إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / سلالة سيد الخلق، عليه أفضل الصلاة والسلام









المبحث الثاني: تراجم علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم

ثانياً: تراجم علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم

1. علي بن أبي طالب t

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وُلِدَ سنة 23 قبل الهجرة، وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وحفيد عبد المطلب سيد قريش وزعيمها، وابن أبي طالب، الذي كفل ابن أخيه محمداً صلى الله عليه وسلم، وشمله بالرعاية والعون والتأييد. أما والدته فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية ولدت هاشمياً.

وعلي أبو السبطين: الحسن والحسين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأول خليفة من بني هاشم. ولد، رضي الله عنه، بمكة، ونشأ بها النشأة العالية في كفالة الرسول صلى الله عليه وسلم، كأحد أولاده. أسلم قديماً، قال: ابن عباس وأنس: إنه أول من أسلم، وعن علي أنه قال: بعث رسول الله r يوم الإثنين وأسلمت يوم الثلاثاء. ويرى بعض أهل العلم أنه أسلم وهو صغير في السنة الثامنة من عمره، قبل أن يتدنس بشيء من رجس الجاهلية.

ولما علم أبوه بإسلامه، قال له: أي بني أي شيء الذي أنت عليه؟ قال: يا أبت آمنت بالله ورسوله، وصدقت ما جاء به واتبعته. فقال له: أما إنه لم يدعُك إلا إلى خير، فالزمه.

وعلي t، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة (وهم الخلفاء الأربعة، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وعبدالرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيدالله رضي الله عنهم)، وأخو رسول الله r بالمؤاخاة، لما آخى النبي r، بين أصحابه، قال له ]أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 3654)، ومن الشجعان المشهورين، وكان بطلاً مغواراً شجاعاً، وكان على جانب كبير من التقوى والزهد، وعلماً من أعلام الإسلام.

وقال عبدالله بن مسعود: كان علي t، أفرض أهل المدينة وأقضاهم. وكان عمر، t، يقول: علي أقضانا، كما كان t، خطيباً مصقعاً وبليغاً مفوهاً، وأحد من جمع القرآن وعرضه على رسول الله r.

وكان أحب أسماء علي t إليه: أبو الحسن، وأبو تراب، وهي كنية كناه بها النبي r، ]عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ إِنْ كَانَتْ أَحَبَّ أَسْمَاءِ عَلِيٍّ t إِلَيْهِ لأَبُو تُرَابٍ وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ أَنْ يُدْعَى بِهَا وَمَا سَمَّاهُ أَبُو تُرَابٍ إِلا النَّبِيُّ r غَاضَبَ يَوْمًا فَاطِمَةَ فَخَرَجَ فَاضْطَجَعَ إِلَى الْجِدَارِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءهُ النَّبِيُّ r يَتْبَعُهُ فَقَالَ هُوَ ذَا مُضْطَجِعٌ فِي الْجِدَارِ فَجَاءهُ النَّبِيُّ r وَامْتَلأَ ظَهْرُهُ تُرَابًا فَجَعَلَ النَّبِيُّ r يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ وَيَقُولُ اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَابٍ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 5736).

ولد علي، وأبوه غائب، فسمته أمه، فاطمة بنت أسد، باسم أبيها، فلما قدم أبوطالب سماه علياً. ومن هاهنا يسمى أمير المؤمنين علي، حيدرة؛ لأن حيدرة من أسماء الأسد. وقد ذكر ذلك في شعره يوم خيبر، فقال: أنا الذي سمتني أمي حيدرة.

وكان ذا منزلة سامية عند رسول الله r، خدمه بمكة، وتحمل مع النبي r، الحصار في الشعب ثلاث سنوات، ونام في فراشه ليلة الهجرة؛ فإنه لما هاجر، صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة، أمره أن يقيم بمكة أياماً حتى يؤدي عنه أمانة الودائع، ثم يلحقه بأهله، ففعل. ونام في الموضع، الذي ينام فيه رسول الله r ليلة الهجرة ليفدي الرسول r، ويضمن نجاح هجرته، مع أنه كان يعلم مايترقبه من قتل أو تعذيب، وقد رماه المشركون بالحجارة وهو على فراشه فكان يتألم، وصبر عليّ إلى الصباح.

وقد شهد مع رسول الله r، بدراً، وأحداً وسائر المشاهد، وكانت له فيها الأيادي البيضاء، وبارز يوم أحد وانتصر، وقتل عمرو بن ود العامري بالخندق، ومرحب اليهودي في خيبر، وهو سيد يهود خيبر، وكان زوج صفية بنت حيي، تزوجها النبي r بعد خيبر، وأسلمت على يديه همدان. ولما أراد النبي، صلى الله عليه وسلم، غزوة تبوك، استخلفه على المدينة، مدة غيابه. فأرجف المنافقون بعلي، وقالوا ما خلَفه إلا استثقالاً له، وتخففاً منه. فلما قال المنافقون ذلك، أخذ علي سلاحه، ثم خرج حتى أتى رسول الله بالجرف شمال المدينة. فقال يا نبي الله، زعم المنافقون أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني. فقال ]أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 4064). فرجع علي إلى المدينة. أعطاه النبي r اللواء في مواطن كثيرة، وقال: سعيد بن المسيب: أصابت علياً يوم أُحد ست عشرة ضربة.

أ. بيعته بالخلافة

بويع له t، بالخلافة يوم الجمعة، بعد العصر، بالمدينة، في مسجد رسول الله، r، لثماني عشرة خلون من ذي الحجة، على أثبت الروايات، سنة خمس وثلاثين من الهجرة، وهو اليوم الذي قتل فيه عثمان؛ وبويع له أيضا من غداة يوم السبت، وروي أن البيعة امتدت ثلاثة أيام، وأن ابتداء البيعة كان في حائط لبني مازن، وقد كان خرج إلى هناك هارباً مما كان يُلتمس منه من البيعة، ثم جاؤوا إلى المسجد فبايعوا هناك البيعة العامة، وأول من بايعه: طلحة، ثم الزبير، ثم من حضر من المهاجرين، والأنصار، والعرب، والعجم، وقد كان يأخذ البيعة على الناس: عمار بن ياسر، وأبو الهيثم بن التيهان، ولم يتخلف أحد عن بيعته من المهاجرين ولا الأنصار.

ثم قام بعض الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان وقتلهم، وتوقى عليّ، t، الفتنة، فتريث، فغضبت عائشة، رضي الله عنها، وقام معها جمع كبير، في مقدمتهم طلحة والزبير، رضي الله عنهما، فحدثت الفتنة، وأوقع المرجفون بين الطرفين، فكانت وقعة الجمل (سنة 36هـ)، وظفر عليّ، t. ثم كانت وقعة صفين (سنة 37هـ). وخلاصة خبرها أن علياً، t، عزل معاوية، t، عن ولاية الشام، يوم ولي الخلافة، فعصاه معاوية t، فاقتتلا مئة يوم وعشرة أيام، وكاد علي، t يحسم المعركة لصالحه، لولا رفع المصاحف على أسنة الرماح، فحاول علي أن يقنع جنده بمواصلة القتال، فلم يخلص معه إلا القليل، وبقية الجيش أو أكثره توقف مستجيباً لرفع المصاحف، ومطالباً أهل الشام بالتحكيم، فافترق المسلمون ثلاثة أقسام: الأول بايع لمعاوية، وهم أهل الشام، والثاني حافظ على بيعته لعليّ، وهم أهل العراق، والجزيرة العربية، وخراسان، ومصر، وفارس، والثالث اعتزلهما، ونقم على عليّ رضاه بالتحكيم، وهم الخوارج. وكانت وقعة النهروان (سنة 38هـ) بين علي وأُباة التحكيم، وكانوا قد كفّروا علياً، ودعوه إلى التوبة واجتمعوا جمهرة، فقاتلهم، فقتلوا كلهم، وكانوا ألفاً وثمانمائة. وأقام عليّ بالكوفة (دار خلافته) إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي غيلة، في مؤامرة 17 رمضان المشهورة. واختلف في مكان قبره.

روى عن النبي r 586 حديثاً. وجمعت خطبه وأقواله ورسائله في كتاب سمي "نهج البلاغة ـ ط"، ولأكثر الباحثين شك في نسبته كله إليه. أما ما يرويه أصحاب الأقاصيص من شعره، وما جمعوه وسموه "ديوان عليّ بن أبي طالب ـ ط"، فمعظمه أو كله مدسوس عليه. وقيل في صفته أنه كان أسمر اللون، عظيم البطن والعينين، أقرب إلى القصر، أفطس الأنف، دقيق الذراعين، وكانت لحيته ملء ما بين منكبيه. ولد له 20 ذكراً و22 أنثى، على خلاف بين أهل النسب.

ب. أولاده، t

الحسن، والحسين، والمحسن توفي صغيراً، وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى، أمهم فاطمة ابنة رسول الله r، ومحمد (وهو ابن الحنفية) أمه خولة بنة جعفر بن قيس من بني حنيفة. وله كذلك العباس، وعثمان، وجعفر، وعبد الله، قُتلوا مع الحسين t، أمهم أم البنين بنت حزام من ولد عامر بن صعصعة، وأبو بكر، وعبيد الله أمهما ليلى بنة مسعود من ولد خثعم، وعمر، ورقية أمهما الصهباء، وهي: أم حبيب بنت حبيب من ولد تغلب بن وائل، وعمر الأصغر لمصطلقية (من بني المصطلق)، ومحمد الأوسط، ومحمد الأصغر، وعمر الأوسط على قول بعضهم، والعباس الأصغر، وعمر الأصغر لأمهات أولاد شتى، وعبد الرحمن، وأمه أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، ويحيى، وعون توفيا صغيرين، أمهما أسماء بنت عميس من ولد خثعم بن أنمار بن نزار. فهؤلاء عشرون ابناً وهم أكثر المعدودين من أولاده الذكور، ومن أصحاب الأنساب من لم يعد محمداً الأوسط والأصغر، و لم يذكر عمر الأوسط، ومنهم من لم يذكر إلا عمر المعقب.

ولم تتبق ذرية إلا لخمسة منهم، وهم: الحسن، والحسين، ومحمد، والعباس، وعمر. وأسماء أولاده تبين مدى حبه لأبي بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم، وفي هذا رد على الشيعة الرافضة، وإبطال لأقوالهم وعقيدتهم.

والبنات اثنتان وعشرون بنتاً، على اختلاف في ذلك بين أهل النسب: زينب الكبرى، وزينب الصغرى، وأم كلثوم الكبرى، وأم كلثوم الصغرى، ورملة الصغرى، ورملة الكبرى، ورقية الكبرى، ورقية الصغرى، وأم هانئ الكبرى، وأم هانئ الصغرى، وأم الكرام، وأم أبيها، وجمانة، وأم جعفر، وقد اختلف أهل النسب فيها، فمنهم من يقول: جمانة هي أم جعفر. وابن الكلبي يقول: جمانة غير أم جعفر. وأم سلمة، ونفيسة، وقيل: نفيسة هي أم كلثوم الصغرى. وقيل غيرها. وميمونة، وليلى، وأم الحسن، وفاطمة، وخديجة، وأمامة.

ولم تتبق ذرية إلا لأربع منهن، وهن: زينب الكبرى، عقبها في ولد عبد الله بن جعفر، وزينب الصغرى، عقبها في ولد محمد بن عقيل، ولدت له عبد الله بن محمد بن عقيل، وأم الحسن، عقبها في ولد جعدة بن هبيرة، ابن أخت علي t، وفاطمة، عقبها في ولد سعيد بن الأسود بن أبي البختري، والبواقي منهن من لم يتزوج، ومنهن مزوجات من ولد عقيل والعباس بن عبد المطلب وقد انقرض عقبهن.

ج. وفاة علي بن أبي طالب t

قال: ابن سعد: انتدب ثلاثة نفر من الخوارج عبد الرحمن بن ملجم المرادي، والبرك بن عبدالله التميمي، وعمران بن بكير التميمي فاجتمعوا بمكة، وتعاهدوا، وتعاقدوا، على قتل هؤلاء الثلاثة: علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص. فقال: ابن ملجم؛ أنا لكم بعلي، وقال: البرك: أنا لكم بمعاوية، وقال: ابن بكير أنا أكفيكم عمرو بن العاص، وتعاهدوا على أن ذلك يكون في ليلة واحدة، ليلة السابع عشر من رمضان عام 40هـ. ثم توجه كل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه. فقدم ابن ملجم الكوفة وأصحابه من الخوارج فكاتمهم. فاستيقط علي سحراً. ودخل المؤذن على علي فقال: الصلاة. فخرج علي من الباب ينادي: أيها الناس الصلاة الصلاة، فاعترضه ابن ملجم، فضربه بالسيف، وأصاب جبهته إلى قرنه، ووصل إلى دماغه، فأقام علي الجمعة والسبت وتوفي ليلة الأحد، وغسله الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر، وصلى عليه الحسن، ودفن بدار الإمام بالكوفة ليلاً.

وهكذا، مضى علي t شهيداً، ولقد كان في ذلك الشهر يفطر ليلة عند الحسن، وليلة عند الحسين، وليلة عند عبدالله بن جعفر. وأقبل على ابن ملجم، المغيرةُ بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فضربه على وجهه فصرعه. وأقبل به إلى الحسنين رضي الله عنهما، فأمر أمير المؤمنين بحبسه وقال: أطعموه وأسقوه، فإن أعش فأنا وليّ دمي، وإن أمض، فاقتلوه ضربة بضربة. قتل وعمره ثلاث وستون سنة، ودفن في ليلته، قبل انصراف الناس من صلاة الصبح.

2. الحسن بن علي

هو أكبر أبناء علي بن أبي طالب، وقد هم أبوه، حين وُلِدَ، بأن يسميه حرباً، وقال: كنت رجلاً محراباً أحب الحرب، فهممت حين ولد الحسن بأن أسميه حرباً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناً. وأمه: فاطمة ابنة رسول اللهr .

ولد t بالمدينة، للنصف من شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة، بعد موقعة أحد، وعق عنه رسول الله r بكبش في اليوم السابع، ورُوي كبشين، وأمر بحلق شعره، وتصدق بوزنه فضة على المساكين.

أ. بيعته

بويع له بالخلافة في يوم الاثنين، لثمان بقين من شهر رمضان، سنة أربعين، بعد دفن أمير المؤمنين علي، t. فقد صعد الحسن المنبر فخطب، فلما فرغ من خطبته قام عبد الله بن العباس، رضي الله عنهما، بين يديه يدعو الناس إلى بيعته، ويأخذها له، وأسرع الناس إلى بيعته فبايعه: قيس بن سعد بن عبادة، وسليمان بن صرد الخزاعي، والمسيب بن نجبة  الفزاري، وسعد بن عبد الله الحنفي، وحجر بن عدي الكندي، وعدي بن حاتم، ووردت عليه بيعة أهل مكة والمدينة وسائر الحجاز والبصرة واليمامة والبحرين. وزاد المقاتلةَ، حين وقوع البيعة مائة مائة، فتبعه الخلفاء فيما بعد على ذلك.

ب. مدة خلافته

بعد بيعته بالخلافة، اضطرته الحوادث المشهورة، والموانع المعروفة، من خذلان أكثر أصحابه، من أهل العراق له، واستئمان صاحب جيشه إلى معاوية، إلى اعتزال الأمر ومصالحة معاوية، وبايعه بنفسه في غرة ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وسُمي هذا العام عام الجماعة لالتقاء كلمة المسلمين فيه، وكانت مدة خلافته ستة أشهر.

ج. أولاده

عبدالله والحسن بن الحسن، وهو الحسن الثاني، ويقال الحسن المثنى، وزيد بن الحسن، وعمرو، والقاسم، وأبو بكر. وقد قُتل الأخيران بالطف مع عمهما الحسين، وقتل عبد الله بالطف أيضاً، وعبد الرحمن، والحسن الأثرم، وطلحة، وهو طلحة الجود، وإسماعيل، ويعقوب، ومحمد، وجعفر، وحمزة، لأمهات أولاد، فهؤلاء أربعة عشر ابناً.

العقب منهم لاثنين: الحسن بن الحسن، وزيد بن الحسن، وانقرض اثنان منهم بعد أن بقي إلى أوائل الدولة العباسية، وهما: عمرو بن الحسن، والحسن الأثرم بن الحسن، والباقون ماتوا قبل أن يُعقبوا.

والبنات ثمان: فاطمة، وأم عبد الله، وزينب، وأم الحسن، وأم الحسين، وأم سلمة، ورقية، وفاطمة الصغرى.

أعقبت منهن أم عبد الله، وكانت عند علي بن الحسين، فولدت له: حسنا وحسينا الأكبر وقد ماتا قبل أن يعقبا، ومحمد الباقر، وعبد الله المحض ابني علي بن الحسن.

د. فضله

اجتمع المسلمون، كلمتهم ورايتهم، بعد بيعته لمعاوية، وتحقق فيه علم من أعلام النبوة، حين قال رسول الله r ]إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم  2505).

هـ. مقتله، t، ومبلغ عمره وموضع قبره

أكثر المؤرخين على أن الحسن مات مسموماً، سمته امرأته جعدة بنت الأشعث.

وكان الحسن قد سُقي السم ثلاث مرات، وتوفي بالمدينة وله سبع وأربعون سنة، وقيل ست، وقيل خمس، سنة اثنتين وخمسين، وقيل سنة خمسين، وقيل سنة سبع وأربعين، اختلفوا في تاريخ موته حسب اختلافهم في مبلغ عمره.

وكان أوصى بأن يدفن إلى جنب رسول الله r، إلا أن يُخشى وقوع نزاع أو قتال في ذلك. فلما رفض مروان أمير المدينة، وأهل مشورته، ذلك، دفن بالبقيع، وقبره ظاهر هناك.

3. الحسين بن علي

أبو عبد الله، الحسين بن علي بن أبي طالب. وأمه: فاطمة ابنة رسول الله r، ولد t، فى شعبان لخمس خلون منه، سنة أربع من الهجرة، وأمر النبي r بأن يُحلق شعره في اليوم السابع ويتصدق بوزنه فضة، وعق عنه كبشاً.

أ. بيعته t

خرج من المدينة إلى مكة، حين ورد الخبر بموت معاوية، وطولب بالبيعة ليزيد، يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنة ستين، فرفض، ودخلها ليلة الجمعة، لثلاث خلون من شعبان، ووردت عليه كتب أهل الكوفة، كتاب بعد كتاب، وهو بمكة، بالبيعة في ذي الحجة من هذه السنة. فاستجاب لها، وخرج من مكة سائراً إليها، لثمان خلون من ذي الحجة، وكان قد أنفذ على مقدمته من مكة: مسلم بن عقيل بن أبي طالب، فظهر مسلم بالكوفة داعياً إليه.

قُتل يوم الجمعة عاشر المحرم، سنة إحدى وستين.

ب. أولاده

علي الأكبر، وأمه بابوقة بنت يزدجرد بن شهريار، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وروى عن جده أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه.

وعبد الله، قتل مع أبيه بالطف، جاءته نشابة وهو في حجر أبيه فقتلته.

وعلي الأصغر، وهو علي بن الحسين المشهور بزين العابدين، وجعفر توفي صغيراً.

وذكر بعض أهل النسب: إبراهيم، ومحمداً.

والعقب من ولد الحسين t واحد، وهو: علي بن الحسين المعروف بزين العابدين، أما سائر أولاد الحسين فقتلوا بكربلاء.

ومن البنات: فاطمة، عقبها في ولد الحسن بن الحسن عليهما السلام، وفي ولد عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عثمان الملقب بالمطرف.

وسكينة، انقرض عقبها إلا من ولد عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، فإنها ولدت له عثمان، وحكيما، وربيحة.

ج. مقتله t

كان قائد الجيش، الذي قتل الحسين، هو عمر بن سعد بن أبي وقاص من قبل عبيدالله بن زياد والي يزيد على الكوفة بالطف. وقد ظل الحسين يقاتل حتى قتل (يوم الجمعة عاشر محرم سنة إحدى وستين)، قتله سنان بن أبي أنس النخعي، وأجهز عليه خولي بن يزيد بن حمير، وهو الذي حز رأسه، وكان شمر بن ذي الجوشن الضبابي ممن تولى قتله. وكان له يوم قتل ثمان وخمسون سنة، وقد فجع المسلمون لقتله، خاصة أنه كان قد صرف نظره عن المطالبة بالخلافة.

ووجد في جبة دكناء كانت عليه: مائة وبضعة عشر خرقاً من بين طعنة وضربة ورمية.

4. أبناء فاطمة

محسن بن علي بن أبي طالب: أمه فاطمة الزهراء، مات صغيراً.

أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: قيل اسمها رقية، تزوجها عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وهي أصغر أولاد فاطمة رضي الله عنها. فولدت له زيد بن عمر، وقد مات ولا عقب له. ماتت بعد سنة 50هـ، وقيل ماتت هي وزيد بن عمر في يوم واحد.

زينب بنت علي بن أبي طالب: أمها فاطمة الزهراء، عاشت بعد أبويها، وتزوجت من عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فولدت له علياً، وعوناً، وعباساً، وجعفراً، وإبراهيم، وعلياً الأصغر.