إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / ردّ فعل جامعة الدول العربية، وموقفها تجاه الغزو العراقي خلال الأيام الأولى للأزمة









وثيقة

وثيقة

فقرات من

محضر وقائع الجلسة الختامية للقمة العربية الطارئة

التي عقدت في القاهرة

في 10 أغسطس 1990

فهد بن تيمور آل سعيد[1]

أتحدث بالنيابة عن مجلس التعاون الخليجي.

إن الاحتلال الغاشم لدولة الكويت، العضو في جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، جاء على يد دولة شقيقة، كان من المفروض أن تكون سنداً لها ولنا. إن هذا الغزو يفتح الأبواب أمام التدخل الأجنبي، ويضعف الدعم الدولي للانتفاضة ولفلسطين. مؤتمرنا مطالب ببحث موضوع واحد هو الاحتلال، وشرعية آل الصباح، وسحب الجيوش العراقية بدون شروط.

الفريق عمر أحمد حسن البشير، رئيس جمهورية السودان

إن التهديدات القائمة تعرض الأمن القومي للخطر، الأمر الذي يتطلب تحركاً سريعاً. إن التدخل الأجنبي ظاهرة لها إفرازات تتخطى حدود حماية بعض الدول، لتمس سيادة واستقلال المنطقة بأكملها. وكرامة الإنسان العربي تفرض احتواء الأزمة في إطار عربي خالص منعاً لاستغلال القوى الأجنبية التي لا بد أن تنسحب فوراً.

لا بدّ من الحكمة وضبط النفس وتجنب اتخاذ قرارات تعمق الأزمة الراهنة. ومشروع القرار الذي أمامنا لا يساعد على حل الأزمة عربياً بل خارجها، وهو لا يشكل أساساً سليماً لوفاق عربي، لأنه يعتمد على قرارات مجلس الأمن، وتدويل الأزمة، وإضفاء الشرعية على التدخل الأجنبي (تحفظ على النقاط 1 و2 و3 و5). اقترح إيفاد لجنة من القادة العرب إلى العراق.

الملك فهد بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية

كنت ناوي أن لا أتكلم، ولكن واجبي أن أدافع عن وطني وأشقائي، فشريعة الغاب وجدت إذا كان القوي يأكل الضعيف. لقد سبق أن قلت أنه إذا كان الأمر خطأ وتصرف حدث، فإنه ليس بالأمر الذي تصعب معالجته إذا تحكم العقل والتفكير السليم.

اُحتلت بلد وأزيلت معالمها بالقوة، ولم نتحدث إلاّ فيما يمكن أن نصلح من خطأ، ونزول صفحة إلى ما هو أصلح.

أريد إن أرد على ما تخبط فيه الرئيس السوداني، ومساسه بأمن السعودية. نحن طلبنا من عرب، وغير عرب، من جميع العالم جيشاً مدرباً للاستفادة من تدريبه في حالة الاعتداء على المملكة وليس الغرض منه الهجوم. أما عن استقدام القوات الأجنبية فإني أرد عليه بالنفي لأنها أتت بدعوة منّا لمساعدتنا في حالة تعرضنا لهجوم. إن هذه القوات مساندة لقوات المملكة عند أي اعتداء عليها، وليست معدة لهجوم عليها. أمّا التخبط بكرامة السعودية، اعترض عليها واحتج عليها من أي إنسان.

الملك حسين بن طلال، ملك المملكة الأردنية الهاشمية

لم أعد كلمة بهذه المناسبة، ولكن الأخطار، والمشاعر تنتابني في كل الأوقات، وخاصة منذ بدأت هذه المرحلة، التي أعتبرها أخطر ما واجهته الأمة العربية حتى الآن. القضية ليست محصورة في جزء من الوطن العربي، وهي، في نظري، نتيجة لما عشناه في هذا العالم. وأملنا في أن يكون منطلقاً للناس في كل مكان نحو الاستقرار والتقدم والرفاه. وكان آمالنا كبيرة بأن تعالج قضايانا بما تستحق بالنسبة لخطورتها ولأهمية الرقعة التي يحتلها العرب ومصادر الطاقة التي هي عصب الحياة، لقد تغيرت المعادلة ولم تظهر الصورة النهائية حتى الآن.

في اعتقادي أن هناك أخطاراً قديمة وحديثة تجابهنا، في طليعتها الحركة الصهيونية، واحتلال فلسطين كاملة، وأراض عربية أخرى، ومنها التأثير الصهيوني على دوائر صنع القرارات وتخطيط السياسات في العالم، وفي مقدمتها سيل المهاجرين إلى فلسطين، والدعم المادي المنهمر والمستمر على رقعة ضيقة من الأرض، وما نجابهه يجابهه إخوان لنا بشرف ومسؤولية تاريخية.

أما الطاقة ومصادرها فهي مهمة للغاية في تكوين العالم الجديد، إذاً بالإضافة إلى الخطر الصهيوني هناك الأطماع وإعادة الهيمنة على مصادر الطاقة العربية والإنسان والنظام العربيين. وهناك أطماع أخرى ومشاكل في عالمنا العربي مع آخرين من الجيران لها علاقة بالمياه ومصادرها واستمرار وصولها. وكم تمنيت على إخواني، في الفترة الأخيرة، أن نسعى لإحلال الثقة محل الشك، والتعاون محل الخلاف، وأن نعيد البناء لتعيش الأمة براحة، ونحاول، بروح أخوية ومسؤولية، معالجة ما خلفه لنا الاستعمار.

تمنيت أن ينظر إخواني بإمكانياتهم المادية في اقتناء السلاح، ليس توجساً من شقيق، ولكن ضمن نظرة واسعة إلى الوطن الكبير والدفاع عنه، وإلاّ لا يعود لذلك قيمة ووزن.

تمنيت أن نتصارح في كل قضايانا وسعيت لذلك بكل طاقاتي. وأنا واثق أن اخوة أعزاء لهم نفس التوجه والغايات.

هناك حقائق منها، أن العراق أمضى أعواماً يدافع عن هذا النظام العربي ويقدم الشهداء لحماية الوطن العربي من الخطر، هذا جميل لا يجب أن ننساه، وما أن انتهت المعركة التي نأمل أن تصل إلى حد مقبول مع أخوة في الإسلام، حتى بدأت تسلط عليه الأضواء ومحاولات التشويه والإساءة، فعشنا حالة من التعبئة النفسية، من قبل كل العالم ضد العراق. وأعتقد أن الهدف من ذلك هو تحجيم العراق والقضاء عليه كقوة جديدة واعدة في الوطن الكبير. هناك مأساة نعيشها الآن وتضعنا في امتحان صعب لا نعرف إذا كنّا سننجح في اجتيازه أم لا؟

هل بإمكاننا أن نتصدى للمهمة وأن نحل قضايانا بأنفسنا، أم هناك عزم على أن نخرج من هنا بالفشل ونقول للعالم إننا لسنا مؤهلين لمعالجة مشاكلنا. يجب أن نجيب عن هذا السؤال بصراحة.

أشقاؤنا في الخليج جميعاً، عشت معهم سنين طويلة في ظروف مختلفة. وقفوا إلى جانبنا ووقفنا إلى جانبهم. ونحن في الأردن جزء من الوطن الكبير ومن الحركة العربية. نعتز بأننا جنود نحمل على هاماتنا، بفخر، شعار الجندي العربي. استقرارهم استقرار لنا، وعزهم عزنا، لم أجد بصراحة لماذا لم نتمكن من معالجة الأمر؟ تصديت للعملية بتكليف من إخواني، وبصراحة لم أُمكّن من إنجاز ما تمنيت، ولسنا نحن من بدأ بالشجب والتنديد والتهديد الذي يؤدي بنّا إلى أن نقول للعالم نحن أعجز عن معالجة القضايا العربية.

صدرت قرارات، وهي تنتظر منذ عشرات السنين تنفيذ واحد منها. هل المطلوب من لقائنا هنا أن ينتهي بالفشل ليتصرف العالم كما يريد؟ هل نحن على إدراك كامل لما يعني هذا، أم نحن نعيش في عالم آخر؟

سيسامحني أخوتي في الكويت والخليج، أنا منكم ولكم، أذكر مواقفكم مني ومن الأردن، ولا أنساها. أنا أتحدث عن قوة عربية كجزء من قواتنا تتجمع مع قوات أجنبية على أرض الكويت، وعندما يسألنا مواطنناً عما يسمع من صلة هذه القوات وقياداتها بالحديث عن التوازن الإستراتيجي الذي يريد أن يغير بضربة معالم الوضع العربي ماذا تقول؟ سنذهب جميعاً ويبقي الإنسان، ماذا سيقول عنّا؟

كان لي شرف تعريب الجيش الأردني، في أول حركة لتصحيح المسار، ثم جاء تحرير قناة السويس وتأميمها، فهل نعود بعد كل هذه السنين لنقول للعالم نحن أعجز عن حل مشاكلنا ونسهل لهذا العالم أن يعود فيسيطر ويهيمن علينا؟

كررت ذلك وبلدي فقير مادياً وبحاجة للسلاح، وكذلك الأخوة في الأرض المحتلة، في هذه الفترة ازداد القتل والبطش. نقف على 480 كم في المواجهة، وفي وقت تقدمت إسرائيل في كل مجال بدأنا ننحدر، إنه أمر عجيب وفي غاية الخطورة. قلت وأقول الآن أني واجهت كثيراً من التجريح والتهديد، وكذلك الأردن، لا لشيء إلاّ لأني شعرت بواجبي في أن أساهم ما استطعت في خدمة حل المشكلة عربياً وتطويقها، وأنا لا أدري بما سيأتي به المستقبل، وأكرر: أنا لن أكون عالة على بلدي، سأكون جندياً عربياً في صفوف الشعب العربي، الذي يشعر بأنه الأول في مواجهة الأخطار والتحديات. أن اجتماعنا هو لتطويق وضع خطير يتطور بسرعة وستبقي آثاره السلبية لنعاني منها وتعاني منها أمتنا لآجال طويلة. يجب تأمين الحل العربي قبل أن تفوت الفرصة.

الرئيس حافظ الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية

كلامي سيكون قليلاً، خاصة بعد يوم عمل. الوضع خطير جداً وأخطر مما يتصور الكثير أو بعضنا على الأقل، وأخطر مما يترك انطباعاً في النفس عند الذين يتحدثون عن الخطر.

عندما نتحدث عن الخطر نخرج بأحكام لا تشير إلى وجود انطباع دقيق يجسد حجمه. التغيرات الدولية كنّا أشرنا إليها، وقد اطلعت على كلمات قيلت حول هذا الموضوع، في قمة بغداد، أهم ما في هذه التغيرات، النفوذ الصهيوني المتزايد والمتنامي لدرجة نستطيع معها أن نتصور أن الصهيونية تمارس الدور الأكبر في صنع القرار، وقد تنادينا لنهيئ الطاقات ونتأقلم مع التغيرات ولندافع عن أنفسنا ومصالحنا ومبادئنا بقدرة وكفاءة، وأنا أتحدث في هذا الاتجاه مراراً.

أنا والآخرون، الذين تنادوا، كنّا متفائلين، ووسط هذه الآمال العريضة أنفجر هذا الحدث الكبير الذي اجتمعنا من أجله.

من الصعب أن نتصور مسؤولاً واحداً حاضراً، وقد جاء بدافع الانحياز لأحد، كلنا أخوة، العراق أخ لنا، والكويت أخ لنا، شأنهما شأن البقية، وبقدر حرصنا على الأخوة، يجب أن نتمسك بمواقف ذات طابع مبدئي، ونتعاون جميعاً في هذا التمسك، لأنه الطريق الأسلم والأمثل للخروج بما هو أكثر فائدة لنا وللعراق الشقيق، والكويت الشقيق.

جميعنا نعتز بالعراق، ولا أشك في هذا. وجميعنا نعتز بالكويت، كل على قدر طاقاته وعطائه، وكل منهما غالي علينا لأننا أمة واحدة، ولم نكن نوافق على كلمة شعوب عربية، فكان هناك تطابق بين الشعب والأمة.

لا أعتقد من المفيد كثيراً العودة إلى الماضي وتفاصيله، المهم أن تكون مناقشتنا موضوعية هادفة وواعدة، ولم نأت لننحاز لأحد، وإنما لمصلحة الشقيقين. نحن منحازون للأخوة بكل أجزائها وليس لبعضها.

وتعليقاً على ما ورد. بطبيعة الحال نحرص على الحل العربي، ولكن ما معنى هذا الاجتماع؟ أليس من أجل تقرير حل عربي، هو الذي تدارسناه فرادى ومجتمعين؟

إن مناقشاتنا تدور حول حل عربي، وقرارنا الذي سيصدر هو حل عربي، ولهذا أرى أنه ليس من الموضوعية أن يركز بعض الأخوة على التصوير وكأننا في مناقشاتنا ننفذ قراراً خارجياً، يأتينا من جهات دولية غير عربية، لأن هذا ليس هو الواقع.

تحدثنا حول أهمية عقد القمة، والمخاطر، والحلول، قبل أن نأتي هنا، وهاهنا نتابع مناقشاتنا في مصر. إذاً حوارنا وقرارنا هو صناعتنا نحن، وليس صناعة الأجنبي. وأربأ ببعض الذين تحدثوا أن تكون رغبتهم اتهامهم لبعضنا، بما في ذلك أنا.

إذاً لو عشنا بهذا الوهم لا نعمل شيئاً. الأجانب موجودون، يجب أن نقف إلى أن يخرج الأجانب، يجب أن لا يحدث شيء ما لم يخرج الأجانب، وكأننا لا نملك من الأمر شيئاً، لا نملك شؤوننا العربية، إلاّ أن كلامنا يوحي بأننا لا نستطيع إخراج الأجانب بقرار نتخذه الآن.

نحن أحرار، وغيارى للعمل، وأكرر: طالما نحن نقرر فالحل والقرار عربي.    

الجميع يعرفون ما بين سورية والقوى الأجنبية، التي وجدت مؤخراً، من سوء تفاهم طويل، وما زالت سورية معاقبة من تلك الدول، ومن السوق المشتركة (الأوروبية)، ومحظور علينا شراء كل شيء هام بحسب مقاييسهم، وعقوبات واسعة ضدنا، وفي المقدمة تهمة الإرهاب، وسورية وليبيا تتهمان بالإرهاب حتى هذه اللحظة.

أؤكد في هذا اللقاء العربي، أن سورية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ستظل ضد الإرهاب، ولكن الأمر يتعلق بمفهوم الإرهاب، وطالبنا بأن يحدد المجتمع الدولي مفهوم الإرهاب، لأننا في صراع مع عدو يستهدفنا، هذا الصراع يستلزم أعمالاً وكفاحاً متعدد الجوانب، بعضهم يسميها إرهاباً، فلنثر ذلك في هيئة دولية لنفرق بين الإرهاب والعمل التحرري، لقد كان مطلوباً من سورية أن توقف العمل التحرري، وأن توقف دعمها لكل من يمارسه ضد الصهيونية دفاعاً عن فلسطين.

لا يصح أن نتناقش تحت ضغط أننا ننجز ما يريده آخرون غير عرب، سواء كان منهم من وصل إلى المنطقة، بشكل قوات عسكرية، أم لم يصل، فلنأخذ حريتنا كاملة في إبداء رأينا. أنفجر حدث لم يكن متوقعاً، اعتدنا أن نختلف عربياً وأن نتجاوز ذلك، وهذا غير الاجتهاد، المطلوب أن نعصر أو نحضر أساليب الخلاف بما يتلاءم مع واقع الحياة واستمرار تطورها، ولكننا لم نعتد على مثل ما حدث بل كان جديداً وغريباً على ما هو معروف من خلافاتنا منذ الحرب العالمية الأولى، بعد أن تكون الوطن بدوله الآن، لا أذكر حدثاً مماثلاً، وجاء في فترة يغمرني شعور بأننا سائرون نحو التضامن الجدي إزاء الخطر البين لنا جميعاً، وهو خطر أكبر من كل خلاف مهما كبر، الذي يقترب إلى الصفر مما هو آت، وخاصة أن هذه التطورات الدولية لا دور لنا فيها، بينما لعدونا دور في إحداث التطور، هذه الدول انتقلت من موقع لآخر، إنما يتعلق الأمر بالتغيرات الفكرية والنفسية والقيمية المتصاعدة.

سنظل نتحدث عن خطر الصهيونية، ستكون هناك صهيونية جديدة في المستقبل أخطر مما كنا نتحدث عنها، وانتصرت علينا ببناء قاعدتها في فلسطين، لتحقيق الحلم الصهيوني، ومن هنا كان غرابة الحدث.

شعبنا في العراق كبير مجيد، وكذلك الكويت، كبير بانتمائه للعروبة.

هناك أمور واضحة، نريد أن نتلافى الخطر الذي تحدث عنه أخوتنا، كلنا في الخطر، وفي المقدمة العراق الشقيق، وبعض إخواننا يشاركونني في ذلك، وعندما أقول العراق في المقدمة فلا نستطيع أن ننفصل عن ضرر يصيبه، وعندما نتصور أن هناك خطراً يصيب العراق يصيبنا فلا بد أن نعمل على تجنبه، ومن العبث ونحن نسعى، أن نقول اخرجوا أيها الغربيون الذين جئتم، أي أن نطلب إقناع "بوش"، وإعادة قواته، قبل أن نقنع أخاً عربياً، هذا إذا اقتنعنا أنه الحل، الأمر بيدنا، لماذا جاءت هذه القوات إلى المنطقة؟ ليس من بيننا من يرغب بمجيء الأجانب إلى بلاده، حتى لو كانوا أصدقاء، إلاّ لضرورة قاسية جداً، وفي بعض الحالات اضطر بعض الأخوة بالإتيان بقوات أجنبية للمنطقة، فلماذا نتوقف هذه المرة وهي الأخطر قومياً؟

علاقة سورية مع المعسكر الغربي فاترة، بل باردة جداً، ولكن بعض إخواننا الذين طلبوا مجيء القوات شعروا بالخطر لما حدث، ولو طمأناهم سريعاً لما جاءوا بتلك القوات.

إن كل تصرف من جانب، يحمل ما لا يحتمل من جانب عربي آخر، ولم نستطع تقديم ما يوفر الطمأنينة لبعض أشقائنا.

نحن دول عدة، لكل منها سيادتها واستقلالها، ولها الحق، عندما تتعرض لخطر خطير، أن تتصرف بما تراه ملائماً، وهو ما حدث.

قد اتفق في التقييم، أولاً، إذا كان الخطر يستدعي هذا أولاً، الخطر والقلق هو الذي دفع بعض الأخوة لهذا الطلب، قانونياً ليس من حقنا محاسبتهم، بل أن نطلب من الأخوة المعنيين أن لا تشكل هذه الإجراءات أو تستهدف قطراً عربياً آخر، وكما فهمت فإن هذا الأمر مأخوذ بعين الاعتبار، فالطلب هو للمشاركة ببعض الأمور الفنية، والدفاع عن الأخوة المعنيين إذا ما هوجموا.

لماذا نبدأ بالقوات الأجنبية دون أن نوفر المعطيات لسحبها؟ أولاً، لأن بعض إخواننا قلقون، صحيح، أن في مشروع القرار استدعاء قوات عربية، ولكن لا يمكنها توفير الطمأنينة يجب أن ترسل مثل هذه القوات لكي لا نسجل على أنفسنا أن الأجانب جاءوا لحماية إخواننا، حتى لو كانت مساهمتنا رمزية.

الحدث هو الذي جاء بالأجانب، وليس العكس، إذن لنعالج السبب والحدث، وإذا كانت نواياهم سيئة يجب أن نحذرهم. لم نستقل منذ زمن طويل، ولنتذكر ذلك دائماً، وهذا لا يعني مجرد الشعور بالخطر تلافي الأخطار.

يجب أن يخرج الأجانب بأسرع وقت، بإزالة ذريعة أسباب وجودهم، خاصة نواياهم السيئة. أكثريتنا لا تريد أن تقول أن دولة الكويت زالت، ونصدق على ما حدث ونقره.

انسحاب العراق وعودة الشرعية، لم اسمع خلاف ذلك. إذن. لنحقق هذا، وفيه إنقاذ لنا، وللعراق أولاً. إذا كانت مؤامرة على العراق فهي علينا جميعاً، ويقتضي الأمر أن نتحدث بصراحة مع أشقائنا في العراق مهما كان بيننا. فسيصيبنا ما يصيبهم من أذى أو خير.

التصدي لكل خطر يبدأ بالانسحاب وعودة دولة الكويت لما كانت عليه، هذا ألف باء المعالجة، وأي قفز على ذلك لا يوصلنا لأي نتيجة ذات بال، ولا ينقذ العراق أو سورية أو أي قطر من الخطر. الخطر القادم كبير، وعندما تنفجر الشرارة قد تكون فائدة بعضنا قليلة، ولنقل ذلك في الوقت المناسب.

بمجرد عودة الكويت، يجب أن تخرج القوات التي جاءت إلى المنطقة، ولن يعارض ذلك أحد، ولن يكون بيد هذه القوات الذريعة التي يستطيعون تحقيق مآربهم بواسطتها، أو أن يكونوا ضيوفاً لا نريدهم.

لا أريد القول أكثر، ولكنني بصدق العربي الأصيل أتحدث من قلب ليس فيه زغب، وطاهر، يجب أن ننقذ أنفسنا بوقت سريع. يجب أن تعود الكويت بأرضها وحكومتها، ونناضل فوراً لإخراج القوات الأجنبية، إلي اضطرتنا ظروف، نأمل أن تكون عابرة، لأن نستنجد بها.

طه ياسين رمضان[2]

كان بودي الاكتفاء بحديثي الواضح حول جوانب المشكلة، لكني أجد ضرورة في إلقاء الضوء، حول حديث البعض عن الدعم الكويتي للعراق ووقوف الكويت معنا في الحرب مع إيران. ولا بد أن نوضح أن كل أموال الدعم مسجلة كديون على العراق. وطلبنا، السيد الرئيس وأنا، إعادة النظر بتلك الديون، ولم يستجيب لطلبنا، فما معنى أن يتم التبرع بـ 10 ملايين دولار لأعمال الفاو، بينما دفعت الملايين لإيران مضاعفة خلال كارثة الزلازل، بل أن الكويت ألغت احتفالاتها بالأعياد، الأمر الذي لم تفعله مع العراق. وفي عام 1987، ذهبت إلى الكويت، عندما كان أراضي العراق محتلة، وكانوا يطلقون على ذلك العام، عام الحسم والقضاء على العراق، كنت مزوداً بوثيقة عن ديوننا المترتبة من شراء الأسلحة، ونقلت الحادثة لخادم الحرمين الشريفين، وقلت بالتفصيل أن مستحقات السلاح هي 9 مليارات دولار، ويتوجب علينا دفعها في الوقت الذي لا تزيد مواردنا عن 8 مليارات دولار، فكيف نقوم بسداد الديون إلى جانب تحمل النفقات الاقتصادية، وإطعام الشعب العراقي، وقيل لي أن هنالك عجزاً في ميزانية الكويت، وخصصوا 20 مليون دولار، إلاّ أننا رفضناها. هذا ونسمع اليوم عن وجود 220 مليار دولار استثمارات كويتية في الخارج.

في هذا الوقت هنالك أقطار عربية، تعاني سياسياً من جراء أزماته الاقتصادية، وبعضها يمكن إيقافه على قدميه، بمبلغ نصف مليار دولار، في هذا الحين يدفع للحاكم التركي 20 مليار دولار، من أجل دفعه لإغلاق أنبوب النفط العراقي، وقطع رزق شعب العراق، ويقال أن هنالك عوناً للعراق، هل هذا عدل؟ أليس النفط في باطن الأرض، ملكاً لكل الشعب العربي، يجب اقتسام موارده بشكل عادل، كيف نقول إننا أمة عربية واحدة، وهنالك شرائح تستجدي، وهنالك أموال خيالية مجمدة في البنوك لصالح إسرائيل، واليابان، وفرنسا، بحاجة لودائع؟ الأرض المحتلة والأردن، طالب كل منهما بمبلغ نصف مليار دولار كودائع لدعم الاقتصاد، هل يسود الاستقرار والحب بين شقيقين أحدهما متخم والآخر يتسول؟

طالبنا بفتح الممر الجوي بيننا وبين الكويت، لكنهم لم يوافقوا، بينما قاموا بفتح الممر الجوي والطريق البحري مع إيران، بمجرد زيارة من وزير الخارجية الإيراني. وبعد احتلال الفاو وردتنا معلومات عن إنزال إيراني في جزيرة "بوبيان" لإغلاق المنفذ البحري للعراق، فطلبنا من الكويتيين مساعدتنا، لكنهم رفضوا ذلك، ولم نتصرف حيال ذلك، لكي لا يقال أن الشقيق الكبير اعتدى على شقيقه الصغير. أما عندما يصل الأمر إلى حدود التآمر بهدف تركيع العراق وتجويع عوائل الشهداء، فلا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي، حتى لو كانت الدنيا كلها ضدنا، قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق. وبعد فشل التآمر العسكري، بدأ التآمر الاقتصادي. ماذا يعني أن تتجاوز السقف المحدد بـ 1.5 مليون برميل يومياً مسعرة بـ 18 دولاراً، لتبيع 2 مليون برميل، بأسعار أقل، أليس في ذلك قصد للإضرار بالعراق، هل هذا اجتهاد أم عمل تجاري؟ كل هذا مرتبط بالمؤامرة.

وبعد خطاب الرئيس صدام في قمة عمان حول الأساطيل الأمريكية في الخليج، تحركت الكويت، الأساطيل جاءت إلى الخليج بطلب، واليوم زالت مبرراته، لماذا هي باقية حتى الآن على قدم وساق، هل هناك حظر نفطي ضد أمريكا، على العكس، أن أكبر نسبة من صادرات نفطنا تباع لأمريكا، كما أنه لا يوجد أي خطر على مستقبل تدفق النفط على أمريكا وأعوانها. إضافة إلى كل هذه الأمور، هنالك تسجيلات صوتية لمتآمرين على العراق من الكويت، إذا لم نستطع قصم ظهر البعير، فكيف نقبل التآمر من أرض عراقية مقتطعة. عراقنا يمتد نفطه من الشمال إلى الجنوب، ولسنا طامعين في آبار الآخرين. القوات الأجنبية جاءت سابقاً بدعوة، والآن كذلك، وليس صحيحاً ما يقال أنها لا تزج بإرادتنا. منذ 15 سنة نطالب بخروج القوات السورية من لبنان، وهي التي دخلته من دون أن يستدعيها أحد، وفي الحالة العراقية تقولون هذا يجوز، في الوقت الذي لم يتآمر سكان لبنان على سورية، كما حصل مع حكام الكويت السابقين، والذين نحن على استعداد لتقديم أدلة على تآمرهم على العراق.

نحن نطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية المحتلة أولاً. إذا كان دول الخليج تعتقد أن العراق سوف يهاجمها، في غياب التزامات عربية، فلماذا الحديث عن حل عربي؟ ولماذا يعقد هذا الاجتماع؟ لقد جاءت القوات الأجنبية بإرادة عربية.

اتركوا الحل إذا كان سيأتي لمباركة العدوان علينا، ولنترك لكل مسؤول أن يواجه ضميره، وإذا ضُرب العراق من قبل القوات الأمريكية، فإننا سنضرب المصالح الأمريكية في كل مكان، كما سنضرب قواتها في المنطقة. كلام بسيط جداً، سنضرب أينما يصل ذراعنا، وسنضرب إسرائيل التي تصبغ طائراتها بألوان طائرات أمريكية.

المقترحات المقدمة من قبلنا تسلط الضوء على ذلك، نحن نقول، إن دعوة القوات الأجنبية إلى المنطقة، في الوقت الذي أعلنت أمريكا وإسرائيل الحرب على العراق، هو تسهيل لمهمة العدوان. ولن نُحمّل أية دولة عربية مسألة الدفاع عنّا، لا نتمنى أن يتحمل العرب، وزر إعطاء تأشيرة لهذه القوات، أو تسهيل مهمتها فوق أراضيهم، لأننا سنضرب أية قوة أمريكية وأينما وجدت، هذه القوات يجب أن تخرج مثلما دخلت بطلب. ونحن نؤكد أن لا نوايا لدينا لمهاجمة أي قطر خليجي، وتستطيع القوة العربية تطمينهم إلى ذلك، وبعد هذا يمكن أن ينطلق البحث الجاد، ونقولها بصراحة أن وجود هذه القوات الأجنبية فوق الأراضي العربية، هو عدوان على العراق، ونحن لن نخاف، وسوف نقاتل العدوان الأمريكي ـ الصهيوني، ومعنا الشعب العربي، وسوف ترون بوادر ذلك.

سعد العبدالله السالم الصباح

لم أكن أنوي الحديث مرة أخرى، لولا أن رئيس وفد العراق أجبرني على ذلك، بعد أن استمعنا جميعاً إلى حديثه المليء بالمغالطات والبعيد عن الحقيقة.

وسأتناول بعض النقاط من أجل إيضاح الصورة. لقد ركز رئيس وفد العراق على الموضوع الرئيسي الذي اجتمعنا من أجله وهو الغزو، وأتمنى لو ملك الشجاعة ليقول السبب الذي من أجله تم الغزو، ولكنه خلط ودار من أجل أن يجد مبرراً لإرسال قواته إلى الكويت.

أعتقد أن هدفه الحقيقي من الغزو، هو المادة والمكاسب، ونسي أن هناك قيماً وأخلاقاً ومبادئ تتلاشى أمامها المصالح، هكذا اعتمدنا نحن سياسة الكويت.

يتحدثون عن الديون، ويعرف العالم الحقيقة، لم نتعود الحديث عن تفاصيل ما قدمنا للعراق إيماناً بواجبنا القومي تجاه الأشقاء، وقد تحملنا الكثير بسبب هذا الدعم المادي والمعنوي، وأراد البعض منّا أن نتخلى عن هذه السياسة ورفضنا، لأن ما يصيب العراق اليوم سيصيبنا غداً.

حول القروض: لم أنكر خلال لقاءاتي مع الرئيس صدام حسين أننا تحدثنا عن قروض الكويت، وقلت له بصراحة يا سيادة الرئيس يجب أن تبقى هذه الديون لمصلحة العراق في سجلاتكم وكشفها للدائنين الغربيين من أجل برمجة إعادة جدولة ديون الآخرين، وقد تفهم الرئيس رأينا. لماذا لم يتحدث سابقاً؟ هل نسي المسؤولون في العراق أن الكلام مذاع. أروي لكم قصة حول تقدير العراق لدولة الكويت، ففي زيارتي للعراق، وخلال اجتماع مشترك، وبعد أن استعرض دور الكويت سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، قال الرئيس العراقي بدأنا بتثقيف الكوادر الحزبية والجيش كي يعرف أن هذه "الخبزة" من أشقائنا في الكويت. وقال: "أخشى في يوم من الأيام إذا قمنا بعمل ضد الكويت، يقف شعب العراق ويقول لا، لأنكم أفهمتمونا العكس"، فلماذا تغيرت الصورة. وفي آخر يوم تحدث الرئيس عن الحدود وترسيمها فأجابه الأمير: لم نأت لبحث الموضوع، ونتركه للجان المختصة، فأجاب الرئيس ستسمع بعد ثلاثة أشهر ما يرضيك. لم نسمع ما يرضينا بل ما يشقينا.

في 15/7/1990، وأثناء اجتماع مجلس الجامعة بتونس، وزع طارق عزيز مذكرة لتوزيعها على الأعضاء، وفعلاً وردت لنا نسخة مليئة بالاتهامات والمغالطات الغريبة.

وطالما أدخل العراق الجامعة في الموضوع، كنا نحن نتحاشى ذلك، وردينا بطلب تشكيل لجنة عربية لتقصي الحقائق، فكان الرد العراقي يركز على البحث الثنائي، قلنا والله أنت طرحت الأمر على الجامعة، ومن حقنا أن يعرف الأخوة الحقائق، أنا أشكر فهد ومبارك لمساعيهما الخيرة لتقريب وجهات النظر بيننا، وأنا موافق على عقد اجتماع في جدة، ولكما خيراً، لسنا ضد أي لقاء عراقي ـ كويتي، ونرحب به في أي مكان. ذهبت إلى جدة والتقيت عزة إبراهيم الدوري ثنائياً، ثم عقدنا لقاءً مشتركاً، وأحد الأعضاء الذين حضروا الاجتماع موجود الآن في القاعة، قلت لعزة، فلندرس ما ورد في المذكرة العراقية من اتهامات للسياسة الكويتية التي تتمشى مع الإمبريالية والصهيونية، قلت منذ متى هذا التمشي، منذ أسبوع فقط؟

قلت له هذا التصور خطأ. قلت له تقولون أن الكويت تجاوزت الأراضي العراقية، وبإمكانك إرسال من تريد لاستطلاع المواقع الحصينة، والإطلاع على ما تقولون من وجود مخافر ومزارع وثكنات، وإذا أردتم نرسل لجنة عربية.

أما النفط، فالزيادة وجهة نظر، ولكن يمكن تشكيل لجنة خبراء عرب، أو أجانب يعرفون إنتاج العراق والكويت ونترك الحكم لهم.

جزيرة بوبيان: كان تعاوننا، خلال الحرب، لما فيه المصلحة العامة، جاءنا طلب وزير الدفاع العراقي لزميله الكويتي، فقلنا نحن نتحمل مسؤولية الدفاع عن الجزيرة، اتركوها لنا، ثم أضاف أحد أعضاء الوفد الكويتي هذه أمور معروفة ولا نريد مهاجمة بعضنا البعض. أما الأسطول الأمريكي فهو قوة موجودة في المياه الدولية منذ سنة 40 أو 45، وهي موجودة ولا تستطيع أية دولة إجبار أمريكا على سحب قواتها، إنها موجودة في الخليج والبحر الأحمر ولماذا نتحمل مسؤولية ذلك؟

إن التجاوز على الحدود، ودخول أراضي العراق، والجزيرة (بوبيان)، هل يسوي (أي يبرر) أن تفاجأ الكويت بهجوم عراقي، بعد اجتماع جدة، وبعد عودتي بست ساعات. التآمر رددت عليه. أما الوثائق والمستندات، أي يوم قامت الكويت بالتآمر على العراق؟ لكن السبب معروف في إرسال قواتهم وإرهاب المواطنين ولم يتمكنوا من الحصول على تأييد كويتي واحد لغزوهم، فطلعوا بقصة العقيد علاء. أما وجود أرصدة في الخارج فهي ليست للأمير أو لأي مسؤول، وإنما تقع تحت قانون الأجيال القادمة ولم نستخدمها للتآمر على أحد.

القوات الأجنبية: إذا لم أجد العون منكم بما يحفظنا (يحفظ الكويت)، أقول نعم سأستعين بها وسأستخدم أي أسلوب يخدم إخواني المواطنين.

طه ياسين رمضان

لا أعترف بوجوده (أي بسعد العبدالله)، ولكن كلامه سهّل عليّ الأمر.

العقيد معمر القذافي، قائد الثورة الليبية

إذا ظللنا نتبادل الردود لن نخلص.

الرئيس ياسر عرفات، رئيس دولة فلسطين

لقد تقدمت في خطابات بأفكار حول الأمن والتضامن العربي، وأن تبقى الجامعة العربية كإطار لحل عربي يصون كرامتنا، الأزمة ولحلها بالنهاية. عملت في هذه الأزمة، ليس ابتداء من اليوم أو أمس أو الأسبوع الماضي، لقد كنت وسيطاً عندما حدثت المشكلة عام 1972، وتحركت بين العراق والكويت، وتوصلنا إلى بداية حل، عندما وافق الرئيس البكر ونائبه صدام، أن يذهب معي وزير الخارجية العراقي إلى الكويت.

لقد جُلت في المناطق المشار إليها مشياً على الأقدام، منذ ذلك الحين وأنا أعيش المشكلة، وكالجسر دخلت بين اليمنيين وبين السعودية والإمارات. هناك من يفجر ضد الفلسطينيين ويتوعدهم. وإذا تحركنا لحل الأزمة تصل الأمور إلى أن الصحف الصهيونية تتهمنا بأننا قدمنا وثائق استخبارية لجيش العراق، كأنه منتظرني أنا لأن أعطيه معلومات. طيب ما عنده 120 ألف عراقي بالكويت.

يعرف "معمر" وقلت له، يجب أن نتحرك، وقدمنا مشروعاً "ليبياً ـ فلسطينياً"، ثم جئت لمبارك، ثم إلى حسين. أناشدكم. لا تحملوا شعبنا والقضية والانتفاضة أكثر مما نتحمل، أكثر ما يتحملون هم. الحملة عنيفة علينا، عندما أقابل الرئيس صدام حسين تنزل حملة عليّ. اللهم أني بلغت، عندما تنطلق الرصاصة الأولى، وتشتعل منطقة الخليج لا يعتقد من هو في موريتانيا أنه سيكون بعيداً عنها.

جميعنا بدون استثناء، حكاماً وشعوباً، سندفع هذا الثمن غالياً، فالحشد مخيف: 168 مقاتلة إسرائيلية تحركت نحو قواعد أمريكية بتركيا، 3 حاملات طائرات. من يدري، وأنا لا أتهم إخواننا في إيران، من يدري، أن يضرب متطرف إيراني صاروخاً هنا وصاروخاً هناك. ستشتعل الدنيا.

ليس مهمتنا القرارات. أخذتم قرار مجلس الأمن والإسلامي والجامعة. هل هذا ما نريده. ما نريده هو الجهد المخلص. لا الغرب ولا الشرق يريد مصلحتنا، وإنما يريدان مصالحهما، ونحن كقادة يجب أن نجد وسيلة لنزع الفتيل، بشكل مشرف للجميع، يصون المصالح والحقوق الوطنية والأمن والحق العربي.

مرة جئت بحل لمشكلة أفغانستان يقول، بأن المجاهدين لهم 75 بالمائة من حكومة ائتلافية، ونجيب الله والحزب الشيوعي 25 بالمائة، قالوا لا، لم يسمعوا كلامي، ولا أريد أن أذكر بما حدث، لم يأت الحل الإسلامي ـ العربي، وإلاّ لكنّا أنقذنا أفغانستان. وما حدث هو أن العملاقين اتفقا في مالطا، وأصبح المجاهدون بدون حقوق، وصاروا تجار حشيش، في نظر مجلة تايم الأمريكية، وهناك مشكلة كشمير. ماذا يجب أن نعمل الآن. بلا شك المهم نزع الفتيل والحل يكون عربياً وليس دولياً. إذا حصل الحل الدولي، فلن تكون الخرائط كما هي عليه الآن، بل سيقسموها. الفرنسيون سيأخذون حصتهم، والإيطاليون. هذا اجتماع تاريخي يجب أن لا نكسر عظام بعضنا، بل نصون كرامتنا، وإذا فلتت الأمور فستكون الكارثة، ستروح الأردن بهجوم إسرائيلي.

الآن بدأ يشتد قمع الانتفاضة، والجيش الإسرائيلي سحب نحو الحدود والنقب والشريط الحدودي. هذا الجيش العراقي، هل صمدت البصرة بالسلاح المتقدم، لا، بل صمدت بلحم الرجال العراقيين، آلاف الشهداء. هناك شلال دم لم يتوقف، بعض الأخوة قدموا المساعدات، هذا دليل أننا كأمة في الشدة ترص الصفوف.

إذا عجزنا عن فرض السلام العربي بين الأشقاء، فسيصيب العلاقات العربية الشلل، ويتدخل الأجنبي. ليس هناك فراغ في العالم، فإذا لم تسده أنت، غيرك يسده، سيكون هنالك حل مفروض علينا، إذا لم يكن هناك حل عربي. نشكل لجنة.

الرئيس مبارك: لم يوافق أحد.   

اقتراح من الشاذلي بن جديد، رئيس الجمهورية الجزائرية (رئيس القمة المغاربية)

مجلس التعاون العربي وأنا جاهز، إذا لم نتفق في هذه الجلسة فستكون الجلسة القادمة جلسة رثاء، هل نترك المنطقة تشتعل، الأزمة ككرة الثلج تكبر، أرجو من خادم الحرمين الشريفين أن يبارك هذه الخطوة لكي نحل مشاكلنا بأيدينا، فالقرار لوحده لا يفيد، هل بوش يريد مصلحة السعودية؟ لا والله.

بيان المجموعة الأوربية اليوم ركز على مصلحتهم، ولم يقولوا شيئاً آخر، فأين مصلحتنا، هل نرى أنفسنا.

أخذت مقترحات من هنا وذهبت لبغداد ووجدت روحاً طيبة، حملت رسالة رسمية، آخر مرة تحدثت مع مبارك وجاء عزة إبراهيم الدوري للقاهرة، ثم تحدثت مع معمر. بالكلمة الطيبة نحن أسرة واحدة إذا اشتعلت النار في غرفة من الدار فستشمل الغرف الأخرى.

الرئيس مبارك: استمعنا. المشروع الوحيد أمامي هو مشروع عمان.

الرئيس عرفات: أنا قدمت مقترحاً (لجنة مساعي حميدة).

العقيد القذافي: هم موافقون على المشاركة.

الرئيس علي عبدالله صالح: الموضوع خطير جداً.

الرئيس مبارك: كلنا نقول ذلك، وجئنا لاحتواء الأزمة.

الرئيس علي عبدالله صالح

ألمنا في اليمن شديد، لم نأت من أجل أن ننكسر بل لنتصاف ولحل المشكلة سلمياً، العرب والعالم ينظر إلينا ويرقبنا، إذا كان القرار يحل المشكلة فلا مانع لدينا. أما الحل وتطويق الأزمة فأقترح قمة مغلقة لإيجاد مخارج.

الإدانة والشجب وردت في الأمم المتحدة والإسلامي، القادة يمثلون مسؤولية تاريخية، لسنا مع الاعتداء واستخدام القوة.

الرئيس مبارك: من يوافق على جلسة مغلقة.

الرئيس علي عبدالله صالح: عندي مقترحات محددة.

الرئيس مبارك: لازم نتبع النظام.

العقيد القذافي: نقطة نظام، القرار إما بالإجماع أو لا.

الرئيس مبارك: بيني وبينكم القرار لا يودي ولا يجيب بل نريد أن نخلص وبس.

ضد وامتناع: الأردن ـ ليبيا ـ اليمن ـ السودان ـ موريتانيا ـ الجزائر ـ فلسطين ـ العراق.

تونس غائبة.

مع: السعودية ـ قطر ـ الكويت ـ عمان ـ البحرين ـ مصر ـ سورية ـ المغرب ـ الإمارات ـ الصومال ـ لبنان ـ جيبوتي.

(ترفع الجلسة)



[1] نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع، لسلطنة عُمان. حضر وترأس وفد سلطنة عُمان، نيابة عن السلطان قابوس بن سعيد

[2] عضو مجلس قيادة الثورة، والنائب الأول لرئيس الوزراء العراقي. حضر وترأس الوفد العراقي، نيابة عن الرئيس صدام حسين