إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الخلفاء الراشدون









مقدمة

عائشة بنت أبي بكر، أم المؤمنين (8 ق . هـ ـ 50 هـ) / (614 ـ 670 م)

عائشة بنت أبي بكر الصدّيق، زوجة رسول الله r وأكثر نسائه رواية لأحاديثه. ولِدَت بمكة المكرمة. تزوجها الرسول r وهي بنت تِسع، وكانت أقرَب نسائه إليه ولم تُنجِب منه. حكت عن زواجها من الرسول r فقالت (فُضِّلت على نساء الرسول r بعشر ولا فخر كنت أحَب نسائه إليه، وكان أبي أحَب رجاله إليه، وتزوَّجني بِكراً ولم يتزوّج بِكراً سواي، وتزوجني لسبع وبنى بي لتِسع (أي دخَل بي)، ونزل عُذري من السماء (المقصود حادِثة الإفْك)، واستأذَن النبي r نساءه في مرَضه قائلاً إني لا أقوى على التردُّد عليكُن، فأذَنَّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلَمة قد عرفنا مَن تريد، تريد عائشة، قد أذنّا لك، وكان آخِر زاده ريقي، فقد استاك بسواكي، وقُبِض بين حِجري ونَحري، ودُفِن في بيتي). كانت فقيهة عالِمة محدِّثة، تُعلِّم نساء المؤمنين، ويسألها كثير من الصحابة في أمور الدين. برّأها القرآن في حادثة الإفك بآيات نزلت في سورة النّور، فكان هذا الحُكم السّماويّ مُعجِزة تشهَد لها بمكانتها عند الرسول r وسائر المسلمين. سانَدَت عائشة المُطالِبين بِدم عثمان بن عفّان، وحارَبت في موقعة الجمَل ضد جيش علي بن أبي طالب. وسُمّيت الموقعة بهذا الاسم نسبة للجمل الذي كانت تركبه عائشة، غَير أنها أُسِرت فأكرمَها عليٌ إكراماً شديداً وأرجعَها إلى المدينة في جَمع حافِل من الناس. ولمّا مات علي حزِنَت عليه حُزناً شديداً. توفيت بالمدينة المنورة ودُفنت بالبقيع، وصلّى عليها أبو هُرَيرة مع نفرٍ من كبار الصّحابة.

عاتكة بنت زيد بن عَمرو (000 ـ نحو 40 هـ) / (000 ـ نحو 660 م)

عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفَيل القُرشية العدوية. شاعرة صحابية حسناء من المهاجِرات إلى المدينة. تزوجها عبدالله بن أبي بكر الصديق، فلمّا مات رَثتْه بأبيات منها

فآليتُ لا تنفكّ عيني حزينة                              عليكَ ولا ينفكّ خدّي أغبرا

وتزوجها عُمر بن الخطاب، وهو ابن عمِّها، فلمّا قُتل رثته أيضاً، فتزوجها الزبير بن العوّام، وقُتِل فرَثته. وعندما خطبها علي بن أبي طالب أرسلَت إليه إنّي لأضنّ بك عن القَتل. وبقِيَت أيّماً إلى أن توفيت.

عاصِم بن عُمر بن الخطاب (6 ـ 70 هـ) / (627 ـ 690 م)

عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي. كان شاعراً، ومن أحسن الناس خُلقاً. وكان طويلاً جسيماً. وهو جدّ الخليفة الخامِس عُمر بن عبدالعزيز لأمه. مات بالربذة.

العبّاس بن عبدالمطَّلِب (56 ق . هـ ـ 32 هـ) / (548 ـ 653 م)

العباس بن عبدالمطلب بن هاشِم الصحابي، عمّ رسول الله r ووالِد عبدالله بن عبّاس حبر الأمة. إليه تُنسَب الدولة العباسيّة لانتساب خُلفائها إليه. كانت له سِقاية الحُجّاج وعِمارة المسجد، وهما مما تتفاخَر به قريش وتتباهى. ضلّته أمه وهو صغير، فنَذَرت إن هي وجَدَته أن تكسو الكعبة بالحرير، فوجدَته فكانت أول مَن كسا البيت العَتيق. قيل أسْلَم قَبل الهجرة، وإنما ظل في مكة لِيبعَث بأخبارها إلى رسول الله r بالمدينة. حضَر بيعة العقبة مع الأنصار. هاجَر إلى المدينة قبل فتح مكة بِقليل، وهو آخِر مَن هاجَر. شهِد فتح مكة، وثبت يوم حُنَين. كان رسول الله r يحبّه ويوقِّره، وقال فيه (هذا بقيّة آبائي)، وقال فيه أيضاً (مَن آذى العبّاس فقد آذاني. فإنّما عمّ الرجُل صِنو أبيه). كان يحرِص على عِتق الرِّقاب وتحرير العَبيد، حتى إنه اشترى 70 عبْداً وأعتقَهم مرةً واحِدة. تُوفي بالمدينة ودُفِن بالبقيع.

عبدالرحمن بن عَوْف (44 ق . هـ ـ 32 هـ) / (580 ـ 652 م)

عبدالرحمن بن عوف بن عبدالحارث، أبو محمد، الزهري القرشي. من كبار الصحابة. وهو أحد العَشرة المبَشرين بالجنة، وأحَد السِّتة أصحاب الشورى، الذين جعل عُمر بن الخطاب الخلافة فيهم، وأحد السابقين إلى الإسلام، وكان من الأجواد الشجعان العُقلاء. كان اسمه في الجاهلية (عبد الكعبة) أو (عبد عَمرو) وسمّاه رسول الله r عبدالرحمن. شهِد بدراً وأُحداً والمَشاهِد كلها. وأعتق في يومٍ واحد ثلاثين عَبداً. كان يحترِف التِّجارة. تصدَّق يوماً بقافلة فيها سبعمائة راحِلة تحمِل الحِنطة والدقيق والطعام. ولمّا حضرته الوفاة أوصى بألف فرَس وبخمسين ألف دينار في سبيل الله. تُوفي في المدينة.

عبدالرحمن بن ملجم المراديّ (000 ـ 40 هـ) / (000 ـ 660 م)

عبدالرحمن بن ملجم المراديّ التدؤلي الحميري. ثائر من أشدّاء الفرسان. هاجَر في خلافة عُمر بن الخطاب، وقرأ على معاذ بن جبل فكان من القرّاء وأهل الفقه والعبادة. ثم شهِد فتح مصر وسكَنَها وكان من شيعة علي بن أبي طالب، وشهِد معه صفين. ثم خرج عليه وقتَلَه غِيلة بِضَربة أصابت مقدّم رأسه وهو في طريقه لصلاة الفجر (ليلة 17 رمضان) سنة 40 هـ، فقُبض عليه وقُتِل في الكوفة.

عبدالله بن أبي بن سلول (000 ـ 9 هـ) / (000 ـ 630 م)

عبدالله بن أبي بن مالِك بن الحارِث بن عبيد الخزرجي، أبو الحباب، المشتَهِر بابن سلول، وسلول جدّته لأبيه، من خزاعة. رأَس المنافقين في الإسلام. من أهل المدينة. كان سيد الخزرج في آخِر جاهليّتهم. وأظهَر الإسلام بعد موقعة بدر، ولمّا تهيّأ النبي r لِموقعة أُحد، انخذل ابن سلول وكان معه ثلاثمائة رجُل. فعاد بهم إلى المدينة. وفعل ذلك يوم الخروج لغزوة تبوك. وكان كلّما حلَّت بالمسلمين نازِلة شَمت بهم، وكلّما سمِع بسيّئة نشرها. وله في ذلك أخبار. ولمّا مات تقدّم النبي r فصلّى عليه، ولم يكُن ذلك من رأي عُمر بن الخطاب فنزلت الآية تنهى النبي r عن الصلاة على المنافقين: ]وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ[ (سورة التوبة: الآية 84).

عبدالله بن أبي بكر (000 ـ 11 هـ) / (000 ـ 631م)

عبدالله بن عبدالله بن عثمان، وهو عبدالله بن أبي بكر الصديق. أخو أسماء بنت أبي بكر لأبويها. أمهما قُتَيْلة، من بني عامر بن لؤيّ. وهو الذي كان يأتي النبي r وأباه أبا بكر بالطعام وبأخبار قريش، إذ هما في الغار، كل ليلة. شهِد عبدالله فتح مكة والطائف مع رسول الله r، كما شهد حُنَيناً. رماه أبو محجن الثقفي بسهم في غزوة الطائف، فجرحه. فاندمل جرحه، أول مرة، ولكنه عاد فانتفض بعد حين، فمات منه أول خلافة أبيه أبي بكر. وصلّى عليه أبوه.

عبدالله بن جعفر بن أبي طالب (1 ـ 80 هـ) / (622 ـ 700 م)

عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب، الهاشمي القرشي. صحابي ولد بأرض الحبشة لمّا هاجر أبوه إليها. وهو أول مَن ولد بها من المسلمين. وأتى البصرة والكوفة والشّام. كان كَريماً يُسمّى (بحر الجود). وكان أحد الأمراء في جيش علي بن أبي طالب يوم (صفين)، مات بالمدينة.

عبدالله بن سبأ (000 ـ نحو 40 هـ) / (000 ـ نحو 660 م)

رأس الطائفة السبئية، وأصله من اليمن، قيل كان يهودياً وأظهَر الإسلام. من فساد دعوة السبئية القول بأُلوهية علي بن أبي طالب، ورجعة النبي r وأنّ عليّاً حيّ في السحاب، وإذا سمعوا صوت الرّعد قالوا غضِب علي! ويقولون بالتناسُخ. رحَل عبدالله بن سبأ إلى الحجاز فالبصرة فالكوفة. دخَل دمشق في أيّام عثمان بن عفان، فأخرَجه أهلها منها فانصرَف إلى مصر وجَهَر ببِدعَته. ونفاه علي بن أبي طالب إلى ساباط المدائن، حيث القرامِطة وغُلاة الشيعة.

عبدالله بن سعد بن أبي السرح (000 ـ 37 هـ) / (000 ـ 657 م)

عبدالله بن سعد بن أبي السّرح القرشيّ العامريّ، من بني عامِر بن لؤي، من قريش. فاتِح شمال أفريقيا (المغرب العربي)، وفارِس بَني عامر. أخو عثمان بن عفان من الرّضاع. من أبطال الصحابة. أسلَم قبل فتح مكة وهو من أهلها. وكان من كُتّاب الوحي. ولمّا فتح عمرو بن العاص مصر، كان عبدالله على ميمَنته. ووَلِيَ مصر سنة 25 هـ بعد عَمرو بن العاص، فحكم نحو 12 عاماً، زحَف خلالها إلى أفريقيا بجيش فيه الحَسَن والحُسَين، أبناء عليّ، وعبدالله بن عبّاس، وعُقبة بن نافِع، ولَحِق بهم عبدالله بن الزُّبير. فافتتح ما بين طرابلس الغرب وطَنْجة. ودانت له أفريقيا كلها. وغزا الروم بَحراً، وظفر بهم في معركة ذات الصّواري سنة 34 هـ. وعاد إلى المشرق. اعتزَل الحرب بين عليّ ومعاوية في (صفين) وتوجّه إلى الشام. مات فجأة بعَسقَلان.

عبدالله بن عامٍر (4 ـ 59 هـ) / (625 ـ 679 م)

عبدالله بن عامٍر بن كُريز بن ربيعة الأمويّ، أبو عبدالرحمن. ولِد بمكة ووَلِي البصرة في أيام عثمان بن عفان (سنة 29 هـ)، فوجّه جيشاً إلى بلاد فارِس وفتَح كثيراً من بلدانها. ولاّه معاوية البصرة ثلاث سنين، ثم صرَفه عنها فأقام بالمدينة، ثم رحَل إلى مكة. كان محبّاً للعُمران، اشترى كثيراً من دور البصرة وهدَمها ليوسع الطرق. وهو أول مَن اتخذ الحياض بعرفة، وأجرى إليها العيون وسقى الحُجاج. كان شجاعاً سخيّاً وصولاً لِقَومه. تُوفي بمكة ودُفِن في عَرَفات.

عبدالله بن عُمَر (10 ق . هـ ـ 73 هـ) / (613 ـ 692 م)

عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أبو عبدالرحمن. صحابيّ من أعزّ بيوتات قريش في الجاهلية. ولد بمكة ونشأ في الإسلام، وهاجَر إلى المدينة مع أبيه. أفتى الناس في الإسلام ستين سنة. ولمّا قُتِل عثمان بن عفان، عرَض عليه نفَر أن يبايعوه بالخِلافة فأبى. غزا أفريقيا (المغرب العربي)، مرَّتَين. له في كتُب الحديث 2630 حديثاً. كُفّ بصره في آخِر حياته. وكان آخِر مَن تُوفي بمكة من الصّحابة.

عبدالله بن مسعود (000 ـ 32 هـ) / (000 ـ 653 م)

عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبدالرحمن من أكابِر الصحابة ومن السابقين إلى الإسلام. ولِد بمكة وهاجَر إلى الحبَشة مرَّتَين، وشهِد جميع الغزَوات مع رسول الله r، وكان خادِمه الأمين في حلّه وترحاله. وفي غزوة بدر أجهَز على أبي جَهْل. وكان أوّل مَن جهر بقراءة القرآن بمكة، وتلقّى أذى قُرَيش، واحتسَب ذلك في سبيل الله. عُرِف بالعِلم والتُّقى والوَرَع. ولاّه الخليفة عُمر بن الخطاب بيت مال الكوفة، كما ولاّه القضاء فيها. قدِم عبدالله بن مسعود المدينة في خِلافة عثمان وتُوفي فيها ودُفِن بالبقيع. روى 848 حديثاً عن الرسول r.

عبدالله بن وهب الرّاسبيّ (000 ـ 38 هـ) / (000 ـ 658 م)

عبدالله بن وهب الرّاسبي، من الأزد. كان من أئمّة الإباضية (فرقة من الخوارج)، وصاحب عِلم وفصاحة وشجاعة. أدرَك النبي وشهِد فتوح العراق مع سعد بن أبي وقّاص. ثم كان مع علي بن أبي طالب في حروبه ثم خرَج عليه. واجتمع جماعة بالنهروان (بين بغداد وواسِط) وأمروا عليهم الرّاسبي وقاتَلوا عليّاً، وقُتِل الراسبيّ في هذه الموقعة.

عبدالملِك بن مروان (26 ـ 86 هـ) / (646 ـ 705 م)

عبدالملك بن مروان بن الحكَم بن أبي العاص بن أُميّة، أبو الوليد الأموي. أحد خُلفاء بني أميّة بالشام. ولد بالمدينة، وكان أديباً عالِماً فقيهاً يحفظ القرآن، ويُجالِس العُلماء والصالحين. بويِع بالخِلافة سنة 65 هـ /685م في حياة أبيه. وبقِيَ خليفة على الشام ومصر سبع سنين، وعبدالله بن الزبير خليفة على باقي البلاد. ثم انتقل إليه حُكم البلاد الإسلامية بعد مقتل عبدالله بن الزبير سنة 73 هـ ـ 692 م. نشَر الإسلام على نطاق واسِع بين البربر في المغرِب العربيّ. استخدم اللغة العربية في كتابة الدواوين، وضرَب عملة عُرِفَت بالدينار. تُوفي بدمشق.

عُبيدة بن الحارِث (62 ق . هـ ـ 2 هـ) / (562 ـ 624 م)

عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، أبو الحارث. من أبطال قريش في الجاهلية والإسلام. ولد بمكة، وأسلم قبل دخول النبي دار الأرقَم. وعقد له النبي ثاني لواء عقدَه بعد أن قَدِم المدينة، وبعَثه في ستين راكباً من المهاجرين، فالتقى بالمشركين، وعليهم أبو سفيان بن حَرْب، في موضِع يُقال له "ثنية المرة". كان ذلك أول قتال جرى في الإسلام. ثم شهِد بدراً وقُتِل فيها.

عُتبة بن ربيعة (000 ـ 2 هـ) / (000 ـ 624 م)

عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، أبو الوليد. أحد سادات قريش في الجاهلية. كان خطيباً نافِذ القول موصوفاً بالرأي والحِلم والفَضل. أول ما عُرِف عنه توسّطه للصّلح في حَرب الفِجار (بين هوازن وكنانة) وقد رضي الفريقان بحُكمه، وانقضَت الحرب على يده. أدرَك الإسلام ولكنه لم يُسْلِم، فشهِد بدراً مع المشركين. كان ضخم الجثة، عظيم الهامة. طلَب خوذة يلبسها يوم (بدر) فلَم يجِد ما يسَع هامته، فلفّ على رأسه ثوباً له، وقاتَل قتالاً شديداً؛ فأحاط به علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبدالمطلب، وعبيدة بن الحارث فقتلوه.

عثمان بن عفّان (47 ق . هـ ـ 35 هـ) / (577 ـ 656 م)

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة، من قريش. أمير المؤمنين، ذو النّورَين، ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشّرين بالجنّة. ولد بمكة وكان غنيّاً شريفاً في الجاهلية. أسلم بعد البِعثة بقليل. بويِع بالخِلافة بعد وفاة عُمر بن الخطاب سنة 23 هـ. تزوّج من رقية بنت النبي r فماتت عنده فزوّجه رسول الله r ابنته أم كلثوم فماتت عنده أيضاً. فقال رسول الله r  (لو كان عندي ثالثة زوّجتها عثمان). وكان عثمان جواداً كريماً يبذل للقريب والبعيد، فهو الذي جهّز جيش العُسْرة (الذي تحرّك سنة 9 هـ إلى تبوك لقتال الروم) بتسعمائة وخمسين بَعيراً، وخمسين فَرَساً، وتبرّع بألف دينار. وهو الذي ابتاع بئر رومه (بالمدينة) وأباحها لابن السّبيل. وهو الذي آوى كثيراً من الناس في سِني المجاعة في كنفه. من أهم أعماله في فترة خِلافته فَتْح أرمينيا والقوقاز وقبرص، وأتمّ جمْع القرآن. وهو أول من وسّع المسجد الحرام، ومسجد الرسول r، وأمَر بالأذان الأول يوم الجمعة، واتّخذ الشُّرطة، واتخذ داراً للقضاء بين الناس، وكان نَقش الدّراهم في أيامه (الله أكبر). نقم عليه بعض الناس اختصاصه أقارِبه من بني أُميّة بالولايات والأعمال، فجاءته الوفود من الكوفة والبصرة ومصر. فطلَبوا منه عَزْل أقاربه فامتنَع. فحصروه في داره أربعين يوماً يراودونه على أن يخلَع نفسه فلم يفعَل. وتسوَّر عليه بعضهم جدار داره فقتلوه صبيحة عيد الأضحى، وهو يقرأ القرآن. ودُفِن بالبقيع. وكانت خِلافته اثنتي عشرة سنة إلاّ ثمانية أيّام.

عكرمة بن أبي جهل (000 ـ 13 هـ) / (000 ـ 634 م)

عكرمة بن أبي جهل، عَمرو بن هشام المخزومي القرشي. من صناديد قريش في الجاهلية والإسلام. كان هو وأبوه من أشدّ الناس عداوة للنبي r. وأسلم عكرمة بعد فتح مكة. وحسن إسلامه، فشهِد الوقائع وولي بعض الأعمال لأبي بكر الصديق، واستشهد في اليرموك.

عمّار بن ياسِر (56 ق . هـ ـ 37 هـ) / (567 ـ 657 م)

عمّار بن ياسِر العنسي، أبو اليقظان. صحابي من السابقين إلى الإسلام. أوذي هو وأبوه وأمّه سميّة. وكان الرسول r يمرّ بهم وهم يُعذَّبون فيقول (صبراً آل ياسِر إنّ موعدكم الجنة). قتل أبو جهل سمية فكانت أول شهيدة في الإسلام. هاجر عمار إلى المدينة وشارَك في بناء مسجد رسول الله r. قال له رسول الله r مرحباً بالطيب المطيب، رواه ابن ماجة والترمذيّ. شهد بدراً وأُحُداً والمشاهد كلها مع رسول الله r. قاتَل المرتدّين في اليمامة. ولاّه عُمر بن الخطاب على الكوفة ثم عزَلَه، شهد موقعتَي الجمل وصفين مع عليّ، وقُتِل في صفين.

عُمر بن أبي ربيعة (23 ـ 93 هـ) / (644 ـ 712 م)

عمر بن أبي ربيعة، حذيفة بن المغيرة المخزومي القرشي، أبو الخطاب، من شعراء القرن الأول في العصر الأموي. يُقال ولد في مكة في الليلة التي تُوفي فيها عُمر بن الخطاب، فسُمِّي باسمه. ونشأ نشْأةً مُترَفة. زعيم مدرسة الغزَل الصّريح دون مُنازِع، ولم يتطرّق إلى غيره من فنون الشعر. تغزَّل بكثير من النساء ووَصفهن أحسَن وصف حتى عدّه بعض النقّاد أغْزَل شعراء العربية. وأهم ما يميِّز غزَله الاستطراد والحِوار بينه وبين المرأة. كما تميَّز شِعره بحلاوة المعنى وحُسن السبك، وسهولة اللفظ. ومِن أشهر قصائده رائيته التي مطلعها

أمِن آل نُعم أنت غادٍ فمبكر                             غداة غدٍ أم رائح فمهجّر

عَمرة بنت عبدالرحمن (21 ـ 98 هـ) / (642 ـ 716 م)

عمرة بنت عبدالرحمن بن أسعد بن زرارة بن عدس، من بني النجار. سيدة نساء التابعين. فقيهة، عالِمة بالحديث ثقة. من أهل المدينة. صحِبَت عائشة أم المؤمنين، وأخذَت الحديث عنها.

عَمرو بن بكر التميمي (000 ـ 40 هـ) / (000 ـ 620م)

أحد الخوارج الثلاثة الذين ائتمروا بِعليّ ومعاوية وعمرو بن العاص ليقتلوهم، ليلة 17 رمضان سنة 40 هـ. وكان عمرو بن بكر قد تعهّد بقتل عمرو بن العاص بمصر، فكمن له تلك الليلة، فلَم يخرج ابن العاص لِمغَص في بطنه، وخرَج للصلاة عوضاً عنه صاحِب شُرطته، خارجة بن حذافة، فقتَله عمرو بن بكر وهو يظنه عمرو بن العاص. فاجتمع الناس حوله فقبضوا عليه، وساقوه إلى عمرو بن العاص. قال فمَن قتَلت؟ قالوا خارجة. فقال أما والله يا فاسِق ما ظنَنتُه غيرك! فقال ابن العاص أرَدتَني وأراد الله خارجة! ثم قتَله.

عَمرو بن عَبْد وَدّ (000 ـ 5 هـ) / (000 ـ 627 م)

عمرو بن عبد ودّ العامريّ، من بني لؤيّ. من فرسان قريش وأبطالها في الجاهلية. أدرك الإسلام ولم يسلم. شهد الخندق وقتله علي بن أبي طالب، عندما بارزه.

عَمرو بن العاص (50 ق . هـ ـ 43 هـ) / (574 ـ 664 م)

عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، أبو عبدالله. صحابي جليل كان ممّن يُضرَب به المثَل في الفِطنة والدّهاء والحزْم. كان في الجاهلية من فرسان قريش، ومن الأشدّاء على الإسلام. أسلَم قبل فتح مكة. ولاّه النبي r إمرَة جيش ذات السلاسل (في العراق) سنة 12 هـ. ثم ولاّه على عُمان، وكان من أمراء الجيوش بالشام زمن عُمر بن الخطاب. فتَح مصر، وكان أول ما فعله عند فتحها أن اختطّ مدينة الفسطاط (مصر القديمة الآن) وبنى بها مسجِداً عُرِف بجامع عمرو بن العاص. ولاّه عمر بن الخطاب فلسطين ثم مصر، وعزَله عثمان. شهد صفين إلى جانِب معاوية، وولاّه معاوية على مصر سنة 38 هـ، وبقِيَ والياً عليها حتى وفاته. لِعَمرو في كتُب الحديث 39 حديثاً.

عيّاض بن غَنْم (000 ـ 20 هـ) / (000 ـ 641 م)

عياض بن غنم بن زهير الفهريّ. قائد من شجعان الصحابة وغُزاتهم. أسلَم قبل الحُدَيبية، وشهِد بدراً وأُحُداً والخندق. ونزل الشام. وفتَح الجزيرة (ما بين دِجلة والفُرات) في عَهد عُمر بن الخطاب. وغَزا بلاد الرّوم. كان يُقال له (زاد الرّاكب) لِكَرَمه. تُوفي بالشام.

عُيَينة بن حِضن

عيينة بن حضن بن حذيفة بن بدر بن عَمرو الفزّاريّ، أبو مالك. أسلَم بعد الفتح، وشهد حُنيناً والطائف. كان من المؤلفة قلوبهم، ومن الأعراب الجفاة. ارتد بعد وفاة النبي وتبِع طليحة الأسدي وقاتَل معه. فأُخذ أسيراً وحُمِل إلى أبي بكر الصديق، فأسلَم، فأطلقه أبو بكر. تزوج عثمان بن عفان ابنته، فدخل عُيَينة يوماً على عثمان فأغلَظ له، فقال عثمان "لو كان عُمر ما أقدمتَ عليه بهذا"، فقال "إن عُمر أعطانا فأغنانا، وأخشانا فاتّقانا".

فاطِمة الزّهراء (18 ق . هـ ـ 11 هـ) / (605 ـ 632 م)

فاطمة بنت رسول الله r محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، القرشية الهاشمية، صُغرى بنات النبي r، وأمّها خديجة بنت خويلد. من نابِهات قريش وإحدى الفصيحات العاقِلات. تزوّجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وسنّها خمس عشرة سنة، ووَلَدت له الحسَن والحُسَين وأم كلثوم وزَينَب. لُقِّبَت بالزهراء، وبالبتول، وكانت أحبّ الناس إلى رسول الله r. عاشت بعد أبيها ستّة أشهُر، وهي أول من اتُخذ لها النّعش في الإسلام. لها في كتُب الصحاح ثمانية عشر حديثاً. توفِّيَت ليلة الثلاثاء ثالِث أيام رمضان سنة 11هـ، وصلّى عليها زوجها عليّ ودُفِنَت بمكة.

فاطمة بنت الخطّاب

فاطمة بنت الخطاب بن نُفيل القرشية، أُخت أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب. صحابية من السّابِقات إلى الإسلام، أسلمَت قبل أخيها عُمر وأخفَت إسلامها عنه. كانت زوجة لسعيد بن زيد بن عَمرو بن نُفيل.

قتادة بن دعامة (61 ـ 118 هـ) / (680 ـ 736م)

قتادة بن دعامة السدوسيّ، أبو الخطاب. علَمٌ في العربية وأيّام العرب والنسب، ومحدّث، مفسِّر، حافِظ، علاّمة. ولِد أعمى. كان يقول ما قلتُ لمحدِّث قط أعِدْ عليّ، وما سمِعَت أُذُناي قَط شيئاً إلاّ وعاهُ قَلبي. مات بالطاعون في واسط (العراق).

قريبة بنت أبي أُمية المخزومية

قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عُمر بن مخزوم، القرشية المخزومية. وهي أخت أمّ سلَمة زوج النبي r، تزوجها عبدالرحمن بن أبي بكر، فولدَت له عبدالله وأم حكيم وحفصة. كانت موصوفة بالجمال.

قس بن ساعدة الأيادي (000 ـ نحو 13 ق . هـ) / (000 ـ نحو 607 م)

قس بن ساعدة بن عَمرو بن عديّ بن مالِك، من بني إياد. أحد حُكماء العرب ومن كبار خُطبائهم في الجاهلية. يُقال إنه أول عربي خطَب متوكئاً إلى سيف أو عصا، وأول من قال في كلامه (أمّا بَعد). وكان يفِد على قيصر الروم، زائراً فيكرمه ويعظّمه. طالَت حياته وأدرَك النبي قبل البعثة، ورآه النبي في عكاظ، وسُئل عنه بعد ذلك فقال يُحشَر أمّة وحدَه.

القعقاع بن عَمرو (000 ـ نحو 40 هـ) / (000 ـ نحو 660 م)

القعقاع بن عمرو التميمي، صحابي، قائد فاتِح. كان أحَد فرسان العرب وأبطالهم في الجاهلية والإسلام. شهِد موقعة اليرموك سنة 15 هـ، وفتح دمشق. كما شهد أكثر وقائع أهل العراق مع الفرس، وسكن الكوفة. وأدرك وقعة صفين سنة 37 هـ فحضرَها مع عليّ بن أبي طالب. كان القعقاع يتقلَّد في أوقات الزينة سيف هِرَقل (ملِك الروم) ويلبس دِرع بهرام (ملِك الفرس)، وهما ممّا أصابه من الغنائم في حروب فارس. وكان شاعِراً فَحلاً.

كعب الأحبار (000 ـ 32 هـ) / (000 ـ 652 م)

كعب بن ماتع بن ذي هجن الحِميَريّ، اليماني، العلامة، أبو إسحاق. تابعي كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن، وأسلم بعد وفاة النبي r وقدِم المدينة من اليمن في خِلافة عُمر بن الخطاب. فجالَس الصحابة وكان يُحدِّثهم عن أخبار الأمم الغابِرة، ويأخُذ عنهم السُّنَن. خرَج إلى الشام غازياً فتُوفي في حمص في أواخِر خِلافة عثمان بن عفان وكان قد بلَغ من العُمر عِتياً.

كعب بن مالِك الأنصاري (000 ـ 50 هـ) / (000 ـ 670 م)

كعب بن مالك بن عَمرو بن القين، الأنصاريّ السَّلَميّ (بفتح السين واللام). صحابي أنصاري من الخزرج من أهل المدينة. اشتهر في الجاهلية. شهد بيعة العقبة الثانية وبايَع الرسول r. وعندما هاجر النبي r إلى المدينة آخى بينه وبين طَلحة بن عبيدالله. كان كعب من الشجعان، حرص على أن يخوض أكثر المواقع مع الرسول r. وكان أحَد الشعراء المجودين الذين تصدّوا لأعداء الإسلام. وعندما حدثَت الفِتنة في أواخِر خِلافة عثمان، وقَف إلى جانبه وأنْجدَه وحرّض الأنصار على نصرته. كُفَّ بصَر كعب في أواخِر عمره وتُوفي في خِلافة معاوية. روى 80 حديثاً عن رسول الله r، وله ديوان شِعر مطبوع.

الليث بن سَعد (94 ـ 175 هـ) / (713 ـ 794 م)

الليث بن سعد بن عبدالرحمن، أبو الحارِث. إمام أهل مصر في عصره حديثاً وفِقهاً. أصله من خراسان، ومولده في قلقشندة (في مصر) كان من الكرماء الأجواد. تُوفي بالقاهرة.

مالِك بن نويرة (000 ـ 12 هـ) / (000 ـ 634 م)

مالك بن نويرة بن حمزة بن شدّاد اليربوعيّ التميميّ، أبو حنظلة فارس شاعِر اشتهر في الجاهلية، وأدرك الإسلام وأسلَم وولاّه الرسول r صدقات قومه (بني يربوع). ولمّا صارَت الخِلافة إلى أبي بكر، اضطرب مالك في أموال الصدقات وفرقها. وقيل ارتدّ، فتوجَّه إليه خالد بن الوليد وقبض عليه، وأمَر بقتله فقُتِل.

المثنّى بن حارِثة (000 ـ 14 هـ) / (000 ـ 635 م)

المثنى بن حارثة بن سلمة الأنصاريّ. صحابي من كبار القادة الفاتحين. أسلم سنة 9 هـ ومَن معه من وفد قومه. يُعَدّ أول من أغار على سواد العراق، فبلَغ أبا بكر ذكره، ثم ولاّه على قومه. وأرسل خالد بن الوليد له مدَداً فكانت بداية فتوح العراق وفارس. وأمدّه عُمر بن الخطاب بجيش فيه أبو عبيدة بن مسعود الثقفي، ثم لمّا قُتِل أبو عبيدة أمدّه عُمر بسعد بن أبي وقّاص، ولكنه مات قبل وصول سعد إليه.

محمد بن يزيد (000 ـ بعد 101 هـ) / (000 ـ بعد 721م)

محمد بن يزيد، القرشيّ بالولاء، أمير أفريقيا. أرسله سليمان بن عبدالملِك (سنة 97 هـ) والياً عليها، وكانت الأندلُس تابعة لها. وعزَله الخليفة عُمر بن عبدالعزيز بعد عامَين، ولمّا ولي الخِلافة يزيد بن عبدالملِك (سنة 101 هـ) ولّي على أفريقيا يزيد بن أبي مسلم، فقتله أهلها وأعادوا محمد بن يزيد. وكتَبوا إلى الخليفة إنّا لَم نخلَع أيدينا من الطّاعة ولكنّ يزيد بن أبي مسلم سامَنا  ما لا يرضاه الله والمسلمون، فقتلناه، وأعَدْنا عليْنا محمد بن يزيد، فكتَب إليهم الخليفة إني لَم أرضَ بِما صنَع ابن أبي مسلم. وأقرّ محمد بن يزيد على عمله فكانت ولايته الثانية.

مروان بن الحَكَم (2 ـ 65 هـ) / (623 ـ 685 م)

مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو عبدالملِك. خليفة أمويّ، أول من ملَك مِن بني الحكم بن العاص، وإليه يُنسَب (بنو مروان) ودولتهم (المروانية). ولد بمكة ونشأ بالطائف، وسكن المدينة، فلمّا كانت أيام عثمان بن عفان جعله من خاصّته واتّخذه كاتِباً له. ولمّا قُتِل عثمان خرَج مروان إلى البصرة مع مَن يطالِبون بِدَمه. وقاتَل مروان في موقعة الجمل قتالاً شديداً، مع عائشة أم المؤمنين وانهزم أصحابه فتوارى. وشهد (صفين) مع معاوية، ثم أمّنه علي فأتاه وبايَعه. ولاّه معاوية المدينة سنة 42 هـ وأخرجه منها عبدالله بن الزبير سنة 49 هـ. ولمّا ولي يزيد بن معاوية الخِلافة، وثَب أهل المدينة على مَن فيها مِن بني أميّة فأجلوهم إلى الشام وكان فيهم مروان. رحَل إلى الجابية (جنوبي دمشق) ودعا لنفسه فبايعه أهل الأردن سنة 64 هـ، ودخل الشام فأحسَن تدبيرها، وخرَج إلى مصر وولّى عليها ابنه عبدالملِك. يُعدّ مروان أول من ضرَب الدنانير الشامية وكتب عليها قُل هو الله أحَد. وكان نقْش خاتَمه (العِزّة لله). تُوفي في دمشق.

مِسْطح بن أثاثة (22 ق . هـ ـ 34 هـ) / (601 ـ 654 م)

مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف، من قريش، أبو عباد. صحابي من الشجعان الأشراف. كان اسمه عوفاً ولُقِّب بمسطح فغلب عليه. أمُّه بنت خالة أبي بكر الصديق، وكان أبو بكر ينفق عليه لقرابته منه. فلمّا كان حديث أهل الإفك في أمر عائشة، جلَده النبي معَ مَن خاضوا فيه، وحلَف أبو بكر ألاّ يُنفِق عليه، فنَزَلَت الآية ]وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى[ (سورة النور: الآية 22). فعاد أبو بكر إلى الإنفاق عليه. وهو ممّن شهد بدراً وأُحُداً والمشاهد كلها.

مسلمة بن عبدالملِك (000 ـ 120 هـ) / (000 ـ 740م)

مسلمة بن عبدالملك بن مرَوان بن الحَكَم. أمير قائد، من أبطال عَصره يُلقَّب بالجرادة الصّفراء. له فتوحات مشهورة. سار في مائة وعشرين ألْفاً لِغَزو القسطنطينية في دولة أخيه (سليمان)، وولاّه أخوه يزيد إمرة العراقَين (البصرة والكوفة) ثم أرمينيا. وغزا التُّرك والسِّند سنة 109 هـ ومات بالشام.

مسَيلمة الكذّاب (000 ـ 12 هـ) / (000 ـ 633 م)

مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي الوائلي، أبو ثمامة. قيل اسمه هارون، ومسيلمة لقبه، متنبئ من المعمرين، وفي الأمثال "أكذَب مِن مسيلمة". ولد ونشأ باليمامة بوادي حنيفة في نَجْد. وتلقَّب في الجاهلية بالرّحمان، وعُرِف برحمان اليمامة. ولمّا ظهر الإسلام وفتح النبي r مكة، ودانت له العرب، كتَب مسيلمة إلى النبي r "من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك، أمّا بعد، فإني قد أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض ولِقريش نصف الأرض، ولكن قريشاً قوم يعتَدون". فأجابه "بسم الله الرحمن الرحيم، مِن محمد رسول الله ، إلى مسيلمة الكذاب، السّلام على مَن اتّبَع الهُدى. أمّا بعد فإن الأرض لله يورِثُها مَن يشاء مِن عبادِه والعاقِبة للمتّقين" وذلك في أواخِر السنة العاشرة للهجرة. وأكثَر مسيلمة من وضْع أسجاع يُضاهي بها القرآن. وتُوفي النبي r قَبْل القضاء على فِتنَته. فلمّا ولي الخِلافة أبو بكر انتدَب له خالد بن الوليد على رأس جيش قويّ هاجَم ديار بني حنيفة فانتصر خالد عليهم وقُتِل مسيلمة في المعركة.

مُصعب بن عُمَير (000 ـ 3 هـ) / (000 ـ 625 م)

مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف، القرشيّ، من بني عبد الدار. صحابي شجاع، من السابقين إلى الإسلام. ولد بمكة وكان في الجاهلية فتى مكة شباباً وجمالاً ونِعمة. ولمّا ظهر الإسلام زهد بالنعيم. وكان يُلقّب (مصعب الخير)، أسلم في مكة وكتَم إسلامه فعلِم به أهله فأوثقوه وحبَسوه، فهرَب مع مَن هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة. وهاجر إلى المدينة ، وعُرِف فيها بالمقرئ وأسلم على يدِه أُسَيد بن حضير وسَعد بن مُعاذ. وشهد بدراً. وحمل لواء يوم أُحُد، فاستشهد.

المُطعِم بن عَدِيّ (000 ـ 2 هـ) / (000 ـ 623 م)

المطعم بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف، من قريش رئيس بني نوفل في الجاهلية، وقائدهم في حرب الفجار (بكَسْر الفاء) سنة 33 ق . هـ ـ 591 م، وهو الذي أجار رسول الله r لمّا انصرف عن أهل الطائف وعاد متوجِّهاً إلى مكة. ودخل سعد بن عبادة مكة معتمِراً، تعلقت به قريش، فأجاره مطعِم وأطلقه. عمِي في كبره ومات قبل موقعة بدر. وفيه يقول حسّان بن ثابِت

فلو كان مجد يخلد الدهر واحداً                          مِن النّاس أبقى مجدُه اليوم مطعما

المغيرة بن شُعْبة (20 ق . هـ ـ 50 هـ) / (600 ـ 670م)

المغيرة بن شُعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، أبو عبدالله أحد دُهاة العرب وقادتهم وولاتهم. صحابي يُقال له "مغيرة الرأي". ولد في الطائف، ورحل ـ في الجاهلية ـ مع جماعة من بني مالِك فدخَل الإسكندرية وافِداً على المقوقَس (حاكم مصر مِن قِبَل البيزنطيين)، وعاد إلى الحجاز. أسلم في السنة الخامسة للهجرة، وشهد الحُديبية واليمامة وفتوح الشام، وذهبَت عينه في موقعة اليرموك (في الأردن الآن). ولاّه عُمر بن الخطاب على البصرة، ففتح عدة بلدان، وعزله، ثم ولاّه الكوفة. وأقرّه عثمان بن عفّان على الكوفة ثم عزله. ولمّا حدثَت الفِتنة بين على بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان اعتزلها المغيرة. ثم ولاّه معاوية الكوفة فلم يَزل فيها إلى أن تُوفي.

المِقداد بن الأسوَد (37 ق . هـ ـ 33 هـ) / (583 ـ 653م)

المقداد بن عَمرو بن ثعلَبة البهراني الكندي الحضرمي، أبو معبد أو أبو عَمرو صحابي من الأبطال. كان في الجاهلية من سكان حضرموت ثم رحَل إلى مكة فتبنّاه الأسوَد بن عبد يغوث الزهري فعُرِف بالمقداد بن الأسود وهو أحَد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام. وهو أول من قاتَل على فرَس في سبيل الله. شهد بدراً وغيرها, وعندما نزَلَت الآية ]ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه[ (سورة الأحزاب: الآية 5) عاد يتسمّى المقداد بن عَمرو. سكَن المدينة وتُوفي على مقربة منها فحُمِل إليها ودُفِن فيها.

المقَوقَس (القرن السابع للميلاد)

حاكِم مصر مِن قِبل البيزنطيين في عهد النبي بعَث النبيّ r إليه (كما بعث إلى كِسرى ملِك الفُرس وهِرَقل ملِك الروم والنّجاشي ملِك الحبشة، وغيرهم من الملوك)، رسولاً يدعوه إلى الإسلام، فاستقبل المقوقس هذا الرسول بكثير من الإكرام. وأهدى النبي r جاريتين هما مارية وسيرين، فتزوّج الأولى فأنجبَت له ابنه إبراهيم، وأهدى الثانية إلى شاعره حسّان بن ثابت.

المناذِرة (اللخميون)

سلالة عربية حكَمَت أجزاء من العراق من حوالي منتصف القرن الثالث للميلاد، إلى مطلع القرن السابع. كانوا على تحالف مع الفرس، وفي حرب مستمرة مع الغساسِنة. من أشهر ملوكها المنذر الثالث ابن ماء السماء (503 ـ 554 م) وابنه عَمرو بن هند (554 ـ 569 م)، والنعمان الثالث أبو قابوس (580 ـ 602 م)، وقد اعتنق النصرانية وتمرّد على الفرس فخلعوه عن العرش وبذلك زالت دولة المناذرة. كانت عاصمتهم (الحيرة) الواقعة على مقربة من الكوفة الحالية.

مَيمون بن مهران (37 ـ 117 هـ) / (657 ـ 735 م)

ميمون بن مهران الرَّقِّي، أبو أيّوب. فقيه من القضاة، نشأ في الكوفة ثم استوطن الرقة (على الفرات) فنُسب إليه، ولاّه عُمر بن عبدالعزيز على خراجها وقضائها. كان على مقدمة الجيش الشامي مع معاوية بن هشام بن عبدالملك ـ الذي عبَر البحر غازياً إلى قبرص سنة 108 هـ.

مَيمونة بنت الحارِث (000 ـ 51 هـ) / (000 ـ 671 م)

ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أم المؤمنين. آخِر زوجات النبي r، وآخِر من مات منهن. كان اسمها (برّة) فسمّاها الرسول r (ميمونة). بايعَت بمكة قبل الهِجرة. روَت عن النبي r 76 حديثاً. توفّيَت ودُفِنت في (سرق) قرب مكة، وهو المَوضِع الذي كان فيه زواجها بالنبي r في السنة السابعة للهجرة.

النابِغة الذبياني (000 ـ نحو 18 ق . هـ) / (000 ـ نحو 604 م)

زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضريّ، أبو أُمامة شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. من أهل الحجاز. كانت تُضرَب له قبّة من جِلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرِض عليه أشعارها. وهو أحد الأشراف في الجاهلية. وكان حظيّاً عند النعمان بن المنذر حتى شبَّب ـ في  قصيدة له ـ بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضِب النعمان وفرّ النابعة ووفد على الغساسنة بالشام. وغاب زمناً، ثم رضي عنه النعمان فعاد إليه وأخذ ينظِم فيه القصائد معتذِراً ومن أشهر قصائده الاعتذارية بائيّته التي مطلعها

أتاني ـ أبيت اللّعن ـ أنّك لُمتَني                        وتِلك التي أهتمّ منها وأنصَب

وهو من أصحاب المعلّقات ومطلع معلّقته

يا دارميَّة بالعلياء فالسند                                 أقوت وطال عليها سالف الأمدِ

هِرَقْل إمبراطور بيزنطيّ (610 ـ 641 م)

هزَم الفرس واحتلّ مدينة (تبريز) عام 622 ـ 629 م. فشَل في وَقْف الفتح الإسلامي فتخلّى عن سورية وفلسطين وما بين النّهرَين ومصر 634 ـ 642 م.

الهرمزان

من أمراء الجيش الفارِسي في معركة القادسية سنة 634 م، بين الفرس والمسلمين. انهزَم إلى جوزستان حيث قاوَم المسلمين مقاومة عنيفة.

هشام بن إسماعيل (000 ـ بعد 87 هـ) / (000 ـ بعد 706 م)

هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي. كان من أعيان المدينة وكانت ابنته زوجة الخليفة عبدالملِك بن مروان. ولاّه عبدالملك على المدينة المنورة (سنة 82 هـ). حجّ بالناس عام 83 و84 و85 و86 هـ. عزَله الوليد بن عبدالملك وعيَّن مكانه عُمر بن عبدالعزيز وأوصاه به خَيراً. وإلى هشام هذا يُنسَب (مدّ هشام) عند الفقهاء، وربما قالوا (المدّ الشاميّ)، يريدون (الهشامي) وهو أكبر من المدّ الذي كانت تُكال به الكفارات وأنواع الزّكاة في عصر النبوّة.

ورَقة بن نَوفَل (000 ـ نحو 12 ق . هـ) / (000 ـ نحو 611 م)

ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعُزَّى من قريش. حكيم جاهليّ، اعتزَل الأوثان قبل الإسلام، وامتنع من أكل ذبائحها، وتنصَّر، وقرأ كتُب الأديان. وكان يكتب باللغة العربية وبالحرف العِبريّ. أدرَك أوائل عصر النبوّة ولم يدرِك الدعوة. وهو ابن عمّ خديجة بنت خويلد أم المؤمنين. وفي حديث ابتداء الوحي، بِغار حِراء. عن عائشة زوج النبيّ r قالت فَرَجَعَ إِلَى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ فَقَالَ ]زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزُمِّلَ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ يَا خَدِيجَةُ لَقَدْ أَشْفَقْتُ عَلَى نَفْسِي بَلاءً لَقَدْ أَشْفَقْتُ عَلَى نَفْسِي بَلاءً، قَالَتْ خَدِيجَةُ، أَبْشِرْ فَوَ اللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، فَانْطَلَقَتْ بِي خَدِيجَةُ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدٍ وَكَانَ رَجُلاً قَدْ تَنَصَّرَ، شَيْخًا أَعْمَى يَقْرَأُ الإنْجِيلَ بِالْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ أَيْ عَمِّ اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِي رَأَى مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَلَ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ، قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ قَطُّ إِلاَّ عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا[.(مسند أحمد، الحديث الرقم 24681) وقال النبي r لمّا سُئل عن ورقة ]يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَاحِدَةً[.

الوليد بن عُقبة (000 ـ 61 هـ) / (000 ـ 680 م)

الوليد بن عقبة بن أبي معيط، الأمويّ القرشيّ. أخو عثمان بن عفّان لأمِّه، أسلم يوم فتح مكة، وبعثه رسول الله r على صدقات بني المصطلق، ثم ولاّه عُمر بن الخطاب صدقات بني تغلب، وولاّه عثمان بن عفّان الكوفة سنة 25 هـ، وعزله سنة 29 هـ عندما شهد عليه جماعة بشُرب الخمر، ودعا به إلى المدينة، فجاء فأقام عليه الحدّ وحبَسَه. ولمّا قتل عثمان رثاه وحرّض معاوية على الأخذ بثأره، واعتزل الفتنة بين عليّ ومعاوية. مات بالرَّقَّة (على نهر الفرات).

يحيي بن سعيد الأنصاريّ (000 ـ 143 هـ) / (000 ـ 763م)

يحيي بن سعيد بن قيس الأنصاريّ النجاريّ، أبو سعيد. من أهل المدينة. من أكابر أهل الحديث. ولي القضاء بالمدينة في زمَن بني أُمية في أيام الوليد بن عبدالملك. رحل إلى العراق في العهد العبّاسيّ وتولى قضاء الحيرة وتُوفي بالهاشمية (في العراق).

يزدجرِد الثالث

آخِر ملوك الفرس الساسانيين (حكم من عام 632 إلى عام 651 م). رقى العرش وهو طفل صغير لم يقدّر له أن يمارس السلطة على نحو فعليّ قط. انتصر المسلمون على قواته في معركة القادسية (عام 634 م)، وفي معركة نهاوند (عام 639 م). فراح يهيم على وجهه من مقاطعة إلى أُخرى، حتى قُتِل في (مرو)، وبسقوطه سقطَت دولة الساسانيين.

يزيد بن أبي سفيان (000 ـ 18 هـ) / (000 ـ 638م)

يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ الأموي. أخو معاوية من أبيه، يقال له (يزيد الخير)، وأمه زينب بنت نوفل الكنانية، وهو أخو أم المؤمنين أم حبيبة (رملة بنت أبي سفيان). كان من العُقلاء الشُّجعان، أسلم يوم الفتح، وحسُن إسلامه، وشهِد حُنيناً. وهو أحد الأمراء الأربعة الذين ندَبَهم أبو بكر الصديق لغزو الروم. ولمّا فُتِحَت دمشق، أمّره عُمر بن الخطاب عليها. تُوفي يزيد بالطاعون، ولمّا احتضَر ولّى أخاه معاوية بدلاً منه، فأقرّه عُمر على ذلك.

يزيد بن المهلّب (53 ـ 102 هـ) / (673 ـ 722م)

يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأزديّ، أبو خالد. من القادة الشجعان الأجواد. ولي خراسان بعد وفاة أبيه (سنة 83 هـ)، فمكَث نحواً من ست سنين، وعزله عبدالملك بن مروان. ثم ولاّه سليمان بن عبدالملك العراق ثم خراسان وافتتح جرجان وطبرستان، ثم نُقل إلى إمارة البصرة فأقام فيها إلى أن عزله عُمر بن عبدالعزيز وحبَسه بحلَب. ولمّا تُوفي عمر وثّب غِلمان يزيد فأخرجوه من السجن وساروا به إلى البصرة، ودخلها سنة 101 هـ. ثم نشَبَت بينه وبين مسلمة بن عبدالملك أمير العراقيين (البصرة والكوفة). معركة انتهت بمقتَل يزيد في مكان يسمّى (العقر) بين واسِط وبغداد. وإيّاه عنى الفرزدق بقوله

وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم                            خضع الرّقاب نواكِس الأبصار