إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تنفيذ عملية "عاصفة الصحراء"، الحرب البرية لتحرير دولة الكويت





أعمال قتال الفيلق 18/1
أعمال قتال الفيلق 18/2
أعمال قتال الفيلق 18/3
أعمال قتال الفيلق السابع/1
أعمال قتال الفيلق السابع/2
أعمال قتال الفيلق السابع/3
أعمال قتال الفيلق السابع/4
أعمال قتال الفيلق السابع/5
أعمال قتال الفرقة الأولى البريطانية
الأوضاع الدفاعية للقوات المشتركة
بيان بالألغام المكتشفة في الخليج
شكل تخطيطي للموانع العسكرية

أوضاع القوات البرية للتحالف
أوضاع القوات العراقية
أوضاع قوات الحرس الجمهوري العراقية
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/1
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/2
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/3
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/4
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/5
الأوضاع الدفاعية العراقية
الخطة النهائية للعملية البرية
حركة القوات الأمريكية إلى الغرب
خسائر القوات العراقية
خطة الهجوم لتحرير الكويت



المبحث الأول

خامساً: الاستطلاع والاستطلاع المضادّ

1.   نفّذت القوات البرية، خلال الحملة الجوية، عمليات استطلاع مكثفة، لتحديد أماكن المواقع الدفاعية العراقية والموانع الدفاعية وحجمها، ونفذت عمليات الاستطلاع المضادّ، لخداع العدو عن أماكن قوات التحالف. كما نفذت القوات البرية الإغارات، والدوريات القتالية، والهجمات الخداعية، والاستطلاع طويل المدى.

2.   استفادت كلٌّ من المناورة الجوية والمناورة البرية، من الاستطلاع العميق بعيد المدى، الذي نفّذه طيران الجيش. فقد نفّذت طائراته المتنوعة مهام الاستطلاع المسلح "بقوة"، في منطقة كل فِرقة، لعدة أيام متوالية، قبل الهجوم البري. وكان من أهم مصادر المعلومات، الموثوق بها، والموقوتة، للحصول على معلومات لقادة الوحدات والتشكيلات هي الاستخبارات البشرية (HUMINT)، التي أدارها طيران الجيش.

3.   وكان من الوسائل المهمة، التي اتُّبعت، هي الاستخدام المكثف للطائرات العمودية، لتحديد مواقع مراكز الملاحظات ومراكز القيادة العراقية. فبوساطة الطيران الليلي، أمكن الطائرات العمودية، التابعة للجيش ومشاة البحرية، تحديد هذه المواقع وتدميرها، مستخدمة صواريخ (Hellfire)، والذخيرة الموجهة بأشعة الليزر، مثل (Copperhead). وقد استخدم التكتيك نفسه، بنجاح وفاعلية، ضد مواقع الدفاع الجوي العراقي، مما أدّى إلى شل فاعلية أنشطة الدفاع الجوي المعادي.

4.   على الجانب الأيسر، وقبل الهجوم البري بعدة أيام، نفّذ الفيلق (18) إغارات عميقة، داخل الأراضي العراقية، لتدمير الدبابات والمدفعية والملاجئ (Bunkers) ومراكز الملاحظة. وقد أبلغت قيادة الفيلق (18)، أنه في إحدى عمليات الاستطلاع بقوة، في 20 فبراير، دمّر لواء طيران الفرقة (101) الاقتحام الجوي، 15 ملجأً، بوساطة النيران الجوية، وصواريخ "تو" (TOW)، ونتج من ذلك استسلام 476 عراقياً. وقد أرسلت الفرقة طائرات (CH-47 Chinook) العمودية، إلى الأمام، لتجميع أسْرى الحرب. وفي 22 فبراير، نفّذت الطائرات العمودية التابعة للفرقة (82)، اختراقاً عميقاً في الأراضي العراقية، أثناء النهار.

5.   عملت قوات العمليات الخاصة (SOF)، في عمق الأراضي العراقية، وعلى طول الساحل، لاستكشاف والتبليغ عن أماكن القوات المعادية وأنشطتها. وفي بداية الأزمة، شكّلت مجموعة القوات الخاصة الخامسة (المظلية)، بالتعاون مع القوات الخاصة السعودية، مراكز ملاحظة، ودوريات على طول الحدود الكويتية، للإنذار المبكر بالهجوم العراقي. كما نفَّذت مجموعة القوات الخاصة الثالثة دوريات بعيدة المدى، شمال الحدود. وقد استخدمت إحدى الفرق كاميرات خاصة، وأجهزة اكتشاف حديثة، لتحديد صلاحية الأراضي، شمال الحدود، لسير العربات المدرعة. كما راقبت مجموعات أخرى، متضمنة القوات الخاصة البريطانية (SAS)، طرق التعزيزات والإمدادات العراقية. وكانت تبحث عن مواقع قواذف صواريخ سكود (SCUD). ونفذت مجموعات خاصة من الأفرع الثلاثة (SEAL)، عمليات استطلاع، على طول الساحل، لتحديد أماكن المعتدي، ولإزالة الألغام.

6.   في منتصف يناير 1991، أنشأت قوة مشاة البحرية الأولى (M E F 1) مراكز ملاحظة، ومراكز استخبارات إشارية، على طول الحدود الكويتية، لتحديد دفاعات العدو وتجمعاته. وكلفت فِرق الاستطلاع، والعربات المدرعة الخفيفة، بمراقبة الحدود، وتغطية التحركات الأمامية للفرقتَين الأولى والثانية، من مشاة البحرية. وكان رد فعل العراقيين سريعاً، فقد أطلقت المدفعية العراقية نيرانها، في 17 يناير، على العناصر الأمامية للمجموعة الأولى للاستخبارات والاستطلاع والمراقبة، في الخفجي. وعلى أثر ذلك، هاجم طيران مشاة البحرية، من مطار الملك عبدالعزيز، شمالي المملكة، مواقع المدفعية لإسكاتها. وفي 19يناير، عبَر الحدود عدد من الجنود العراقيين، واستسلموا لمشاة البحرية. وكان هؤلاء أول مجموعة من أسْرى الحرب تأسرهم قوة مشاة البحرية.

7.   منذ 20 يناير، ولمدة عشرة أيام تالية، نفّذت قوة مشاة البحرية الأولى "إغارات أسلحة مشتركة"، على طول الحدود الكويتية. وكان الغرض من هذه الإغارات، خداع القوات العراقية عن أماكن القوات المتحالفة وتجميعها، وتركيز الأنظار في الكويت، بعيداً عن الجناح الغربي، وفقدان العراقيين توازنهم ، واختبار مدى استجابتهم لهذه الإغارات. استمرت مراكز الملاحظة الخارجية لمشاة البحرية، في استدعاء طيران مشاة البحرية، لقصف البطاريات المعادية، بينما كانت الطائرات، من دون طيار، تمسح الأجواء، لتحديد الأهداف المطلوب قصفها. وعلى الرغم من أن العمليات الجوية ضد العراق، جذبت معظم الاهتمام العالمي، فقد كانت الحدود الكويتية، في ذلك الوقت، مسرحاً للقتال النشط.

8.   مع اقتراب موعد الهجوم البري، زادت قوة مشاة البحرية الأولى أنشطة الاستطلاع والمراقبة، لحرمان مصادر الاستخبارات المعادية الحصول على صورة دقيقة لأوضاع قوات التحالف. وتحركت فرق استطلاع، من كلٍّ من الفرقة الأولى والفرقة الثانية من مشاة البحرية، إلى داخل الكويت قبل أسبوع من الهجوم البري. كما شرعت عناصر من قوتَي واجب، كل منهما بحجم فوج، تتسرب ليلة 21 فبراير، ولمدة ليلتَين بعدها، واستمرتا مختبئتَين وغير مكتشَفتَين، خلال النهار. وقد دمرت هذه العناصر مراكز المراقبة الأمامية للمعتدي، وطهرت خطوط الألغام، واحتلت المواقع الملائمة لإسناد  قوات الواجب الآلية، عند هجومها، صباح 24 فبراير.

9.   كانت الأحوال مختلفة اختلافاً تاماً، في قطاع الفرقة الثانية من مشاة البحرية. فقد كانت تفصل بين مواقع الهجوم والدفاعات العراقية، عدة كيلومترات فقط، والمسافة بين الخطَّين الدفاعيَّين، تراوح بين كيلومترَين وثلاثة كيلومترات، مع تداخلهما، مع آبار النفط في أم قُدير. وقد اشتملت العوائق على نقاط خارجية، خنادق عميقة، خنادق مشتعلة، ألغام مضادّة للدبابات وأخرى مضادّة للأفراد. عبرت الكتيبة المدرعة الخفيفة، من الفرقة الثانية المشاة البحرية، الحدود إلى داخل الكويت، قبل بدء الهجوم البري، في عملية لمدة ثلاثة أيام، لتدمير النقاط الخارجية العراقية، والدفاعات الأمامية، أمام خط الموانع الأول.