مدينة مورون

مدينة مورون مدينة تاريخية في مقاطعة الأندلس، في جنوب غرب أسبانيا، كانت تعرف باسم أرونشي Arunci في العهد الروماني، وبعد الفتح الإسلامي للأندلس غيّر المسلمون اسمها إلى مورون فرونتيرا (الحدودية) Moron de la Frontera، وقد اشتقوا كلمة مورون من الكلمة العبرية مورام Moram التي تعني الموقع المرتفع، أما كلمة فرونتيرا فهي مأخوذة من الكلمة الأسبانية Frontera أي الحدودية لأن المدينة مكثت 250 عاماً على حدود مملكة غرناطة الإسلامية. وتضم مدينة مورون العديد من المواقع التاريخية، وقاعدة مورون الجوية التابعة للقوات الجوية الأمريكية، والتي قد لعبت دوراً في حرب الخليج الثانية. ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي ثلاثين ألف نسمة.

1. الموقع

أ. الموقع الجغرافي

تقع مدينة مورون في وادي نهر جوادلكيفر Guadalquiver River في محافظة أشبيلية Siville Provincia بمقاطعة الأندلس Andalusia Region في جنوب غرب أسبانيا، عند أقدام جبال بينيبتكو Penibetico mountain.

وتبعد مدينة مورون حوالي 62 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة أشبيلية Siville عاصمة محافظة أشبيلية، وحوالي 100 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة قرطبة Cordoba، وحوالي 105 كم إلى الشمال الغربي من مدينة مالقة Malga على ساحل البحر الأبيض المتوسط، أما مدينة غرناطة Granada فتبعد حوالي 165 كم إلى الشرق من مدينة مورون. (اُنظر خريطة مدينة مورون دي لا فرونتيرا)

ب. الموقع الفلكي

تقع مدينة مورون على دائرة عرض 37 درجة وسبع دقائق شمالاً، وخط طول خمس درجات و27 دقيقة شرقاً.

2. المناخ

تتمتع مدينة مورون بمناخ البحر الأبيض المتوسط الدافئ الممطر شتاءً والحار والجاف صيفاً.

3. التاريخ

يُعتقد أن موقع مدينة مورون أسس بواسطة الفينيقيين Phoenicions، ومن بعد ذلك سكنها الرومان romans الذين أطلقوا عليها اسم أرونشي. وبعد الفتح الإسلامي للأندلس أسماها العرب مورون الحدودية Morom de la Frontera عندما كانت على حدود مملكة غرناطة الإسلامية. وقد نعمت مدينة مورون في العهد الإسلامي بنشاط معماري ملحوظ مازالت آثاره شامخة إلى اليوم. ثم أخذها فيردناند الثالث Ferdinand III وضمها إلى أشبيلية Siville وهجّر المسلمين منها وأسكن فيها المسيحيين.

4. الآثار

تضم مدينة مورون العديد من الآثار الإسلامية، أهمها: القلعة الإسلامية Moorish Castle التي تقف على قمة تل تشرف على المدينة؛ ومع أنها دمرت جزئياً على أيدي الجنود الفرنسيين في عهد نابليون عام 1812م، إلا أنها مازالت تحتفظ بالقصبة Alcazaba الشهيرة بأحواضها ونوافيرها وقنوات الري.

5. قاعدة مورون الجوية

قاعدة مورون الجوية Moron Air Base في أسبانيا، هي مقر أسطول القاعدة الجوية السادسة والتسعين بعد الأربعمائة 496th Air Base Squadron. وهذا الأسطول يعنى بتشغيل قاعدة تسيير إستراتيجية لتمد القوة الجوية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إلى جميع أنحاء أوروبا، وحوض البحر المتوسط، وقارة أفريقيا، وجنوب غربي قارة آسيا. كما يقدم هذا الأسطول المساعدة للقيادة والمراقبة الفضائية للقوات الجوية الأمريكية AFSPACECOM إضافة إلى تشغيل موقع هبوط لرحلات عبر المحيطات المخفقة، خلال إطلاق المركبات الفضائية.

وبدأت مباحثات إيجاد قواعد جوية أمريكية في أسبانيا، خلال الفترة من يونيه/ حزيران 1951 إلى سبتمبر/ أيلول 1953، وأسفرت عن إنشاء قواعد جوية أسبانية ـ أمريكية، من ضمنها قاعدة مورون الجوية، بعقد بين الحكومة الأسبانية والحكومة الأمريكية، مدته عشر سنوات، وقد وقع العقد في 26 سبتمبر/ أيلول 1953.

واستمر إنشاء قاعدة مورون الجوية لمدة ثلاث سنوات، ليتم تشغيل مجموعة القاعدة الجوية 3973 3973rd Air Base Group بصفتها جزءاً من القوة الجوية السادسة عشرة Sixteenth Air Force، المخصصة للقيادة الجوية الإستراتيجية Strategic Air Command، وذلك في الأول من شهر يوليه 1957.

وفي الثالث عشر من شهر مايو بدأت أول رحلة لطائرات B-47 في قاعدة مورون الجوية، لتؤدي عمليات منعكسة Reflex operations، وبعد ذلك بستة أشهر قدم إلى القاعدة الأسطول القتالي F-100، من قاعدة جورج للقوة الجوية George Air Force Base في ولاية كاليفورنيا؛ للقيام بدفاع جوي تحذيري. واستمرت قاعدة مورون الجوية في العمل بصفة قاعدة انعكاس Reflex إلى 29 أبريل 1962، عندما وصلت إلى القاعدة أول طائرة من نوع كروم دوم Chrome Dome KC-135. وبعد ذلك بيومين بدأت أول طلعة للتزويد بالوقود. وفي الثالث من أبريل 1963، غادرت القاعدة آخر طائرة من نوع B-47. وفي السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول 1963 تم تمديد الاتفاقية بين الحكومة الأمريكية والحكومة الأسبانية؛ لاستخدام القاعدة في أسبانيا لمدة خمس سنوات أخر.

وفي الخامس عشر من أبريل 1966، حولت القوة الجوية السادسة عشرة Sixteenth Air Force وقاعدة مورون الجوية من القيادة الجوية الإستراتيجية  (SAC)إلى قوات الولايات المتحدة في أوروبا United States Air Forces Europe (USAFE) وغيرت مهمتها إلى مساعدة الاتصالات، وعمليات الطيران للمهمات المؤقتة من وحدات الاستطلاع RF-4 وRF-101، ومساعدة عمليات الإنقاذ الجوية من  ARRS67.

وفي عام 1969 حولت مهمة قاعدة مورون الجوية بواسطة USAFE إلى قاعدة انتشار تحت الاستعداد Standby Dispersal Base (SDB) وتحولت وحدة مجموعة القتال المساعدة 7473  rd Combat Support Group7463 إلى أسطول القتال المساعد rd Combat support Squadron (CSS) 7473 وخفض عدد الأفراد إلى حوالي 400 فرد، كما قلصت عمليات الطيران مؤقتة المهمة إلى بعض تمارين طيران غير منتظمة.

واستمرت عمليات تقليص مهمات قاعدة مورون الجوية وعملياتها، خلال السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين، إلى أن اختارتها وكالة الفضاء الأمريكية NASA لتكون موقع هبوط للرحلات عبر القارات المخفقة Transoceanic Abort Landing لبرنامج المركبات الفضائية، وزود الموقع بمستلزمات المساعدة في التوجيه والهبوط، وتلقى العاملون تدريباً عالياً في عمليات هبوط المركبات المدارية، واكتملت التجهيزات في القاعدة عام 1986، عندما تم تركيب نظام الهبوط قصير الموجة الدائم Microwave Landing System.

وبعد احتلال العراق للكويت في أغسطس 1990، نشرت القيادة الجوية الإستراتيجية SAC 22 طائرة معدة لنقل البترول من طراز KC-135 وKC-10، لدعم عمليات درع الصحراء، ثم غيرت SAC مهمة قاعدة مورون الجوية في يناير 1991، من قاعدة إعادة تزويد للوقود Refueling إلى قاعدة عمليات للقاذفات للمشاركة في عاصفة الصحراء، حيث ضم جناح القذف الحادي والثمانون st Bomb Wing 81 في قاعدة مورون الجوية 24 قاذفة من طراز B-52، وثلاث طائرات من طراز KC-135، وأكثر من 2800 عسكري.

وبعد تخفيض القوات الأمريكية في أوروبا في عام 1994، وإغلاق العديد من القواعد، مثل قاعدة تورجون الجوية Torrejon Air Base في أسبانيا، ومحطة سان فيتو الجوية Sanvito AS في إيطاليا، ومحطة أيراكليون الجوية Iraklion As في اليونان، أخذت قاعدة مورون الجوية مهمة إقليمية، ومن ثم أعيد تصميم الوحدة في القاعدة؛ لتصبح أسطول القاعدة الجوية   Air Base Squadron496 th 496، في الأول من شهر يوليه 1994، تحت إشراف مجموعة المساندة الإقليمية  Regional Support Group616 th 616الواقعة في قاعدة أفيانو الجوية Aviano Air Base في إيطاليا.