إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تنفيذ عملية "عاصفة الصحراء"، الحرب البرية لتحرير دولة الكويت





أعمال قتال الفيلق 18/1
أعمال قتال الفيلق 18/2
أعمال قتال الفيلق 18/3
أعمال قتال الفيلق السابع/1
أعمال قتال الفيلق السابع/2
أعمال قتال الفيلق السابع/3
أعمال قتال الفيلق السابع/4
أعمال قتال الفيلق السابع/5
أعمال قتال الفرقة الأولى البريطانية
الأوضاع الدفاعية للقوات المشتركة
بيان بالألغام المكتشفة في الخليج
شكل تخطيطي للموانع العسكرية

أوضاع القوات البرية للتحالف
أوضاع القوات العراقية
أوضاع قوات الحرس الجمهوري العراقية
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/1
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/2
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/3
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/4
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/5
الأوضاع الدفاعية العراقية
الخطة النهائية للعملية البرية
حركة القوات الأمريكية إلى الغرب
خسائر القوات العراقية
خطة الهجوم لتحرير الكويت



المبحث الأول

ثانياً: اتخاذ المواقع الهجومية (Posturing For the Attack)

1. قوة المشاة البحرية الأولى

أ. نظراً إلى تغير منطقة مسؤولية قوات مشاة البحرية الأولى، بعيداً عن الساحل، فقد استلزم الأمر، أن تقتحم الدفاعات، التي تحمي قاعدة "أحمد الجابر" الجوية، غرب الوفرة. ولإسناد هذا التحرك، فقد كان لزاماً، أن تتحرك نقاط الإمداد في "رأس مشعاب"، وعلى طول الساحل، إلى أماكن جديدة، في "الكبريت" و"الخنجر" (Khingar). وقد أنشئ مطاران، ومُهِّدت أرض هبوط للطائرات العمودية، في الخنجر، بينما حسِّن ممر، في "الكبريت"، لاستقبال طائرات (C-130)، لمعاونة الهجوم البري.

ب. تهاجم قوات مشاة البحرية الأولى، بفرقتَين، في الأمام. الفرقة الأولى إلى اليمين، والفرقة الثانية إلى اليسار. وقد نفذت التحركات لنحو 60 ألفاً من رجال مشاة البحرية، بمعداتهم، مستخدمين طريقاً مفرداً، يمتد مائة ميل في الصحراء. ومما زاد من صعوبة هذه التحركات، أنها نفّذت حينما كانت قوات مشاة البحرية على اتصال مباشر بقوات العدو. ولدى وصول القوات إلى مناطق التمركز، شرعت ترفع مهاراتها القتالية، بتنفيذ تدريبات تكتيكية مكثفة. كما بُنيت مناطق اقتحام مشابهة للمناطق الحقيقية المخصصة لها في الخطة. كذلك وصلت معدات مهندسين جديدة، وعلى الأخص معدات إزالة الألغام وتمهيد الطرق.

2. الحركة إلى الغرب للقوات البرية المركزية (اُنظر خريطة حركة القوات الأمريكية إلى الغرب)

أ. خلال ديسمبر 1990، عمدت القيادة الإدارية الرقم (22)، إلى تحويل الإمدادات، من الموانئ إلى قواعد قريبة من مدينة الملك خالد العسكرية. وفي الفترة من 17 يناير إلى 24 فبراير، خلال الحملة الجوية، نفّذ كلٌّ من الفيلق (7) والفيلق (18)، وعناصر أخرى من قوات التحالف، تحرك 270 ألف مقاتل، بمعداتهم وإمداداتهم، إلى المواقع الهجومية. لقد تحرك الفيلق (18) نحو 250 ميلاً، والفيلق (7) نحو 150 ميلاً، في التشكيل التكتيكي نفسه، الذي سيستخدمانه في الهجوم من الجنوب إلى الشمال. لقد نُفّذت التحركات، من دون استخدام ناقلات المعدات الثقيلة، وكانت تتم على مستوى الفيلق كتجربة للهجوم الحقيقي. وتعدّ هذه التحركات، التي استمرت لمدة 24 ساعة، يومياً، ولمدة ثلاثة أسابيع، قبل بداية الهجوم البري ـ واحدة من أكبر تحركات القوات المقاتلة وأطولها في التاريخ؛ إذ زاد عدد الأفراد، وكمية المعدات على تلك التي حرّكها الجنرال "باتون"، خلال هجومه على الجناح الألماني، في معركة "بلج" (Bulge). لقد تحركت فِرق بكاملها، مع وحدات إسنادها، من دون أن يكتشفها العراقيون، على طرق غير ممهدة، مما زاد من صعوبة التحركات وصعوبة إدارتها، وأجبر المخططين على وضع الخطط التفصيلية، التي تذكر أدق التفاصيل وأصغرها.

ب. ساند أسطول النقل الجوي التكتيكي، كذلك، هذه التحركات إلى الغرب. وشرعت الطائرات من نوع (C-130)، طرقاً جوية تكتيكية إلى رفحا، حيث مناطق هجوم الفيلق (18)، من مطارات قريبة من المنطقة الخلفية للفيلق. وأنشئت هذه الطرق على ارتفاعات منخفضة، للحؤول دون اكتشافها من قبل العراقيين، وقد كان متوسط هبوط طائرات (C-130) وإقلاعها، من مطار الملك فهد الدولي، سبع دقائق، على مدار (24) ساعة، يومياً، لمدة (13) يوماً الأولى من هذه التحركات.

ج. لدى وصول القوات إلى رفحا، بدأت طائرات (C-130)، بتكديس الاحتياجات. وفي القاعدة الإدارية "شارلي" (Charlie)، أغلق المهندسون ميلاً واحداً من طريق التابلاين، وجهزوه ليكون مهبطاً للطائرات. ويبعد هذا الممر تسعة أميال فقط، عن الحدود العراقية. لقد كان الوقود من أهم الشحنات، التي تنقلها الطائرة، وكانت الطائرات، المجهزة بأكياس مطاطية (خزانات وقود مطاطية) خاصة، تحمل 5 آلاف جالون من الوقود، في كل مرة، تفرغها في عربات خزانات الوقود.

3. تشكيل المعركة وتجهيزها (Preparing and Shaping Battlefield)

أ.  يهدف تشكيل المعركة وتجهيزها إلى كسب زمام المبادأة من المعتدي، وإجباره على القتال طبقاً لخطة قوات التحالف، لا وفقاً لخطته، والسماح للمهاجم باستغلال نقاط الضعف للعدو، والمناورة بحُرية أكثر، على أرض المعركة.

ب. تشتمل فكرة تشكيل المعركة وتجهيزها، على عمليتَين رئيسيتَين: تقليص قدرات المعتدي القتالية، وتنفيذ العمليات النفسية، لخداع العدو وإضعاف روحه المعنوية. يتطلب تقليص قدرات العدو القتالية، الاستخدام المكثف للأسلحة المساندة، وتنفيذ الإغارات، الجوية والأرضية، وتدمير قدراته على الاستمرار في القتال. أمّا العمليات النفسية، فإنها تهاجم رغبة العدو في القتال وتخدعه، فتجبره على رد الفعل، كما تريد القوات المتحالفة، وتجعله لا يتوقع الأعمال الهجومية الحقيقية المنتظرة. ومن يدرس تاريخ العمليات، يجد أن قوات التحالف، البرية والجوية، نفّذت  تشكيل المعركة وتجهيزها تنفيذاً جيداً وحاسماً، ومكثفاً.

4. عمليات الخداع

أ.  لقد حدد القائدان (قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات وقائد القيادة المركزية الأمريكية) أسبقية عالية لعمليات الخداع، التي كانت تهدف إلى إقناع العراقيين، أن الهجوم الرئيسي، سيوجه مباشرة إلى الكويت، بمساندة اقتحام برمائي، من جهة الساحل. ولقد شاركت جميع الوحدات في عمليات الخداع تلك. فكانت دوريات القتال الأرضية، وقصفات المدفعية، والهجوم البرمائي الخداعي، وتحركات السفن، والعمليات الجوية، على سبيل المثال ـ جزءاً من خطة الخداع. كما نفذت وحدات برية عمليات استطلاع، واستطلاع مضادّ مع القوات العراقية، لحرمانها الحصول على معلومات عن حقيقة نوايا قوات التحالف.

ب. لمدة (30) يوماً، قبل الهجوم البري، نفّذت الفرقة الأولى الفرسان، هجمات خداعية عنيفة، وتظاهرات، وقصفاً مدفعياً في اتجاه الدفاعات العراقية، قريباً من حفر الباطن. فعززت هذه الأنشطة الخداع، أن الهجوم الرئيسي، سيُشنّ مباشرة في اتجاه الشمال، أي في اتجاه الجزء الغربي من الكويت. ومن ثَمّ، ثُبِّتت خمس فِرق مشاة وفرقة مدرعة في أماكنها، بعيداً عن منطقة هجوم الفيلق السابع.

ج. نَفّذت قوات مشاة البحرية الأولى، كذلك، خطة خداع تفصيلية. وجذبت سلسلة من إغارات للأسلحة المشتركة، مشابهة لما حدث في يناير، النيران العراقية، بينما كانت العمليات النفسية تدار من مكبرات الصوت، على طول الحدود. ولمدة عشرة أيام، كانت قوة الواجب "تروى" (Troy)، المكونة من عناصر من المشاة والمدرعات والاستطلاع والمهندسين والعمليات النفسية في الجيش، والتي خلقت إحساساً عاماً بوجود قوات ذات حجم أكبر من الحقيقة ـ تشتبك مع عناصر معادية في منطقة الوفرة، وتبث اتصالات خداعية، وتبني مواقع هيكلية.

د.  هذه العمليات، اكتملت مع جهود الخداع، التي نفّذتها القوات البرمائية، أمام الساحل الكويتي. وقد خصصت لقوة واجب برمائية، مهمة خداع العراقيين، بتوقعهم اقتحاماً برمائياً تجاه الكويت، وأن هذا الاقتحام أصبح محتماً؛ وقد بدأت هذه المحاولات الخداعية منذ منتصف يناير. كما جذبت التجارب البرمائية، التي أجريت في عُمان، انتباه وسائل الإعلام، في نهاية شهر يناير. وفي الوقت نفسه، نفّذ مشاة البحرية، من الوحدة (13) (وهي وحدة لها القدرة على تنفيذ العمليات الخاصة)، إغارة على جزيرة أم المرادم، الصغيرة، أمام الساحل الكويتي. ومع اقتراب موعد الهجوم البري، تحركت قوة الواجب البرمائية إلى الجزء الشمالي من الخليج، متظاهرة بالتحضير لعملية اقتحام. وهكذا، كانت عمليات الخداع، هي المفتاح الحقيقي لتحقيق المفاجأة، التكتيكية والعملياتية، ونجاح الهجوم البري.