إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / شط العرب، العراق









4

4. المدن الرئيسية على شط العرب

أ. البصرة

تقع مدينة البصرة، التي تعد أهم الموانئ العراقية في جنوبي العراق، على شط العرب عند تقاطع دائرة عرض 30 درجة و30 دقيقة شمالاً مع خط طول 47 درجة و49 دقيقة شرقاً، وعلى بعد 115 كم من مصب الشط في الخليج العربي.

أسست مدينة البصرة بأمر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب t، للقائد عتبة بن غزوان لتكون مشتى للجيوش إبان الفتوحات الإسلامية. وكلمة البصرة تعني في كلام العرب الأرض الغليظة، التي فيها حجارة. وقد تعاظمت مكانة مدينة البصرة خلال الخلافة العباسية، إلا أنها تراجعت بعد ذلك، ليعود انتعاشها في أوائل القرن العشرين عندما أصبحت ميناء لتزويد القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى، ومن ثم أصبحت ميناء لتصدير النفط، الذي اكتشف بكميات كبيرة في مناطق عديدة من العراق؛ إذ نجد أن العديد من أنابيب نقل النفط من الحقول المختلفة تنتهي إلى البصرة للتصدير، إلا أن أهمية البصرة بصفتها ميناء تراجعت كثيراً بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980م؛ نتيجة لتدمير المنشآت في المدينة، خاصة البترولية منها، ونتيجة لتفوق البحرية الإيرانية، التي أغلقت مدخل شط العرب من الخليج العربي أمام السفن العراقية. وقد بلغ سكان البصرة أكثر من 1.5 مليون نسمة في عام 1977م، ثم تراجع إلى حوالي نصف مليون نسمة عند نهاية الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988م. ثم تلا ذلك احتلال العراق للكويت في الثاني من أغسطس عام 1990م، وما ترتب عليه من حظر عام للصادرات والواردات للعراق، ثم حرب الخليج الثانية عام 1991م، التي دُمّرت فيها العديد من المنشآت في مدينة البصرة وسائر المدن العراقية، واستمرار الحظر التجاري على العراق، وإدخال منطقة البصرة ضمن المناطق التي يحظر فيها الطيران العراقي.

ب. عبادان

تقع مدينة عبادان في شمال غربي جزيرة عبادان الإيرانية، التي يبلغ طولها حوالي 70 كم في شط العرب، وتبعد عبادان حوالي 60 كم من مصب شط العرب في الخليج العربي. وقد أخذت اسمها من عباد العباسي، الذي أنشأها في القرن الثامن الميلادي لتكون ميناء على الخليج العربي في ذلك الوقت. وفي بداية القرن العشرين اكتُشف البترول في الأقاليم الإيرانية المجاورة لعبادان لذا عمرت المدينة واتُخذت مقراً لشركة الزيت الأنجلو ـ فارسية Anglo-Persian Oil Company، ومن ثم تعاظم شأن المدينة بعد أن أصبحت مقراً لتكرير البترول وميناء لتصدير النفط. وقد تضاعف عدد سكان المدينة من 115 ألف نسمة في عام 1940م إلى 230 ألف نسمة في الستينيات من القرن العشرين، ثم بلغ عدد سكان عبادان ذروته في عام 1980م؛ إذ تجاوز 300 ألف نسمة وأصبحت أكبر مركز لتكرير البترول في العالم. لكن اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في ذلك العام سبب دماراً كبيراً للمنشآت في المدينة، خاصة البترولية منها، مما أدى إلى هجرة السكان المدنيين من عبادان إلى أنحاء إيران المختلفة.

وبعد توقف الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988م بدأت عمليات إعادة إعمار المدينة ولكن ببطء؛ إذ بلغت طاقتها الإنتاجية من المشتقات البترولية في عام 1997م نفس الطاقة الإنتاجية قبيل اندلاع الحرب، إلا أن عودة السكان إلى المدينة كانت أبطأ، إذ لم يبلغ عدد سكان عبادان في عام 1996م سوى 40 ألف نسمة، أي ما يقارب 13% من سكان المدينة قبيل اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980م.

ج. خرمشهر

تقع مدينة خرمشهر في الرأس الشمالي لجزيرة عبادان في شط العرب على بعد حوالي 13 كم إلى الشمال الغربي من مدينة عبادان، وحوالي 80 كم من مصب شط العرب في الخليج العربي، وعند ملتقى نهر كارون بشط العرب. وقد كانت ميناء تجارياً منذ زمن وصول الإسكندر العظيم إلى إيران في عام 331 قبل الميلاد، ثم عرفت خلال العهد العباسي بمدينة المحمرة، واستمرت تعرف بهذا الاسم إلى العشرينيات من القرن العشرين. ولا زالت تعرف في العراق بهذا الاسم. ونظراً لقربها من مدينة عبادان، التي كانت أكبر مركز لتكرير البترول في العالم خلال السبعينيات من القرن العشرين فقد اكتسبت أهمية كبيرة بصفتها ميناء تجارياً. لكن اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980م واستيلاء القوات العراقية على المدينة، منذ الأسابيع الأولى للحرب إلى عام 1982، أدى إلى دمار كبير للمنشآت في المدينة وإلى نزوح سكانها إلى المناطق البعيدة من منطقة الصراع. وبدأت عمليات إعمار المدينة بعد انتهاء الحرب في عام 1988م؛ ليتم افتتاح الميناء في عام 1992م، أما عدد سكان المدينة فقد قدر بحوالي 50 ألف نسمة في عام 1996م بعد أن كان أكثر من 146 ألف نسمة قبيل اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980م.

وقد ضمت خرمشهر (المحمرة) إلى السيطرة الإيرانية بعد معاهدة أرضروم الموقعة في 31 من مايو عام 1847م، بين الدولة العثمانية والدولة الإيرانية، وبشهادة كل من روسيا القيصرية وبريطانيا اللتين كان لهما سيطرة ومصالح في المنطقة خلال تلك الفترة.