المقدمة

خلال فترة تقلّ عن عشر سنوات، أنتجت إسرائيل ستة أقمار صناعية. أطلقت أربعة منها بوساطة صاروخ شافيت Shavit الإسرائيلي، مما يدل على نجاح برنامجها الفضائي. على الرغم من فشل عملية الإطلاق الأخيرة، في 22/1/1998. وهو أمر عانت منه الدول الأكثر تقدماً، مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

خطوات تمهيدية

بعد أن أطلق الاتحاد السوفيتي أول قمر صناعي إلى الفضاء، في 4 أكتوبر 1957، أدرك ديفيد بن جوريون David Ben-Gurion، رئيس وزراء إسرائيل، آنذاك، أهمية هذا المجال. فأنشأ، في عام 1960، "اللجنة القومية لأبحاث الفضاء"، ملحقة بالأكاديمية القومية للعلوم، برئاسة الدكتور ديفيد برجمان. وكان الهـدف من إنشائها تهيئة جو عام، يؤدي، بعد ذلك، إلى وضع البنية الأساسية لبرنامج فضائي. وهو ما يعني التمهيد لفكرة غزو الفضاء، وقبول المثقفين لها، وحث العلماء على إجراء أبحاث نظرية في هذا المجال، وتدريس الموضوعات المتعلقة بالفضاء في المدارس والجامعات، والاطّلاع على ما يُنشر في العالم حول هذا الموضوع، وإقامة علاقات أكاديمية، بين علماء إسرائيل وعلماء الدول ذات البرامج المتقدمة في علم الفضاء. وبذلك، يمكِن تحديد مدى قدرة إسرائيل على وضع برنامج لغزو الفضاء وتنفيذه، ومعرفة الفوائد، التي يمكِن أن تجنيها منه، ثم تحديد المطالب الأساسية، التي يحتاج إليها هذا البرنامج، وتهيئة الظروف الملائمة للبدء في المشروع.

وأوضحت الدراسات الأولية ضرورة تحقيق المتطلبات الأساسية الآتية:

1. قاعدة علمية قادرة، وأبحاث فضائية وفلكية موسَّعة.

2. تمويل كافٍ.

3. صواريخ لإطلاق الأقمار الصناعية .

4. صناعات إلكترونية متقدمة.

5. تعاون وثيق مع وكالات الفضاء الأخرى.

وبدأت العجلة تدور، في مطلع الستينيات من هذا القرن. ففي 5 يوليه 1961، أطلقت إسرائيل صاروخاً بدائياً، يحمل بعض معدات للأرصاد الجوية. ووصل إلى ارتفاع 80 كم.

وفي عام 1964، طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، مساعدتها على إقامة محطة لرصد الأقمار الصناعية.

وفي عام 1967، رصدت الحكومة مائتي مليون دولار، تُنفَق على مدى عشرين عاماً، لإنتاج الأقمار الصناعية.

وفي عام 1970، شُكِّل فريق من العلماء، لمساندة الأبحاث، التي تجريها هيئة تطوير وسائل القتال والمؤسسة العسكرية، تحت إشراف شيمون بيريز Shimon Perez، مدير عام وزارة الدفاع، آنذاك. وذلك بهدف تنسيق جهود مختلف الجهات العلمية في إسرائيل، وإنتاج صاروخ " أريحا Jericho "

وفي عام 1974، عقب حرب أكتوبر، نشط البرنامج بصورة ملحوظة، وعُيِّن الجنرال حاييم بارليف Haim Bar Lev رئيساً له .

وفي عام 1977، عُقِد الاجتماع السنوي للمنظمة الدولية لعلوم الفضاء في إسرائيل. وشارك فيه ثلاثون دولة. وكان ذلك اعترافاً عالمياً بإنجازات إسرائيل في أبحاث الفضاء.