إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / اللحية




مارك فورن مولن
بارثولوميو
بيتا هيكي
د. جون بلوسمان
ريتشارد برينسون
شيف بول برود هوم
كوفي أنان





مقدمة

المبحث الثاني

اللحية في اللغة والأدب

أولاً: اللحية في اللغة

·   السبلة: مقدمة اللحية، ورجل مسبّل طويل اللحية، ويقولون: حيا الله سبلتك، وحيا الله هذه السبلة المباركة.

·   العثنون: اللحية، أو ما فضل منها بعد العارضين، أو، ما نبت على الذقن .

·   الذقن: مجتمع اللحيين من أسفلها، والعامة تستعمله للحية.

وأهل بغداد يكنون عن اللحية بالمحاسن، فيقولون لمن بلحيته قذاة: يدك على محاسنك.

أوصاف اللحية في اللغة

جاء في وصف اللحية: (إذا دار شعر اللحية، قيل: مستدير اللحية، فإذا طالت مقدمتها، قيل: طويل المقدم، ويقال مسبل شعرها، فإذا غزر شعرها، قيل : كث، ويقال كثيف اللحية، فإن خف شعرها، قيل: خفيف شعرها، فإن كان بذقنه شعر كثير، وبعارضيه شعر يسير، قيل: سنّاط، وإن لم يكن في عارضيه شيء من الشعر، وكان بذقنه خاصة، قيل: كوسج ويقال: كوسا، وإن كان كبير السن ولم يكن بوجهه شيء كالأمرد، قيل: أثط بالثاء وأفط بالفاء، ويقال له أيضاً: اطلس.

وإن لم يكن في عنفقته[1] شعر قيل اكشف العنفقة، فإن توفر شعرها قيل وافر العنفقة، وإن كانت العنفقة وما حولها ملأى بالشعر قيل: أسد العنفقة، وإن كان في العنفقة شعر وما حولها شيء، قيل: نقي ما حول العنفقة، فإن كان في شعر اللحية شقرة ظاهرة، قيل: أشقر شعر اللحية، فإن كانت شقرة خفيفة، قيل: أصهب شعر اللحية،  ويقال بها صهوبة يسيرة، فإن شابت اللحية وهو يخضبها قيل : مستور شعر اللحية بالخضاب، وإن كانت مستورة بالحناء، قيل: بالحناء

·   ورجل مخروط: قليل اللحية، والمخروطـة من اللحى التي خف عارضها، وسبط عثنونها، وقيل: هي الطويلة.

·   زبق لحيته يزبقها زبقا: نتفها.

·   رجل زلهب: خفيف اللحية وكذلك الحَمِق.

·   رجل أصبح اللحية: لِلَّذي يعلو لحيته بياض مشرب بحمرة.

·   ضرط الرجل يضرَط ضرطاً: خفت لحيته ورق حاجبه.

·   لحية عَثولية: كبيرة كثة.

·   لحية فارض: كبيرة ضخمة، يقال: قلت السعادة في اللحية الفارض الثقيلة على العوارض.

·   كثت اللحية: اجتمع شعرها، وكثر نبته، من غير طول، وكثف، وجعد.

·   النكريش: لفظة أعجمية والأصل فيها نيل ريش معناه: لحية جيدة.

·   الهلّوف: الضخم اللحية، والهلّوفة اللحية الضخمة.

·   التف وجه الغلام، وغلام ملتف الوجه: إذا اتصلت لحيته.

·   خلّل لحيته: أسال الماء بينها.

ثانياً: ما جاء في شيب اللحية

عن أنس t  قال: ]قُبض رسول r الله وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 4330).

قال أحد الشعراء يبين أن الإنسان لا يحب الشيب:

لو أن لحية من يشيب صحيفة                           لمعاده ما أختارها بيضاء

وحينما شابت رأس أحدهم قبل                          لحيته، وسئل عن ذلك قال :

قلتُ لما سُئلت عن شيب رأسي                          قبل ذقني وقد أطالوا الكلاما

لو تأمّلتم قليلاً رأيتم                                     إن هذا لا يوجب استفهاما

شاب من قبل لحيتي الرأسُ إذ قد                        عاش من قبلها عشرين عاما

وقيل في الشيب أيضاً:

تبسُّـم الشيب بذقـن الفـتى                            يوجب مسح الدمـع من جفنـه

حسب الفتى بعد الصبـا ذلـة                           أن يضحك الشيب على ذقنـه

ولابن الرومي:

رأيت جليسي لا يزال يروعه                            بياض القذى في لحيتي فيميطه

فكيف به عما قليل إذا رأى                              قذى الشيب قد عُفّي عليها سفيطه

وكان تقي الدين بن حجة الحموي يخضب بالحناء؛ فتحمر لحيته فهجاه أحدهم بقوله:

صنيع دعاويه لا تنتهي                                  يخطىء الصواب ولا يشعـرُ

تفكرت فيه وفي ذقنـه                                  فلم أدري أيهما أحمرُ

ثالثاً: اللحى الطويلة في الشعر والأدب

1. هجاء اللحية الطويلة في الشعر

قال الجاحظ: ما رأيت رجلا عظيم اللحية إلا وجدته كوسج العقل.

قال إبراهيم النخعي: "عجبت لرجل عاقل طويل اللحية، كيف لا يأخذ من لحيته؟ ! ويجعلها بين لحيتين، فإن التوسط في كل شيء حسن، ولذلك، قيل: كلما طالت اللحية تشمر العقل".

أنشد المأمون يقول:

ما أحد طالت له لحية                                    فزادت في لحيته

إلا وما ينقص من عقله                                  أكثر مما زاد في لحيته

والعرب ينادون الطويل اللحية: يا أبا الطويلة.

وقال أحد الشعراء يصف القضاء في أيامه:

قد صار القضــاء في وقتنـا                         لمـا قضى الله مــــن مقتنــــا

مبــذولاً لمن بذل فرضـــــاً                    معـروضا علـى مـن لا يصـون عرضاً

شــعارهم طـول السبـال والقـامة                  وعــرض اللـحيـة والعمـامـة

وفي التحذير من اللحى الطويلة قيل:

يا أيها الناس خذوا حذركم                               قد برزت لحيـة بهلـولِ

وطولها الفرسخ في فرسخ                               وعرضها ميل إلى ميـل

لو ضم ما يقطر من دهنها                               أسرج منه ألف قنــديل

كان رجلاً من أهل الموصل يقال له سليمان بن مختار، وكانت لحيته طويلة جداً، فذهب يوما ليركب فوقعت لحيته تحت قدميه في الركب، فذهبت عامتها، فقال له أحدهم:

قد استوجب في الحكم سليمان بن مختار                  بما طول من لحيته، جزا بمنشارٍ

أو السيف، أو الحلق، أو التحريق بالنار                   فقد صار بها أشهر من راية بيطارٍ

رُوى انه مكتوب في التوراة

إن اللحية مخرجها من الدماغ، فمن أفرط عليه طولها قل دماغه، ومن قل دماغه قل عقله، ومن قل عقله كان أحمق.

وقال بعض الحكماء: الحمق سماد اللحية، فمن طالت لحيته كثر حمقه.

قال الأحنف بن قيس: إذا رأيت الرجل عظيم الهامة طويل اللحية؛ فأحكم عليه بالرقاعة، ولو كان أمية بن عبد شمس.

قال الخليفة معاوية لرجل عتب عليه: كفانا في الشهادة عليك في حماقتك، وسخافة عقلك، ما نراه من طول لحيتك.

قال عبد الملك بن مروان: من طالت لحيته فهو كوسج في عقله.

قال بعضهم: من قصرت قامته، وصغرت هامته، وطالت لحيته؛ فحقيقٌ على المسلمين أن يعزوه في عقله.

قال أصحاب الفراسة: إذا كان الرجل طويل القامة واللحية فاحكم عليه بالحمق، وإذا انضاف إلى ذلك أن يكون رأسه صغيراّ فلا تشك فيه.

قال بعضهم: ما زادت لحية رجل على قبضته، إلا كان ما زاد فيها نقصاّ من عقله.

قال بعض الشعراء:

إذا عَـرِضَـت  للفتـى لحيــة                       وطَـالتْ فَصَـارَتْ إلـى سـُرّتـِهْ

فَنـُقْصَانُ عَقـْل الفتـى عندنـا                        بـمقدار ما زاد فـي لحيتــه

ما جاء في هجاء من يهتم بتطويل لحيته، ولا يهتم بتهذيب خُلقه وسلوكه

نسب لأبي العتاهية:

لا تفخــرن بلحيــة                                 كثـرت، منابتهـا طويلــة

تهوى بها هوج الريا                                    ح كأنها ذنب الحسيلة[2]

فقد يدرك الشرف الفتى                                  يوماً ولحيته قليلة

وقال آخر في هجاء رجل قصير القامة يسمى داود وكانت لحيته طويلة.

ما سرني أنني في طول داود                            وأنني علم في الباس والجود

ما طول داود إلا طول لحيته                            يظل داود فيها غير موجود

إن هبت الرياح إدته إلى عدنٍ                           إن كان مالف منها غير معقود

وقال أحدهم:

لا تخدعنك اللحى ولا الصور                           تسعة أعشار من ترى بقر

تراهم كالسحاب منتشرا                                 وليس فيه لطالب مطر

وقال ابن الرومي:

ولحية تحملها مائق                                      مثل الشراعين إذا أشرعا

لو غاص في البحر بها غوصة                          صاد بهـا حيتانه أجمعا

وقد جمع ابن الرومي أبيات من المعاني، في هجاء اللحيـة، لم تجمع لغيره ومنها قولـه:

إن تطل لحية عليك وتعـر                             ض فالمخالي معروفـة للحمير

علق الله في عذاريك مخـلا                            ة ولكنها بغير شعيــر

لو غدا حكمها إليَّ لطارت                              في مهب الرياح كل مطيـر

ارع فيها الموسى فإنك منها                             شهد الله في اتهام كبيـر

أيما كوسج رآها فيلقى                                  ربه بعدها صحيح الضمير

لحية أهملت وطالت وفاضت                            فإليها تشير كف المشيرِ

ما رأتها عين امرىء، ما رأتها                          قـط إلا أهل بالتنكيـرِ

روعة تستخفـه لم يرعُها                               من رأى وجه منكر ونكيـرِ

فاتق الله ذا الجلال وغير                                منكراً منك ممكن التغييرِ

أو مقصر منها فحسبك منهـا                           قيد شبر علامـة التذكيــرِ

لو رآها النبي يوماً لأجرى                              في لحى الناسِ سنة التقصيرَ

واستحب الإصفاء[3] فيهن والحـ                          ــلق مكان الإعفاء والتوفير

وله أيضاً:

إن أنت صادفـت أخا لحيــة                          قد جللت من كبر صــدره

فاقبض بيسراك على أصلها                             وضع على حلقومه الشفرة

فإن خشيت الله في قتلــه                              وخفت منه سطوة مره

فثب إلى عثنونه ناتفـاً                                  فأت عليها شعرة شعـرة

2. طرائف أصحاب اللحى الطويلة

قال أحدهم: كان لي جار من أهل فارس وكان بلحية ما رأيت أطول منها قط، وكان طول الليل يبكي، فأنبهني ذات ليلة بكاؤه، ونحيبه، وهو يشهق ويضرب على رأسه وصدره، ويردد أية من كتاب الله تعالى، فلما رأيت ما نزل به قلت لأسمعن هذه الآية، التي قتلت هذا، وأذهبت نومي، فتسمعت عليه فإذا الآيـة ]وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى[ (سورة البقرة: الآية 222) فعلمت أن طويل اللحية لا يعقل.

أ. كان أحد العباد بلحية طويلة يدعو ربه ويقول:  "يا رباه، يا سيداه، يا مولاه، يا جبرائيل، يا إسرافيل، يا ميكائيل، يا كعب الأحبار، يا أوس القرني، بحق محمد وجرجيس عليك، أرخص عليّ امتلك الدقيق".

ب. كان رجلاً مغفلاً، طويل اللحية، فقالت له امرأته: من حمقك طالت لحيتك، فقال لها: من عيَّر عُيِّر.

ج. قال بعض الحكماء: الحمق سماد اللحية، فمن طالت لحيته كثر حمقه.

د. رأى بعض الناس لرجل لحية طويلة فقال: "والله لو خرجت هذه من نهر ليبس".

هـ. قال رجل من أهل العراق لرجل من الشام في كلام جرى بينهما: حلق الله لحيتك، فقال: بمكة إن شاء الله.

و. كان رجلاً طويل اللحية يضرب حماراً فقيل له: "ارفق به"! فقال: "إذا لم يقدر يمشي فلم صار حماراً"؟

ز . قال أحدهم: سألت رجلاً طويل اللحية فقلت: "أيش اليوم"؟  فقال: والله ما أدرى فإني لست من هذا البلد، أنا من دير العاقول[4].

رابعاً: ذوات اللحى من النساء

وقد توجد للمرأة لحية، وأكثر ما يكون في العجائز، وكذلك الشارب، وقيل: أنه لا تعرض اللحى للنساء إلا عند ارتفاع الحيض.

ويذكر أهل بغداد أنه كان لابنة، من بنات محمد بن راشد الخناق، لحية وافرة، وأنها دخلت مع نساء منتقبات إلى بعض الأعراس لترى العرس، ففطنت لها امرأة فصاحت: "رجل والله" فقام عليها الخدم والنساء بالضرب، حتى تأكدوا أنها امرأة، فتركوها.

لما توجه "أبو الفتح المالكي بن عبدالسلام" في سنة 953هـ، إلى دار السلطنة "قسطنطينيَّة"، نزل بمدينة "قونية"، فرأى بها رجلاً بلحية كبيرة، سائلة على صدره، وهو يتعاطى المتجر، فتحرر أمره أنه امرأة أنثى، وكشف عليه حاكم تلك المدينة، فوجده أنثى  فحلق لحيته، وأمره بالستر، وقيل بعد ذلك إنها تزوجت، وولدت.



[1] العنفقة: النقرة التي تحت الشفة السفلى.

[2] الحسيلة: ولد البقر الأهلي، يقال : اشترى بقرة بحسيلها

[3] أصفي: أنقطع، واصفي الشاعر: انقطع شعره، واصفت الدجاجة : انقطع بيضها. وأصفي الحاكم مال فلان: أخذه كله.

[4] العاقول: مدينة قديمة في العراق جنوب بغداد.