إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / استحضار الأرواح









شُبُهات

مقدمة

تعَد مسألة استحضار الأرواح من القضايا الغيبية، التي شغلت الناس في القرن العشرين؛ فقد ادعى بعض الغربيين قدرتهم على استحضار أرواح الموتى في سهولة، ومن دون أي عائق أو حاجز. وزعموا أن في الإمكان استحضار روح المسلم أو النصراني أو البوذي، بل زعموا أن هذه الأرواح تعيش جميعها في سعادة وهناء.

وقد انتشرت عملية استحضار الأرواح، في الغرب، انتشاراً منقطع النظير. والغريب أن الجرائد والإذاعات، المرئية والمسموعة، أسهبت في الترويج لها؛ استناداً إلى أن الإنسان قد اقتحم منطقة الروح، التي كانت غائبة عنه، طيلة القرون الماضية، وأنه بذلك قد تخطى حاجز الموت إلى ما وراءه.

ومع الأسف الشديد، فقد انتشرت هذه الظاهرة في العالم الإسلامي، فراجت، وكثُر دعائها ومؤيدوها. وواقع الأمر، أن المشتغلين باستحضار الأرواح، كانوا بين خادع ومخدوع؛ فالخادعون يروّجون الباطل، وهم يعلمون أنه باطل؛ والمخدوعون يظنون أنهم على الحق، تحت تأثير ما يصوره لهم الوهم، وما يقع لهم من الغرائب.

ومن المعلوم أن سبيل المؤمنين في الحكم على الغيبيات وأسرارها، لا يمكن أن يُستَقَى إلاَّ من خلال ما أنزل الله ـ عز وجل ـ من بيان لهذه الحقائق؛ لأن الغيب منطقة محظورة، مفاتحها في يد الله وحده، استأثر بها، فلم يطلع عليها أحداً، لا ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً؛ إلاَّ من ارتضى من رسول، فإنه يطلعه على أشياء، ويأمره بتبليغها إلى الخلق، ]وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ[ (سورة الأنعام: الآية 59).

ولو أن الإنسان اشتغل بحياته، في حدود إمكاناته وطاقاته، سعياً إلى إصلاح الحياة ومرضاة الله ـ لكان أجدى من أن يلهث وراء المجهول، ويحمل نفسه فوق طاقتها.

يتناول البحث التالي تعريف الروح، وتعلقها بالبدن، ومصيرها بعد الموت، ثم قضية استحضار الأرواح، نشأتها وأصولها وعلاقة الشياطين بها، ووجهة النظر الدينية فيها.