إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تنفيذ عملية "عاصفة الصحراء"، الحرب البرية لتحرير دولة الكويت





أعمال قتال الفيلق 18/1
أعمال قتال الفيلق 18/2
أعمال قتال الفيلق 18/3
أعمال قتال الفيلق السابع/1
أعمال قتال الفيلق السابع/2
أعمال قتال الفيلق السابع/3
أعمال قتال الفيلق السابع/4
أعمال قتال الفيلق السابع/5
أعمال قتال الفرقة الأولى البريطانية
الأوضاع الدفاعية للقوات المشتركة
بيان بالألغام المكتشفة في الخليج
شكل تخطيطي للموانع العسكرية

أوضاع القوات البرية للتحالف
أوضاع القوات العراقية
أوضاع قوات الحرس الجمهوري العراقية
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/1
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/2
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/3
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/4
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/5
الأوضاع الدفاعية العراقية
الخطة النهائية للعملية البرية
حركة القوات الأمريكية إلى الغرب
خسائر القوات العراقية
خطة الهجوم لتحرير الكويت



المبحث الأول

سابعاً: التهديد العراقي في 23 فبراير 1991، قبل يوم واحد من الهجوم البري

1. المواقع الدفاعية والخطة العراقية

أ.  كان الجيش العراقي، قد جهّز نفسه جيداً، للدفاع عن مسرح العمليات الكويتي، فأصدر خطط العمليات، على المستويَين، العملياتي والتكتيكي. وأعدّ خطط الطوارئ اللازمة. وبينما وضع بعض الوحدات، ذات الكفاءة القتالية الأقل، في المواقع الأمامية، كان الكثير من الوحدات الثقيلة، والنظامية، في الخلف قليلاً، وجاهزة للقتال. حقيقة، لم تكن إستراتيجية الدفاع العراقية، قادرة على مواجهة الإستراتيجية الهجومية لقوات التحالف، إذ أثبتت الأحداث، أن افتراض العراق نجاح التكتيكات، التي اتُّبعت في الحرب الإيرانية ـ العراقية، في هذه الحرب ـ هو خطأ، من جميع الوجوه. وافتراض أن الهجوم، سيكون في اتجاه الأراضي الكويتية فقط، لتنفيذ الهدف السياسي لقوات التحالف، وهو تحرير دولة الكويت ـ هو خطأ، كذلك. إضافة إلى ذلك، فقد أصبحت الاستخبارات التكتيكية العراقية عمياء، لدى بدء الحرب الجوية. كما أمسى التخطيط الدفاعي العراقي، غير فعال، نتيجة سرعة هجوم قوات التحالف وقوة نيرانها، وتفوّقها التكنولوجي، مما تسبب بمفاجأة العراقيين وهزيمتهم.

ب. جهّز العراقيون أنفسهم، لمواجهة الهجوم المتوقع، بالأسلوب نفسه، الذي يعكس نجاحهم في الإستراتيجية الدفاعية، أثناء حربهم ضد الإيرانيين (اُنظر شكل تخطيطي للموانع الهندسية). فقد أنشأوا حزامَين دفاعيَّين رئيسيَّين، إضافة إلى تحصينات وموانع كثيفة، على طول الساحل. أنشئ الحزام الدفاعي الأول موازياً للحدود، ويراوح بُعده عنها بين 5 و 15 كم، داخل الكويت. ويتكون من حقول ألغام متصلة، يراوح عرضها بين 100 إلى 200 متر، مع الأسلاك الشائكة، والخنادق المضادّة للدبابات، والسدود الترابية، والخنادق المملوءة بالنفط، لتغطية طرق الاقتراب الحيوية. كما يغطي هذا الحزام نقاطاً قوية، بقوة فصيل، أو سرية، للإنذار المبكر، ولتعطيل المهاجم.

ج. أنشئ الحزام الدفاعي الثاني على بُعد 20 كم، خلف الحزام الأول، بدءاً من شمال الخفجي واستمراراً إلى شمال غرب حقول النفط في منطقة الوفرة، حتى يتقابل مع الأول، بالقرب من "المناقيش". يُشكّل الحزام الدفاعي الثاني هذا، خط الدفاع الرئيسي العراقي، في الكويت. أمّا الموانع وحقول الألغام، فهي مشابهة لما بُني في الحزام الأول. ووضعت الخطة الدفاعية العراقية، على أساس أن تكون مهمة قوات الحزام الأول، صد المهاجم، وإبطاء معدل هجومه، واستدراجه إلى مناطق قتال مُعَدّة مسبقاً بين الحزامَين الدفاعيين، وتكبيده أكبر خسائر ممكنة، قبل مهاجمته الحزام الثاني. وإذا استطاعت القوات المهاجمة اختراق الحزام الثاني، فإنها تواجه بالهجمات المضادّة، من الاحتياطيات المدرعة مستوى الفِرق والفيالق.

2. الكفاءة القتالية للقوات العراقية

أ. كان أحد أهداف المراحل الأولى للحملة الجوية، هو قلب توازن القوى، ليكون في مصلحة قوات التحالف؛ وهو ما تحقق تحققاً تاماً. فقد نُفّذ أكثر من 100 ألف مهمة جوية، قتالية ومساندة، وأطلق 288 صاروخ توماهوك، خلال المراحل الثلاث الأولى من الحملة. كما أن إجمالي المهام الجوية القتالية، التي نُفّذت بوساطة القوات الجوية، تشكل 60% من إجمالي المهام. إن إصابة القوات العراقية ومراكز القيادة والسيطرة، كانت جسيمة، كما عوِّقت قدرة الرئيس صدام حسين على توجيه قواته وقيادتها، في حالات عديدة. وفقد قادة الفيالق والفرق والألوية، الاتصال بالقادة المرؤوسين. وأصيبت ودمّرت أعداد كبيرة من المعدات. ودمّرت مناطق الإمداد وشبكات الطرق وعقد المواصلات. وساعدت العمليات الجوية ضدّ الوحدات الميدانية، وعمليات الحرب النفسية، على إضعاف الروح المعنوية والروح القتالية لدى الجنود العراقيين. أمّا المرحلة الثالثة من الحملة الجوية، فقد قلّصت قدرة الجيش العراقي على مواجهة القوات البرية لقوات التحالف.

ب. وفي النهاية، وبعد أكثر من شهر من القصف الجوي، أصبحت القوات العراقية، التي بقيت في الكويت، في حالة سيئة. وأمست قدرتها على تنفيذ عمليات دفاعية ناجحة، ضعيفة جداً. وعندما بدأت الحرب البرية، كانت تقديرات نتائج العمليات الجوية، تشير إلى أن الكفاءة القتالية للقوات العراقية، انخفضت إلى النصف (50%). واللافت أنه بينما تحملت فرق المشاة الأمامية خسائر جسيمة، كانت وحدات الحرس الجمهوري، وفرق المشاة والمدرعات، في الشمال والغرب، لا تزال تتمتع ببعض الكفاءة القتالية. وهذا يرجع، بالتأكيد، إلى القرار المتعمد، في شأن قصف المواقع الدفاعية الأمامية، كجزء من خطة الخداع. ولدى بدء الهجوم البري، وعلى الرغم من تحقيق مفاجأة وحدات الحرس الجمهوري، والقوات الأخرى، في الشمال والغرب، بتقدم تشكيلات قوات التحالف، إلاّ أنها لم تفقد قدرتها القتالية، وكانت مستعدة للقتال.

3. أوضاع القوات العراقية وتجميعها وحجمها، قبل الهجوم البري

أ.  قدرت استخبارات وزارة الدفاع الأمريكية، حجم القوات البرية العراقية، في مسرح العمليات الكويتي، في 15 يناير 1991 (اُنظر خريطة الأوضاع الدفاعية العراقية)، أي قبل بداية عملية "عاصفة الصحراء"، بالآتي:

·    أكثر من 546.700 مقاتل، في المسرح الكويتي.

·    نحو 43 فرقة.

·    4280 دبابة.

·    3100 قطعة مدفعية.

·    2880 عربة نقل مدرعة.

ب. أوضحت هذه التقارير، أنه نتيجة للعمليات الجوية، وعمليات الاستنزاف للقوات العراقية، انخفضت الكفاءة القتالية لفرق الخط الدفاعي الأول إلى أقل من 50%. وقُدِّرت الكفاءة القتالية للفرقة (45) المشاة الآلية (جنوب السلمان) بـ 50 ـ 75%. وبالمثل، الفِرق المدرعة 12، 52، 17، 10 التي تشكّل الاحتياطيات التكتيكية. كما قُدِّرت الكفاءة القتالية لفرقتَي الحرس الجمهوري، المدرعة "المدينة"، والمشاة الآلية "توكلنا"، بـ 50 ـ 75%. والتقرير العام يوضح، أن النسق التكتيكي والمدفعية، أصيبا بخسائر جسيمة. وانخفضت القدرة القتالية للنسق العملياتي. وكذلك، تأثر باقي وحدات الحرس الجمهوري. (اُنظر خريطة خسائر القوات العراقية)، يوضح نسبة الخسائر في الفرق العراقية.

ج. (اُنظر خريطة خسائر القوات العراقية)، توضح، كذلك، التقديرات، التي رُفعت إلى القائدَين (قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، وقائد القوات المركزية الأمريكية)، قبل بداية العمليات البرية. فقد تضمنت القوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي عناصر من (43) فرقة، (25) فرقة متخذة الأوضاع الدفاعية، و(10) فرق احتياطي عملياتي، و(8) فرق احتياطي إستراتيجي. كما خُصصت عدة ألوية مستقلة، للعمل تحت سيطرة الفيالق. أما وحدات الحرس الجمهوري، والفرق الثقيلة الأخرى التابعة للجيش، فقد احتلت مواقع دفاعية، خلف القوات، التكتيكية والعملياتية. (خريطة أوضاع القوات العراقية)، توضح أوضاع القوات العراقية، ليلة الهجوم البري (تقدير الاستخبارات، في 23 فبراير).

د. على الرغم من هذه التقديرات، فإن نقاط الضعف العراقية، لم تكن ظاهرة لقادة وحدات وتشكيلات قوات التحالف البرية. فقد كانوا يرون أمامهم القوات العراقية، المشكلة في (43) فرقة في المسرح، محتلة مواقع دفاعية بعمق، وخلفها الاحتياطيات، التكتيكية والعملياتية، القوية. أمّا فرق المشاة، فهي متحصنة جيداً في الأرض، ومعززة بالدبابات والمدفعية، وخلفها الاحتياطيات المختلفة، بحجم لواء أو أكبر. وفي منتصف الكويت، في المنطقة الواقعة بين قاعدة "علي السالم" الجوية ومطار الكويت الدولي، توجد فرقة مدرعة وفِرقتا مشاة آليتان، تشكل احتياطياً بقوة فيلق، إضافة إلى وجود قوات مدرعة أخرى، شمال غرب الجهراء.

هـ. على طول الساحل، ونتيجة لخوف العراقيين من عمليات الاقتحام البرمائية، اتخذت (4) فرق مشاة، وفرقة مشاة آلية، مواقع دفاعية، خلف حقول الألغام والموانع. وعلى الحدود العراقية ـ الكويتية، اتخذت، (6) فرق، على الأقل، من الحرس الجمهوري، وفرق مشاة، ومشاة آلية، ومدرعة أخرى، مواقعها، جاهزة لتوجيه الضربات المضادّة. لقد كان مخططو قوات التحالف، عشية الهجوم البري، يقدرون أن نحو 450 ألف مقاتل، لا يزالون في مسرح العمليات الكويتي.