إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / خنادق النفط




تلوث التربة بالنفط
تشوه سطح الأرض
بقايا أنابيب بالقطاع الشرقي
بقايا نفط بالقطاع الشرقي
بقايا طيور غارقة في النفط
خندق نفطي
صورة لخنادق القطاع الشرقي
صورة لخنادق القطاع الغربي
صورة جوية للخنادق وادي الباطن
صورة جوية للخنادق طريق السالمي

مراحل إعداد الخنادق النفطية
الأضرار السطحية للخنادق النفطية
الخط الحصين للقوات العراقية

نمط توزيع الخنادق بالنويصب
نمط توزيع الخنادق بالسالمي
الامتداد الجغرافي للخنادق النفطية
امتداد الخنادق النفطية داخل العراق



بسم الله الرحمن الرحيم

2. أسلوب القوات العراقية في تخطيط وإعداد الخنادق النفطية في مسرح عمليات حرب الخليج الثانية

أ. نظراً لأن طبيعة الأرض الكويتية، وخاصة المنطقة الجنوبية منها، على امتداد الحدود مع المملكة العربية السعودية هي أرض صحراوية مفتوحة تكاد تخلو من الموانع الطبيعية، فلم يكن هناك بديل أمام القوات العراقية أثناء احتلالها لدولة الكويت، من أن تقوم بتأمين قواتها العسكرية من الهجوم المتوقع للقوات المتحالفة الدولية، إلا بإقامة نظام دفاع حصين (أُنظر شكل الخط الحصين للقوات العراقية) تُؤمِّنه خطة موانع محكمة، تحتوي ضمن مشتملاتها على عدد كبير من الخنادق النفطية بأطوال تبلغ حوالي 197 كم، وهذا الامتداد يغطي تقريباً مواجهة الدفاعات العراقية جميعها، وذلك تمشياً مع فكرة إستراتيجية الأرض المحروقة، والتي سبق للقوات العراقية انتهاجها، أثناء حربها مع إيران "1980 ـ 1988".

وتتلخص فكرة إستراتيجية الأرض المحروقة في ثلاث مراحل كالآتي:

(1) المرحلة الأولى: الإبادة بالحرق

تعتمد هذه المرحلة على إشعال النفط الموجود بالخنادق النفطية، أمام قوات التحالف الدولية، عند تقدمها في اتجاه الكويت، وذلك لتحقيق الأهداف التالية:

(أ) إقامة حاجز من ألسنة النيران الشديدة والأدخنة بارتفاع وعرض وامتداد لا يسمح باختراقه بالوسائل التقليدية، وفي حالة محاولة اقتحامه، تكون نسبة الخسائر عالية جداً، كما أن محاولة السيطرة على النيران بوسائل متطورة من جانب قوات التحالف، تؤدي إلى عرقلة التقدم، فضلاً عن أنها عملية محفوفة بالمخاطر.

(ب) التأثير المعنوي وبث الرعب وبالتالي تدمير الروح القتالية لقوات التحالف.

(ج) حجب رؤية طائرات التحالف لأهدافها بسبب سحب الأدخنة الناتجة.

(2) المرحلة الثانية: التدمير بالألغام

تعتمد هذه المرحلة على استخدام حقول الألغام المضادة للأفراد والدبابات، كوسيلة فاعلة لتدمير قوات التحالف، ووقف تقدمها في اتجاه الكويت، وذلك في حالة نجاح هذه القوات في التغلب على نيران الخنادق النفطية.

ففي حالة تورط قوات التحالف بدخولها حقول الألغام الكثيفة، فإن ذلك يعني تدمير معداتها وأسلحتها وقوتها البشرية، بسبب انفجار الألغام من جهة، ونيران كافة الأسلحة والمدفعية المشاركة في خطة النيران الدفاعية.

(3) المرحلة الثالثة: القصف المدفعي المكثف

    تعتمد هذه المرحلة على تنفيذ القصف المكثف ضد قوات التحالف، وذلك في حالة نجاحها في السيطرة على حقول الألغام بعد فتح الثغرات بها، ويتم هذا القصف في إطار خطة النيران الدفاعية للقوات العراقية، والتي يشترك فيها الدبابات والأسلحة المضادة للدبابات ومدفعية الرمي الغير مباشر بكافة أعيرتها، والتي تحتل مواقعها ضمن المواقع والقطاعات الدفاعية الحصينة.

    وإن نتائج عمليات القصف المدفعي المكثف لو نفذت بحسب ما خطط لها من قبل القوات العراقية كانت ستلحق نسبة خسائر عالية بقوات التحالف.

ب. تخطيط وإعداد الخنادق النفطية بمعرفة القوات العراقية

(1) شكلت خنادق النفط عنصرا أساسياً من عناصر النظام الدفاعي للقوات العراقية، والذي أنشأته القوات العراقية جنوب دولة الكويت، وعلى مسافة 10 ـ 15 كم شمال حدود المملكة العربية السعودية، والذي يمتد من ساحل الخليج العربي شرقاً حتى وادي الباطن غرباً بمواجهة تبلغ حوالي 200 كم.

وتتلخص مشتملات النظام الدفاعي للقوات العراقية، مرتبة من الجنوب إلى الشمال على الآتي:

(أ) خنادق نفطية وحولها سواتر رملية من ناتج حفرها تشكل أيضاً مانع يصعب تسلقه.

(ب) ستة صفوف من زوايا حديدية "أوتاد"، بارتفاع 50 سم فوق سطح الأرض.

(ج) ثلاثة نطاقات من الأسلاك الشائكة بارتفاع من 50 ـ 75 سم، ومزروع بها ألغام وقنابل مفخخة.

(د) حقول ألغام مضادة للدبابات والأفراد.

(هـ) المواقع والقطاعات والنطاقات الدفاعية الحصينة والمحتلة بواسطة القوات، وكافة الأسلحة التي تتخذ أوضاعها القتالية.

(2) وقد أثرت العوامل التالية على تخطيط وإعداد الخنادق النفطية

(أ) طبيعة وطبوغرافية الأرض في مسرح العمليات ، وشكل دفاعات القوات العراقية، والأسلوب المنتظر لهجوم قوات التحالف.

(ب) توفر متطلبات إنشاء الخنادق وخاصة النفط.

(3) وقد كان للعوامل السابقة التأثير على امتدادات ومواقع الخنادق النفطية التي خطط لها وأعدها الجانب العراقي والتي بلغت أطوال ما أمكن اكتشافه منها حوالي 120 كم  موزعة كالآتي: (أُنظر خريطة الامتداد الجغرافي للخنادق النفطية)

(أ) 12 خندقاً، بالمنطقة الساحلية، بالقطاع الشرقي[1]، بطول يبلغ 11.832 كم.

(ب) 20 خندقاً، بمنطقة أم قدير/ المناقيش، بالقطاع الأوسط ، بطول يبلغ 19.7 كم.

(ج) 37 خندقاً، بمنطقة أم عمارة "طريق السالمي"/ خبرة أم الجثاثيل، بالقطاع الغربي ، وبطول يبلغ 35.2كم.

(د) 38 خندقاً، بمنطقة أم عمارة/ منطقة الشقايا، بالقطاع الغربي، وبطول يبلغ 38.951 كم.

(هـ) 13 خندقاً، بمنطقة وادي الباطن، والممتدة داخل الأراضي العراقية، وبطول يبلغ 13.853 كم.

    فضلاً عن ذلك، فهناك العديد من الخنادق النفطية التي صعب رصدها على الصور الجوية، نتيجة تغطيتها، واختفائها تحت الكثبان الرملية (أُنظر صورة لخنادق القطاع الشرقي) و(صورة لخنادق القطاع الغربي) و(صورة جوية للخنادق طريق السالمي) و(صورة جوية للخنادق وادي الباطن).

(4) خططت القوات العراقية الخنادق النفطية بالشكل الذي يحقق الآتي: (أُنظر خريطة نمط توزيع الخنادق بالنويصب) و(خريطة نمط توزيع الخنادق بالسالمي) و(خريطة امتداد الخنادق النفطية داخل العراق)

(أ) تحقيق أقصى فاعلية لها من حيث حجم النيران وامتدادها الرأسي والأفقي، ولذا فقد قامت بملء هذه الخنادق بكميات كبيرة من النفط بمعدل  حوالي 3750 م3 لكل كم طولي من الخندق.

(ب) تأمين عملية اشتعالها، بتزويدها بوسائل إشعال عالية الكفاءة، والمزودة بوسيلتين للتفجير.

(ج) عدم وجود ثغرات بينها، ولذا فإنها صممت بحيث يكون هناك تداخل ما بين نهاية الخندق وبداية الخندق التالي.

(د) تكون قاطعة لمحاور التحرك الرئيسية، التي تربط بين كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت ، وهي ("الطريق الساحلي" حالياً طريق "خادم الحرمين الشريفين"، وطريق الوفرة ـ ميناء رأس الزور، طريق الوفرة ـ ميناء عبدالله، طريق السالمي ـ مدينة الكويت)، بهدف السيطرة على هذه المحاور ومنع القوات المتحالفة الدولية من استخدامها.

(هـ) وحرصاً من القوات العراقية على عرقلة هجوم هذه القوات، من اتجاه الحدود السعودية العراقية، بمنطقة وادي الباطن، فقد حفرت عدداً من الخنادق النفطية في هذا الاتجاه، داخل الأراضي العراقية.

(5) مرحلة الإعداد الهندسي

    استغرق فترة زمنية مدتها حوالي خمسة أشهر "من شهر أغسطس 1990 إلى شهر يناير 1991، وحفرت القوات العراقية، خلالها، الخنادق بالمعدات الميكانيكية الثقيلة بالمنطقة الجنوبية من دولة الكويت وعلى امتداد حدودها مع المملكة العربية السعودية، وعلى مسافة تراوح 10 ـ 15 كم شمال الحدود. وقدرت كميات التربة الناتجة من عمليات خفر الخنادق بأكثر من نصف مليون متر مكعب  "523184.9 م3" بواقع
4375 م3 لكل كم طولي.

(6) التجهيز القتالي، اشتملت على الآتي:

(أ) ملء الخنادق بالنفط الخام، الذي تم ضخه عبر شبكة من الأنابيب، من الآبار الواقعة على مسار الخنادق النفطية، والقريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهي حقول الوفرة وأم قدير الجنوبي وأم قدير الشمالي والمناقيش.

وطبقاً لمعدلات التسرب الرأسي والأفقي للنفط في التربة، وذلك حسب التباين في طبيعة الرواسب، فقد تطلب الأمر إعادة الملء أو ضخ كميات إضافية للحفاظ على مستوى النفط بالخنادق، ومن ثم الحفاظ على فاعليته عند اشتعاله.

وقدرت الكميات التقريبية للنفط بالخنادق بحوالي ثلاثة ملايين ونصـف مليون برميل "448447.8 م3، مع إمكانية استمرار إمدادها بالنفط إذا لزم الأمر.

(ب) تجهيز وسائل إشعال النفط باستخدام عبوات من النابالم المزودة بوسيلتين للتفجير إحداهما كهربائية، والأخرى ميكانيكية، وقد بلغ إجمالي وسـائل التفجير بـ "1170" متفجرة، وهي كمية كافية لإشعال الخنادق إشعالاً كاملاً.

(ج) إجراء تجارب ميدانية لعمليات إشعال النفط في بعض المواقع للتأكد من كفاءة وسائل الإشعال وفاعليتها.



[1] القطاع الشرقي: يمتد من ساحل الخليج العربي قرب مركز النويصب، حتى حقول نفط الوفرة غرباً بطول حوالي 46 كم.