إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اقتصادية / النقود والبنوك، والمنظمات النقدية الدولية




أقدم صورة للشيك
أقدم صورة لعملة أمريكية
اقدم صورة لعملة ورقية
جون ماينرد كينز
ديفيد ريكاردون

أهداف البنوك التجارية
الأبعاد الاستثمارية
تطور شكل النقود
دورة النشاط الاقتصادي الحديث




القسم الثاني: البنوك الإسلامية

القسم الثاني: البنوك الإسلامية

         نشأت البنوك الإسلامية وانتشرت في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، استجابة لتطلعات الأفراد والشعوب، التي أدركت مدي خطورة النظم الربوية المدمرة لكيانها الاقتصادي. وسوف نتناول فيما يلي طبيعة وخصائص البنك الإسلامي والصيغ الإسلامية للتمويل المصرفي.

المبحث الأول: طبيعة البنك الإسلامي وخصائصه

         تطلعت الشعوب الإسلامية لإيجاد مؤسسات مصرفية شرعية، تستمد شرعيتها من نظم قويمة، وأهداف سامية، فجاءت البنوك الإسلامية لتجد أرضاً خصبة تؤيد رغبة الجمهور المتعطش، لتحقق أسمى الأهداف، وهو تقوي الله سبحانه وتعالي وتنفيذ تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

         فاتسعت تعاملاتها وانتشرت بمعدلات سريعة لم تشهد مثلها من البنوك الأخرى.

         والبنوك الإسلامية هي مؤسسات نقدية تعمل على جذب الموارد النقدية من أفراد المجتمع وتوظيفها توظيفاً فعالاً (انظر شكل الأبعاد الاستثمارية)، يكفل تعظيمها ونموها في إطار قواعد الشريعة الإسلامية وبما يخدم المجتمع الإسلامي ويعمل على تنمية اقتصادياته ويعمل على تحقيق عدالة التوزيع فيه.

         وتقوم مقومات البنك الإسلامي على الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية في جميع أعماله ومعاملاته، فترتبط بالفكر الإسلامي مقررة آيات القرآن الكريم، وسنة رسول الله، صلي الله عليه وسلم واجتهادات العلماء.

ويتمتع البنك الإسلامي بالعديد من الخصائص تتمثل في

ـ الالتزام في معاملاته بتطبيق قاعدة الحلال والحرام، من وجهة النظر الإسلامية، فلا يمكن للبنك الإسلامي أن يقدم خدماته إلى أنشطة تدخل في دائرة التحريم، مثل أنشطة صناعة الخمور وموائد القمار. وتراعي هذه البنوك مبادئ الدين الإسلامي فلا غبن في الأجور ولا ظلم للعاملين.

ـ عدم التعامل بالربا. وهو أميز سمات البنك الإسلامي على الإطلاق. والربا هو الزيادة المطلقة في رأس المال.
فيقال إذا ربا الشيء زاد ونما. فيمثل الربا زيادة مال لا يقابله عوض في مبادلة مال بمال. أو بمعني آخر، هو الزيادة على أصل المال من غير تبايع.

      وهذه الزيادة تأتي من عملية الاتجار في النقود. فعندما تلد النقود نقوداً، يحصل صاحب المال على مكاسب ثابتة دون أي نوع من أنواع المخاطرة نتيجة عدم مشاركته في مشروعات استثمارية.

ـ حسن اختيار من يقومون على إدارة الأموال. فيهدف البنك الإسلامي إلى تحقيق النفع العام والخاص، من خلال استخدام الأموال، وذلك في إطار إدارة تحفظ ثروات هذه البنوك ولا تبددها. وفي الوقت ذاته لا تكتنز هذه الأموال فتحجبها عن التداول.

ـ أداء الزكاة المفروضة شرعاً على كافة معاملات البنك ونتائج الأعمال. فتعمل البنوك الإسلامية على تعميق الحس الديني عن طريق تحقيق الأهداف الاجتماعية للبنك.

ـ توجيه الجهد نحو التنمية، وذلك عن طريق الاستثمارات، فالبنوك الإسلامية لا تسعى لتمويل المشروعات بهدف تحقيق فائدة ربوية، ولكنها تهدف إلى تمويل المشروعات الاستثمارية بهدف تحقيق أعلى ربحية لها.

         ويقوم البنك الإسلامي بالتركيز في توظيفاته التمويلية، على التوظيف الاستثماري متوسط وطويل الأجل الذي يتيح له أن ينشئ مشروعات في مختلف مجالات الاقتصاد القومي. وبذلك، يحقق هدفه التوسعي لقاعدة النشاط الاقتصادي في المجتمع، ويقوي هيكل القطاعات الاقتصادية المختلفة فيه (انظر شكل الأبعاد الاستثمارية).

         والبنوك الإسلامية، إلى جانب وظيفتها المعتادة كوكيل للخدمات، تقوم بقبول الودائع الجارية والودائع الادخارية والودائع لأجل، ذلك مع ملاحظة أن البنك الإسلامي يقبل الودائع الادخارية كقرض حسن، دون أن يدفع لأصحابها أية فائدة ربوية. ويخير المصرف الإسلامي صاحب الوديعة بأن يدعها في حساب الاستثمار مع المشاركة في الأرباح أو بين أن يودع جزءاً منها في حساب الاستثمار ويترك جزءاً آخر لمقابلة السحب وفقاً لاحتياجاته ولا يحول ذلك دون التزام البنك بالاستجابة لطلبات السحب من هذه الودائع في أي وقت يشاء العميل.

         أما بالنسبة للودائع لأجل، فلا يسترد صاحب الوديعة شيئاً منها إلاّ بعد فترة طويلة نسبياً (ستة اشهر مثلاً). ويقوم البنك باستثمار هذه الودائع عن طريق المشاركة في نتائج المشروعات غنماً أو غرماً، ويقوم المصرف، وكيلاً أو نائباً عن أصحاب هذه الودائع، إما باستثمارها مباشرة بواسطته أو عن طريق تمويل من يعمل في هذه المشروعات، وفقاً لشروط العقد التي يقرها الإسلام. وشروط هذه العقود متعددة فمنها ما هو مضاربة ومنها ما هو شركة مع طرف أخر، ومنها ما يجمع بين المضاربة والشركة.

المبحث الثاني: الصيغ الإسلامية للتمويل المصرفي

         تتعدد الصيغ الإسلامية للتمويل المصرفي وسوف نتناول أهم هذه الصيغ بالتفصيل.

أولاً: المرابحات الإسلامية

         ويطلق عليها البيوع الإسلامية، وتتم عملية المرابحة بأن يتقدم المتعامل إلى المصرف طالباً منه شراء سلعة معينة بالمواصفات التي يحددها على أساس عقد مبرم بين البنك وبين عميله، يتعهد العميل في هذا العقد، بأن يقوم بشراء السلعة التي سبق أن طلب من البنك شراءها وذلك مقابل نسبة ربح محددة مسبقاً في العقد يحصل عليها البنك.

ثانياً: المشاركة

         وفقاً لنظام المشاركة، يقوم البنك الإسلامي بتقديم التمويل الذي يطلبه المتعامل دون أن يتقاضى البنك فائدة محددة مسبقاً. وإنما يشارك البنك عميله في الناتج المحتمل، سواء كان ربحاً أو خسارة، من خلال أسس عادلة متفق عليها بين المصرف وعميله.

         وبذلك يصبح البنك بموجب هذا النظام، شريكاً مع عملائه أصحاب الأنشطة الاستثمارية المختلفة.

ثالثاً: المضاربة

         يقوم نظام المضاربة بالمزج بين عنصرين من عناصر الإنتاج هما رأس المال والعمل.

         فالمضاربة نظام تمويلي إسلامي، يقوم بتسخير المال لكل قادر على العمل وراغب فيه بحسب خبرته وبراعته واجتهاده.

         وتمثل المضاربة الوسيلة الإسلامية المشروعة لتحويل عنصر المال إلى إنتاج عن طريق عمل مشترك يقوم به صاحب المال ورب العمل معاً.

         وبمقتضى عقد المضاربة، يقوم البنك الإسلامي بتقديم التمويل الكامل الذي يحتاجه العميل المضارب، ويمثل البنك صاحب المال، بينما يمثل العمل صاحب الخبرة الذي يقدم جهده وعمله في عملية المضاربة، وفي النهاية، يتم توزيع ناتج المضاربة بين الطرفين على أساس حصتين، حصة مقابل التمويل يأخذها البنك، وحصة أخرى يأخذها العميل مقابل العمل.