إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تنفيذ عملية "عاصفة الصحراء"، الحرب البرية لتحرير دولة الكويت





أعمال قتال الفيلق 18/1
أعمال قتال الفيلق 18/2
أعمال قتال الفيلق 18/3
أعمال قتال الفيلق السابع/1
أعمال قتال الفيلق السابع/2
أعمال قتال الفيلق السابع/3
أعمال قتال الفيلق السابع/4
أعمال قتال الفيلق السابع/5
أعمال قتال الفرقة الأولى البريطانية
الأوضاع الدفاعية للقوات المشتركة
بيان بالألغام المكتشفة في الخليج
شكل تخطيطي للموانع العسكرية

أوضاع القوات البرية للتحالف
أوضاع القوات العراقية
أوضاع قوات الحرس الجمهوري العراقية
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/1
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/2
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/3
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/4
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/5
الأوضاع الدفاعية العراقية
الخطة النهائية للعملية البرية
حركة القوات الأمريكية إلى الغرب
خسائر القوات العراقية
خطة الهجوم لتحرير الكويت



المبحث الأول

حادي عشر: القوات البرية المركزية الأمريكية (Army Coponent, Central command)  

1. الفيلق الثامن عشر، المحمول جواً (XVIII Airborne Corps) (اُنظر شكل أعمال قتال الفيلق 18/1)

أ. كلف الفيلق (18) بالاختراق، بعمق 260 كم، في اتجاه نهر الفرات، قاطعاً خطوط المواصلات الرئيسية العراقية، خاصة الطريق السريع الرقم (8) إلى بغداد، عازلاً القوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي، ومعاوناً على تدمير احتياطي المسرح (قوات الحرس الجمهوري). على الحد الغربي للفيلق، بدأت الفرقة السادسة المدرعة الخفيفة الفرنسية ومعها لواء من الفرقة (82) المحمولة جواً، تحت السيطرة العملياتية، وباقي الفرقة (82) المحمولة جواً (لواءان فقط) ـ الهجوم البري للمسرح. إلى الشرق من الفرقة الفرنسية هاجمت الفرقة (101) الاقتحام الجوي، بمهمة الاختراق السريع بوساطة الاقتحام الجوي، إلى نهر الفرات، قاطعة خطوط المواصلات بين بغداد والقوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي، مدمرة القوات العراقية في طريقها، ثم التحول إلى اتجاه الشرق، وقطع المنطقة شمال البصرة. وفي منتصف منطقة الفيلق، تهاجم الفرقة (24) المشاة الآلية، القوات العراقية في منطقة مسؤوليتها، حتى نهر الفرات، ثم تتقدم شرقاً لتدمير قوات الحرس الجمهوري، المحاصرة في مسرح العمليات الكويتي. كُلِّف فوج الفرسان المدرع الثالث، على الحد الشرقي للفيلق، بمهمة تأمين الجانب الأيمن للفيلق، والمحافظة على الاتصال والتنسيق مع الفيلق (7).

ب. سعت 0400، تقدمت المفارز المتقدمة للفرقة السادسة الفرنسية، داخل الأراضي العراقية. وفي سعت 0700، بدأت القوة الرئيسية للفرقة هجومها، في ظل سقوط مطر خفيف. كان هدف الفرقة، هو الاستيلاء على مطار "السلمان"، وهو مطار صغير، يبعد 90 ميلاً، داخل العراق. عبرت الفرقة الفرنسية، مدعمة باللواء الثاني من الفرقة (82)، الحدود، من دون أي مقاومة تذكر، وتقدمت شمالاً. ولكن، قبل وصولها إلى الهدف، اصطدمت بنقاط قتال خارجية، من الفرقة (45) المشاة الآلية. وبعد معركة قصيرة، استخدمت فيها صواريخ طائرات Gazelle العمودية، ضد الدبابات والملاجئ المحصنة، أسرت الفرقة نحو 2500 أسير حرب، وتابعت هجومها نحو الهدف Rochambeau، ثم إلى "السلمان"، المعروف بالهدف "White، في الخطة، من دون مقاومة حقيقية من عناصر الفرقة (45) (اُنظر شكل أعمال قتال الفيلق 18/1). وفي أقلّ من سبع ساعات قتال، تمكنت الفرقة السادسة الفرنسية، بمساندة الفرقة (82)، من تأمين أهدافها، واستمرت في هجومها شمالاً. وبذلك، أصبح الجانب الأيسر مؤمناً.

ج. كلِّف لواءا الفرقة (82)، اللذان تبعا تقدم الفرقة الفرنسية، بتطهير وتأمين الطريق السريع جنوب العراق. استخدم هذا الطريق كطريق إمداد رئيسي، لتحرك القوات والمعدات والإمدادات، مسانداً تقدم الفيلق شمالاً.

د. كان من المخطط أن تهاجم الفرقة (101)، سعت 0500. ولكن الضباب الذي غطى هدفها الأول، أجبرها على تأخير الهجوم. وعلى الرغم من أن الأحوال الجوية، كانت تمثل مشكلة للطيران، إلاّ أن مهام الإسناد النيراني غير المباشر، استمرت بلا انقطاع. فقد أطلقت مدفعية الفيلق وصواريخه نيرانها على الأهداف العراقية، وعلى طريق الاقتراب. وبعد ساعتين، بدأت الفرقة (101) هجومها، معززة بلواء طيران الفيلق، سعت 0700، وذلك باقتحام اللواء الأول منها للمنطقة "كوبرا" (Cobra)، والتي عرفت، فيما بعد، بقاعدة العمليات المتقدمة. وهي تقع على بعد 93 ميلاً، داخل العراق، في منتصف المسافة إلى نهر الفرات (اُنظر خريطة أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/1) و(شكل أعمال قتال الفيلق 18/1). لقد نفَّذت الطائرات العمودية أكثر من 300 طلعة، ناقلة قوات ومعدات إلى منطقة الهدف، في أضخم عملية اقتحام بالطائرات العمودية، في التاريخ العسكري.

هـ. كان العراقيون مبعثرين وغير منظمين. وتزايدت أعداد الأسْرى تزايداً كبيراً، بعد ما انتصف نهار اليوم الأول. ونقلت طائرات (Chinook) العمودية، المدفعية والذخيرة، ومعدات إعادة التزود بالوقود، ومعدات البناء إلى منطقة (Cobra)، قاعدة العمليات المتقدمة (FOB). وفي نهاية يوم "ب+2"، توافر للفرقة (101) 380 ألف جالون من الوقود. وسمحت هذه القاعدة الإمدادية للفيلق (18) بتحريك المشاة والطائرات العمودية المهاجمة شمالاً، بسرعة فائقة، لقطع الطريق السريع الرقم (8)، واستخدامه كنقطة انطلاق لثماني كتائب طائرات عمودية مهاجمة وسرايا فرسان، للتحرك 200 كم نحو الشرق لمنع هروب القوات العراقية، أو تسربها في طريق الحمار (Hammar)، في اتجاه البصرة، يوم "ب+3".

و. لدى بدء الاقتحام الجوي، تحرك رتل عناصر إمداد وتموين الفيلق (101)، المكون من 700 عربة، شمالاً، على طريق الإمداد الرئيسي، الذي يمتد عبْر الصحراء، والذي مُهِّد بوساطة مهندسي الفرقة، ليصل إلى منطقة قاعدة العمليات المتقدمة (FOB). وبعد أن أمّنت الفرقة الهدف كوبرا (Cobra)، تابعت اقتحامها شمالاً. وفي مساء 24 فبراير، كانت الفرقة قد تحركت 170 ميلاً، داخل العراق، وقطعت الطريق السريع (8)، وأقفلت عدة طرق، تصل القوات العراقية في الكويت ببغداد.

ز. نظراً إلى أن الهجمات الأولية للفرقة السادسة الفرنسية، واللواء (101) الاقتحام الجوي، كانت ناجحة جداً، فقد عبَرت الفرقة (24) المشاة الآلية، خط الاقتحام (خط الرحيل)، قبل 5 ساعات من الموعد المحدد في الخطة. وقد هاجمت الفرقة السادسة بثلاثة ألوية، في الأمام، ونفّذت سرية فرسان الفرقة، عمليات الاستطلاع والحماية، في المقدمة. تقدمت الفرقة (24) المشاة الآلية، بسرعة فائقة، راوحت بين 25 و 35 ميلاً/ساعة، وتوغلت نحو 50 ميلاً في عمق الدفاعات العراقية الهشة. وقد استمر الهجوم ليلاً، كذلك. استمرت الفرقة في تنفيذ مهامها، بمساعدة العديد من المعدات التكنولوجية المتقدمة، مثل أجهزة الملاحة الإلكترونية طويلة المدى، وأنظمة التصوير الحراري، وأنظمة التصوير بالأشعة تحت الحمراء، وأجهزة نظام تحديد المواقع المتطورة (GPS). ومنتصف الليل، كانت الفرقة قد قطعت 75 ميلاً، داخل الأراضي العراقية، وفي وضع متزن، وقوي، يسمح لها بمتابعة الهجوم.

    ملخص تقرير موقف، صدر عن الفرقة (101) الاقتحام الجوي

    سعت 0700، وبوساطة 60 طائرة (UH-60)، و30 طائرة (CH-47C)، نُقلت عناصر اللواء الأول الاقتحام الجوي، من منطقة تحميله، وبعد مضي أقلّ من ساعة، وصلت الطائرات سالمة، حاملة 500 فرد، بأسلحتهم، إلى منطقة داخل العراق، بعمق 93 ميلاً. كانت الكتيبة الأولى/ اللواء 82/الفرقة 49 العراقية، متخندقة شمال طريق الإمداد الرئيسي (Virginia). وقد اكتشفتها السرية الأولى/الكتيبة 327 المشاة، أثناء تطهيرها منطقة قاعدة العمليات المتقدمة (FOB)، فبدأ القتال بينهما، واستسلم قائد الكتيبة العراقية، لدى بدء هجوم السرية. وعند أسْره، أخذ في إقناع أفراده (أكثر من 300 فرد)، عبر مكبر الصوت، بإلقاء أسلحتهم.

2. الفيلق السابع (VII Corps) (اُنظر شكل أعمال قتال الفيلق السابع/1)

أ. نفذ الفيلق السابع الهجوم الرئيسي للمسرح، بمهمة تدمير وحدات الحرس الجمهوري الثقيلة. وكانت خطة تقدمه مشابهة لخطة الفيلق (18)، وهي التقدم شمالاً، في الأراضي العراقية، ثم الانحراف إلى جهة الشرق. ولدى الانحراف شرقاً، كان على الفيلقين (7) و (18)، تنسيق هجومهما، للتصدي لفرق الحرس الجمهوري. وكان عليهما الضغط على هذه الفرق لهزيمتها. لقد كان من المخطط، أن يهاجم الفيلق (7) في يوم 25 فبراير، ولكن النجاح الأولي، الذي حققته قوة مشاة البحرية الأولى، والقوات المشتركة الشرقية، والفيلق (18)، سمح للقائدين، (قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، وقائد القيادة المركزية الأمريكية)، بتعجيل الهجوم 15 ساعة.

ب. كانت خطة الفيلق السابع، تقضي بالقيام بهجمات خداعية، والالتفاف على القوات العراقية، تطبيقاً للإستراتيجية العامة للمسرح. كان على الفرقة الأولى الفرسان، وهي ما زالت تعمل كاحتياطي للمسرح، تنفيذ هجوم محدود، وهجمات خداعية، على طول وادي الباطن، لإيهام العراقيين بأن الهجوم الرئيسي، سيوجه إليهم من هذا الاتجاه. وبينما كان العراقيون يوجهون اهتمامهم تجاه هجوم الفرقة الأولى الفرسان، اقتحمت فرقتان من الفيلق، السد الترابي، وحقول الألغام، على الجناح الشرقي للفيلق. وعلى الجناح الأيسر، التف فوج الفرسان المدرع متبوعاً بفرقتَين أخريَين، على الدفاعات العراقية. وخُصص للفرقة الأولى المدرعة البريطانية مهمة العبور خلال الثغرة، التي أنشأتها الفرقة الأولى المشاة الآلية، ومهاجمة الفرقة المدرعة العراقية، في قطاعها، لمنعها من التحرك في اتجاه طريق التفاف الفيلق، حتى لا تعوق حركة الالتفاف. كما خططت قيادة الفيلق (7) لتحريك كميات من الوقود والذخيرة، من خلال الثغرة، إلى موقع إمداد، في منطقة الفرقة الأولى المشاة الآلية. لذلك، فقد كان لتطهير الثغرة من مشاة العدو ومدفعيته الأسبقية الأولى، حتى لا يتعطل عبور الفرقة البريطانية، أو وحدات الإسناد الإداري للفيلق.

ج. أزال فوج الفرسان المدرع الثاني الموانع، قبل بداية الهجوم الرئيسي للفيلق السابع، والتفّ من الغرب، عابراً الأراضي العراقية. وتحت حماية هذا الفوج، وقيادته للجناح الغربي للفيلق، عبَرت  الفرقتان المدرعتان، الأولى والثالثة، خط الاقتحام (خط الرحيل)، وهاجمتا في اتجاه الشمال.

د.  بدأت الفرقة الأولى المشاة الآلية، فتح الثغرات، خلال حزام موانع كثيفة، من الأسلاك والألغام، في ظل مقاومة عراقية ضعيفة. وفي توقيت عبور الفرقة الأولى المشاة خط الاقتحام، كانت العناصر القائدة، من فوج الفرسان المدرع، المتبوع بالفرقتَين المدرعتَين (الأولى والثالثة)، على الجانب الغربي للفيلق ـ قد توغلت داخل الأراضي العراقية نحو 30 كم. أعطيت الفرقة الأولى المشاة أمراً إنذارياً بترك كتيبة قوة واجب في الثغرة، بعد مرور الفرقة البريطانية، والتحرك إلى الأمام مشكلة مع الفرقتين المدرعتين، قوة من ثلاث فِرق تعمل ضد قوات الحرس الجمهوري. وحتى تلك اللحظة، كانت فرقة الفرسان الأولى، لا تزال تحت سيطرة القيادة المركزية.

هـ. لقد كان فتح ثغرات في حقول الألغام، أشد خطراً من نيران العدو. وعند اقتراب الليل، كانت فرقة المشاة الأولى، قد فتحت 50% من الثغرات، في حزام الموانع الأول والدفاعات الأمامية، وأسَرَت عدة مئات من أفراد العدو. أثناء ليلة 24/26 فبراير، عززت الفرقة الأولى مواقعها، وأعادت تمركز مدفعيتها، ونسقت خطوط مرور الفرقة البريطانية خلال مواقعها. ونظراً إلى عدم استطاعة الفرقة البريطانية تطهير المنطقة المخصصة لها، خلال هذه الليلة فقد أوقف الفيلق تقدم الفرقتَين المدرعتَين الأولى والثالثة أثناء الليل. وعلى طول مواجهة الفيلق السابع، استمرت نيران المدفعية، ضدّ مواقع القوات العراقية، طوال الليل.

 و. على خط، يمتد من الغرب إلى الشرق، تقدمت الفرقتين المدرعتين الأولى والثالثة،  من خلال المحور، الذي طهره فوج الفرسان المدرع الثاني، وفي المنتصف من هذا الخط، استمرت فرقة المشاة الأولى في مهاجمة الدفاعات العراقية وفتح الثغرات وتطهيرها، وعلى الجناح الشرقي كانت الفرقة البريطانية متأهبة للعبور خلال فرقة المشاة الأولى لمهاجمة الاحتياطيات التكتيكية العراقية.

3. القوات المشتركة في المنطقة الشمالية (JFC-N) (اُنظر خريطة خطة الهجوم لتحرير الكويت)

    سعت 1600، يوم 24 فبراير، بدأ هجوم الفرقة الثالثة المشاة الآلية، المصرية، وقوة الواجب "خالد"، وقوة الواجب "المثنّى"، على المواقع العراقية، في الكويت. واجهت هذه التشكيلات خنادق النيران، وحقول الألغام، والموانع، ونيران المدفعية، عندما عبرت الحدود في اتجاه القطاعات المخصصة لها. بدأ هجوم السعوديين والكويتيين، بعد بداية الهجوم المصري بفترة قليلة. ونظراً إلى أن المصريين، كانوا مهتمين كثيراً بالهجمات المضادّة، من الوحدات العراقية الثقيلة، فقد أوقفوا تقدُّمهم، قبل الوصول إلى أهدافهم الابتدائية، وعززوا مواقعهم الدفاعية، خلال الليل. استأنفت الفرقة المصرية العمليات الهجومية، في نهار اليوم التالي. وفي الوقت نفسه، تبعت الفرقة الرابعة المدرعة، المصرية، الفرقة الثالثة المشاة الآلية. كما تبعت الفرقة التاسعة المدرعة، السورية، الفِرق المصرية، كاحتياطي للقوات المشتركة، في المنطقة الشمالية، وقد نفذت الفرقة، كذلك، بكتيبة الاستطلاع، عمليات ساترة لتأمين الجانب الأيمن، وتحقيق الاتصال بمشاة البحرية المركزية، كذلك.

4. قوة مشاة البحرية الأولى (Marine Expeditionary Force 1) (اُنظر خريطة خطة الهجوم لتحرير الكويت)

أ.  بدأ اقتحام قوة مشاة البحرية الأولى سعت 0400، في اتجاه الهدف النهائي، وهو ممر المطلاع، والطرق المؤدية إلى مدينة الكويت، 35 ـ 40 ميلاً إلى الشمال الشرقي. وقد واجهت قوة مشاة البحرية الأولى، أقوى تجمع لقوات العدو في المسرح. وبدأت الفرقة الأولى المشاة البحرية هجومها، من مواقعها، على الحدود الجنوبية. وهاجمت الفرقة الثانية المشاة البحرية، بعد 90 دقيقة من هجوم الفرقة الأولى. نجحت قوة مشاة البحرية الأولى في عبور حزامَين دفاعيَين، وفتحت 14 ممراً، في الشرق، و6 ممرات، في الغرب فرسخّت أقدامها داخل الكويت. وقد كانت عملياتها ناجحة، بسبب التحضيرات التفصيلية الدقيقة، التي اتخذتها، مثل: الاستطلاع التفصيلي، وتحديد المواقع بدقة، والتدريب المكثف، والتمرينات العديدة. والأكثر أهمية من ذلك، أنها نجحت في تحويل انتباه القيادة العراقية العليا عن حركة الالتفاف، التي أجرتها القوات البرية المركزية. وفي نهاية اليوم، كانت أسرت أكثر من 8 آلاف أسير، وتوغلت 20 ميلاً، داخل الكويت.

ب. إلى اليمين، أكملت الفرقة الأولى المشاة البحرية، التي تَبِعت قوة الواجب (Ripper)، وكانت مغطاة من قوتَي واجب أخريَين، تسربتا مبكراً ـ عبورها حزامَين دفاعيَّين. وأوضح تقرير للفرقة، عقب العمليات، أنها تمكنت من تدمير الدبابات العراقية من نوعي (T-55) و (T-62) بوساطة دبابات (M60 A1)، وعربات (HMMWV)، المجهزة بصواريخ (TOW  وبالمدفعية الثقيلة. نفذ جناح طيران مشاة البحرية الثالث، مهام المعاونة الجوية القريبة، ومهام التحريم. كما كان هناك عدة أعمال بطولية فردية، خلال هذا القتال الكثيف. تجاوزت الفرقة الأولى، بتقدمها شمالاً، قاعدة أحمد الجابر الجوية، على أن تنهض المشاة بتطهير مبانيه وملاجئه، فيما بعد. كما أقامت المشاة المدرعة الخفيفة ستارة، على الجانب الأيمن للفرقة؛ بينما استمر مشاة البحرية في تطهير المواقع العراقية.

ج. إلى الغرب، بدأت الفرقة الثانية المشاة البحرية هجومها، دافعة أمامها الفوج السادس في المقدمة، ومخترقة أحزمة الموانع، ومواجهة مقاومة متوسطة الشدة. تقدم الفوج السادس المشاة البحري، في ثلاثة أرتال، كلٌّ بقوة كتيبة، تحت نيران الهاونات والمدفعية العراقية. كانت المقاومة شديدة من المدافعين العراقيين، المتحصنين خلف حقول الألغام الأولى. وبعد تطهير المانع الأول، انحرف الفوج السادس إلى اليسار، وهاجم مواقع دفاعية أكثر كثافة. وقد تمكن مهندسو مشاة البحرية، بوساطة الدبابات الدقاقة (المفجرة للألغام) ومعدات فتح الثغرات، من فتح 6 ثغرات في قطاع الفرقة. ونظراً إلى المقاومة، على الجانب الأيمن، والتوقف أمامها، دفع الفوج بكتائبه، من خلال ثغرات الوسط واليسار، ثم تحولت إلى اليمين، وأزالت تلك المقاومة. تقدم الفوج إلى أهدافه متخطياً عناصر من الفرقتَين العراقيتَين (7) و (14) المشاة. وقد ورد في تقرير عمليات الفرقة الثانية، أن الفوج أسر 4 آلاف عراقي، واستولى على كتيبة الدبابات التاسعة العراقية (35 دبابة صالحة للاستخدام).

د.  سعت 1400، أمّن الفوج السادس أهدافه، وانتشر متخذاً مواقع ملائمة، لصد أي هجمات عراقية مضادّة؛ بينما عبر باقي وحدات الفرقة الثانية الثغرات، واتخذت مواقعها، إلى اليمين واليسار منها. وبحلول الظلام، كانت الفرقة قد أكملت عبورها، من خلال الثغرات. لقد كان العراقيون يقاتلون بكفاءة، عند مهاجمتهم من المواجهة فقط، ولكنهم سريعاً ما كانوا يستسلمون، عند الالتفاف عليهم، أو مهاجمتهم من الخلف. في نهاية اليوم، تمكنت قوة مشاة البحرية الأولى، من اكتساح الخط الدفاعي العراقي، وهزيمة أفضل عناصر من ثلاث فرق مشاة عراقية.

هـ. كان تركيز طيران مشاة البحرية، ينصب، أولاً، على معاونة القوة البرية، ثم قصف الأهداف، في عمق العراق. وقد ساند جناح طيران مشاة البحرية الثالث، القوات المشتركة الشرقية، وقوات مشاة البحرية، خلال تلك الفترة. ولتحقيق المعاونة الجوية القريبة للقوات البرية، بكفاءة، على مدار 24 ساعة، نفّذ الجناح فكرة جديدة، تسمى (Push Flow)، قوامها وجود رفّ مسلح من الطائرات المهاجمة، جاهز للطيران، كل 7 دقائق، لمعاونة القوات البرية، من خلال "مركز المعاونة الجوية القريبة". فإذا وجد أي طلب، من أي وحدة أرضية، توجه الرف مباشرة إلى تنفيذ المهمة. وإذا لم توجد أي طلبات، فإن الرف يندفع إلى "الموجه الجوي الأمامي (FAC) المحمول جواً (Airborne)، لتوجيهه إلى أهداف خلف خطوط العدو، لتدميرها.

و. لقد كان عامل النجاح المهم، في هذا اليوم، هو المعاونة الجوية القريبة، التي قدَّمها جناح طيران مشاة البحرية الثالث. فقد كانت طائرات (AV-8BS) و (F/A-18)، في انتظار أي طلبات لدعم القوات البرية. بينما كانت طائرات (AH-1) العمودية في مناطق محددة، خلف مشاة البحرية المتقدمة ـ جاهزة للإسراع في تدمير المدرعات العراقية والعربات المدرعة والنقاط القوية. كما كان من أكثر الأسلحة فاعلية، في قتال الدبابات العراقية، الصواريخ الموجهـة بالليزر، المحمـولة بوساطة طائرات (AH-1W).

5. القوات المشتركة في المنطقة الشرقية (JFC-E) (اُنظر خريطة خطة الهجوم لتحرير الكويت)

    بدأ هجوم القوات المشتركة في المنطقة الشرقية سعت 0800. وفتحت 6 ثغرات في حزام الموانع الأول. وقد أمكن اللواءان (8) و (10) المشاة الآليان، تأمين أهدافهما، خلال هجومهما الابتدائي. وفي نهاية اليوم الأول، يمكن القول، إن كل القوات المشتركة الشرقية، تمكنت من تأمين أهدافها الابتدائية، فضلاً عن أسْر أعداد كبيرة من العراقيين. بينما استمر اللواء الثاني من الحرس الوطني، في تنفيذ عمليات استطلاع، بقوة، على طول الطريق الساحلي السريع.

6. احتياطي المسرح

    نفذت الفرقة الأولى الفرسان، كاحتياطي المسرح، عمليات خداعية، في منطقة الحدود المشتركة الثلاثية؛ بينما كانت جاهزة لمعاونة القوات المشتركة الشمالية، شرق وادي الباطن.

7. العمليات المساندة

أ.  مع بداية العمليات البرية، في 24 فبراير، استمر تنفيذ العمليات، الجوية والبحرية، والعمليات الخاصة المتكاملة. ومع المحافظة على السيادة الجوية، والاستمرار في مهاجمة الأهداف الإستراتيجية، ازدادت العمليات الجوية، لتنفيذ مهام التحريم الجوي، والمعاونة الجوية القريبة، والتي شكلت 78% من الطلعات المقاتلة، في ذلك اليوم. حتى عندما انخفضت إمكانية تنفيذ مهام المعاونة الجوية القريبة، بسبب الأحوال الجوية الرديئة، فإن مهام التحريم الجوي، استمرت، لعزل القوات العراقية، في مسرح العمليات الكويتي، ومهاجمة قوات الحرس الجمهوري.

ب. كما أُسندت القوات المشتركة الشرقية بنيران المدافع، من عيار 16 بوصة، من البارجتين، ميسوري (Missouri)، وويسكنسن (Wisconsin). واستمرت البحرية في عملياتها الهجومية، وعمليات التغطية، والدوريات الجوية المقاتلة، والاستطلاع المسلح، وعمليات إزالة الألغام، والمراقبة البحرية، وذلك مساندة للقوات البرية بصفة خاصة، وللحملة بصفة عامة.

ج. قبل فجر 25 فبراير، نفذت الطائرات العمودية للواء مشاة البحرية الرابع (4th MEB)، عمليات برمائية خداعية، أمام الشعيبة، لتثبيت القوات العراقية، على طول الساحل. وفي الوقت نفسه، نفّذت مجوعات (SEAL)، عمليات استطلاع الساحل، مع تفجير بعض العبوات، في الجنوب. كما دخلت وحدات البحرية الخاصة مدينة الكويت، مع مقاتلي المقاومة الكويتية، بغرض تحقيق الاتصال مع القوات البرية للتحالف، عند دخولها المدينة، فيما بعد.