مقدمة

تتمتع أوكرانيا بثروات طبيعية هائلة، وكان ذلك سبباً في أنها ظلت قروناً طويلة مسرحاً للقتال والنزاع والاحتلال. اجتاحتها قبائل المغول المعروفة بالتتار، عام 1240م؛ ثم خضعت، عام 1340، لبولندا ولتوانيا، اللتين استعبدتا أهاليها. قاومت عصابات من فلاحي أوكرانيا، عُرفت باسم القوزاق، الحكم البولندي، حتى وقعت معظم أراضي أوكرانيا تحت سيطرة الروس، عام 1795. وما إن استقلت عن روسيا عام 1917، حتى وقعت في براثن الحكم السوفيتي، عام 1921، بعد قيام الثورة البلشفية، وكانت إحدى جمهوريات أربع، قام عليها اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية، السابق. تسبب الاتحاد السوفيتي، بسياسته التي رمت إلى الاستيلاء على مزارع الفلاحين، وعلى الحبوب، في حدوث مجاعتين كبيرتين، أودتا بحياة زهاء ثمانية ملايين أوكراني. كما أُزهقت أرواح نحو سبعة ملايين آخرين، إبّان الحرب العالمية الثانية، على أيدي الجيشين، السوفيتي والألماني. وفي أعقاب كارثة مفاعل تشرنوبل، قرب العاصمة الأوكرانية كييف، عام 1986، وما نجم عنها من ضحايا، تزايد السخط على الحكم السوفيتي، حتى أعلن البرلمان الأوكراني أفضلية القانون الأوكراني على قانون الاتحاد السوفيتي، عام 1990. وفي العام التالي، أعلنت أوكرانيا استقلالها، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ورغبتها في الانضمام إلى عضوية كومنولث الدول المستقلة، المؤلف من بعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي، السابق. وعلى الرغم من أن أوكرانيا حصلت، فعلياً، على استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق، عام 1991؛ إلا أن الحرية الحقيقية لا تزال سراباً؛ إذ لا يزال كثير من النخبة السوفيتية السابقة، قابعين في البلاد، يعوقون جهود الإصلاح الاقتصادي، والخصخصة، والحريات المدنية.

في الأشهر الأخيرة من عام 2004، حدثت مظاهرات احتجاج جماهيرية سلمية عُرِفت بـ "الثورة البرتقالية"، أجبرت السلطات على إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية بوصفها مزورة، وأجرت انتخابات رئاسية جديدة تحت إشراف مراقبين دوليين، فازت بها قائمة الإصلاحيين بزعامة فيكتور يوشتشينكو Viktor YUSHCHENKO. ونتيجة للتنافس السياسي داخل معسكر يوشنكو، أصبح الطريق ممهداً لمنافسه فيكتور يانكوفيتش Viktor YANUKOVYCH ليعود إلى السلطة رئيساً للوزراء في أغسطس 2006، بعد الانتخابات البرلمانية.

ونتيجة للأزمة السياسية في ربيع عام 2007، جرت انتخابات تشريعية مبكرة، فازت على إثرها زعيمة تحالف "الأورانج" يوليا تيموشنكو Yuliya TYMOSHENKO، برئاسة الوزراء في ديسمبر 2007.

وفي فبراير 2010،  انتُخب فيكتور يانكوفيتش رئيساً للبلاد في جولة الإعادة، التي رأى المراقبون أنها استوفت معظم المعايير الدولية. وفي مارس 2010، وافق البرلمان على تصويت جرى يطالب بحجب الثقة عن رئيسة الوزراء يوليا تيموشنكو، ما دفعها للاستقالة من منصبها رئيسة للوزراء.

في أكتوبر 2012، جرت انتخابات المجلس التشريعي الأوكراني، وقد رأى المراقبون الغربيون أنها مزورة على نطاق واسع، تلك الانتخابات التي أعادت "حزب الأقاليم"، وهو حزب الرئيس يانكوفيتش، إلى السلطة.