إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / البرنامج الفضائي الإسرائيلي




الصاروخ الإسرائيلي Shavit
القمر الصناعي الإسرائيلي OFEQ-1
القمر الصناعي الإسرائيلي OFEQ-3





الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية

5. أهداف إسرائيل من برنامج الفضاء

تهدف إسرائيل من هذا البرنامج إلى تحقيق أهداف، سياسية، وعسكرية، واقتصادية، وعلمية.

أ. الأهداف السياسية

تتلخص الأهداف السياسية في إشعار العرب، بأن إسرائيل تتفوق عليهم، وليس أمامهم إلا أن يعترفوا بذلك ويتقبلوه. وكذا إقناع العالم بأنها تقف في مصافّ الدول الكبرى، من حيث التقدم العلمي والإمكانات التكنولوجيـة. وأن هناك فوائد من التعاون معها. وهذا يؤدي إلى رجحان كفة إسرائيل على الدول العربية، في المحافل الدولية. ويسهم في كسب تأييد دول العالم لإسرائيل، حتى لو حدث ذلك بصورة غير مباشرة.

وقد عبَّر إسحاق شامير Yitzhak Shamir عن ذلك، بعد إطلاق القمرAfeq - 1 ، بقوله: إن هذا القمر، يجعل إسرائيل واحدة من ذلك الفريق، الذي يمتلك أعلى تقنية متطورة في العالم. وقِلة قليلة من الدول، هي القادرة على ذلك. وكانـت تعليقات الجرائد، الأمريكية والأوروبية، تدور حول المعنى نفسه، تقريباً.

ب. الأهداف العسكرية

يعتمد النجاح في الحرب على مجموعة من العوامل. من أهمها المعلومات والقيادة والسيطرة. وتوفر أقمار الاستطلاع معلومات إستراتيجية كاملة، عن مساحات شاسعة. وبذلك، يمكِن معرفة مواقع الأهداف العسكرية والصناعية، ومراكز القيادة، ومناطق الحشد والتجمع، والقواعد الجوية والبحرية، ومواقع إطلاق صواريخ أرض/ أرض، وتجمعات الدفاع الجوي. ورصد أي تغيير يحدث فيها، ومراقبة تحركات القوات. ومن تحليل الصور، التي تحصل عليها هذه الأقمار، يمكِن، كذلك، معرفة النيات، وتوفير إنذار مبكر من أي هجوم محتمل. ومن ثم، حرمان الدول العربية من تحقيق المفاجأة، كما حدث في عام1973. ومع بدء القتال تقوم أقمار الاستطلاع بتصوير ما يحدث في مسرح العمليات، وفي أعماق العدو. وتضع أمام القادة صورة متكاملة عن الموقف القتالي. وفي الوقت عينه، تنقل أقمار الاتصالات المعلومات والأوامر وبلاغات القتال، بين القيادات والوحدات. والواقع أن أقمار الاستطلاع والاتصالات، هي أحدث وأسرع وأشمل الوسائل، التي توفر المعلومات، وتُحقق القيادة والسيطرة على العمليات الحربية. وتسهم، من ثمَّ، بفاعلية، في تحقيق النصر. ولكن مع بعض التحفظات، التي يمكِن إجمالها في الآتي:

(1) إن قمر الاستطلاع الواحد، لا يمكِنه أن يوفر معلومات لحظية مستمرة، عن الموقف القتالي، أو مراقبة كل ما يجري في الدول الأخرى، في كل لحظة. لأن القمر ليس ثابتاً فوق منطقة معينة، وإنما يدور حول الأرض بسرعة، تختلف عن سرعة دوران الأرض حول محورها. ولهذا، فإن القمر الواحد، سيمر فوق منطقة الشرق الأوسط عدة مرات يومياً، ويظل فوقها عدة دقائق فقط، في كل مرة. وقد كان عدد أقمار الاستطلاع الأمريكية، أثناء حرب تحرير الكويت، يزيد على عشرة أقمار، من الأنواع المختلفة. ومع ذلك، لم تكُن تغطي المنطقة باستمرار، ولا هي وفرت المعلومات لحظة بلحظة.

(2) إن أجهزة التصوير، المستخدمة في الأقمار الإسرائيلية، لا تستطيع التصوير ليلاً، مثلها في ذلك مثل الأقمار الأمريكية من نوع KH – 11؛ وهي أحدث أقمار الاستطلاع بالتصوير في العالم. ولتوفير صور ليلية، تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية أقماراً رادارية Lacrosse. وبفرض أن إسرائيل سوف تجهز أقمارها بمعدات استطلاع إلكتروني، كما تشيع؛ وهو أمر وارد، فإن وظيفة هذه المعدات هي التقاط ما تبثه الأجهزة الإلكترونية المعادية. وذلك لخدمة أعمال الحرب الإلكترونية (استطلاع وإعاقة وإجراءات مضادّة). ولكنها لا تقوم بالتصوير.

(3) إن ما يقال عن أن أقمار الاستطلاع الإسرائيلية، ستكون أحد عناصر منظومة الدفاع المضادّ للصواريخ الباليستية، ليس صحيحاً. لأن الإنذار المبكِّر من هذه النوعية من الصواريخ، يعني اكتشافها منذ لحظة الإطلاق، ومتابعتها باستمرار، وإمداد الوحدات المضادّة بمعلوماتها، لحظة بلحظة. وهذا ما لا يمكِن أن تفعله أقمار الاستطلاع، لعدة أسباب، من أهمها أن القمر يتحرك في اتجـاه وسرعة، يختلفان عن اتجاه الصاروخ وسرعته. قد يحدث الاكتشاف مصادفة، ولكن المتابعة تحتاج إلى قمر يُحلِّق بالسرعة الزاوٍيَّة نفسها، التي تدور بها الأرض حول محورها، ومن ثم، يبدو ثابتاً، ويظل مشرفاً على المنطقة عينها، ويمكِنه بذلك أن يكتشف انطلاق الصاروخ المعادي وأن يتابع حركته في كل لحظة، ويرسل معلوماته من طريق أقمار الاتصالات، إلى المنظومة المضادّة لهذه الصواريخ. ولهذا، فإن الإنذار المبكِّر من الصواريخ الباليستية، يحتاج إلى شبكة من الأقمار، ذات تجهيز خاص، ولها شروط معينة. وإن كان ذلك لا ينفي أن قمر الاستطلاع، سوف يكتشف مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية.غير أن المنصات الحديثة، تتميز بخفة الحركة، ويمكِنها أن تناور إلى موقع جديد، بعد أن يغادر قمر الاستطلاع هذه المنطقة .

ولكن هذه التحفظات لا تنفي أن هذه الأقمار، ستساعد الجيش الإسرائيلي على أي حرب يخوضها، إلى حدّ كبير.

ج. الأهداف الاقتصادية

تُشَكِّل تجارة الفضاء سوقاً رابحة. ويتزايد حجم التعاملات فيها بعجلة متسارعة. وترى إسرائيل أن اقتحام هذه السوق، أمر حتمي للحصول على التمويل اللازم لتنفيذ برنامجها الفضائي الطموح. وابتداءً من عام 1992، وجَّهت وكالة الفضاء الإسرائيلية مجموعات من خبرائها في التسويق، إلى دول عديدة، في محاولات دائبة لبيع خدماتها الفضائية، في مجالات مختلفة، شملت إطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة إلى المـدارات القريبة من الأرض، وبيع الأجهزة الإسرائيلية، التي تُستخدم في بعض الأقمار، وتقديم خدمات الاتصال الفضائية، وغيرها. وصرح مسؤول في الوكالة أن هذه المجموعات، قد وجدت عملاء لها. وأنه يتوقع عائداً، لا يقلّ عن مائة مليون دولار سنوياً، في المراحل الأولى. وذلك من خلال القيام بمشروعات مشتركة، مع مصانع أمريكية وأوروبية، للاستفادة من التكنولوجيا المتطورة في إسرائيل. علاوة على الفوز ببعض العقود الفرعية، وتقديم خدمات الإطلاق وغيرها.

هذا هو ما ترجوه إسرائيل. غير أن الواقع الحالي، لا يدل على ذلك، لعدة أسباب، من أهمها الانفتاح بين الشرق والغرب، وزيادة التعاون بينهما. فقد أصبحت كل الخبرات والإمكانات الفضائية الروسية في متناول يد أمريكا وأوروبا. ومن أمثلة ذلك التعاون الأمريكي ـ الروسي على إنتاج محطة الفضاء الدوليـة، وتكليف روسيا  بإنتاج أهم جزءَيْن في هذه المحطة. والرحلات المتكررة لمكوك الفضاء الأمريكي، إلى محطة Mir الروسية. ووجود رائد فضاء أمريكي، بالتناوب، في هذه المحطة، ووجود طاقم من رجال الفضاء الأمريكيين في قاعدة فضائية روسية. وإطلاق رواد فضاء أوروبيين، بصواريخ روسيـة، لإجراء تجارب علمية في محطة Mir علاوة على ازدحام الفضاء بشبكات عديدة من أقمار الاتصالات. والتنافس الشديد في مجال إطلاق الأقمار الصناعية، وتوافر صواريخ الإطلاق الأكثر ضماناً ورسوخاً من الصواريخ الإسرائيلية، في هذا المضمار.

ومع ذلك، فإن إسرائيل تحاول، حالياً، الدخول في مجال أقمار الاستشعار عن بُعد، بالتعاون مع دول أخرى.

د. الأهداف العلمية

تهدف إسرائيل إلى اكتساب المزيد من الخبرات العلمية الفضائية، النظرية والتطبيقية، لكي تُطوِّر برنامجها الفضائي وتوسعه. ولكي تقف على قدم المساواة مع الدول المتقدمة فضائياً، وبذلك، تستطيع أن تتبادل معها الخبرات. وتنمِّي أواصر التعاون مع هذه الدول. ومثالاً لذلك، اهتمامها الواضح بتوفير قاعدة من المعلومات، اللازمة لتحقيق الوجود الدائم للإنسان في الفضاء، وهو واحد من أهم أهداف البرنامج الفضائي الأمريكي. ومن ثمّ، فإن نجاح إسرائيل في هذه البحوث، يفتح لها باباً أوسع إلى وكالة الفضاء الأمريكية، بكل ما فيها من إمكانات، علمية ومالية.

وفي عام 1988، بدأت الوكالة الإسرائيلية تصمم قمراً صناعياً علمياً. وصرح عشيبا بن نون، الرجل الثاني في الوكالة، بأن إسرائيل ستُطلق قمراً صناعياً ضخماً، مزوداً بثلاثة من أحدث التلسكوبات في العالم، يمكِنها اكتشاف ملايين الأجرام السماوية غير المعروفة. وأضاف أن الولايات المتحـدة الأمريكية ستَزوِّد إسرائيل بأجهزة متطورة ومحطات أرضية، لجمع المعلومات، التي سوف يبثها القمر من الفضاء، فضلاً عن تقديم مساعدات مالية لهذا المشروع.

وقد أسفر هذا البرنامج عن إنتاج ثلاثة تلسكوبات، ضمن برنامج TAUVEX، الذي سبقت الإشارة إليه.