إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / ردّ فعل جامعة الدول العربية، وموقفها تجاه الغزو العراقي خلال الأيام الأولى للأزمة









رابعاً: الموقف داخل المؤتمر، صباح الجمعة 10 أغسطس

رابعاً: الموقف داخل المؤتمر، صباح الجمعة 10 أغسطس

صباح الجمعة 10 أغسطس 1990، كان الأمين العام للجامعة العربية، الشاذلي القليبي، في قاعة قصر المؤتمرات، حائراً في الأسلوب، الذي يمكن أن ينعقد على أساسه مؤتمر القِمة المنتظر، خلال ساعة من الزمن. وفي هذه الأثناء، قدَّم إليه وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، ورقة، رجاه أن تُطبَع بوساطة الأمانة العامة للجامعة، حتى يمكن توزيعها على الملوك والرؤساء، قبْل دخولهم قاعة الاجتماع. وأحس الشاذلي القليبي، أن معجزة جاءته من السماء، فهو، على الأقل، يعرف، الآن، من أين يبدأ. فلديه مشروع قرار، يمكن أن يطبع ويوزع، ويمكن أن تكون منه نقطة بداية لإجراءات الاجتماع. ويروي الشاذلي القليبي، أنه نظر إلى ساعته، فوجد أنه لم يبقَ على موعد الاجتماع المقرر، سوى نصف ساعة. ولذلك، فإنه آثر ألاّ يضيع وقتاً في قراءة، الورقة التي قدَّمها إليه وزير الخارجية السعودي، وفضّل أن يعطيها، مباشرة، أحد مساعديه ليأخذها إلى مكتب السكرتارية لطبعها، من الفور. ولم يلبث سر مشروع القرار، الذي قدَّمه وزير الخارجية السعودي إلى الأمين العام، أن ذاع في أرْوِقَة المؤتمر، حيث أثار عاصفة، وتناقلته الروايات. ثم لم يمضِ غير برهة وجيزة، حتى كان أحد أعضاء الوفود، قد تمكن من تصوير الورقة. ثم تلقفتها آلات تصوير المستندات، وإذا صورة الورقة في أيدي كثيرين.

وقد جاء في مشروع هذا القرار، الذي قدمه الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، إلى الأمين العام، تأكيد قرار مجلس جامعة الدول العربية، الصادر في 3 أغسطس 1990، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، الأرقام 660 ، 661، 662، وتأكيد سيادة الكويت واستقلالها وسلامتها الإقليمية، والتمسك بعودة نظام الحكم الشرعي، الذي كان قائماً فيها، قبْل الغزو العراقي، والتنديد بالتهديدات العراقية، واستنكار حشد العراق قواته المسلحة على حدود المملكة العربية السعودية، واستجابة طلب المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربية الأخرى، نقْل قوات عربية، لمساندة قواتها المسلحة، دفاعاً عن أراضيها وسلامتها الإقليمية، ضد أي عدوان خارجي.

وعلم الوفد العراقي بمشروع هذا القرار، قبْل بدء الجلسة الرسمية، صباح الجمعة 10 أغسطس 1990، عندما دخل سعد قاسم حمودي، عضو الوفد العراقي، قاعة المؤتمر، مسرعاً، ليقدّم إلى رئيس وفده طه ياسين رمضان أوراقاً، طبع عليها مشروع قرار مقدم من عشر دول (دول الخليج الست ومصر وسورية والمغرب والصومال). ومن الفور، سحب رئيس الوفد العراقي ورقة، كتب عليها الآتي: "إلى السيد الرئيس صدام حسين: إن هناك خطة مدبَّرة لإصدار قرار، يوفر غطاء عربياً، لضرب العراق. ويقود العملية كلٌّ من مبارك وفهد". وخلال لحظات، كانت البرقية قد وصلت بغداد. في حين دخل رؤساء الوفود إلى القاعة، حيث تقرر أن يبدأ المؤتمر، رسمياً.

وفي ذلك الوقت، كان العقيد معمر القذافي، من أكثر الحاضرين هياجاً، إذ أمسك بنسخة من المشروع؛ وكانت الأمانة العامة قد وزعته، رسمياً، ووقف يقول، في جمْع من المشاهدين، ما فحواه: "إذاً، فهذا هو ما يريدون منّا، أن نختم بأصابعنا عليه". ثم توقّف أمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال له، وهو يلوح بالورقة أمامه: "ولماذا تلجأون إلى الأمريكان لحمايتكم؟ لماذا لا تختصرون الطريق، وتطلبون ذلك من إسرائيل مباشرة؟