إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / النساء في البيئة العربية









شُبُهات

ثبت الأعلام

أبو الدرداء (... ـ 32هـ = … ـ 652م)

عوَيمِر بن مالِك بن قَيْس بن أُمَيّة الأنصاري الخزرجي، أبو الدّرداء. صحابيّ من الحكماء الفِرسان القُضاة. اشتُهِر بالشجاعة والنُّسك والزهد. آخى الرسول بينه وبين سلمان الفارسي. ولاّه معاوية قضاء دِمَشق، بأمر عمر بن الخطاب، وهو أول قاض بها. وفي الشام وقف بالمرصاد لجميع الذين أغرتهم مباهج الدنيا، كان من العُلماء الحُكماء، وأحد الذّين جمَعوا القرآن حِفظاً على عهد النّبي. ورَوى 179 حديثاً. توفي بالشام ودفن بدمشق.

أبو تمام (188 ـ 231هـ = 804 ـ 846م)

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، من حوران، من قرية جاسم، في بلاد الشام. ولد في أيام الرشيد، وقيل اسم والده تَدْرَس، وكان نصرانيـاً فأسلم وتسمي أوس، وانتمي لقبيلة طيء. نشـأ أبو تمام فقيراً، فكان يعمل عند حائك ثياب في دمشق، ثم رحل إلي مصر. فكان وهو صغير يسقي الماء في جامع عمرو بن العاص، ويتردد علي مجالس الأدباء والعلماء، ويأخذ عنهم. وكان يتوقد ذكاء، ونظم الشعر في فترة مبكرة من حياته. ثم عاد من مصر إلي الشام. ويُعد أبوتمام من أعلام الشعر العربي في العصر العباسي. عُرِف بخياله الواسع، ويمتاز عن شعراء عصره بأنه صاحب مذهب جديد في الشعر يغوص علي المعاني البعيدة، التي لا تُدرك إلاّ بإعمال الذهن والاعتماد على الفلسفة والمنطق في عرض الأفكار. يعدُّ أول شاعر عربي عني بالتأليف، فقد جمع مختارات من أجمل القصائد في كتاب سماه (الحماسة). أكثر شعره في الوصف والمدح والرثاء، له ديوان شعر مطبوع.

ومن مشهور شعره قصيدته في فتح عمورية، التي مدح فيها الخليفة المعتصم، ومطلعها:

السيف أصدق أنباء من الكتب                        في حدّه الحدّ بين الجِّد واللِّعب.

أحمد شوقي (1258 ـ 1351هـ، 1842 ـ 1932م)

      من أعلام الشعر العربي في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. ولد في القاهرة، من عائلة تلتقي فيها الدماء العربية والكردية والتركية والشركسية واليونانية. وتعلم في الكُتّاب، ثم في المدارس الابتدائية والثانوية الحكومية، ثم التحق في مدرسة الحقوق قسم الترجمة. وعيّنه الخديوي توفيق في خدمته، ثم أرسله في بعثة دراسية إلي مونبليه في فرنسا، فتابع دراسة الحقوق، واطّلع علي الأدب الفرنسي. وكان أثناء دراسته الحقوق في مصر وفرنسا، مكباً علي دراسة الشعر العربي، وكان يُرسِل قصائده من فرنسا في مديح الخديوي توفيق، وكانت تلقى صدى من القرّاء والأدباء في مصر. وعاد أحمد شوقي إلي مصر سنة 1891م، فعُين رئيساً للقلم الأفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وفي سنة 1896م نُدِب لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين في جنيف، وعاد بعد ذلك لمصر، وعاش مرحلة في حياته كان فيها شاعر القصر. وكان في سعة من العيش بسبب صلته بالخديوي، ومن جاء بعده. وأصبح بيته مقصداً لذوي الحاجات بسبب موقعه في القصر، وكان فخوراً بذلك. واستمرت العلاقة قوية بينه وبين الخديوي عباس حلمي حتى عُزل الخديوي سنة 1914م، فنُفي أحمد شوقي إلي الأندلس، عام 1915م، بسبب علاقته بالخديوي. ثم عاد إلي مصر عام 1919م، وعُين عضواً في مجلس الشيوخ، وأصبح أشد التصاقاً بالشعب، وأكثر تعبيراً عن آرائه وآماله، بعد أن تحرر من قيود القصر. وتُعد مرحلة ما بعد النفي، أغزر فترات حياته إنتاجاً. فقد كثرت فيها قصائد المناسبات الاجتماعية والوطنية، كما اتجه إلي كتابة المسرحيات المستمدة من التاريخ. وفي عام 1927 اجتمع شعراء الأمة العربية في القاهرة وبايعوه بإمارة الشعر، فلُقّب "أمير الشعراء"، وسمي منزله "كرمة ابن هاني". ترك أحمد شوقي آثاراً أدبية كثيرة، منها ديوانه (الشوقيات)، في أربعة مجلدات، ومُؤَلَف "دول العرب وعظماء الإسلام" في تاريخ الإسلام وعظمائه منذ عهد النبوة إلي عهد الفاطميين، وعدداً من المسرحيات الشعرية، منها "مصرع كليوباترا" و"مجنون ليلي" و"عنترة". وله في النثر كتاب (أسواق الذهب). ولعل من أشهر قصائده "أندلسياته"، هذا فضلاً عن همزيته في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم التي مطلعها:

وُلد الهدى فالكائنات ضياء                            وفم الزمان تبُّسم وثناءُ

توفي في القاهرة عام 1932.

أم هانئ بنت أبي طالب (... ـ بعد 40هـ = … بعد 661م)

اسمها فاختة وهي بنت أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمية القرشية، المشهورة بأم هانئ، أخت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب لأبويه، وبنت عمّ النبي  . اختلف المؤرخون في اسمها: فاختة، أو عاتكة، أو فاطمة أو هند. أسلمت عام الفتح بمكة في السنة الثامنة للهجرة، وهرب زوجها هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ المخزومي إلى نجران؛ ففرق الإسلام بينهما، وعاشت أيماً إلى أن توفيت. روت عن النبي  46 حديثاً.

آمنة بنت وهب (... ـ 45ق.هـ = … ـ 575م)

آمنة بنت وهب بنت عبد مناف، من قريش؛ أم النّبي  كانت أفضل امرأة في قريش نسباً ومكانة. امتازت بالذكاء وحسن البيان، تزوجها عبدالله بن عبدالمطلب، وفي إحدى رحلاته التجارية إلى غزّة، مرض في المدينة وهو في طريق عودته إلى مكة، وتوفي في المدينة، وولدت آمنة محمداً بعد وفاة أبيه عبدالله. فكانت تخرج كل عام من مكة إلى المدينة فتزور قبر زوجها. فمرضت في إحدى رحلاتها هذه، وتوفيت بموضع يقال له (الأبواء)، بين مكة والمدينة، ولابنها من العمر ست سنوات وقيل أربع.

الأصمعي (122 ـ 215هـ = 740 ـ 830م)

عبدالملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي الأصمعي، ولد في البصرة، ونشأ فيها، وينتمي إلي مدرسة البصرة. أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وعيسي بن عمر، وخلف الأحمر، وغيرهم. أحد أئمة العلم باللغة والشعر والرواية والبلدان، وقد اشتهر بروايته المحفوظ من أشعار العرب ونوادرهم. كان كثير التطّواف في البوادي، يقتبس علومها، ويتلقى أخبارها، ويجمع أشعارها ونوادرها. وكان لِما جمعه من مادة لغوية دور كبير في تأليف المعاجم العربية القديمة، واستفاضت شهرته في خلافة هارون الرشيد فاستقدمه إلي بغداد وعهد إليه تأديب ابنه المأمون. من مؤلفاته: غريب القرآن، ونوادر العرب، والقلب والإبدال، والإبل، والخيل، وغيرها. ولد وتوفي في (خراسان).

الربيع بن زياد الفزاريّ (... ـ 30ق.هـ = … ـ 590م)

الربيع بن زياد بن عبدالله بن سفيان بن ناشب العبْسيّ، وكان يقال له الكامل, أحد دهاة العرب وشجعانهم ورؤسائهم في الجاهلية. يُروى له شعر جيد. اتصل بالنعمان بن المنذر ونادمه، ثم أفسد لبيد الشاعر بينهما. فارتحل الربيع وأقام في ديار عبس إلى أن ثارت حرب داحس والغبراء فحضرها.

السفّاح أبو العباس، (104 ـ 136هـ = 722 ـ 754م)

عبدالله بن محمد بن علي بن العباس بن عبدالمطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، القرشي، أبو العباس، أول خلفاء الدولة العبّاسية، وأحد الجّبارين الدُّهاة من حكام العرب. ولد بالشّراة وهي بين الشام والمدينة. هرب السّفاح وأهله من جيش مروان الحمار، وأتو الكوفة، لمّا استفحل لهم الأمر بخراسان. بويع بالخلافة سنة 132هـ، جَهَزّه عمه عبدالله (بن علي) في جيش، فالتقى السّفاح ومروان علي كُشاف، فكانت وقعة عظيمة، هُزم فيها مروان. وصفا المُلك للسّفاح بعد مقتل مروان بن محمد، آخر ملوك الأمويين بالشام. وكان السّفاح شديد البطش عظيم الانتقام، فتتبع بقايا الأمويين بالقتل والصّلب والإحراق، حتى لم يبقَ منهم غير الأطفال، والفارين إلي الأندلس، ولقب "السّفاح" لكثرة ما سفح من دماء الأمويين. وهو أول من أحدث الوزارة في الإسلام، وأول من وصل (أي دفع عطاءً أو جائزة) بمليوني درهم من خلفاء المسلمين. يُوصف بالفصاحة والعلم والأدب، مرض بالجّدري فتوفي شاباً بالأنبار بالعراق.

الطّبري، محمد بن جرير (224 ـ 310هـ = 839 - 923م)

محمد بن جرير بن يزيد الطّبري، أبو جعفر، المؤرخ المفسر الإمام. ولد في طبرستان، واستوطن بغداد. وأكثر الترحال، ولقي نبلاء الرجال، عُرض عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى. كان من كبار أئمة الاجتهاد في أحكام الدين. وكان حافظا لكتاب الله، وعارفاً بالقراءات، بصيراً بالمعاني، عالماً بالسُّنن وطرائقها، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين، من ثقات المؤرخين وفصائحهم. من آثاره "أخبار الرسل والملوك"، ويعرف بتاريخ الطبري في أحد عشر جزءا؛ و"جامع البيان في تفسير القرآن" ويعرف بتفسير الطبري في 30 جزءاً، وغيرهما من المؤلفات. توفي في بغداد.

المغيرة بن شعبة (20ق . هـ ـ 50هـ = 600 ـ 670م)

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر ابن مسعود الثقفي أبو عبدالله. صحابي يُقال له: "مغيرة الرأي". أحد دُهاة العرب وقادتهم وولاتهم. ولد في الطائف، ورحل ـ في الجاهلية ـ مع جماعة من بني مالِك فدخَل الإسكندرية وافِداً على المقوقَس (حاكم مصر مِن قِبَل البيزنطيين)، وعاد إلى الحجاز. أسلم في السنة الخامسة للهجرة، وشهد الحُديبية واليمامة وفتوح الشام، وذهبَت عينه في موقعة اليرموك (في الأردن الآن). وشهد القادسية ونهاوند وهمدان وغيرها. ولاّه عُمر بن الخطاب البصرة، ففتح عدة بلدان، ثم عزله، ثم ولاّه الكوفة. وأقرّه عثمان بن عفّان على الكوفة ثم عزله. ولمّا حدثَت الفِتنة بين على بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، اعتزلها المغيرة. ثم ولاّه معاوية الكوفة فلم يزَل فيها إلى أن توفي. روى 136 حديثاً.

المنصور بن أبي عامر (326 ـ 392هـ = 938 ـ 1002م)

محمد بن عبدالله بن عامر بن محمد أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن عبدالملك المعافري القحطاني، أبو عامر، المعروف بالمنصور بن أبي عامر، أمير الأندلس أو "الحاجب المنصور"، في دولة المؤيد الأموي. كان أحد الشجعان الدهاة، أصله من الجزيرة الخضراء، وقَدِم قرطبة شاباً يطلب العلم فبرع فيه. ولي الشرطة والمواريث وأضيف إليه القضاء بأشبيلية. ولمّا مات المستنصر الأموي، كان المؤيد صغيراً ابن تسع سنين، وخيف الاضطراب، فتولى المنصور شؤون الدولة، ولم يضطرب عليه شئ، لحسن سياسته وعظم هيبته. وكان معه المؤيد صورة بلا معنى، بل كان المؤيد محجوباً لا يجتمع به أمير ولا كبير. ودامت الإمرة علي هذا النحو 26 سنة. جاست خيول المنصور في أماكن لم يكن خفق فيها علم إسلامي من قبل، فغزا فيها بلاد الإفرنج 56 غزوة لم ينهزم له فيها جيش. ومات في إحدى غزواته بمدينة سالم (ينطقها الأسبانيون "سالي" أو "ثالي" بالثاء) وما زال قبره معروفاً فيها.

المهديّ العباسي (127 ـ 169هـ = 744 ـ 785م)

محمد بن عبدالله المنصور بن محمد بن علي العباسي، أبو عبدالله، المهدي بالله. من خلفاء الدولة العباسية. ولد في إيذج من بلاد فارس، وولي بعد وفاة أبيه وبعهد منه (سنة 158هـ) وأقام في الخلافة عشر سنين وشهراً. كان محمود العهد والسيرة، محبباً إلى الرعية، حسن الخِلقة والخُلق، جواداً. وكان يجلس للمظالم ويقول: ادخلوا عليّ القضاة، فلو لم يكن ردي للمظالم إلاّ حياءً منهم لكفى. وهو أول من مشي بين يديه بالسيوف المصلتة والقسي والنشاب والعمد، وأول من لعب بالصُّوالجة  في الإسلام. وهو الذي بنى جامع الرصّافة، في سورية. وكان يتتبع الزنادقة والملحدين ويُضَيّق عليهم. مات صريعاً عندما وقع عن دابته في الصيد، وقيل مات مسموماً ودفن بالرصافة (مدينة سورية قديمة في بادية تدمر).

خالد بن صفوان، ابن الأهتم (... ـ نحو 123هـ = … ـ نحو 750م)

خالد بن صفوان بن عبدالله بن عمرو بن الأهتم التميمي المنقريّ؛ من فصحاء العرب المشهورين. ولد ونشأ بالبصرة، وكان أيسر أهلها مالاً، ولم يتزوج. له كلمات سائرة؛ قيل له: أي إخوانك أحب إليك؟ فقال: الذي يغفر زللي، ويقبل عِلَلَي، ويسُدّ خَلَلَي، وهو كذلك القائل: ثلاثة يُعْرَفُوَن عند ثلاثة: الحليمُ عند الغَضَب، والشجاع عند اللِّقاء، والصديق عِند النَّائبة. وكان لفصاحته أقدر الناس على مدح الشيء وذمه. كان يجالس عمر بن عبدالعزيز وهشام بن عبدالملك. عاش إلى أن أدرك خلافة السّفاح العّباسي وحظي عنده بمكانة عظيمة.

خولة بنت الأزور (... ـ 35هـ … 655م)

خولة بنت الأزور الأسدي، شاعرة. كانت من أشجع النساء في عصرها، وهي أخت ضرار بن الأزور. لها أخبار كثيرة في فتوح الشام. في شعرها جزالة وفخر. توفيت في عهد عثمان بن عفان، رَضِيّ الله عنه.

زياد ابن أبيه (8 ـ 57هـ، 629 ـ 676م)

زياد بن أبي سفيان. من أشهر ولاة بني أمية على العراق. ألحقه أبو سفيان بنسبه ولم يكن مُقرّاً بأبوته أول الأمر. من أهل الطائف، واختلف في اسم أبيه، فقيل عبيد الثقفي وقيل أبو سفيان، أَمه سمية (جارية الحارث بن كلدة الثقفي)، وتبناه عبيد الثقفي (مولي الحارث بن كلدة)، يُكنى أبو المغيرة، أدرك النبي صلي الله عليه وسلم ولم يره، وأسلم في عهد أبي بكر، عمل كاتباً للمغيرة بن أبي شعبة، ثم لأبي موسى الأشعري، ثم ولاه علي بن أبي طالب إمرة فارس. ولمّا علم معاوية بن أبي سفيان أن زياداً أخوه من أبيه، ألحقه معاوية بنسبه، وولاه البصرة والكوفة، وسائر العراق، فلم يزل في ولايته إلى أن توفي. كان من الدهاة القادة الفاتحين، وعُرف عنه الذكاء والفطنة ورجاحة العقل والفصاحة. خطب في مسجد البصرة ـ أول قدومه إليها ـ خطبة من روائع الأدب العربي تسمى (البتراء)، لأنه لم يبدأها باسم الله على عادة خطباء الإسلام. وقيل عنه إنه أول من ضرب الدنانير والدراهم ونقش عليها اسم "الله"، ومحا عنها اسم الروم ونقوشهم، وأول من اتخذ العسس (الحراسة الليلية) والحرس في الإسلام.  توفي بالطّاعون في الكوفة.

عائشة بنت طلحة (... 101هـ = … 719م)

عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمية، أم عمران. أُمها أُمّ كلثوم بنت أبي بكر الصديق، تابعية محدّثة روت عن خالتها عائشة (أم المؤمنين)، وكانت أشبه الناس بها. كانت أديبة فصيحة، عالمة بأخبار العرب. كانت أجمل نساء زمانها وأرأسهن، تزوجها ابن خالها عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق، ثم تزوجها بعد موته مصعب بن الزبير. ولّما قُتل مصعب عنها، تزوجها عمر بن عبيد الله التيمي، ومات عنها سنة 22هـ فتأيمت بعده، وخطبها جماعة فردتهم. كانت تقيم في مكة عاماً، وفي المدينة عاماً آخر، وتخرج إلى الطائف تتفقد أموالها، وكان لها قصر فيه.

عبدالملك بن مروان (26 ـ 86هـ = 646 ـ 705م)

عبدالملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، الأموي القرشي، أبو الوليد. من كبار خلفاء بني أمية ودهاتهم . ولد في المدينة ، وكان أديباً عالِماً فقيهاً يحفظ القرآن، ويُجالِس العُلماء والصالحين. بويِع بالخِلافة سنة 65 هـ (685م) في حياة أبيه. وبقِيَ خليفة على الشام ومصر سبع سنين، وعبدالله بن الزبير خليفة على باقي البلاد،فلم تصح خلافته. ثم انتقلت الخلافة إلي عبدالملك بن مروان بعد مقتل عبدالله بن الزبير سنة 73 هـ ـ 692 م. وهو الخليفة الأموي الخامس. استخدم اللغة العربية في كتابة الدواوين، وضبط الحروف بالنقط والحركات. نشَر الإسلام على نطاق واسِع بين البربر في المغرِب العربيّ. وهو أول من صَكّ الدنانير في الإسلام، وأول من نقش بالعربية على الدراهم، وانشأ البريد. كان نقش خاتمه (آمنت بالله مخلصاً). توفي في دمشق.

عبدالله بن الزُّبير (1.هـ ـ 73هـ = … 692م)

عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن عبدالعزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة القرشي الأسدي، أبو خُبيب، وقيل أبو بكر. صحابي جليل، وأول مولود للمسلمين في المدينة بعد الهجرة. أبوه الزُّبير بن العّوام أحد المبشرين بالجنة، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، وخالته عائشة أم المؤمنين. كان عبدالله عالِماً تقياً، جريئاً لا يهاب إلاّ الله. بدأ جهاده مع أبيه في موقعة اليرموك، واشترك في فتح أفريقية (المغرب العربي)، كما اشترك في معركة الجمل إلى جانب خالته، عائشة رضي الله عنها، وجرح في تلك المعركة. دافع عن الخليفة عثمان بن عفان، يوم حوصر في داره، وكان معه عدد من أبناء الصحابة. رفض عبدالله بن الزّبير، مبايعة يزيد بن معاوية، ثم نادى لنفسه بالخلافة عام 64هـ، ودانت له الحجاز واليمن والعراق ومصر وخراسان، وَقِسْم من بلاد الشام، واتخذ المدينة المنورة عاصمة لخلافته، التي دامت تسع سنوات. التجأ عبدالله بن الزّبير  إلى مكة، عندما أرسل عبدالملك بن مروان جيشاً لقتاله، بقيادة الحجاج بن يوسف. وقد استبسل عبدالله في قِتال الحجاج، الذي رمى الكعبة بالمنجنيق، وقد استشهد عبدالله داخل الحرم. وَمثّل الحجاج بجثته، وعلقه مصلوباً مجزور الرأس؛ وفيه قالت والدته أسماء قولها المشهور: "أما آن لهذا الفارس أن يترجل!

عروة بن الورد (... ـ 30 ق.هـ = … ـ 592م)

عروة بن الورد بن زيد العبسيّ من شعراء الجاهلية وفرسانها وأجوادها. وكان أشهر صعاليك العرب، لأنه تميز عنهم بنبله وروحه الإنسانية العالية. وظل عروة مقيماً في قبيلته بني عبس، فهو لم يكن من الصعاليك الذين خلعتهم العشيرة، وقد سمي "عروة الصعاليك" لأنه كان يجمع الفقراء فيعطيهم مما يَغْنَمه. كما كان يقوم علي أمر الصعاليك إذا أخفقوا في غزواتهم. ومما اشتُهر به عروة أنه لم يكن يغير على الأغنياء الأجواد، بل كانت غاراته على اللئام البخلاء. له ديوان شعر مطبوع.

عمرو بن العاص (50ق.هـ ـ 43هـ = 574 ـ 664م)

عمرو بن العاص بن وائل السّهمي القرشي، أبو عبدالله. صحابي جليل كان ممّن يُضرَب به المثَل في الفِطنة والدّهاء والحزْم. كان في الجاهلية من فرسان قريش، ومن الأشدّاء على الإسلام. أسلَم قبل فتح مكة، وقيل أسلم في هدنة الحُديبية. ولاّه النبي إمرَة جيش ذات السلاسل (في العراق) سنة 12 هـ. ثم ولاّه على عُمان، وكان من أمراء الجيوش بالشام زمن عُمر بن الخطاب. فتَح مصر، وكان أول ما فعله عند فتحها أن اختطّ مدينة الفسطاط (مصر القديمة الآن)، وبنى بها مسجِداً عُرِف بجامع عمرو بن العاص. ولاّه عمر بن الخطاب فلسطين ثم مصر، وعزَله عثمان. شهد صِّفين إلى جانِب معاوية، وولاّه معاوية على مصر سنة 38 هـ، وأطلق له خراجها ست سنين، فجمع أمولاً طائلة، وعندما أراد رجل من الخوارج قتله، ضَرَبَ الخارجيُ أحد رجال عمرو ويدعي خارجة، يظنه عمراً، فمات خارجة، فلما جيئ بالقاتل قال لعمرو:أردت عمراً، وأراد الله خارجة. وبقِيَ عمرو والياً علي مصر حتى وفاته، وله من العمر تسعون سنة. وله في كتُب الحديث 39 حديثاً.

قيس بن عاصم (… ـ نحو 20هـ = … نحو 640م)

قيس بن عاصم بن سنان المَنْقُري السعدي التميمي، أبو علي. أحد أمراء العرب وعقلائهم. كان شاعراً موصوفاً بالشجاعة، ومشهوراً بالحلم، وروي أنه كان يوماً جالساً بفناء داره محتبياً بحمائل سيفه، يحدث قومه، إذ أُتي برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هذا ابن أخيك قَتل ابنك، فلا حل قيس حبوته، ولا قطع كلامه. فلمّا أتم كلامه التفت إلي ابن أخيه فقال: يا ابن أخي، بئسما فعلت، أَثِمت بربك، وقطعت رَحِمك، وقتلت ابن عمك، ورميت نفسك بسهمك، وقللت عددك. ثم قال لابن آخر له،: قم يا بني إلي ابن عمك، فَحُلّ كتافه، ووار أخاك، وسق إلي أمك مائة من الإبل دية ابنها، فإنها غريبة. وهو ممن حرّم على نفسه الخمر، وكان سبب ذلك أنه غمز عُكْنة ابنته وهو سكران، وسبّ أبويها، ورأى القمر فتكلم بشيء، وأعطى الخمّار كثيراً من ماله، فلما أفاق أُخبر بذلك، فحّرمها علي نفسه. وفد على النبي في وفد تميم في السنة التاسعة للهجرة، فأسلم. وروي عنه أنه قال للنبي: إني وأدت اثنتى عشرة بنتاً، أو ثلاث عشرة بنتاً. فقال له النبي: أعتق عن كل واحدة منهن نَسَمَة (أي رقبة). وقال عنه النبي لمّا رآه: هذا سيد أهل الوبر! (البادية)، واستعمله على صدقات قومه، ثم نزل البصرة وتوفي بها. وهو الذي رثاه الشاعر عبده بن الطبيب بقوله:

وما كان قيس هلكه هلك واحدٍ                        ولكنه بنيان قوم تهدّما

كعب بن مالك الأنصاري (... ـ 50هـ = ... ـ 670م)

كعب بن مالك بن عَمرو بن القين، الأنصاريّ السَّلَميّ (بفتح السين واللام). صحابي أنصاري خزرجي من أهل المدينة. كان مشهوراً في الجاهلية. شهد بيعة العقبة الثانية وكان من المبايعين. وعندما هاجر النّبي إلى المدينة آخى بين كعب وطَلحة بن عبيد الله. كان كعب من الشجعان، حرص على أن يخوض أكثر المواقع مع الرسول. ولكنّه كان أحد الثلاثة الذين  تخلفوا عن موقعة تبوك، وأقروا بأنهم لا عذر لهم في ذلك التّخلف، وشعروا بخطئهم. فأمر الرسول باعتزالهم، فصبروا واحتسبوا، حتى نزل العفو عنهم من الله تعالي في سورة التوبة. وكان كعب أحَد الشعراء المجودين الذين تصدّوا للمشركين. وعندما حدثَت الفِتنة في أواخِر خِلافة عثمان، وقَف إلى جانبه وأنْجدَه، وحرّض الأنصار على نصرته. كُفَّ بصَر كعب في أواخِر عمره، وتوفي في خِلافة معاوية. روى 80 حديثاً عن رسول الله، وله ديوان شِعر مطبوع.

معاوية بن أبي سفيان (20ق.هـ ـ 60هـ = 603 ـ 680م)

معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي. مؤسس الدولة الأموية في الشام، وأحد دهاة العرب المتميزين، اشتُهر بالحلم والحكمة والفصاحة والسياسة. وهو أحد كبار الفاتحين في الإسلام.

ولد في مكة وأسلم يوم فتحها في السنة الثامنة للهجرة، وأسلم معه أبوه وأخوه يزيد، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. قيل إِنه أسلم قبل أبيه وقت عُمرة القضاء، وكان يريد اللحاق بالنّبي ولكنه كان يخشى أباه. كان عارفاً بالكتابة والحساب؛ فجعله الرسول  من كتابه. شهد مع رسول الله حُنيناً. ولاّه أبو بكر الصديق  قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح صيدا وعرقة وجبيل وبيروت. ولاه عمر بن الخطاب الأردن، وضم إليه دمشق بعد موت أميرها أخيه زيد. ولاه عثمان بن عفان جميع الديار الشامية. عزله عليّ بن أبي طالب بعد مقتل عثمان، فلم ينفذ الأمر، واتهم علياً بقتل عثمان، ونادى بدم عثمان، ونشبت بينه وبين عليّ حروب طاحنة، انتهت بأن يتولى معاوية الخلافة في الشام ويتولاها عليّ في العراق. وعندما قُتل عليّ وبويع ابنه الحسن، سار معاوية إلي العراق. فلمّا رأي الحسن الفتنة وأن الأمر عظيم تراق فيه الدماء، ورأى اختلاف أهل العراق، تنازل الحسن عن الخلافة إلى معاوية سنة 41هـ. وعاد إلي المدينة، وتسلم معاوية العراق، وأتى الكوفة فبايعه الناس، واجتمعوا عليه، فَسُمّي عام الجماعة. وبقي معاوية خليفة عشرين سنة. بلغت فتوحاته المحيط الأطلسي. وافتتح عامله بمصر بلاد السودان،. أمر ببناء أول أسطول بحري إسلامي ليحمى به ثغور دولته، فكان أول مسلم ركب بحر الروم، وحاصر جيشه القسطنطينية براً وبحراً عام 48هـ. وفي أيامه فتح كثير من جزر اليونان والدردنيل. وغزت جيوشه السِّند وباكستان وبخارى وسمرقند وبلاد الغرب، واهتم بدعوة البربر إلي الإسلام.

وكان معاوية أول من جعل دمشق مقراً للخلافة، وأول من اتخذ الحرس والحُجّاب في الإسلام، وأول من نصب المحراب في المسجد. ولمّا حضرته الوفاة أوصي أن يُكَفَّن في قميص كان رسول الله قد كساه إياه، ولمّا نزل به الموت قال: ليتني كنت رجلاً من قريش بذي طُوّى، وأني لم أنال من هذا الأمر شيئاً. روى 130 حديثاً. توفي في دمشق.

نائلة بنت الفرافِصَة (... ـ … = … ـ …)

نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص الكلبية؛ زوجة أمير المؤمنين عثمان بن عفان. كانت خطيبة وشاعرة، من ذوات الرأي والشجاعة. شهدت مقتل عثمان وألقت بنفسها عليه، فُقِطَعت أصابعها وهي تدافع عنه. وانصرفت إلى المسجد فخطبت في الناس خطبة طويلة. ثم كتبت إلى معاوية ـ وهو في الشام ـ تصف دخول القوم على عثمان، وأرسلت إليه قميصه مضرجاً بالدم وبعض أصابعها المقطوعة. ولمّا سكنت الفتنة خطبها معاوية لنفسه فأبت وحطمت أسنانها، وقالت: إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب، وأخاف أن يبلى حزني على عثمان، فيطّلع مني رجل على ما اطّلع عليه عثمان.

هارون الرشيد (149 ـ 193هـ = 766 ـ 809م)

هارون (الرشيد) بن محمد (المهدي) بن المنصور العباسي، أبو جعفر. خامس خلفاء الدولة العباسية وأشهرهم. ولد بالري عندما كان والده أميراً عليها وعلى خراسان، ونشأ في دار الخلافة ببغداد، هو والد الخلفاء الأمين، والمأمون والمعتصم. ولاّه أبوه غزو الروم في القسطنطينية، فصالحته الملكة إيريني وافتدت ملكها بسبعين ألف دينار، تبعث بها إلى خِزانة الخلافة كل عام. بويع هارون بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة 170هـ. وكان شجاعاً كثير الغزوات، قيل: كان يحج سنة ويغزو سنة، لُقب جبار بني العباس، وازدهرت الدولة في أيامه. ويعتبر عهده في رأي كثير من المؤرخين، أزهي عصور التاريخ الإسلامي علي الإطلاق. فقد حكم إمبراطورية واسعة امتدت من سواحل البحر الأبيض المتوسط الغربية إلي الهند، باستثناء بيزنطة التي كانت تدفع الجزية. شهد عصره بعض الثورات التي قضى عليها، مثل ثورة الوليد بن طريف الشَّاري الشّيباني وثوران بن يوسف، والخرمية، والبربر. تبادل  السفراء والهدايا مع إمبراطور الغرب شارلمان، وكان الرشّيد عالماً بالأدب وأخبار العرب والحديث والفقه وله شعر، حازماً كريماً متواضعاً. اجتمع على بابه من العلماء والشّعراء والكتّاب والندماء ما لم يجتمع لغيره، وكان يطوف أكثر الليالي متنكراً يتفقد الرعية. بلغت مدة ولايته 23 سنة وشهرين وأيام. وعندما أعيت علته الأطباء عهد بالخلافة إلي أبنائه الأمين، ثم المأمون، ثم المؤتمن. توفي في سناباذ في بلاد فارس، وبها قبره.

هند بنت عتبة (... ـ 14هـ = … ـ 635م)

هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف؛ صحابية قرشية، عالية الشهرة. وهي أم الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان. تزوجت أباه بعد مفارقتها لزوجها الفاكه بن المغيرة المخزومي. كانت فصيحة جريئة شاعرة، صاحبة رأي وحزم وأنفة. شهدت موقعة بدر مع المشركين. وأكثر ما عرف من شعرها مراثيها لقتلى بدر من مشركي قريش، قبل أن تُسْلم. ووقفت عقب معركة أحد، ومعها بعض النسوة، يمثلن بقتلى المسلمين، وفعلت ما فعلت بحمزة عم الرسول، واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تطق إساغتها. وكانت ممن أهدر النّبي دمهم، يوم فتح مكة، وأمر بقتلهم، ولو وجدوا تحت أستار الكعبة. فجاءت النّبي مع بعض النسوة في الأبطح، فأعلنت إسلامها، فرحب الرسول بهن، وأخذ البيعة عليهن. وكانت لها تجارة في خلافة عمر t. وشهدت اليرموك وحرّضت على قتال الروم مع زوجها أبي سفيان. توفيت هند في خلافة عمر بن الخطاب في اليوم الذي مات فيه أبو قحافة، والد أبي بكر الصديق.