6. نظرة عامة

كان الخطأ الأساسي، الذي ارتكبه نابليون، هو إقدامه على هذه الحملة في روسيا، قبل ضمان احتلال أسبانيا. ولقد راهن نابليون على إمكانه إحراز النصر على الجيش الروسي، أثناء شهور الصيف، في سهول ليتوانيا، ظاناً أنه لن يكون بحاجة إلى الزحف بقواته، التي ضمت أجناسا شتى، عبر المساحات الشاسعة القاحلة في روسيا البيضاء، وأن الحرب سوف تقتصر على أراضي ليتوانيا لا غير.

وعندما أفلتت القوات الروسية، وراحت تنسحب بعيدًا إلى الشمال والشرق والجنوب، كان على نابليون ألاّ يُستدرج إلى ملاحقتها، وإنما كان عليه أن يتوقف في ليتوانيا، وينتظر انتهاء فصل الشتاء، وعودة الروس إلى قتاله هناك. ومن ثم كانت الهزيمة تنتظره، منذ اللحظة التي اجتاز فيها حدود روسيا البيضاء.

وقد أخطأ كذلك في الظن أن بإمكانه تدبير مزيد من الطعام والمؤن من القرى الروسية؛ فقد وجدها جرداء قاحلة، ووجد القوات الروسية تنسحب، وهي تتبع سياسة الأرض المحروقة.

لقد رسم نابليون، بحملته على روسيا، طريق نهايته وضياع مجده.