مقدمة

ظهرت مملكة تايلاند الموحدة، في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي. وظلت تُعرف باسم سيام Siam، حتى عام 1939. وتُعد تايلاند الدولة الوحيدة في جنوب شرقي آسيا، التي لم تخضع للاحتلال الأوروبي. أدت الثورة البيضاء، في عام 1932، إلى تأسيس ملكية دستورية في البلاد.

وبتحالفها مع اليابان، إبان الحرب العالمية الثانية، أصبحت تايلاند لاحقاً حليفاً للولايات المتحدة الأمريكية عام 1954، عقب إرسال تايلاند قوات إلى كوريا وإلى فيتنام لاحقاً، لتقاتل جنباً إلى جنب القوات الأمريكية.

في 26 أكتوبر 2004، تظاهر نحو 3000 مسلم، أمام أحد مراكز شرطة ولاية ناراثيوات، ذات الأغلبية المسلمة، في جنوب تايلاند، احتجاجاً على حملات الاعتقالات، التي تجري بشكل منظم ضد المسلمين. فتدخلت قوات الجيش والأمن التايلاندية، بالذخيرة الحية، لقمع المظاهرة؛ فقتلت ستة مسلمين، وجرحت المئات، واعتقلت أكثر من 1300 مسلم. كما حشرت قوات الأمن نحو 1300 مسلم، في شاحنات ضيقة، لنقلهم إلى ثكنات عسكرية في مدينة باتاني (فطاني) لاستجوابهم؛ فقُتِل داخل السلخانات نحو 78 مسلماً تايلاندياً، خنقاً وكسراً.  وتدعي الحكومة التايلندية، ذات الغالبية البوذية، أن روح الانفصال في إقليم ناراثيوات، تؤجج أعمال العنف في جنوبي البلاد المحاذي لماليزيا. وقد أسفرت المواجهات، في جنوبي تايلاند، عن سقوط آلاف القتلى والجرحى، منذ مطلع العام 2004، ويتهم ناشطو حقوق الإنسان السلطات التايلاندية باستخدام وسائل عنيفة.

ومنذ العام 2005 شهدت تايلاند سلسلة من الاضطرابات السياسية، حيث وقع انقلاب عسكري في سبتمبر 2006، أطاح برئيس الوزراء ثاكسين شيناواترا THAKSIN Chinnawat. فتولت السلطة حكومة عسكرية أجرت انتخابات في ديسمبر 2007، شهدت تربع حزب رئيس الوزراء المخلوع ثاكسين "حزب سلطة الشعب" على رأس حكومة ائتلافية. وخلال الأعوام 2008 و2009 و2010 كانت الشوارع تشهد تظاهرات احتجاج، تنظمها الأحزاب المتنافسة. وقد بلغت حدة التظاهرات في العام 2010 ذروتها، عندما وقعت صدامات مسلحة بين قوات الأمن ومتظاهرين بعضهم كانوا مسلحين مؤيدين لرئيس الوزراء ثاكسين شيناواترا. وأدت هذه الصدامات إلى مقتل 92 فرداً، وقدرت الخسائر جراء الحرائق المتعمدة للممتلكات بنحو 1.5 بليون دولار. وفي العام 2011 استطاع حزب بويا تاي (من أجل التايلانديين) Puea Thai بزعامة شقيقة ثاكسين شيناواترا الصغرى، ينجلاك شيناواترا YINGLAK Chinnawat، تحقيق فوز ساحق في الانتخابات البرلمانية ما يعني هيمنة حزبها على الحكومة.

تعرضت قيادة ينجلاك شيناواترا لتحد كبير في الحال، إثر الفيضان التاريخي الذي ضرب البلاد أواخر عام 2011، وأدى إلى غمر مساحات واسعة من البلاد تحت المياه، وكاد أن يغرق بانكوك نفسها.

خلال العام 2012، سعت الحكومة، التي يقودها حزب بويا تاي، جاهدة مع الحزب الديمقراطي المعارض، لتحقيق بعض من وعودها الانتخابية الرئيسية، كالإصلاح الدستوري والمصالحة السياسية.