إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / ردّ فعل جامعة الدول العربية، وموقفها تجاه الغزو العراقي خلال الأيام الأولى للأزمة









وثيقة

وثيقة

خطاب المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية

لدى جامعة الدول العربية

إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية

مرفقاً به خطاب الدكتور أحمد عصمت عبدالمجيد، وزير الخارجية المصري

إلى أمين عام الجامعة العربية

في 25 أغسطس 1990

المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية                 مرفق رقم 3/7

لدى جامعة الدول العربية      

                                                             25/8/1990

عاجل جداً

تهدي المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية أطيب تحياتها إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ـ مكتب الأمين العام ـ وتتشرف بأن تبعث ـ رفق هذا ـ بالكتاب الموجه من السيد الدكتور عصمت عبدالمجيد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، إلى السيد الشاذلي القليبي أمين عام جامعة الدول العربية، رداً على كتاب سيادته رقم 3061، المؤرخ في 21/8/1990، بشأن طلب موافاته بيانات عن الإجراءات التي اتخذتها جمهورية مصر العربية لتنفيذ القرار (الرقم 195) بتاريخ 10/8/1990 لمؤتمر القمة العربي غير العادي بالقاهرة في الفترة من 9 ـ 10 أغسطس 1990.

وتنتهز المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية هذه المناسبة لتعرب للأمانة العامة لجامعة الدول العربية الموقرة عن فائق تقديرها.

الأمانة العامة لجامعة الدول العربية

           تونس

خطاب الدكتور أحمد عصمت عبدالمجيد، وزير الخارجية المصري

إلى أمين عام الجامعة العربية

في 25 أغسطس 1990

معالي الأخ الكريم / الشاذلي القليبي

الأمين العام لجامعة الدول العربية

تحية طيبة وبعد،

إيماءً إلى كتاب معاليكم رقم 3061، بتاريخ 21/8/1990، بشأن موافاتكم ببيانات عن الإجراءات التي اتخذتها جمهورية مصر العربية لتنفيذ القرار (الرقم 195) ، بتاريخ 10/8/1990 لمؤتمر القمة العربي، غير العادي، بالقاهرة في الفترة من 9 ـ 10 أغسطس 1990.

رجاء التكرم بالإحاطة إنه في إطار تمسك مصر بأحكام ميثاق جامعة الدول العربية وبمعاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين دول الجامعة العربية، وفي إطار التزامها بميثاق الأمم المتحدة، وانسجاماً مع سعيها الدائم لاستتباب السلم والأمن في العالم، وانطلاقاً من حرصها على تدعيم التضامن فيما بين الدول العربية. فإن جمهورية مصر العربية قد اتخذت مجموعة من الخطوات والإجراءات استهدفت معالجة القضية الأساسية المتسببة في تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية، واضطراب الأحوال الاقتصادية في المنطقة العربية، بصورة تؤثر على الأمن القومي العربي، ألا وهي قيام العراق باحتلال الكويت الدولة العضو بجامعة الدول العربية، والإعلان عن ضمها للعراق ضد الإرادة الحرة للشعب الكويتي، وبالقهر المسلح. كما تعلمون معاليكم أن كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية في الكويت تعتبر خرقاً صريحاً لميثاق جامعة الدول العربية، وانتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة.

هذا وبالإضافة إلى أن ما قامت به العراق، بدءاً بغزو الكويت وانتهاءاً بالإعلان الباطل واللاغي بضمها، يعتبر نكوثاً من الحكومة العراقية على ما كانت التزمت به في قرار مجلس الجامعة العربية في جلسته المعقودة يوم 20 يوليو 1963، بعدم استخدام القوة في ضم الكويت إلى العراق، ولعل معاليكم تتذكرون أن المجلس في جلسته هذه قد أشار إلى التزام الدول العربية بتقديم المساعدة الفعالة لصيانة استقلال الكويت بناءً على طلبها.

صاحب المعالي

إننا نتابع جميعاً، بالقلق العميق، تفاقم الأوضاع في منطقة الخليج من جراء الغزو العراقي للكويت، واستشعاراً من مصر، من خطورة الأمور على ما هي عليه، توجه السيد الرئيس محمد حسني مبارك بنداء إلى فخامة الرئيس صدام حسين، رئيس الجمهورية العراقية الشقيقة، ناشد فيها بسحب القوات العراقية من الأراضي الكويتية، وإعادة الشرعية إلى الكويت، لتجنيب المنطقة وشعوبها، ومن ضمنهم شعب العراق الشقيق، ويلات المواجهة العسكرية. وللأسف لم تتم الاستجابة لهذا النداء.

صاحب المعالي الأمين العام

في معرض الحديث عن الإجراءات التي اتخذتها جمهورية مصر العربية لتنفيذ (القرار 195) لقمة القاهرة غير العادية، أود التأكيد على ما يلي:

1) التزام مصر بما ورد في القرار الرقم 5036 لمجلس الجامعة العربية، في دورته غير العادية في القاهرة في 30/8/1990('تاريخ صدور القرار في 3/8/1990، وليس في 30/8/1990.')، وكذلك البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية الدول الإسلامية بالقاهرة، الصادر في 4/8/1990.

2) التزام حكومة جمهورية مصر العربية بقراري مجلس الأمن (الرقم 660) بتاريخ 2/8، و(الرقم 661) بتاريخ 6/8/1990، وجميع قرارات مجلس الأمن الصادرة في هذا الشأن.

3) تمسك حكومة جمهورية مصر العربية بموقفها المبدئي بإدانة العدوان العراقي على دولة الكويت الشقيقة، وتأييد قرار مجلس الأمن (الرقم 662)، الذي يعتبر قرار ضم الكويت باطلاً، ولا يعترف بأي آثار تترتب على هذا القرار.

4) التأكيد على سيادة الكويت واستقلاله وسلامته الإقليمية في مناسبات متعددة.

5) تأييد الإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربية الشقيقة، لردع أي عدوان خارجي عليهما.

6) إرسال الوحدات العسكرية المصرية إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، بناءً على طلبها، استناداً إلى الفقرة السادسة من القرار (الرقم 195) ، بهدف ردع أي عدوان على أراضيها، وتعمل هذه الوحدات تحت قيادة سعودية مثلها مثل باقي القوات العربية المشتركة المتواجدة في السعودية في الظروف الراهنة.

وفي هذه المناسبة لا يفوتني أن أسجل هنا رفض مصر للمواقف المعلنة لبعض الأطراف العربية، والتي تتضمن تهديدات لنظم الحكم في عدد من الدول العربية، مما يعتبر خروجاً على نص المادة الثامنة من ميثاق جامعة الدول العربية، التي تنص على أن تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها، وأنني إذ أثير هذا الموضوع، فإنني على ثقة من أن معاليكم لن تألون جهداً من أجل المساهمة مع كافة الدول العربية الشقيقة الحريصة، ـ قولاً وعملاً ـ على التضامن العربي لوضع حد لهذه التهديدات التي لا نتيجة لها إلاّ بث الفُرقة بين شعوب الوطن العربي.

وختاماً، لا يسعني إلاّ أن أؤكد أن جمهورية مصر العربية تعمل جاهدة بالتعاون مع الدول العربية الشقيقة من أجل عودة الأمن والأمان، واستتباب السلام والاستقرار، في الوطن العربي، حتى توجه شعوب المنطقة طاقاتها من أجل تحقيق التنمية والرخاء لشعوبها بدلاً من إهدارها في مواجهات عديمة الجدوى ولا طائل من ورائها.

وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير،،،

                                                                               دكتور/ أحمد عصمت عبدالمجيد

                                                                            نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية