إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تنفيذ عملية "عاصفة الصحراء"، الحرب البرية لتحرير دولة الكويت





أعمال قتال الفيلق 18/1
أعمال قتال الفيلق 18/2
أعمال قتال الفيلق 18/3
أعمال قتال الفيلق السابع/1
أعمال قتال الفيلق السابع/2
أعمال قتال الفيلق السابع/3
أعمال قتال الفيلق السابع/4
أعمال قتال الفيلق السابع/5
أعمال قتال الفرقة الأولى البريطانية
الأوضاع الدفاعية للقوات المشتركة
بيان بالألغام المكتشفة في الخليج
شكل تخطيطي للموانع العسكرية

أوضاع القوات البرية للتحالف
أوضاع القوات العراقية
أوضاع قوات الحرس الجمهوري العراقية
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/1
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/2
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/3
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/4
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/5
الأوضاع الدفاعية العراقية
الخطة النهائية للعملية البرية
حركة القوات الأمريكية إلى الغرب
خسائر القوات العراقية
خطة الهجوم لتحرير الكويت



المبحث الأول

ثالث عشر يوم الهجوم "ب+2" (26 فبراير)، تدمير النسق الثاني العملياتي

1. أعمال القوات العراقية وأوضاعها

أ.  بدأ، خلال هذه الفترة، الانسحاب المكثف للقوات العراقية، من الجزء الشرقي من المسرح. وأُجبرت عناصر من الفيلق الثالث العراقي على الانسحاب إلى الخلف، داخل مدينة الكويت، تحت ضغط قوة مشاة البحرية الأولى، والقوات المشتركة في المنطقة الشرقية. وأصبحت الوحدات العراقية، في حالة من الاضطراب والفوضى الكاملين. وفي صباح يوم 26 فبراير، كانت السيارات، المدنية والعسكرية، من كل لون ونوع، محملة بالجنود العراقيين، والبضائع المستولى عليها من الكويت ـ تتسابق على الطريق السريع المتجه، شمالاً خارج مدينة الكويت. ولحرمان القادة العراقيين فرصة إعادة تنظيم قواتهم، أو إنشاء مواقع دفاعية متماسكة، فقد هوجموا بالقصفات الجوية المتكررة.

ب. وعلى الرغم من استسلام كثير من العراقيين، فإن بعضاً منهم، لم يستسلموا، واستمروا في المقاومة والقتال. كما كان هناك اشتباكات كثيفة، خاصة مع قوات الحرس الجمهوري. وبغروب شمس ب+2، كانت قوات التحالف، قد توغلت مئات الأميال، داخل العراق. وقدرت وكالة استخبارات الدفاع، أنه أُسر أكثر من 30 ألف عراقي. ودُمِّرت القدرة القتالية لـ 26 فرقة، من أصل 43 فرقة، ودُمِّر نظام اتخاذ القرار والسيطرة. وأخيراً، أُجبر الجيش العراقي على الانسحاب الكامل.

2. القوات البرية المركزية (اُنظر خريطة أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/3)

أ.  حوّل الفيلق (18) هجومه في اتجاه الشمال الشرقي. وتقدم نحو وادي نهر الفرات. وقادت الفرقة (24) المشاة الآلية هجوم الفيلق (الفرقة السادسة المدرعة الخفيفة الفرنسية، والفرقة (101) الاقتحام الجوي، والفرقة (82) المحمولة جواً). في ذلك الوقت، أصبحت الأحوال الجوية عاملاً حيوياً في استمرار الهجوم؛ فقد هبت عاصفة ترابية شديدة، في منطقة الهدف. وقد تحركت الفرقة (24) بثلاثة ألوية في المقدمة، في اتجاه المطارات العراقية، في جليبة وطليل. وخلال هذه الهجمات أنشأ فوج الفرسان الثالث ستارة، على الجانب الشرقي، والجانب الجنوبي للفرقة. وقد واجهت الفرقة أعنف مقاومة في هذه الحرب.

ب. لقد ثبَتَت فرقتا المشاة (47) و (49)، وفرقة الحرس الجمهوري، "نبوخد نصر"، واللواء (26) المظلي، وقاتلت بشدة. كما منحتها طبيعة الأرض ميزة دفاعية كبيرة، فقد كانت المدفعية العراقية، والأسلحة الآلية، متحصنة بتحصينات حجرية. كذلك، تعرض اللواء الأول من الفرقة (24)، لنيران كثيفة من الدبابات والمدفعية. ولكن أمكن بوساطة رادارات التحديد، وقصف المدفعية المضادّ (3 ـ 6 طلقات، مقابل كل طلقة صادرة عن العراقيين)، من تدمير ستّ كتائب مدفعية عراقية.

ج. في ظل العاصفة الترابية والظلام، منحت التكنولوجيا الأمريكية القوات الأمريكية ميزات عديدة، فقد أمكن أطقم الدبابات والعربات المدرعة، والطائرات العمودية المهاجمة، تمييز الدبابات العراقية وإصابتها، على مسافات، أكبر من 3500 متر، قبل أن يكتشفها العراقيون. أمّا مدفعية الدبابات الدقيقة، والقنابل اليدوية الأوتوماتيكية (M-19)، التي تطلق من عربات القتال وناقلات الجند المدرعة، والمدفعية والصواريخ الكثيفتان، وطائرات (AH-64) العمودية فقد عاونت، الفرقة (24) على التقدم، خلال مواقع وحدات الدبابات والمدفعية العراقية. كما أجبرت هذه التوليفة من الأسلحة المتفوقة، القوات العراقية على الخروج من الملاجئ والعربات، والاستسلام بالآلاف.

د.  بعد قتال عنيف، استمر نهاراً وليلاً، تمكنت الألوية الثلاثة للفرقة (24)، من الوصول إلى جنوب المطارات. واستولت الفرقة السادسة الفرنسية على جميع أهدافها، وتحركت لحماية الجناح الأيسر للمسرح. كما استمرت الفرقة (82) في تأمين المنطقة الخلفية، خاصة طرق الإمداد الرئيسية. واستمر اللواء الثالث من الفرقة (101)، في قصف طرق المواصلات، بين بغداد ومسرح العمليات الكويتي وقطعها. وبدأ تحرك اللواء الثاني إلى الشرق، لتأمين قاعدة العمليات المتقدمة (Viper)، وللهجوم شمال طريق البصرة.

هـ. تمكن الفيلق (18) من تحقيق كل أهدافه المخططة (اُنظر خريطة أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/3)، إذ قطع خطوط المواصلات في وادي نهر الفرات، ومنع أي إمدادات للقوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي، وأكمل الالتفاف على قوات صدام حسين، في الكويت وجنوبي العراق.

و. استمر الفيلق السابع في تنفيذ الالتفاف العميق، داخل الأراضي العراقية، قبْل التحول إلى جهة اليمين، ومهاجمة الوحدات الاحتياطية، ومواصلة الهجوم لتدمير وحدات الحرس الجمهوري (اُنظر شكل أعمال قتال الفيلق السابع/3). ولقد وجهت قيادة القوات المركزية الأمريكية، قيادة الفيلق إلى تسريع معدل الهجوم. كما نفّذ لواء طائرات (AH-64 Apache) العمودية  هجومين عميقين، داخل الأراضي العراقية، الأول سعت 2100، والثاني سعت 0300، أسفرا عن تدمير أعداد كبيرة من العربات المدرعة العراقية. وبتنفيذ مهام التحريم الجوي، تمكن الفيلق السابع من الاختراق العميق إلى مسافة، أكثر من 100 كم.

ز. في قطاع الفرقة الثالثة المدرعة، عبرت الفرقة الخط (Smash)، بعد أول ضوء مباشرةً. وهاجمت الهدف (Collins)، شرق البصية. وبالاستيلاء على هذه الأهداف، عدّل الفيلق السابع اتجاه تقدُّمه، ليهاجم، في اتجاه الشرق تماماً، وحدات من الحرس الجمهوري.

ح. بدأ الفيلق هجومه شرقاً، في التشكيل التالي: في الجزء الشمالي من قطاع الهجوم، ثلاثة فرق وفوج فرسان. الفرقة الأولى المدرعة إلى اليسار (شمالاً)؛ والفرقة الثالثة المدرعة، في المنتصف، وفوج الفرسان الثاني، والفرقة الأولى المشاة، إلى اليمين (جنوباً). وفي الجزء الجنوبي من قطاع الهجوم، الفرقة الأولى المدرعة البريطانية على محور منفصل، في اتجاه الهدف (Waterloo)، ثم في اتجاه تقاطع الخط (Smash) وحدود الفيلق. تحولت الفرقة الثالثة المدرعة إلى اتجاه الشمال الغربي، وهاجمت فرقة الحرس الجمهوري "توكّلنا". وفي اليوم نفسه، اقتحمت الفرقة الأولى المدرعة، ليلاً، وحدات العدو المميزة (الحرس الجمهوري). وفي قتال، استمر إلى اليوم التالي، دُمرت أعداد كبيرة من الدبابات والعربات المدرعة.

ط. بعد ظهر اليوم نفسه، تقدم فوج الفرسان الثاني، شرقاً، من خلال عاصفة ترابية، نحو الهدف (Collins)، وكان هذا الفوج قد أنشأ ستارة، أمام فرقة المشاة الأولى، التي وصلت عقب تطهير حزام الألغام، على الحدود السعودية. كان العراقيون يتوقعون الهجوم الأمريكي من الشرق أو الجنوب. ولم يكن يتوقعوا أن يكون الهجوم الرئيسي من الغرب. وعلى الجانب العراقي، لوحظ أن المواقع العراقية، كانت تتغير باستمرار. فقد واجه فوج الفرسان الثاني، عند اقترابه من الخط (Tangerine) ـ 20 كم شرق الهدف (Collins) ـ نيراناً من مناطق مبنية، في المنطقة (69 Easting)، فرد الفوج عليها بالمثل، وواصل تقدمه شرقاً. وقوبل الفوج بنيران أكثر كثافة، لمدة ساعتين متتاليتين. وفي سعت 1600، اكتشف الفوج دبابات (T-72)، في مواقع دفاعية مجهزة، في المنطقة (73Easting). وباستخدام معدات التصوير الحراري، تمكن الفوج من تدمير جميع الدبابات المكتشفة.

ي. كانت هذه المعركة مختلفة عن جميع المعارك، التي خاضتها القوات الأمريكية، خلال هذه الحرب؛ إذ إن تدمير الدبابات الأولى، لم يكن يعني استسلام مئات العراقيين، كما حدث من قبْل. لقد وجد الفوج فرقتين عراقيتين ـ الفرقة (12) المدرعة وفرقة الحرس الجمهوري "توكّلنا" ـ قادرتين على القتال وراغبتين فيه. وللمرة الأولى، يواجه الفوج عدواً أكثر عدداً وأوفر قوة نيرانية. ولكن، بفضل معدات التصوير الحراري ـ في ظروف العاصفة الترابية ـ كان لأطقم المدافع ميزة الاكتشاف المبكر للأهداف العراقية، على مسافات بعيدة، وتدميرها بالطلقة الأولى. وتمكن فوج الفرسان الثاني، خلال أربع ساعات قتال، من تدمير الدبابات وناقلات الجُند المدرعة، بينما كانت طائرات الأباتشي (AH-64 Apache) تدمر قطع المدفعية.

ك. بعد انتهاء معركة (73 Easting)، مساء يوم 26 فبراير، أبلغت قيادة الفوج عن تدمير 29 دبابة، على الأقل، و24 ناقلة جُند مدرعة، وأسْر 1300 عراقي. خلال الليل، عبرت الفرقة الأولى المشاة الآلية، من خلال الفوج، واستمرت في تقدمها شرقاً.

ل. مساء 26 فبراير، هاجمت الفرقة الثالثة المدرعة، شرقاً، ستارة استطلاع العدو، ثم فرقة "توكّلنا". وكان الهجوم في أحوال جوية سيئة، وصلت فيها سرعة الرياح إلى 42 عقدة، مع أمطار غزيرة وعواصف ترابية كثيفة، خفضت الرؤية إلى أقل من 100 متر، مما جعل استخدام طيران الجيش، أو القوات الجوية، أمراً صعباً، إن لم يكن مستحيلاً.

م.  في ظل هذه الظروف، شن اللواءان، الأول والثاني، من الفرقة الثالثة المدرعة، هجوماً عاجلاً ضد اللواءين (9) و (29) التابعين لفرقة الحرس الجمهوري "توكّلنا". وباستخدام فوج فرسان الفرقة، وقوة واجب مدرعة، كرأس حربة، وإسنادهما بخمس كتائب مدفعية و27 قطعة من القواذف الصاروخية المتعددة، نجحت الفرقة الثالثة في تدمير أعداد كبيرة من العربات المدرعة والدبابات، في قتال شرس، كثيف. وبهذا الهجوم، يمكن القول، إنه قد قُضي على فرقة "توكّلنا"، كتشكيل قتالي متماسك. وأثبتت المدفعية الأمريكية كفاءتها، في هذه المعارك. وعلى الرغم من أن المدفعية العراقية، كان لديها المبادأة بإطلاق النيران، إلاّ أنها كانت سرعان ما تُسكت أو تُدمر.

ن. قبل نهاية الاشتباك، تحسنت الرؤية، وأمكن استخدام كتيبة الأباتشي (Apache) التابعة للفرقة. ونتيجة للوصول الموقوت لطائرات الأباتشي إلى الجزء الشمالي من قطاع الفرقة، أمكن اكتشاف قوة واجب مشاة آلية عراقية، تتحرك لإسناد فرقة "توكّلنا". وقد نجحت الطائرات في تدميرها، وأبلغت قيادة الكتيبة. أنها تمكنت من تدمير 8 دبابات، و19 عربة مدرعة، على الأقل.

س. إلى الجنوب، خاضت الفرقة الأولى البريطانية، عدة معارك حامية، ضد وحدات العدو، التي كانت تحاول الانسحاب من المعركة. وفي أكبر اشتباك، تمكن "فئران الصحراء" من تدمير 40 دبابة، وأسْر قائد فرقة عراقية.

ع. بعد ما أُلحقت فرقة الفرسان الأولى على الفيلق السابع (بعد إلغاء تخصيصها كاحتياطي المسرح)، تقدمت إلى الحدود الشمالية من قطاع الفيلق، للمعاونة على الهجوم على وحدات الحرس الجمهوري.

3. القوات المشتركة في المنطقة الشمالية  

    تابعت القوات المشتركة الشمالية هجومها، مستولية على أهدافها المتوسطة (التالية)، وأهدافها النهائية، قبل مساء 26 فبراير. وقد استولت القوات المصرية على أهدافها قريباً من الأبرق، وتحولت إلى الشرق، قاطعة مسافة 60 كم، في اتجاه الهدف التالي، "قاعدة علي السالم"، وكانت  الخطة تقضي بمرورها خلال قوة مشاة البحرية الأمريكية، وتحرير مدينة الكويت. استولت قوة الواجب "خالد" على أهدافها، وتحولت إلى الشرق، نحو مدينة الكويت. أمّا الفرقة التاسعة السورية، فقد أنشأت ستارة، على الحدود السعودية، شرق قوة الواجب "خالد"، وأمّنت خطوط الإمداد بوساطة لواءَين، وتبع اللواء السوري الثالث قوة الواجب "خالد"، نحو مدينة الكويت.

4. قوة مشاة البحرية الأولى (M E F 1)

أ.  بعد الاستعراض، وإعادة الملء، التي استمرت أثناء الليل، وحتى ساعات الصباح الأولى، استمرت قوة مشاة البحرية الأولى في الهجوم، شمالاً، يوم 26 فبراير، وكانت أهدافها مطار الكويت الدولي وممر المطلاع. تقدمت قوة مشاة البحرية الأولى، بالفرقة الثانية المشاة البحرية، نحو الشمال الغربي، إلى الجهراء، بينما تحولت الفرقة الأولى المشاة البحرية، نحو مطار الكويت الدولي.

ب. تقدم لواء (Tiger) في اتجاه حافة المطلاع، حيث تتحكم الأرض في الطرق القادمة من مدينة الكويت، وتعدّ هيئة حاكمة، لقطع طرق الانسحاب العراقي. واحتلالها يفصل الطريق الرئيسي ـ الطريق السادس الدائري ـ عن الطريق الساحلي.

ج. عندما لاحظت القيادة العراقية، أن قواتها في الكويت، قد تواجه حصاراً، أصدرت أوامرها بالانسحاب، ولكن، كان الأمر متأخراً جداً. فقد بدأ هجوم الفرقة الثانية المشاة البحرية، سعت 1200. ومثل أي هجوم كلاسيكي للعمليات المشتركة، هاجم اللواء (Tiger)، بالكتيبة الثالثة والفوج 67، في المقدمة، وبإسناد من القوات الجوية الأمريكية، وطائرات مشاة البحرية، في اتجاه الأرض المرتفعة، شمال غرب الجهراء. وأمكن تدمير بقايا المقاومة العراقية، وقطع طرق الانسحاب العراقي. ومع الاقتراب من حافة "المطلاع"، اكتشف اللواء وجود حقل ألغام، ففتح ممرات آمنة خلاله. وخلال ذلك، وجد ملاجئ للعدو، ودبابات في مواقع محصنة. تمكن اللواء من تدمير هذه الملاجئ وتلك الدبابات المتحصنة. وفي طريقه إلى الحافة، دمر عدة مواقع لمدفعية مضادّة للطائرات، ثم بدأ في تعزيز مواقعه.

د.  أصبح اللواء (Tiger) متحكماً في أعلى هيئة حاكمة، يمكنها كشف عدة مئات من الأميال، في أي اتجاه. كما أصبحت الطرق مكتظة بالعربات والدبابات العراقية. وبدأت الطائرات المقاتلة تدمير المعدات العسكرية، الهاربة من الكويت، على الطرق السريعة، إضافة إلى الضربات الجوية المستمرة، التي ملأت الطرق السريعة بعربات محترقة ومتفجرة، من جميع الأنواع، ولذلك سميت الطرق "طرق الموت". وغادر الجنود عرباتهم، وهربوا في اتجاه الصحراء، للانضمام إلى جيش من أسرى الحرب.

هـ. وصل باقي وحدات الفرقة الثانية إلى الجهراء، متغلبة على وحدات الحرس الخلفي العراقي، جنوب المدينة. واجه الفوج السادس المشاة البحري، مقاومة عنيفة من عناصر من الفرقة الثالثة المدرعة، والفرقة الخامسة المشاة الآلية، وبعض من هذه العناصر، كان مسلحاً بدبابات (T-72). وقد تقدمت الكتيبة الأولى من الفوج السادس المشاة البحري، إلى حدود الجهراء، وهي أول وحدة من مشاة البحرية، تصل إلى مشارف مدينة الكويت. أُسِر عدد قليل نسبياً من وحدات الحرس الخلفي العراقية، نظراً إلى تفضيلهم القتال على الاستسلام.

و. واجهت الفرقة الأولى المشاة البحرية، مواقع دفاعية لوحدات مدرعة، متمركزة في مطار الكويت الدولي وحوله. وكان تشكيل قتال الفرقة كالتالي: قوة الواجب (Papa Bear) في المقدمة، وقوة الواجب (Ripper)، إلى اليسار، وقوة الواجب (Shepherd)، إلى اليمين. وقاتلت الفرقة مساء يوم 26 فبراير، بإسناد من المدفعية، عيار 16 بوصة، من البارجة ويسكنسن (Wisconsin)، وبالمعاونة الجوية القريبة، من طيران مشاة البحرية. ولقد انخفضت الرؤية إلى عدة ياردات، بسبب الظلام والدخان الكثيف. وعند الاقتراب من مطار الكويت الدولي، أمرت قوة الواجب (Shepherd) بتطهير المطار، والوحدات الأخرى بالتوقف، لتسهيل التعاون والتنسيق، وعدم تداخل الوحدات. وأخيراً، استُوْلِي على المطار، سعت 0330، يوم 27 فبراير. وأوضحت تقارير قوة مشاة البحرية الأولى، أنه أُحصِيَ أكثر من 250 دبابة و70 عربة، مدمرة حول المطار أو بالقرب منه. وفي صباح يوم 27 فبراير، استولت قوة مشاة البحرية الأولى، على جميع أهدافها المخططة وأمّنتها. وأصبحت تنتظر وصول القوات المشتركة الشرقية، والقوات المشتركة الشمالية، لتحرير مدينة الكويت.

5. القوات المشتركة في المنطقة الشرقية

    نفذت قوات التحالف مهامها، قبل التوقيت المخطط لها، مواجهة مقاومة خفيفة نسبياً. استمرت قوة الواجب "عمر" في تنفيذ هجومها، في القطاع الغربي، واستولت على أهدافها. تقدمت الكتيبة القطرية، وأمّنت أهدافها، جنوب مدينة الكويت. وكذلك فعلت قوة الواجب "عثمان". عملت كتيبة المشاة الإماراتية، كستارة، على الجانب الأيسر للواء العاشر المشاة الآلي. لقد كان هجوم القوات المشتركة الشمالية ناجحاً، إلى درجة أن حدودها الغربية، غُيِّرت مرتين، وخصص لها أربعة أهداف إضافية، للاستيلاء عليها وتأمينها. في نهاية اليوم جُهِّزَت خطة دخول قوة واجب من القوات العربية، مدينة الكويت، يوم 27 فبراير.

6. العمليات المساندة

أ.  أخلت قيادة عمليات العمليات الخاصة للقوات الجوية (AFSOC)، والطائرات العمودية التابعة للجيش، من فوج طائرات العمليات الخاصة (SOAR)، الرقم (160)، أطقم القوات الخاصة من غربي العراق. كما أسقطت الطائرات مئات الآلاف من المنشورات والرسائل المسجلة، على القوات العراقية، تدعوها إلى الاستسلام أو التعرض للإبادة.

ب. على الرغم من سوء الأحوال الجوية، فإن أطقم القوات الجوية للتحالف، استمرت في تدمير الدبابات والعربات المدرعة وقطع المدفعية العراقية، كما كان إسناد العمليات البرية، يأخذ أهمية قصوى منها، لتدمير القوات العراقية، في مسرح العمليات الكويتي.

ج. كلما تقدمت قوة مشاة البحرية الأولى للأمام، تقدم خلفها جناح طيران مشاة البحرية الثالث، الذي نفذ، بنسبة كبيرة، مهام التحريم الجوي، للمعاونة على تدمير المقاومات العراقية، حتى لا تعوق تقدم الوحدات البرية. كما أمكن، بمساندة أطقم إدارة النيران والطائرات المقاتلة إغلاق عنق الزجاجة، عند ممر المطلاع، مما تسبب بتدمير العناصر الرئيسية لقوات العدو المنسحبة.