إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / نجران، المملكة العربية السعودية




موقع الأخدود الأثري
سد وادي نجران

موقع منطقة نجران




مدينة أبو ظبي

مدينة نجران

1. الموقع

تقع مدينة نجران في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية، عند التقاء خط عرض 37 ـ 517   شمالاً مع خط طول 26ـ 544 شرقاً، وترتفع عن سطح البحر حوالي 1210 م. وهي العاصمة الإدارية والمركز الاقتصادي والحضري لمنطقة نجران، ومحافظاتها هي: شرورة، حبونا، يدمة، ثار، الوديعة، الأخدود. (أُنظر شكل موقع منطقة نجران)

2. الحدود

تحد منطقة نجران من الجنوب جمهورية اليمن، ومن الشمال منطقة الرياض، ومن الشمال الغربي منطقة عسير، ومن الغرب الربع الخالي.

3. المساحة

وتعتبر نجران من كبريات المدن في المملكة العربية السعودية، حيث تبلغ مساحتها 13.500 كم، وتغطي الصحراء جزءاً كبيراً منها. وهي تحتل المركز الثالث بين مدن المملكة من حيث المساحة. وتنبع أهمية هذه المدينة من أنها العاصمة الإدارية والتجارية لمنطقة نجران.

4. السّكان

يبلغ عدد سكان منطقة نجران حوالي 400 ألف نسمة، ويبلغ عدد سكان مدينة نجران حوالي 90 ألف نسمة، ونسبة النمو السكاني فيها 4.2%.

5. المناخ

مناخ نجران شبة صحراوي جاف بوجه عام، وتراوح درجات الحرارة ما بين 6 إلى 32 درجة مئوية.

6. سبب التسمية

تتعدد التفسيرات لاسم (نجران)، الذي يطلق على المنطقة بكاملها، وعلى حاضرتها التي تحمل الاسم نفسه.

وهناك عدة إجابات لمصدر اسم نجران، فهو يعني"الخشبة التي يدور عليها رتاج الباب". وربما يدل هذا المعنى على أنها كانت المكان الأول، الذي قصده السكان في هذه المنطقة.

وتعني كلمة نجران أيضاً "العطشان"، فهل نجد في هذا المعنى أصل اسم المدينة؟ خاصة إذا عرفنا أنها كانت واحة لعدة قرون، أي ينبوعاً يلجأ إليه المسافر العطشان في شبه الجزيرة العربية. ويذكر العالم الجغرافي الكبير ياقوت الحموي (574 ـ 626 هـ) في كتابه المعروف"معجم البلدان"، أن المدينة سُميت بهذا الاسم نسبة إلى نجران بن زيدان بن سبأ الأكبر بن يشجب بن يعقرب بن قحطان، لأنه أول من نزلها وعمّرها، فهل نجد في هذا المفهوم أصل الاسم، خاصة إذا عرفنا أن تسمية المدن بأسماء مؤسسيها أو أوائل من سكنوها كان تقليداً متبعاً في الماضي؟ ربما توجد علاقة بين جغرافية نجران المتميزة، كواحة على طرف الصحراء، واسمها.

7. نبذة تاريخية

أ. تذكر المصادر أن نجران من البلدان، التي أدت دوراً مهماً بفضل موقعها على مفترق الطرق التجارية القديمة، التي كانت تربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها وبالعالم القديم، حيث كانت مركز مهماً لتجارة التوابل والبخور.

ب. في سنة 24 ق. م، غزت نجران حملة رومانية بقيادة (أوليوس غاليوس) واحتلتها بعد حرب شديدة، إلاّ أن بقاء الرومان فيها لم يطل.

ج. تذكر بعض الروايات أن النصرانية سبقت اليهودية إلى نجران، على يد شخص يدعى (فيمنون).

د. بعد ظهور الإسلام، أرسل الرسول r، خالد بن الوليد في السنة العاشرة للهجرة إلى بني الحارث بن كعب في نجران يدعوهم إلى الإسلام، فاستجابوا له دون قتال. وأقبل وفد من بني الحارث مع خالد بن الوليد إلى النبي r، معلنين إسلامهم، فأرسل معهم الرسول r، عمر بن حزم يعلمهم شرائع الله.

هـ. في القرن الثالث الهجري دخلت بطون عديدة من همدان إلى نجران.

و. كانت منطقة نجران كثيرة الاضطرابات ودخلت حروباً مع كثير من جيرانه، وبقيت تحكم نفسها حسب القوانين والأنظمة القبلية.

ز. في عام 1350 هـ، أعلن أهالي منطقة نجران ولاءهم للدولة السعودية.

8. أهم معالم المدينة

أ. المعالم الأثرية

(1) الأخدود (أُنظر صورة موقع الأخدود الأثري)

هو مكان الذي عذّب فيه الملك الحميري ذو نواس المؤمنين في منتصف القرن الأول الميلادي، عندما طلب من أهالي المدينة العدول عن الديانة النصرانية والعودة إلى اليهودية، التي كان يدين بها، ويريدها ديانة رسمية لدولته. وعندما رفضوا طلبه حَفَرَ لهم أُخدوداً ضخماً وأحرق فيه كل من خالف أمره. وقد وردت قصة أصحاب الأخدود في القرآن الكريم. في قوله تعالي: )وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ(1)وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ(2)وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ(3)قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ(4)النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ(5)إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ(6)وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُود( (سورة البروج: الآيات من 1-7)

ومازالت بقايا سور الأخدود ومبانيه قائمة.

(2) النقوش والكتابات الأثرية

تتناثر النقوش والكتابات على الصخور والحجارة، في مواقع مختلفة من منطقة نجران. وقد عُثر على نقوش هيروغليفية ومصرية قديمة، في المنطقة الواقعة ما بين قرية"القابل"في الشمال، وقرية"السودا"، و"الحمرا"، و"العرق" في الجنوب. كما وجدت كتابات كوفية يعود تاريخها إلى العصور الأولى، في"جبل الحمراء" المجاور لمدينة الأخدود من الجنوب. ووجدت نقوش كوفية أخرى على صخور"جبل المسماه"، الذي يقع على بعد 10 كم من مدينة نجران. وإضافة إلى هذه الكتابات والنقوش، تم العثور على رسوم للخيل، والجمال، والنعام، والظباء والثعابين في هذه المنطقة.

كما تم العثور على مصنوعات يدوية مهمة في نجران، منها أدوات طحن الحبوب، وآثار بئر ارتوازي مبني بطريقة هندسية دقيقة. فضلاً عن آثار"مدينة الأخدود"، التاريخية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج. ومدينة الخدود هي نفسها مدينة "رقمات" (عاصمة نجران القديمة) كما يروي المؤرخ فيلبي. وتقع آثار كعبة نجران على قمة "جبل تصلال"، على بعد 53 كم من نجران، وقد جاء في الكتب أنها بنيت على أيدي "بني عبدالمدان بن الديان الحارثي"، على طراز الكعبة المشرفة، ويقال أيضاً إن العرب حجوا إليها طوال أربعين عاماً.

تكثر في منطقة نجران النقوش والكتابات الأثرية، التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة. ومن المواقع لهذه النقوش:

(أ) الذرواء: جبل يحوى نقوشاً إسلامية.

(ب) المسماة: جبل به نقوش إسلامية مبكرة.

(ج) آبار حمى: منطقة متسعة تحوي جبالها العديد من الكتابات والنقوش الأثرية المهمة.

(د) جبال نجد سهى: بها العديد من النقوش والكتابات، التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة.

(3) البيوت الطينية القديمة

(أ) قصر الإمارة القديم: وهو مبني من الطين، وشيّد ليكون مقراً لإمارة نجران. أجرت عليه إدارة الآثار والمتاحف مؤخراً بعض الترميمات.

(ب) العان: وهي آثار لعدة بيوت طينية قديمة، إضافة إلى العديد من البيوت الطينية القديمة التي تشتهر بها منطقة نجران.

ب. المياه

تحظى منطقة نجران بمخزون كبير من المياه الجوفية. وقد انتشرت فيها الآبار الارتوازية لأغراض الشرب والري. كما أن المنطقة تكثر بها الأودية والشعاب، التي تروى الكثير من القرى والمراعي عند نزول الأمطار.

ويعتبر وادي نجران أكبر الأودية، إذ يقسم المنطقة إلى قسمين، جنوبي وشمالي. أما وادي (حبونا) فيُعد ثاني الأودية.

ويعتبر سد وادي نجران أكبر السدود المائية المقامة في المملكة، (أُنظر صورة سد وادي نجران) ويقع على مسافة 35 كم من مدينة نجران، وطاقته التخزينية 85 مليون متر مكعب، وقد أقيم لحماية المنطقة من أخطار السيول والأمطار، ولحفظ الثروة المائية للاستفادة منها عند الحاجة. ويبلغ طول السد 260 م، وارتفاعه 60 م، وقد بلغت تكلفة إنشائه 277 مليون ريـالٍ سعودي.

ج. النقل والمواصلات

تتصل نجران بما حولها عَبَرَ شبكة من الطرق المستقبلية، التي يتصل بعضها مباشرة بالشبكة العامة للطرق في المملكة، ومن أهمها:

(1) طريق الفيصلية ـ نجران القديمة، 7 كم.

(2) طريق المطار ـ الفيصلية، 22 كم.

(3) طريق شرورة ـ الوديعة ـ نجران، 370 كم.

(4) طريق نجران ـ السليل، 347 كم.

(5) الطريق الدائري 30 كم.

(6) طريق نجران ـ الظهران الجنوبي 112 كم.

وهناك نحو 500 كم من الطرق الفرعية، التي تربط مدينة نجران بالمدن والقرى المنتشرة في المنطقة.

وفي المنطقة مطار يبعد 30 كم عن مدينة نجران.

د. النهضة التعليمية

في عام 1943م، افتُتحت أول مدرسة ابتدائية في نجران. تم توالى إنشاء المدارس ضمن الخطة الشاملة لتحديث المنطقة.

أما الآن فيبلغ عدد المدارس 131 مدرسة للبنين تخدم جميع المراحل، إضافة إلى معهد لإعداد المعلمين. وللبنات 97 مدرسة مختلفة، إضافة إلى معهد إعداد المعلمات. وأكثر من خمسين مدرسة لمحو الأمية.

وفي عام 1405هـ ـ 1985م، افتُتح في نجران مركز للتدريب المهني، لتدريب أبناء المنطقة في كافة التخصصات الفنية. وفي نجران معهد صحي للبنات.

هـ. الرعاية الصحية

يتلقى سكان المنطقة الرعاية الصحية من عدة مستشفيات كبرى، وعشرات المستوصفات والمراكز الصحية. ومن أهم المستشفيات:

(1) مستشفي الملك خالد ( 265 سريراً).

(2) مستشفي نجران العام (175 سريراً).

(3) مستشفي الصحة النفسية ( 50 سريراً).

(4) مستشفي الأمراض الصدرية والحميات (70 سريراً).

(5) مستشفي شرورة العام ( 100 سرير).

وهناك 60 مركزاً للرعاية الصحية الأولية، و6 نقاط صحية وفرع لجمعية الهلال الأحمر، ومستوصف لمنسوبي الأمن الداخلي، وآخر لمنسوبي الحرس الوطني. وعدد من الوحدات الصحية المدرسية.

و. الخدمات الشّبابية

تولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب اهتماماً واسعاً بشباب منطقة نجران، حيث تأسس مكتب رعاية الشباب في المنطقة عام 1400هـ، للإشراف على النشاطات الرياضية والاجتماعية التي تمارس عبْر الأندية التالية:

(1) نادي الأخدود (تأسس عام 1396هـ).

(2) نادي شرورة (تأسس عام 1396هـ).

(3) نادي نجران (تأسس عام 1401هـ).

كما يشارك المكتب في مناسبات الخدمة العامة، كالأسابيع التي تقام على مستوى المملكة سنوياً، مثل، أسبوع المدارس، وأسبوع الشجرة، وأسبوع رعاية المساجد، وأنشطة معسكرات الكشافة والجوالة.

وفي عام 1402هـ، تأسس في منطقة نجران بيت للشباب، يهدف إلى تنمية المعارف لدى الشباب من خلال المحاضرات والمسابقات والندوات والرحلات.

ز. النشاط الاقتصادي وأهم المنتجات

(1) الزراعة

تعد الزراعة النشاط الرئيسي لأكثر من ثلثي أهالي نجران، وذلك لخصوبة الأرض وكثرة المياه ودعم الحكومة المستمر.

ويتصدر النخيل كافة المنتجات الزراعية، ويعرف نخيل نجران بجودة إنتاجه حيث يبلغ متوسط ما تنتجه النخلة الواحدة (140 كيلو جرام).

ويزرع الفلاحون القمح والشعير والذرة والفواكه والخضراوات، كما يربّون الأبقار والأغنام.

(2) التجارة

منطقة نجران من المناطق المزدهرة تجارياً، وذلك بسبب موقعها الجغرافي ووقوعها بين عدة طرق تجارية مهمة.

في المنطقة أسواق شعبية يباع فيها الفواكه والخضراوات والتّمور والسمن والأعلاف والحطب والفحم والطيور. كما توجد المراكز التجارية الحديثة، والمجمعات التجارية على مفارق الطرق، والمؤسسات المصرفية.

(3) الصناعة

أُنشئت في مدينة نجران مدينة صناعية، مجهزة تجهيزاً كاملاً. وتتميز منطقة نجران بصناعتها الحرفية، التي تميزها عن المناطق الأخرى. ومن تلك الصناعات: الصناعات الصّوفية، وصناعة الجلود، والصّناعات الخوصية، والصّناعات الخشبية، والصناعات الحجرية والفخارية، وصناعة الفضيات، وصناعة السيوف والخناجر. أما الصناعات الحديثة فتتمثل في صناعة البناء بالدرجة الأولى.

ح. أهمية المدينة

(1) في المنطقة آثار تدل على أن هناك حضارة مزدهرة، تعود إلى فترات مختلفة، كانت قائمة في المنطقة، منها الخدود الذي ورد ذكره في القرآن، والعديد من النقوش والكتابات وغيرها.

(2) تعد منطقة نجران من المناطق السياحية المهمة، لما تذخر به من المعالم الأثرية والمناظر الطبيعية.

(3) تشتهر نجران بمنتجاتها الزراعية، خاصة التمور. كما تشتهر بحرفها الشعبية.

(4) تعد نجران ملتقى طرق تجارية مهمة، مما جعلها من المناطق المزدهرة تجارياً.

(5) مدينة نجران هي العاصمة الإدارية والمركز الحضاري والتجاري لمنطقة نجران.