إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / استيلاء نابليون على موسكو، (يونيه – ديسمبر 1812)





ليبزيغ 1813
معركة سمولنسك 1812م
حملة 1813 (1)
حملة 1813 (2)




استيلاء نابليون على موسكو

4. نابليون يدخل موسكو

انسحب كوتوزوف إلى موسكو، بعد أن عهد إلى بلاتوف، قائد المؤخرة، بالدفاع عن منطقة موجايسك وتعطيل الفرنسيين بقدر الإمكان، ريثما ينتهي هو من نصب بعض الاستحكامات على مشارف موسكو. أمّا نابليون، فقد أصبحت الطريق أمامه ممهدة  لدخول موسكو. وكان أول من وصل إليها، من رجاله، هو سيباستياني Sebastiani، قائد الفرسان في حرس المقدمة، بعد أن تمكن من دكّ الاستحكامات التي أقامها كوتوزوف، وأصبح على أسوار المدينة؛ فأرسل الروس مندوبًا عنهم يستمهلونه سبع ساعات، يتركون له المدينة خلالها. ووافق سيباستياني؛ لكي يتجنب اقتحام المدينة والجيش الروسي بداخلها، فيخوض معهم معارك الشوارع التي قد يخسرها. حاول روستوبشين، حاكم موسكو، حث الجماهير الروسية للدفاع عن المدينة. ولكن كوتوزوف قاد رجاله، آمرا بالانسحاب من موسكو، والتخلي عنها للفرنسيين، واضطر روستوبيشن إلى موافقته، وأخرج جميع السجناء من سجونهم، وأمرهم بإشعال النار في جميع أرجاء موسكو.

وفي 14 سبتمبر، خرج الروس من موسكو حاملين معهم مضخات المياه وجميع وسائل الإطفاء. وفي مساء اليوم نفسه، وصل نابليون ورجاله إلى مشارف موسكو، فأمر بتفقد المدينة من الخارج، ثم أمر يوجين أن يدخل برجاله من الجهة الشمالية للمدينة، وأن يدخل بنياتسكي من الجهة الجنوبية، وأن يدخل دافو من الوسط، ودفع بقوات الحرس الإمبراطوري بقيادة ليفيفر. وهكذا دخلت القوات الفرنسية موسكو، وأقام نابليون في فندق صغير، ثم في اليوم التالي، 15 سبتمبر، انتقل إلى قصر الكرملين، وعين مورتييه حاكماً عليها.

فجأة اندلعت حرائق هائلة في كل أرجاء موسكو، وتصاعدت أعمدة الدخان السوداء، من المنازل والقصور والكنائس، وألقت القوات الفرنسية القبض على بعض الروس، الذين أشعلوا الحرائق، وأعدمتهم رمياً بالرصاص، ولكنها عجزت عن مكافحة النيران المتواصلة، واضطر نابليون إلى الإسراع بمغادرة الكرملين، بعد إحاطة النيران به، إلى قصر ليتروسكوي، في ضواحي موسكو، وهو يرى الجزء الأكبر من المدينة ومنازلها، التي بني معظمها من الخشب، يتهاوى ويتحول شيئاً فشيئاً إلى رماد.

ظلت النيران مشتعلة يومين كاملين، ثم خمدت في صباح يوم 18 سبتمبر، فعاد نابليون مرة أخرى إلى الكرملين. وفي 24 سبتمبر، أرسل خطاباً، مع جاكوليف، إلى القيصر ألكسندر، في بطرسبرج، يطلب التفاوض وإبرام السلام، ولكن القيصر رفض استقبال هذا المبعوث. ثم في 14 أكتوبر، أرسل نابليون مندوبه لوريستون إلى كوتوزوف لعقد الهدنة، وإبرام السلام، فرفض كوتوزوف مقابلته، وقال إنه لا يستطيع الدخول في أي مفاوضات، إلا إذا جاءته الأوامر من القيصر ألكسندر.

وكان كوتوزوف، بعد انسحابه من موسكو، قد اتجه بجيشه إلى كالوجا، على بُعد 170 كم إلى الجنوب الشرقي من موسكو. وكانت هذه حركة بارعة من كوتوزوف، وفّرت له حماية مدينة "تولا" الإستراتيجية، وهي إحدى الترسانات الروسية الرئيسية، وجعلت كوتوزوف على بُعد 150 كم من "فيازما"، التي تقع على خطوط إمداد مواصلات القوات الفرنسية. وفي كالوجا، أعاد كوتوزوف تنظيم قواته، وزادها إلى 100 ألف فرد، وفي 18 أكتوبر شن هجوماً مباغتاً على قوات موران، تمكن به من إجلائه ورجاله عن مواقعه، وتكبيدهم خسائر فادحة في الأفراد والسلاح.