إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الإستراتيجية والاقتراب غير المباشر





مناورة الحيثيون بقواتهم
مبادئ/ قواعد الإستراتيجية
ميدان القتال وتمركز الجانبين
أسلوب الموقعة/ المعركة
معركة اليرموك
معركة باتل إكس
معركة بدر الكبرى
معركة جوكيمالا
معركة حطين
الهجوم الخاطف لقوات الحيثيون
المجال القومي للإستراتيجية
الإستراتيجية عبر العصور
المسير إلى أرض فينيقيا
الاقتحام المصري لخط بارليف
التسلل الإسرائيلي
العملية (ضربة صهيون)
العملية العين (حوريب)
بناء السياسات والإستراتيجيات العسكرية
يوم أرماث ويوم أغواث
يوم أعماس ويوم القادسية
عملية عاصفة الصحراء
عملية قادش المعدلة
عناصر القدرة الإستراتيجية للدولة
فكرة العملية الهجومية




الإستراتيجية والاقتراب غير المباشر

المبحث الثاني

المفاهيم النظرية لإستراتيجية الاقتراب غير المباشر

إن الحرب جزء من التاريخ، فهي ظاهرة اجتماعية يصعب تجنبها، وهي ترتبط بمتطلبات الحياة، فإذا كان سير حوادث الحرب ونتيجتها تحددها قوانين موضوعه، دل ذلك على وجود علم عسكري، قادر على كشف النقاب عن المضمون السياسي للحرب والقوى المحركة لها، والكشف عن العلاقة بين الحرب بصفتها ظاهرة اجتماعية وقواعد إدارتها، ولما كان العلم العسكري انعكاساً لسير الحرب والقوانين القياسية التي تحكمها، كان لزاماً علينا أن نسترشد به في كل أعمالنا العسكرية الفعلية، ويرجع أصل العلم العسكري إلى الأزمنة الأولى في العصور القديمة، والتي كان يحكمها مبادئ نظرية، ودوافع إنسانية طبيعية، وموهبة القادة وحسن إدراكهم وفكرهم الفطري.

    لقد سجل التاريخ العديد من حروب العصور القديمة، ولكنه لم يحدد أصول العلم العسكري وفن الحرب بشكل صريح ومباشر، وإنما ظهرت أصول العلم العسكري وفنون الحرب، في سياق وصف سير الحرب ونتائجها، وكان على الفكر العسكري أن يحلل أحداث الحروب القديمة، ويستنبط فن الحرب، وقد جرى ذلك في عصور تالية، ويطوره طبقاً لمتطلبات كل عصر من العصور، من ذلك نجد أن أساليب القتال في العصور القديمة، قد تم إعادة صياغتها وتطويرها لتكون نظريات عسكرية، والتي هي جزء من فن الحرب.

أولاً: النظرية والعقيدة

احتلت النظرية العسكرية، مركز الصدارة، عند أغلب المفكرين العسكريين، ويرى كلاوزفيتز أن دور النظرية، هو ترتيب الأفكار والمفاهيم المتشابكة والغامضة، وإظهار العلاقات المتبادلة للأشياء، وإبراز بعض المبادئ أو القواعد، التي تنتج عنها، مع فصل القضايا الهامة عن الثانوية، وإلقاء ضوء كاشف ينير الفهم الصحيح، ويساعد على اقتلاع المفاهيم الخاطئة، وتبديد ضباب الأفكار المسبقة الغامضة. والنظرية لا تُعد منهجاً محدداً لشكل الحرب، ولا تقدم قوانين لحل جميع المشكلات أو كل الحالات والاحتمالات، وإن لكل عصر أشكاله الخاصة بالحرب، ونظريته الخاصة.

تقوم النظرية العسكرية، ببلورة الخبرة العملية للقوات المسلحة وتعميمها، وتكشف النقاب عن القوانين القياسية لإدارة الحرب، والمطالب التي يتطلبها الصراع المسلح، ولذلك تُعد الخبرة القتالية العملية، أساس النظرية، وإذا لم تتوافر الإمكانيات، المادية والفنية، فإن النظرية تكون عديمة القيمة في تطور فن الحرب، كما أن النظرية تحدد اتجاه تطور التسليح العسكري. وتطور القوة العسكرية، بدوره يؤثر على تطور فن الحرب.

1. العقيدة

أ. إن مفهوم العقيدة أو المذهب Doctrine يعني: "مجموعة القيم والمبادئ، التي تتعلق بالبشر أو الدولة".

ب. وتقسم من حيث المستوى إلى الآتي:

(1) عقيدة عسكرية

(أ) هي القاعدة التي يتم حشد جميع القوى القومية للدولة لإعدادها للدفاع، وخلاصة نظريات القتال ومبادئ الحرب، وتتضمن مكوناً عسكرياً وتكنولوجياً لإعداد القوات المسلحة للدفاع، ومكوناً سياسياً وتنموياً لتحديد دور القوات المسلحة، وتتكون العقيدة العسكرية وفقاً لمجموعة من المبادئ والأسس، التي تعطيها ظاهرة الخصوصية، خاصة العوامل الدينية والاجتماعية والأوضاع السياسية والاقتصادية للدولة.

(ب) تعمل بعض الدول بمفهوم العقيدة العسكرية، وبعضها الآخر بمفهوم السياسة العسكرية، مع تشابه المكونات بشكل عام، ويتركز مفهوم العقيدة العسكرية في الآتي: "مجموعة من القيم والمبادئ التي تهدف إلى إرساء نظريات العلم العسكري وفن الحرب، وتحديد بناء واستخدام القوة العسكرية في السلم والحرب".

(2) عقيدة قتالية

تطلق عليها بعض الدول مذهباً قتالياً، وتشمل: "مجموعة المبادئ والأفكار والاتجاهات الخاصة بتنظيم وتسليح واستخدام القوات المسلحة وأفرعها الرئيسية"

وتعمل في إطار العقيدة العسكرية للدولة، وتأخذ بعض الدول بنظام وضع عقيدة قتالية لكل فرع من الأفرع الرئيسة، وتشكل في مجموعها العقيدة القتالية للقوات المسلحة.

ج. العلاقة بين النظرية والعقيدة

(1) إن تأسيس جوهر النظرية، يأتي من تاريخ فن الحرب، والخبرة القتالية الفعلية، والتي توضع موضع اختبار عملي لإقرارها، ثم تتحول إلى مذهب بواسطة عملية منهجية منظمة، تقوم بها الأجهزة المختصة، عبر سنوات طويلة، ويصاحب هذه العملية/ الدورة، ويلحق بها تطوير شامل للقوات المسلحة من حيث التنظيم والتسليح والتدريب، بما يلبي احتياجات النظرية ومبادئها الأساسية المستحدثة، فالعقيدة هي تعبير عن النظرية بصورة عملية.

(2) تتوافق النظرية ومبادئها مع العقيدة القتالية والعقيدة العسكرية للدولة، كما تُعد النظرية مفهوماً شاملاً متكاملاً، تقوم على أساس العقيدة العسكرية، وعندما يتم تجسيد مفهوم النظرية عملياً، وبعد تطبيقها فعلياً، فإنها تسجل في قواعد خدمة الميدان والمراجع الرسمية، تحت مسمى عقيدة قتالية.

(3) قد تأخذ النظرية مجالاً إستراتيجياً واسعاً، من حيث الفكر أو التطبيق، وفي هذه الحالة يطلق عليها نظرية إستراتيجية، ومجال عملها هو العقيدة العسكرية أو عقيدة الدولة، طبقاً للمستوى، وقد ينبع منها في بعض الحالات نظرية قتالية.

2. ليدل هارت ونظرية الاقتراب غير المباشر

تأثر ليدل هارت بمعارك الحرب العالمية الأولى، وما لاقاه من تجربة شخصية أليمة لدى اشتراكه بها، وما خسره الجيش البريطاني خلال الحرب، وتطلع إلى إيجاد نظرية قتالية جديدة، تحل محل نظريات الحرب العالمية الأولى، التي سادها إستراتيجية الهجوم المباشر، في معظم المعارك، ورأى هارت، في وقت لا حق، أن سبب كوارث الحرب العالمية الأولى، يكمن بالدرجة الأولى، في الالتزام بعقيدة كلاوزفيتز على أنها تفسير للحرب النابليونية، وأن أفكار كلاوزفيتز عن الحرب المطلقة، بصرف النظر عن خسائرها، وحرب الكتلة، كانت سبباً في تجميد الإستراتيجية في الحرب العالمية الأولى، وأكد هارت أن كلاوزفيتز قد ركز على بحث كيفية كسب الحرب، ولم يبحث في كسب السلم.

حتى عام 1922م اعتنق هارت، بفضل فوللر، عقيدة الحرب الميكانيكية، حيث كانت الدبابة هي المعيار الرئيس للتطور العسكري، وهكذا وجد الوسيلة، وظل يبحث عن الطريقة، حتى وجدها في تحليل تاريخ جنكيز خان، ورأي أن المغول جمعوا بين الحركة والقوة الهجومية، ووصل إلى إمكانية بناء نظرية مبنية على الدبابة والطائرة.

في عام 1929م، نشر ليدل هارت مشروع نظرية الاقتراب غير المباشر، وواجهت النظرية اعتراضات وانتقادات هائلة، من قبل المفكرين والقادة العسكريين البريطانيين، واستنكروا حقه في إبداع نظرية جديدة، تقوم على أفكاره واستنتاجاته الخاصة، وأخفقوا في تقدير قيمة وجوهر النظرية، وعلى الجانب الآخر في ألمانيا، فقد وجد القادة العسكريون في النظرية، التطور المعاصر والفكر الخلاق، وتبنى الجيش الألماني النظرية، وعملوا على أساسها، وأثبتوا، في الحرب العالمية الثانية، جدواها وفاعليتها.

وعلى مدى 25 عاماً منذ ظهرت النظرية لأول مرة، واصل ليدل هارت إنجازاته ودراساته، من أجل تحقيق النظرية، وتدقيق مبادئها، على ضوء الأحداث التاريخية والتطورات المعاصرة، والدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية، ثم سجلها في كتابه عن "الإستراتيجية وتاريخها في العالم"، ورفعها من مستوى الإستراتيجية العسكرية إلى مستوى الإستراتيجية العليا.

3. الأسس العامة للنظرية

أ. دراسة وتحليل التاريخ العسكري وفن الحرب.

ب. حل مشكلات فن الحرب، وإيجاد بدائل للنظريات السابقة، التي لم تحقق نجاحاً في الوصول إلى هدف الحرب.

ج. طابع وأهداف السياسة العسكرية للدولة.

د. الموقف السياسي والاقتصادي والاجتماعي، واتجاهات الرأي العام الداخلي.

هـ. التطور التكنولوجي لوسائل الحرب، وما توفره الدولة من إمكانيات.

و. اتجاهات تطور نظريات وأساليب القتال داخل وخارج الدولة.

ز. مستوى إعداد القوات المسلحة للحرب.

ح. موقف الدول والقوات الحليفة، والعدو المحتمل، ونظريات القتال التي يعمل بها.

ط. مستوى وطبيعة إعداد وتجهيز مسرح العمليات.

ي. خصائص ومتطلبات الموقع الإستراتيجي والجيوبوليتيكي للدولة.

ثانياً. جوهر إستراتيجية الاقتراب غير المباشر

1. يتلخص مفهوم ليدل هارت، في تحديده لجوهر نظرية الاقتراب غير المباشر، في: "أن النصر يتحقق من خلال الانهيار النفسي للعدو، وليس بالتدمير المادي لقواته". يتم ذلك عن طريق المناورة بالقوات، وحشدها في اتجاه أضعف النقط والاتجاهات، في دفاعات العدو، لسرعة الوصول إلى عمق ومؤخرة العدو، بهدف إنهاكه وليس تحطيمه، على أن يتم تفتيت العدو وتدميره على أجزاء، مع استغلال الأجناب المفتوحة، وطرق الاقتراب غير المتوقعة من العدو أو المدافع عنها بقوات محدودة، والعمل على قطع خطوط الإمداد ومحاور المواصلات في العمق، وإجبار العدو على العمل في مواجهة واسعة، عن طريق الأعمال الهجومية، الخداعية والتثبيتية، على المواجهة، بهدف تفتيت احتياطاته وتشتيتها أو تثبيتها، وبشكل عام فإن النظرية تركز على أن أفضل الأعمال هو تحطيم مقاومة العدو.

2. وفي مفهوم آخر لليدل هارت: "ليس الهدف الحقيقي هو البحث عن المعركة، بل البحث عن وضع إستراتيجي ملائم، إن لم يؤد إلى النصر، يهيئ ظروفاً مناسبة لمعركة تأتى بعدها وتنتزع النصر".

3. أما صن تزو عام 500 ق م، فكانت تعليماته في الإستراتيجية الهجومية تركز على هزيمة العدو بدون حرب، والاستيلاء على المدن سالمة، وأسر الخصم أفضل من تدميره، وإن هدف الحرب هو ضرب إستراتيجية العدو، وذكر في ذلك: "أن إحراز مِئة انتصار في مِئة معركة ليس هو أفضل ما يكون. إن إخضاع العدو بدون قتال هو أفضل ما يكون". وأيضاً: "إن المخطط الجيد يِخضع العدو دون قتاله".

4. إن ميدان تطبيق الاقتراب غير المباشر أكثر اتساعاً من غيره، فهو صالح لكل المجالات في الدولة، السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية، وترتبط فكرة النظرية بجميع القضايا الناجمة عن تأثير الفكر على الفكر، ولهذا التأثير أعمق الأثر في اتجاه التاريخ البشري.

ثالثاً: الهدف/ الأهداف الإستراتيجية العسكرية

1. يختلف الهدف/ الأهداف الإستراتيجية العسكرية، عند تنفيذ إستراتيجية الهجوم غير المباشر في العملية الإستراتيجية، ارتباطاً بنوع العملية ومستواها، والإمكانيات المتيسرة، وطبيعة أعمال قتال الخصم، وطبيعة مسرح العمليات، بالإضافة إلى الهدف السياسي العسكري للعملية الإستراتيجية، فقد يكون الآتي:

 أ. إضعاف مقاومة العدو قبل قهره والتغلب عليه.

ب. إيجاد موقف إستراتيجي مناسب، إن لم يؤد إلى النصر، فإنه يهيئ ظروفاً أفضل لانتزاع النصر.

ج. تدمير البنية الاقتصادية للعدو.

د. تفتيت العدو، وتدميره على مراحل لتحقيق الهدف النهائي من العملية.

هـ. التأثير النفسي على العدو.

2. ويتم تحقيق الأهداف بالتركيز على الآتي:

أ. مادياُ

(1) أعمال القصف الإستراتيجي، بنيران القوات الجوية والبحرية، وصواريخ أرض ـ أرض.

(2) توجيه الضربات ضد أهداف اقتصادية وتدمير البنية التحتية للعدو.

(3) وضع العدو تحت تأثير نيران قواتنا، والأعمال الخاصة وأعمال الإزعاج والإرباك لفترة زمنية طويلة، قبل بدء المعركة الرئيسية.

(4) تنفيذ المهام الإستراتيجية بأسلوب العمليات المتتالية.

(5) تشتيت جهود العدو في المواجهة والعمق، بأعمال المناورة والتطويق وتوجيه الضربات في المواجهة والعمق، وتثبيت احتياطات العدو.

(6) قطع وتهديد خطوط المواصلات ومحاور الإمداد.

(7) إخفاء نوايا قواتنا.

ب. معنوياً

(1) إفقاد القادة ثقتهم بأنفسهم.

(2) إيجاد شعور لدى الخصم بالعجز، وعدم القدرة على رد الفعل.

(3) فرض حالة من التمزق النفسي والذعر؛ نتيجة إحساس العدو بتورطه في مـوقف صعب.

(4) الوجود في مؤخرة العدو، أفضل أسلوب لشله وإرباكه وانهياره.

(5) تطبيق أساليب الحرب النفسية.

رابعاً: مبادئ/ قواعد إستراتيجية الاقتراب غير المباشر: (اُنظر شكل مبادئ/ قواعد الإستراتيجية)

يمكن إيجاز مبادئ/ قواعد إستراتيجية الاقتراب غير المباشر، في نشاط واحد، يشمل التجمع، أي الحشد، أو بصورة أدق "حشد القوة ضد الضعف"، المرتبط بتوزيع قوات العدو، الناتج عن توزيع قواتنا، الذي يعطي العدو فكرة عن تبعثرنا وتوزيع قواتنا. إن إعادة توزيع قواتنا المبني على توزيع قوات العدو، ثم إعادة تجميع قواتنا، عبارة عن سلسلة من العمليات التي تنجم الواحدة منها عن الأخرى، وما الحشد السليم سوى ثمرة توزيع محسوب بحكمة، ويبرز هنا مبدأ أساسي يفرض نفسه، ويتركز في ضرورة تجنب إعطاء العدو الزمن والحرية للحشد ضد حشد قواتنا.

ولفهم هذا المبدأ الأساس واستخدامه عملياً، يمكن شرحه بثمانية مبادئ/ قواعد/ نصوص عملية، تنطبق على الإستراتيجية والتكتيك كالآتي:

1. مطابقة الهدف مع الإمكانيات

إنه من الخطأ أن ترغب في أشياء لا تستطيع تحقيقها، والحكمة العسكرية في بحث ما هو ممكن، فمن خلال تقدير العوامل الحقيقية الماثلة، وليس مجرد الاعتقاد، تتولد ثقة كبيرة منذ بداية العمل، تتيح النجاح في أمور تبدو مستحيلة، شريطة ألا نستهلك هذه الثقة.

2. استمرار المحافظة على الهدف

من الأهمية استمرار المحافظة على الهدف، ويمكن تحديد أهداف وسيطة تتحقق بالتتالي، لتحقيق الهدف النهائي الأساسي، وهناك عدة طرق للوصول إلى الهدف، مع الحيطة والحذر في أثناء التقدم، لأن كل هدف وسيط يؤثر على الهدف الأصلي، ولذلك فبعد تقرير الأهداف المحتملة، يمكن تقويم الإمكانيات المتيسرة للوصول إليها، مع مقارنة عائد تحقيقها على الهدف العام الأصلي، وإذا كان الفشل في مواجهة أي موقف طارئ لتحقيق الهدف أمراً سيئاً، فإنه من الأسوأ استمرار متابعة الجهود في هذا الاتجاه غير المجدي.

3. اختيار الخط/ الاتجاه الأقل توقعاً

إن العمل على الخطوط/ الاتجاهات المتوقعة، يزيد من قوة وثبات العدو، لتمشيها مع فكرته لإدارة أعماله، والعكس هو الأصح، ولذلك فإن من الضروري، دراسة وتحليل العدو وردود فعله، وأعماله المحتملة، ويراعى التفكير دائماً من وجهة نظر العدو، لتقدير الأشياء التي لا يتوقعها.

4. استثمار النجاح في الاتجاهات الضعيفة

عند نجاح أعمال القتال في اتجاه المقاومة الضعيفة للعدو، فإن من الضروري استغلال النجاح وتطوير أعمال القتال، وتوسعها في هذا الاتجاه، طالما كان قادراً على تحقيق الوصول إلى هدف وسيط، يؤدي احتلاله إلى الوصول إلى الهدف العام، وتنطبق هذه القاعدة على المستوى التكتيكي، في استخدام الاحتياطات، وتتحقق على المستوى الإستراتيجي، باستثمار كل نجاح تكتيكي متتالي لتحقيق هدف إستراتيجي أو مهمة إستراتيجية.

5. اختيار الاتجاهات التي تؤدى إلى أهداف متناوبة

إن تهديد عدة أهداف متناوبة، يؤمن الوصول إلى الهدف الأقل حماية، ويسمح باحتلال هدف واحد على الأقل، يمكن منه تهديد واحتلال أهداف تالية، ويحقق هذا الأسلوب، استمرار مفاجأة العدو ويجددها، كما أنه يضع العدو في حيره دائمة عن نوايا قواتنا.. بينما يؤدي تهديد واحتلال هدف واحد إلى فقد المبادأة والمفاجأة لقواتنا، واحتمال الفشل في الاستيلاء على الهدف أو الأهداف التالية.

6. المرونة عند التخطيط وانتشار القوات

تراعى المرونة في مرحلة التخطيط للحرب أو عند تشكيل القوات وتوزيعها في مناطق الانتشار، بحيث تتلاءم مع الظروف المحيطة، وتوقع المرحلة التالية من الحرب، والاستعداد لمواجهة النجاح والفشل، الكلي أو الجزئي، وأن تكون أوضاع القوات وتوزيعها، تحقق التلاؤم والتوافق مع الموقف، واستخدامها في أقل وقت ممكن.

7. الحرص في استخدام كل الإمكانيات إذا كان الخصم مستعداً

وتعني عدم الدفع بكل ثقل إمكانيات قواتنا، عند تنفيذ مهام رئيسة، في حالة استعداد العدو وتوقعه لهذا العمل، وتؤكد التجربة التاريخية أن الضربات الرئيسة أو الأخرى والثانوية، لا تحقق تأثيراً فعالاً، ما لم يتم شل مقاومة العدو، أو قدرته على تحاشي هذه الضربات، ولا ينبغي أن يقبل القادة القيام بهجوم رئيس على عدو، قبل التأكد من هذا الشلل، وإضعاف مقاومته، وإفقاده السيطرة على قواته، وتحطيم معنوياته.

8. عدم إعادة الهجوم عند فشله في المرة الأولى

وتعني عدم تكرار الهجوم، في نفس الاتجاه أو بنفس الأسلوب أو التشكيل، بعد أن فشل في المرة الأولى، وتقوية قدرات القوات المهاجمة، لا تبرر تجديد مثل هذا الهجوم، لأنه من المحتمل أن يكون العدو قد حصل بدوره على قدرات وإمكانيات جديدة، خلال الفترة نفسها، إضافة إلى ارتفاع الروح المعنوية للعدو بعد نجاحه في صد الهجوم الأول.

وتدل هذه المبادئ والقواعد، على أنه لتحقيق النصر، ينبغي حل مشكلتين مهمتين، هما تفتيت العدو ثم استثمار هذا العمل، ومن المقدر هزيمة العدو بشكل فعال، قبل التمهيد لذلك، بخلق الظروف الملائمة لتحقيق هذا العمل، ولا يمكن أن تصبح الضربة حاسمة، إلا إذا تحقق استثمار الفرصة الجديدة، قبل أن يستعيد العدو اتزانه.

    وذكر الجنرال أندريه بوفر أنه يمكن اختصار المبادئ أو القواعد السابقة في الآتي:

1. إجبار الخصم على بعثرة قواته بواسطة الاقتراب غير المباشر.

2. المفاجأة، بالعمل غير المتوقع.

3. تجميع القوة ضد الضعف.

4. البحث عن الحل الحاسم في حقول العمليات الثانوية إن أمكن.

خامساً: متطلبات تطبيق إستراتيجية الاقتراب غير المباشر

1. مرحلة التحضير للعملية

أ. توفير معلومات دقيقة وموقوتة عن العدو.

ب. الدراسة الدقيقة والتفصيلية لمسرح العمليات.

ج. دراسة وتقويم قدرات قواتنا والعدو.

2. مرحلة التخطيط

أ. خطة نيران قوية ومؤثرة وطويلة المدى، لعدة أيام، ضد الأهداف الإستراتيجية وأهداف البنية التحتية للعدو، باستخدام جميع الإمكانيات النيرانية، القوات الجوية/ البحرية/ المدفعية/ الصواريخ أرض ـ أرض.

ب. خطة إشغال وإرباك وإزعاج الخصم، ضد مراكز القيادة والاحتياطات والأهداف الحيوية، باستخدام القوات الخاصة.

ج. عند التخطيط للعمليات يراعى الآتي:

(1) تحديد هدف إستراتيجي ينفذ من خلال أهداف تعبوية وتكتيكية متعددة، تنفذ بالتتالي، على أن تشمل أكثر من هدف لكل مستوى، لتطوير أعمال النجاح في الاتجاهات الناجحة، والتي تؤدي إلى الهدف الإستراتيجي النهائي، واستمرار المحافظة عليه.

(2) تركيز الجهود في اتجاه أضعف النقط في دفاعات العدو، واستثمار النجاح في هذا الاتجاه.

(3) تفتيت العدو وتدميره على مراحل وبالتتالي.

(4) تخطيط أعمال هجومية ثانوية وتثبيتية في المواجهة، وتوجيه الضربات الرئيسية في العمق، باستغلال أعمال المناورة وخفة الحركة، للالتفاف على أجناب العدو ومؤخرته المفتوحة، أو في اتجاه الدفاعات الضعيفة والأقل توقعاً من وجهة نظر العدو.

(5) المحافظة على تكوين الاحتياطات طوال مراحل العملية، لتحقيق الاتزان.

(6) تمشي التخطيط لتنفيذ المهام مع القدرات والإمكانيات المتيسرة.

(7) إخفاء نوايا قواتنا، بتجميع القوات وإعادة انتشارها في مناطق واسعة ومتفرقة وتحقق إخفاء اتجاه الضربة الرئيسية، بتوفير شبكة من الطرق على طول المواجهة، وليس في اتجاه الضربة الرئيسية فقط.

(8) يسمح التخطيط، بنقل وتحويل الجهود الرئيسية، بسرعة وكفاءة، من اتجاه لآخر، لاستثمار النجاح.

(9) يشمل التخطيط على أعمال الخداع، باستخدام جميع الإمكانيات الإيجابية والسلبية، واستخدام الحرب النفسية على أوسع نطاق للتأثير على معنويات العدو.

3. مرحلة إدارة أعمال القتال

أ. مرونة القادة في اتخاذ القرار، خاصة في المواقف الطارئة.

ب. تنفيذ خطط بديلة لتنفيذ المهام، مع استمرار المحافظة على الهدف.

ج. إعادة النظر عند الفشل في أحد الاتجاهات، بعدم تكرار الهجوم من نفس الاتجاه وبنفس فكرة الهجوم، والعمل على إدخال فكر جديد وسرعة تنفيذه.

د. استمرار المحافظة على المبادأة وتحقيق المفاجأة.

هـ. استثمار العمل في الاتجاهات الناجحة، والتي تؤدي إلى الهدف الرئيسي من العملية.

4. تنظيم واستخدام القوات

أ. توفير قوات مدرعة وميكانيكية، بما يحقق خفة الحركة وسرعة المناورة، ومتطلبات الحرب الميكانيكية والحرب الخاطفة.

ب. إمكانيات نيرانية عالية من المدفعية والصواريخ أرض ـ أرض، خاصة البعيدة المدى، والقوات البرية والبحرية.

ج. قوات خاصة، وقوات إبرار جوي وبحري، بحجم مناسب.

د. منظومة قيادة وسيطرة على مستوى عالٍ.

سادساً: أسلوب تطبيق إستراتيجية الاقتراب غير المباشر

1. على المستوى القومي

أ. عزل الدولة المعادية عن الدول الحليفة والمتعاونة معها، في المجال السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والعسكري.

ب. الحصار الاقتصادي أو العمل على إضعاف اقتصاديات الدولة المعادية.

ج. إضعاف المجتمع ونظام الحكم في الدولة المعادية، مثل بث الفرقة بين فئات الشعب وطوائفه الدينية والعقائدية والعنصرية وطبقاته الاجتماعية، وإبراز سلبيات نظام الحكم..الخ.

د. خلق الأزمات المستمرة للخصم، والعمل على تفتيت جبهته الداخلية.

هـ. اختراق الجبهة الداخلية للخصم، وخلق مجموعة أو فئة أو طبقة مؤيدة، تشكل جبهة معارضة لها تأثير في صنع القرار بالدولة الخصم، وقد يتطلب الأمر تنفيذها لأعمال طابور خامس.

و. وعلى مستوى الدولة الصديقة، دولتنا:

(1) كسب الحلفاء، وتوطيد العلاقات والتعاون الإستراتيجي مع الدول الخارجية، إقليمياً ودولياً، خاصة الدول الكبرى.

(2) دعم التعاون الإستراتيجي مع الدول الصديقة والمتعاونة، لتوفير الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري.

(3) إبراز مراكز الثقل أو قوة الردع لاستمرار ردع العدو.

(4) التظاهر بالرغبة في السلم، مع استمرار الإعداد للعمل العسكري.

(5) خطة إعلامية شاملة تستهدف خفض رغبة الخصم في القتال أو الاستمرار فيه.

2. على المستوى الإستراتيجي العسكري

أ. تكثيف جهود المخابرات والاستطلاع واستمرار متابعة العدو.

ب. أعمال قصف إستراتيجي بنيران القوات الجوية والبحرية والصواريخ أرض ـ أرض، ضد الأهداف الإستراتيجية الحيوية.

ج. تنفيذ أعمال إزعاج وإرباك العدو، بأعمال الإغارات والكمائن في المواجهة والعمق التعبوي والإستراتيجي.

د. حشد القوات في مناطق الانتظار الأمامية يكون في مناطق تبادلية، ثم يتم احتلال المناطق الرئيسية قبل بدء الهجوم بفترة قليلة، لإخفاء نوايا قواتنا، مع استمرار التأثير على العدو بنيران قواتنا.

هـ. توجيه الضربات الثانوية والخداعية، في اتجاه دفاعات العدو الرئيسية، وإشغال العدو بالقوات والنيران على طول المواجهة.

و. توجيه الضربات الرئيسية، في اتجاه أهداف تعبوية متناوبة، تؤدي إلى الهدف الإستراتيجي، باستغلال الأجناب المفتوحة والمعرضة أو الاتجاهات الضعيفة، وغير المتوقعة من العدو.

ز. استثمار اتجاه النجاح، وتحويل الجهود الرئيسية في اتجاهها، بما يحقق الوصول للهدف النهائي.

ح. خطة خداع، وخطة حرب نفسيه تغطي جميع المستويات.

ط. إستراتيجية الاقتراب غير المباشر وفكرة العملية الهجومية. (اُنظر شكل فكرة العملية الهجومية).

سابعاً: أسس نجاح إستراتيجية الاقتراب غير المباشر

تتركز أسس نجاح إستراتيجية الاقتراب غير المباشر في الآتي:

1. حدد ليدل هارت عند تناوله للإستراتيجية، أن الفاصلين الرئيسيين لتحقيق النصر، هما تفتيت العدو، واستثمار هذا العمل.

2. إضعاف العدو بدلاً من تحطيمه بصدمة مباشرة، أو هزيمة العدو بدون حرب، أو هزيمة إستراتيجية العدو.

3. التمسك بتحقيق مبدأي المبادأة والمفاجأة، والمحافظة عليهما دائماً، مع استغلال نقاط ضعف العدو واستثمارها لصالح قواتنا.

4. توفير خطط تبادلية لتحقيق الهدف من العملية، للعمل بها في حالة تمكن العدو من إعاقة خطط قواتنا.

5. تجميع القوات في اتجاه الضربات الرئيسية، يحقق نسبة تفوق عالية على العدو، وتوجيهاً في الاتجاهات الضعيفة وغير المتوقعة من العدو.

6. توسيع نطاق أعمال قتال قواتنا في المواجهة والعمق، بالقوات والنيران، لإجبار العدو على نشر وبعثرة قواته وإمكانياته، وتشتيت جهوده، وإفقاده السيطرة على قواته.

7. خداع العدو عن الهدف الرئيسي لقواتنا، بالأعمال الخداعية والتثبيتية، بما يحقق توزيع قواته وتشتيت وتثبيت احتياطاته أو دفعها في اتجاهات ثانوية.

8. تنفيذ أعمال القتال الرئيسية ضد مؤخرة العدو، بأعمال الالتفاف السريعة، ومن أقل الاتجاهات مقاومة. هدف الحرب.

9. قطع خطوط ومحاور المواصلات والتقدم والإمداد في عمق العدو؛ لتهديد التجميع الرئيسي المعادي.

ثامناً: التسليح النووي وإستراتيجية الاقتراب غير المباشر

انتقد ليدل هارت وجهة النظر لدول أوروبا والولايات المتحدة، والتي تتلخص في: التسليح النووي وسيلة عملية للوصول بسهولة إلى نصر سريع وشامل وإقامة سلام عالمي. وأضاف هارت أن القنبلة الهيدروجينية لم تستطع إيجاد حل أكيد، في ضمان الأمن المطلق للدول الغربية، ولم تكن دواءً شافياً للوقاية من الأخطار، التي تهددهم، لقد زادت قدرتهم الضاربة، ولكنها زادت في نفس الوقت قلقهم، وأثارت شعورهم بعدم الاطمئنان، ويدل القلق، الذي تعيشه شعوب العالم الغربي، على عجزهم عن الوصول إلى حل مشكلة إيجاد سلم قائم على مثل هذا النصر، ولم تتجاوز رؤيتهم، ما وراء الهدف الإستراتيجي المباشر، كسب الحرب، واقتصر تفكيرهم على أن النصر العسكري يضمن السلم، إن الثقة، التي وضعتها الدول الغربية في دور السلاح النووي، سلاحاً ردعاً، وهم وسراب.

إن التسليح النووي يشكل عائقاً لسياسة صد الخصم، بدلاً من أن يكون عاملاً مساعداً لها. وعلى رغم أنه قد يحد فعلاً من الاتجاه نحو الحروب الشاملة، ولكنه يزيد من احتمال الحروب المحدودة، والتي تبدأ باعتداء غير مباشر ومحلى، قد يمتد ويتسع، ويستخدم المهاجم خلاله مختلف الوسائط والأساليب الهجومية، الكفيلة بتحقيق الهدف، ويؤكد ذلك إحصاءات الأمم المتحدة، أن المسرح العالمي شهد 172 صراعاً مسلحاً، منذ الحرب العالمية الثانية، بمعدل 3.12 صراع مسلح سنوياً، وتشهد المرحلة الراهنة 24 صراعاً مسلحاً في أربع قارات، وهو ما يشير إلى اتساع دائرة الحروب التقليدية خلال القرن العشرين.

وقد أشار ليدل هارت أن ازدياد آثار التدمير الجماعية للأسلحة الحديثة وتطورها، يفسح المجال أمام إستراتيجية حرب العصابات، والتي تعنى في مفهومه "اقتراب غير مباشر" لتحقيـق الهدف.

تاسعاً: المجال القومي لإستراتيجية الاقتراب غير المباشر

أشار ليدل هارت إلى أن مجال إستراتيجية الاقتراب غير المباشر، يعد أكثر اتساعاً من غيره، وهو صالح لكل الميادين والمجالات، التي يلعب فيها العامل الإنساني دوراً هاماً، وترتبط فكرة هذا المنظور بشكل دقيق، بالقضايا الناجمة عن تأثير الفكر على الفكر. إن إستراتيجية الاقتراب غير المباشر أكثر ضرورة في الميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

إن هدف إستراتيجية الاقتراب غير المباشر في المجال القومي للدولة يتركز في إخضاع الآخر لإرادتك بدون صراع، وعلى سبيل المثال وليس الحصر يمكن الآتي:

1. المجال السياسي

قد ينبعث صراع بين إرادتين، تربطهماً مصالح مشتركة أو مجتمع واحد، وفي هذه الحالة فإن محاولة توجيه الأفكار بشكل مباشر، قد يثير مقاومة عنيدة، ويزيد من صعوبة تعديل مواقف الآخرين، بينما يمكن إقناعهم بسهولة وسرعة أكبر، ببث مستور للأفكار والتوجهات الجديدة المعارضة، مع دعمها بحجج تلتف حول جوانب كل اعتراض.

2. المجال الاقتصادي

أ. ويتحقق ذلك في القطاع التجاري، مثل أن يقوم البائع بترويج تجارته من خلال إيجاد حوافز أو مميزات للمشترين أو الإيحاء للمشترين، بمـدى نجاح تجارته أو مميزاتها الجيدة، هذا إضافة إلى تطبيقات فن التسويق الحديث بأساليب غير مباشرة.

ب. وفي مجال آخر قد تتطلب الظروف إبراز القوة الاقتصادية للدولة عند الضعف، وقد يكون بهدف إبراز قوة الدولة للردع، أو لإخفاء نقاط ضعف معينة، أو بهدف تشجيع جذب الاستثمار الخارجي.

3. المجال الدبلوماسي

ويدخل فيه أساليب علم التفاوض، وفي مجال العلاقات السياسية الدولية، ويمكن تبنى نظريات الاحتواء أو الاستجابة المرنة أو الردع أو سياسة التفرقة بين الخصم وحلفائه.

4. المجال الاجتماعي

أ. ويدخل فيه جميع الإجراءات لإضعاف الدولة الخصم في مجالها الاجتماعي مثل اختراق المجتمعات أو الطبقات أو الفئات المختلفة والتفرقة بينها.

ب. ويدخل في ذلك أيضاً أعمال الإرهاب، والمخدرات، ونشر الأمراض المستعصية، والحروب البيولوجية ضد الدولة الخصم.

5. المجال المعنوي

أ. يلعب الإعلام دوراً مهماً في خفض الروح المعنوية للخصم، وإفقاده الثقة في نظامه السياسي وقواته المسلحة، وبث التفرقة في صفوفه، ويأتي ذلك بتناول الإعلام للقضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية في توجيه الأفكار بشكل غير مباشر لتحقيق أهداف مباشرة.

ب. اعتبرت الدعاية هي السلاح السري لألمانيا، لتمهيد طريق النصر خلال الحرب العالمية الثانية، وارتكزت ألمانيا على نشر الشائعات، كما تعرض لودندورف في مذكراته عن النواحي الفنية للدعاية، مثل خلق روح التضحية والولاء، فإنه يجب أن يعلم كل فرد في المجتمع، أثر فقدان الحرب على حياة الأفراد والمجتمع، ومن الضروري نشر ذلك في جميع وسائل الإعلام، فإن عرض المخاطر لجماهير الشعب له تأثير يخالف التفكير في المكاسب والغنائم، وله تأثير أبعد مدى عن الحديث عن مفاوضات الصلح.