم المشين هذا أشد الندم".

بدءاً من 6 أغسطس 1812 سلك نابليون الطريق إلى سمولنسك، التي تبعد مسافة 135 كم شرق فيتبسك، على الطريق الرئيسية المؤدية إلى موسكو. كان الجيشان الروسيان، الأول والثاني، قد اجتمعا في سمولنسك، من يوم 3 أغسطس، وبلغ مجموع أفرادهما 110 آلاف رجل، أي أقل بقليل من نصف قوة نابليون. وكانت القيادة الروسية تعاني الخلاف والانقسام؛ فقد استنكر بجراسيون تصرفات بركلاي، وأوضح له أن معنويات الجنود في الحضيض؛ بسبب هذا التقهقر المستمر، وأنه لا بد من المقاومة ومواجهة الفرنسيين في سمولنسك.

في يوم 15 أغسطس، حاول بركلاي التصدي للقوات الفرنسية في هجوم مضاد ، ولكنه لم يستطع الصمود، فتراجع ليحتمي بأسوار مدينة سمولنسك، وأرسل الجيش الثاني للدفاع عن معابر نهر الدنيبر، في الضواحي الشرقية للمدينة، على أن يتولى الجنرال دوكتوروف، قائد الفيلق السادس من الجيش الأول، مهمة قيادة الدفاع عن المدينة (اُنظر شكل معركة سمولنسك 1812م) و(شكل حملة 1813(1)) و(شكل حملة 1813 (2)) و(شكل ليبزيغ 1813)، ووقع الصدام في 17 و18 أغسطس، ورأى نابليون أنه لن يمكنه استدراج الروس خارج حصونهم؛ فأمر ناي ودافو بقيادة فيلقيهما، تساندهما خيالة موران، بالهجوم المباشر واقتحام المدينة، وقاوم الروس بشدة، وأنزلوا خسائر ملحوظة في القوات الفرنسية التي استطاعت مدفعياتها إحداث ثلمات في الأسوار. وأيقن باركلاي أنه، على الرغم من عجز الفرنسيين عن اختراق دفاعات المدينة، إلا أن المقاومة المتواصلة ستعرِّضه، آخر الأمر، إلى حركة التفاف الفرنسيين وتطويقهم لجيشه، وضرب أجنحته. ومن ثم لم يبال باعتراضات ضباط أركانه، وأمر بإخلاء سمولنسك والانسحاب بسرعة، تحت ستار القنابل وقذائف المدفعية، إلى الضفة الشمالية لنهر دنيبر، وإحراق جسور العبور خلفهم، وإحراق ما استطاعوا من المدينة. ودخلت القوات الفرنسية المدينة، في الساعة الثانية من صباح 18 أغسطس، فوجدوها خرائب جرداء قاحلة خالية من سكانها، لم يترك الروس فيها سوى جثث القتلى، والجرحى الذين أشرفوا على الهلاك. وفكر نابليون قليلاً، ثم عزم على متابعة الروس والزحف نحو موسكو، مفضلاً أن يقامر بذلك؛ فإمّا أن يفوز أو يخسر، ولكن يجب ألاّ ينسحب عائداً إلى فرنسا، دون تحقيق شيء، وألاّ يظل في ليتوانيا؛ ليواجه شتاءها القارص.