إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / خنادق النفط




تلوث التربة بالنفط
تشوه سطح الأرض
بقايا أنابيب بالقطاع الشرقي
بقايا نفط بالقطاع الشرقي
بقايا طيور غارقة في النفط
خندق نفطي
صورة لخنادق القطاع الشرقي
صورة لخنادق القطاع الغربي
صورة جوية للخنادق وادي الباطن
صورة جوية للخنادق طريق السالمي

مراحل إعداد الخنادق النفطية
الأضرار السطحية للخنادق النفطية
الخط الحصين للقوات العراقية

نمط توزيع الخنادق بالنويصب
نمط توزيع الخنادق بالسالمي
الامتداد الجغرافي للخنادق النفطية
امتداد الخنادق النفطية داخل العراق



بسم الله الرحمن الرحيم

3. الآثار البيئية الضارة التي أصابت الكويت

أ. لكي يمكن تقييم الآثار البيئية الناجمة عن الخنادق النفطية، التي حفرتها القوات العراقية وجهّزتها للاشتعال، ينبغي وضع العناصر التالية في الحسبان:

(1) كميات التربة الناتجة عن عمليات الحفر.

(2) مساحة السطح المضار بمناطق الخنادق، ويقصد بالسطح المضار ميكانيكياً القطاع من الأرض على جانبي الخندق النفطي والذي تركزت فيه الأعمال الميدانية أثناء حفر الخنادق ثم إعادة ردمها وتسوية سطح الأرض، حيث أضيرت النباتات والحيوانات البرية، وتفتتت التربة، وانضغطت الأرض بفعل المعدات الثقيلة، ويبلغ عرض الشريط الأرضي المضار بسبب الخنادق النفطية بحوالي 20 متر على جانبي الخندق، أي بواقع 20000 متر مربع لكل كيلومتر طولي من الخنادق النفطية.

(3) كميات النفط بالخنادق. (أُنظر جدول تقدير كميات التربة الناتجة من حفر الخنادق النفطية، ومساحة السطح المضار، وكميات النفط بالخنادق موزعة على القطاعات المختلفة)

ب. وبالنظر إلى الأرقام الواردة بالجدول يمكن الخروج بالخلاصة التالية:

(1) عظم حجم الكارثة البيئية من جراء حفر الأرض وتجهيزها، وملئها بالنفط، فضلاً عن أن اعتراض خنادق النفط لمسار الأودية وانحدارها الطبيعي، من شأنه أن يزيد من مساحة الدمار البيئي.

(2) إن أكثر المناطق تضرراً، هي المنطقة الممتدة بين طريق السالمي ومنطقة الشقايا، بسبب وجود أكبر عدد من الخنادق بها، أمّا أقل المناطق تضرراً فهي المنطقة الساحلية، تليها منطقة وادي الباطن.

ج. تصنف الأضرار البيئية الناجمة من خنادق النفط إلى أضرار مباشرة وأضرار غير مباشرة

(1) الأضرار المباشرة

يقصد بها التغيرات الملموسة في خصائص التربة، والمعالم الأرضية الدقيقة، والغطاء النباتي، والحياة البرية، والتي أثرت سلباً على كفاءة هذه العناصر، وذلك من جراء عمليات الحفر، وملء الخنادق بالنفط، وأعمال إعادة ردم الخنادق بعد تحرير دولة الكويت.

ويمكن تلخيص الأضرار المباشرة (أُنظر شكل الأضرار السطحية للخنادق النفطية) في الآتي:

(أ) تكسير وتفتيت الجزء العلوي من التربة، وتشويه سطح الأرض (أُنظر صورة تشوه سطح الأرض)، وتدمير ما عليه من غطاء نباتي، وما به من حياة برية.

(ب) الانضغاط الميكانيكي لحبيبات التربة الرملية والحصوية بسبب حركة المعدات الثقيلة.

(ج) فقدان مياه الأمطار، والسيول، بسبب تراكمها في الحُفَرْ الناتجة من التشوه السطحي للأرض.

(د) التلوث النفطي للتربة سواء نتيجة ملء الخنادق بالنفط، أو عن طريق تخريب الآبار وحرقها "إذ دمرت القوات العراقية أكثر من 700 بئر نفطية" أو من طريق تكوين البحيرات النفطية.

وتتلخص أضرار التلوث النفطي للتربة في الآتي:

(أ)     احتمال تسرب النفط خلال الشقوق والفجوات لأعماق أكبر، مما يؤدي إلى احتمال تلوث المياه الجوفية.

(ب) شكلت البحيرات النفطية مصيدة مميتة للطيور (أُنظر صورة بقايا طيور غارقة في النفط) والثدييات والزواحف.

(ج) التأثير على تركيب التربة، ومن ثم على الكائنات الدقيقة بها "مثل البكتريا والفطريات" وكذلك على جذور النباتات. (أُنظر صورة تلوث التربة بالنفط) و(صورة بقايا نفط بالقطاع الشرقي)

(د) وجود نسبة عالية من الكبريت نتيجة التلوث، مما جعلها تميل للحموضة، وقد أثر ذلك في كفاءة التربة وإنتاجها.

(هـ) نتيجة للتلوث النفطي، تتكون مادة عازلة من النفط ، تمنع وصول الأكسجين إلى التربة، وتكون النتيجة ازدياد غاز ثاني أكسيد الكربون، وتكوين غاز كبريتيد الهيدروجين ذو التأثير السام على الكائنات الدقيقة.

(2) الأضرار غير المباشرة

هي التغيرات السلبية التي نجمت عن عمليات حفر الخنادق وانكشاف التربة، والتي امتدت آثارها بعيداً عن مواقع الخنادق النفطية بفعل العوامل الجوية "الرياح ومياه الأمطار والسيول".

وتتلخص الأضرار الغير مباشرة في الآتي:

(أ) انتقال التربة الناتجة من أعمال الحفر، إلى المناطق الجنوبية، نتيجة الرياح الشمالية الغربية خلال فصول الصيف، لتتراكم حول مزارع الوفرة، وحقول نفط الوفرة، والساتر المقام على الحدود مع المملكة العربية السعودية.

(ب) إرباك المعدلات الطبيعية لحركة ترسب الرمال، بسبب تغير المعالم الأرضية.

(ج) تغيير الملامح الهيدرولوجية لأحواض التصريف السطحي خاصة في القطاع الغربي، مما يتسبب عنه حجز مياه السيول ومنع سريانها في مساراتها الطبيعية.

الخلاصة

1. كان الرئيس العراقي وقادة نظامه، يعتقدون أن اتجاه الهجمات الرئيسية للقوات المتحالفة سيكون من الجنوب، أساساً، ومن الشرق، لذا، نظمت القوات العراقية دفاعاتها في نطاقات دفاعية حصينة، تؤمنها خطة موانع محكمة، تضمنت ولأول مرة خنادق نفطية، حفرت المئات منها، داخل الأراضي الكويتية، بداية من ساحل الخليج العربي شرقاً إلى وادي الباطن في أقصى الجزء الجنوبي الغربي بطول حوالي 197 كم ـ مطبقاً بذلك إستراتيجية الأرض المحروقة والتي سبق للعراق استخدامها في حربه ضد إيران.

2. وفي أثناء الاحتلال مُدَّ خط أنابيب نفطي بقطر 42 بوصة لضخ النفط إلى منطقة غرب الكويت، وتفرعت منه أنابيب فرعية لتمتلئ من خلالها الخنادق.

3. قد بلغ إجمالي عدد الخنادق، التي اكتشفت من الصور الجوية، 120 خندقاً بطول يبلغ 120 كم، وقد صممت القوات العراقية هذه الخنادق بطريقة تحقق أشد تأثير من النيران وانتشارها رأسياً وأفقياً، كما ملأت الخنادق بكميات كبيرة من النفط بلغت حوالي 3.5 مليون برميل، وجهزتها بوسائل تفجير عالية الكفاءة "عبوات من النابالم"، والتي يمكن عند تفجيرها تحويل النفط إلى حائط رهيب عالٍ من النيران والأدخنة المتصاعدة لمنع القوات المتحالفة من اقتحام الحدود السعودية ـ الكويتية بهدف تحرير دولة الكويت. وقد رُوعي عند تخطيط الخنادق أن تمتد لتغطي طول الحدود، وأن تكون متداخلة لا يسمح بوجود ثغرات بينها وأن تكون قاطعة لكل محاور التحرك الرئيسية والاتجاهات الصالحة لتقدم وهجوم القوات المتحالفة. وحرصاً من القوات العراقية على عرقلة هجوم هذه القوات من اتجاه الحدود السعودية العراقية بمنطقة وادي الباطن، فقد حفرت حوالي 16 خندقاً نفطياً بالأراضي العراقية، على بعد
15 كم شمال هذه الحدود.

4. كشفت وثائق القوات العراقية بعد انسحابها من الكويت أن العراقيين اختبروا فاعلية التأثير الناتج من هذه الخنادق، وذلك بإجراء تجربة في خنادق شمال جون الكويت. كما أجروا العديد من التجارب على تنفيذ سيناريو كامل لإستراتيجية الأرض المحروقة بجميع مراحلها.

5. بلغت كمية التربة الناتجة من حفر الخنادق النفطية أكثر من نصف مليون متر مكعب، كما بلغت مساحة السطح المضار بأعمال الحفر والردم أكثر من 2 مليون متر مربع، وهذا بالإضافة إلى الكميات الضخمة من النفط التي ملئت الخنادق بها وأيضاً التي اندفعت من الآبار النفطية التي تم تدميرها ولم تشتعل وكونت بحيرات نفطية.

6. كل ذلك، يعكس مدى الدمار البيئي الرهيب الذي تعرضت له الكويت، وقد كان هذا التأثير على التربة نفسها وعلى كائناتها الدقيقة وعلى النباتات وعلى الحيوانات، إضافة إلى تكسير الجزء العلوي من التربة وتشوه سطح الأرض وفقدان مياه الأمطار، ولا تزال آثار ذلك باقية وربما تمتد لسنوات أخرى.

7. وعلى الرغم من كل الاستعدادات القوية للقوات العراقية، فإنها لم تتمكن من إعاقة تقدم الحملة البرية للقوات المتحالفة في فبراير 1991، إذ نفذت خططاً غير متوقعة، كان من شأنها إبطال مفعول الخط الدفاعي الحصين، ومن فضل الله لم تتمكن القوات العراقية من إشعال الخنادق النفطية وإلا كانت الكارثة أفدح.