إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / البرنامج الفضائي الإسرائيلي




الصاروخ الإسرائيلي Shavit
القمر الصناعي الإسرائيلي OFEQ-1
القمر الصناعي الإسرائيلي OFEQ-3





الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية

4. المساعدات الخارجية

على فرض أن إسرائيل قد قامت بتعبئة كافة الإمكانات، العلمية والتكنولوجية، المحلية، فمن المؤكد، مع ذلك، أنها لم تكن قادرة على تحقيق هذه الإنجازات، من دون الاستعانة بالإمكانات العلمية المتقدمة في الغرب، خاصة أمريكا وأوروبا، إما مباشرة، أو بمساعدة العلماء اليهود، الذين تربَّوا في المؤسسات العلمية المتخصصة، في الدول المتقدمة فضائياً، والذين يدينون بالولاء لإسرائيل.

ويؤكد ذلك جدعون بات، وزير العلوم الإسرائيلي، عندما قال، في أعقاب إطلاق Ofeq-1: "لقد نجح المشروع، بفضل عدة أمور، من بينها التعاون مع وكالات الفضاء الأجنبية في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وغيرها".

أمّا عن مصادر التمويل، فلم تكن قاصرة على الحكومة الإسرائيلية، وحدها، بل اعتمدت على التبرعات، التي انهالت من الحكومة الأمريكية، وبعض الحكومات الأوروبية. ولكن الاعتماد الأكثر، كان ولا يزال، على السيل المتدفق من تبرعات أثرياء اليهود في أمريكا وأوروبا، في الخفاء والعلن.

أ. المساعدات الأمريكية

تتم أغلب هذه المساعدات، فنية كانت أو مادية، بصورة سِرِّية، في العادة، وذلك باستثناء النذر اليسير من التصريحات غير الرسمية، التي تنشرها الجرائد أحياناً. ومع ذلك، فهناك بعض المؤشرات، التي تدل على مدى العون، الذي قدمته وتقدِّمه الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل، في برنامجها الفضائي، ومن أهمها الآتي:

(1) بدءاً من مارس 1983، كان اهتمام واشنطن مركزاً في مبادرة الدفاع الإستراتيجي، (حرب النجوم)، وهي برنامج للدفاع المضادّ للصواريخ الإستراتيجية، عابرة القارات. وقد خصَّصت الإدارة الأمريكية (26) مليار دولار، للإنفاق على مرحلة الأبحاث، وحدها. وفي بداية عام 1985، اقترح الفريق جيمس أبرامسون، الذي كان مديراً لهذا البرنامج، أن تشترك فيه إسرائيل، من خلال ثلاثة برامج فرعية، هي:

(أ) إنتاج قمر صناعي صغير، يُطلِق مادة كيماوية لفحص تأثير الإشعاع الكوني والرياح والشمس، في أشعة الليزر، التي سوف تُستخْدَم لتدمير الصواريخ المعادية.

(ب) إنتاج جهاز يعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويُركَّب في الأقمار الصناعية الأمريكية، لإجراء الأبحاث الفلكية، اللازمة لسير برنامج مبادرة الدفاع الإستراتيجي.

(ج) بحث عن استخدام أشعة الليزر في اكتشاف الأقمار الصناعية .

(2) وفي شهر أبريل 1986، دُعِيت إسرائيل، رسِمياً، للاشتراك في البرنامج. وفي 6 مايو، وقَّعت الدولتان مذكَّرة تفاهم، وبموجبها، أصبحت إسرائيل هي الدولة الثالثة، المشتركة في برنامج الدفاع الإسـتراتيجي بعد بريطانيا وألمانيا. وتسربت، بذلك، في أكبر البرامج الفضائية الأمريكية. كما كُلِّفت بتنفيذ مشـروع قائم بذاته، وهو إنتاج صاروخ مضادّ للصواريخ الباليستية التكتيكية، وتكفَّلت الحكومة الأمريكية بـ (80%) من نفقات المشروع، علاوة على تقديم الخبرات التكنولوجية.

(3) في 23 أكتوبر 1988، عُقِد في مدينة هيرتزيليا (في إسرائيل)، مؤتمر للتعاون الأمريكي - الإسرائيلي، في مجالات الصناعات العسكرية والفضائية. وحضره (80) مندوباً أمريكياً، يُمثلون وزارة الدفاع وأفرع القوات المسلحة. ورأس الجانب الأمريكي الفريق أبرامسون، وكان هذا هو المؤتمر الثاني، إذ عُقد الأول قبْل عام ونصف، في واشنطن.

(4) في أغسطس 1989، أثناء لقاء الدكتور Yuval Ne'eman مع جيمس دانفورث كويل James Danforth Quayle، نائب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش George Bush، والذي يُعَدّ، بحكم منصبه، رئيساً لمجلس الفضاء القومي، طلب Ne'eman الموافقة على إسناد دور محدَّد إلى إسرائيل في برنامج الفضاء الأمريكي، على غرار الدور، الذي تقوم به في برنامج الدفـاع الإستراتيجي. وأبدى كويل اهتماماً بهذا الطلب. ورتَّب لذلك عدة اجتماعات بين Ne'eman وخبـراء الفضاء الأمريكيين. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، سبق أن وقَّعت، في 30 نوفمبر 1981، اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع إسرائيل، تتيح للأخيرة الاطّلاع، مباشرة، على كل المعلومات، التي تجمعها الأقمار الصناعية الأمريكية، حتى قبل تحليلها وتصفيتها.

(5) في عام 1996، اتفقت مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية، مع شركة أمريكية، تدعىCore Software Technology CST، ومقرها في باسادينا بولاية كاليفورينيا California Pasadene, على العمل في مشروع مشترك، لإنتاج شبكة من أقمار الاستشعار من بُعد.

(6) في أواخر عام 1995، انتهزت الصناعات الجوية الإسرائيلية فرصة فشل صاروخَي إطلاق أمريكييـن صغيرين، وعرضت أن تتولى إطلاق أقمار صناعية عسكرية أمريكية صغيرة بوساطة صاروخ Shavit. وفي زيارته إلى واشنطن، كرر شيمون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلي، آنذاك، طلبه إلى الرئيس الأمريكي. وإذ كان القانون الأمريكي، لا يسمح بذلك، فقد طلب البيت الأبيض استثناء إسرائيل من هذا الحظر. ولم تُرحِّب الشركات الأمريكية بهذا الطلب، بحُجَّة أنه سيفتح الباب لدول أخرى، تطلب المعاملة بالمثل، وتصبح منافساً للشركات الأمريكية، التي استثمرت أموالاً طائلة في إنتاج صواريخ الإطلاق الصغيرة، ولم تحقق عائداً، حتى الآن.

(7) وعندما طورت إسرائيل صاروخ Shavit، وأنتجت صاروخ " Next "، كرَّرت عرضها وزادت عليه الاشتراك في إطلاق الأقمار التجارية، وأن يكون ذلك من قاعدة الإطلاق الموجودة في جزيرة وولوبس wallops، التي تستخدمها وكالة ناسا في تجاربها. كما طلبت التصريح لوفد إسرائيلي بزيارة الجزيرة لتحديد مدى صلاحيتها لعمليات الإطلاق بالصاروخ الجديد. وفي 13/2/ 1997، أرسل 20 عضواً من الكونجرس الأمريكي، رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، يعرضون عليه فيها استخدام قاعدة الإطلاق الرقم 46، في كيب كانيفرال Cape Canaveral، موضحين له ميزات هذه القاعدة، وأفضليتها على قاعدة جزيرة وولوبس!!

ب. المساعدات السوفيتية ـ الروسية

(1) في عام 1990، استغلَّت إسرائيل الضائقة المالية للاتحاد السوفيتي، فتوجَّه الجنرال عيزرا وايزمان Ezar Weizman، وزير البحث العلمي، آنذاك، إلى موسكو، وقدَّم عرضاً لشراء مساحات في قاعدة Baikonur الفضائية، في كازاخستان، وكانت ولا تزال قاعدة الإطلاق الرئيسية، وذلك مقابل عشرة مليارات دولار. وقد تبرعت بها الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية.

(2) في بداية عام 1991، وافق الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف Mikhail Gorbachev على العرض الإسرائيلي. وفي فبراير من العام نفسه، توجَّهت مجموعة من علماء الفضاء الإسرائيليين إلى المركز الفضائي في Baikonur، وقُدِّمت إليـهم كافة التسهيلات، وفُتِحت أمامهم جميع الأبواب. وبذلك، أصبح كل أسرار الأنشطة الفضائية السوفيتية في حوزة إسرائيل، بما في ذلك قاعدة إطلاق الأقمار الصناعية الحديثة، التي أنشئت عام 1988، وكذا أسرار أحدث صواريخ الإطلاق وأقواها، وهو صاروخ Energia، إضافة إلى التطوير المخطط إجراؤه لمحطة الفضاءMir (أُطلقت في 20/2/1986). كما يوجد في هذه القاعدة معمل أبحاث الليزر، الذي سوف يشرف على بناء أسلحة الليزر، المخصصة لتدمير الأقمار الصناعية. وبموجب هذه الصفقة، قامت إسرائيل بنزح حصيلة ضخمة من الخبرات الفضائية، التي تراكمت منذ عام 1957. وصرَّح يوفال نئمان بأنه قد تم، في عام 1991، توقيع اتفاقية تعاون مع وكالة الفضاء الروسية، وأنهم يعملون، مع الروس والأوروبيين، على بناء مرصد، يعمل بالأشعة فوق البنفسجية.

(3) وعندما بدأت هجرة اليهود السوفيت، وصل إلى إسرائيل، خلال عامَي 1991، 1992، (108) علماء يهود، كانوا يعملون في صناعة الصواريخ، وفي برامج الفضاء السوفيتية، وعلى رأسهم، ألكسندر يارين، ومارك أجرونسكي، وليونيد ليميوناف. وألحقتهم إسرائيل بوكالة الفضاء وبالصناعات الجوية. ويرأس البرنامج الروسي للدفاع المضادّ للصواريخ الإستراتيجية، العالم اليهودي م. س. رابينوفتش.