إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تنفيذ عملية "عاصفة الصحراء"، الحرب البرية لتحرير دولة الكويت





أعمال قتال الفيلق 18/1
أعمال قتال الفيلق 18/2
أعمال قتال الفيلق 18/3
أعمال قتال الفيلق السابع/1
أعمال قتال الفيلق السابع/2
أعمال قتال الفيلق السابع/3
أعمال قتال الفيلق السابع/4
أعمال قتال الفيلق السابع/5
أعمال قتال الفرقة الأولى البريطانية
الأوضاع الدفاعية للقوات المشتركة
بيان بالألغام المكتشفة في الخليج
شكل تخطيطي للموانع العسكرية

أوضاع القوات البرية للتحالف
أوضاع القوات العراقية
أوضاع قوات الحرس الجمهوري العراقية
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/1
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/2
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/3
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/4
أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/5
الأوضاع الدفاعية العراقية
الخطة النهائية للعملية البرية
حركة القوات الأمريكية إلى الغرب
خسائر القوات العراقية
خطة الهجوم لتحرير الكويت



المبحث الأول

رابع عشر: يوم الهجوم "ب+3" (27 فبراير)، تدمير الحرس الجمهوري (اُنظر خريطة أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/4)

1. أعمال القوات العراقية وأوضاعها (اُنظر خريطة أوضاع قوات الحرس الجمهوري العراقية)

أ. في نهاية يوم ب+3، قدرت وكالة استخبارات الدفاع، أن 33 فِرقة عراقية، أصبحت غير قادرة على القتال (غير فاعلة قتالياً). وما تَبقّى إلاّ جيوب معزولة للقوات العراقية في الكويت. ومعظم الوحدات العراقية، إمّا استسلمت، أو دُمّرت، أو انسحبت. وقد ترك كثير من الوحدات المنسحبة معداتها، عند تدفقها إلى البصرة. وقاتلت القوات المتحالفة قوات الحرس الجمهوري، في بعض الاشتباكات، البسيطة، والسريعة. وكانت العناصر المتبقية من الحرس الجمهوري، تقاتل منفصلة، ومن دون تعاون بينها. وكانت غير قادرة على إدارة أي عمليات متماسكة ومنسقة.

ب. في غرب البصرة وجنوبها، حاولت بقايا قوات الاحتياطي العملياتي، واحتياطي المسرح، الدفاع أمام الضغط المتواصل من القوات المتحالفة. وقد اتصلت بقايا من عناصر الفرقة العاشرة المدرعة، ببقايا عناصر فرقة الحرس الجمهوري "المدينة"، وحاولتا التماسك والدفاع ضد تقدم القوات الأمريكية، شمال الحدود العراقية ـ الكويتية. وإلى الغرب من مدينة البصرة، حاولت عناصر من فرقة الحرس الجمهوري "حمورابي"، بالتعاون مع عناصر من فرق مشاة الحرس الجمهوري، الاستمرار في الدفاع، تحت الضغط العنيف من قوات التحالف المتقدمة. وقد نجحت أجزاء من هذه الوحدات في الانسحاب، عبر نهر الفرات. وقدرت وكالة استخبارات الدفاع، أن ما يراوح بين 70 و 80 ألف فرد، من الفرق المهزومة، في الكويت، تدفقوا إلى مدينة البصرة.

2. القوات البرية المركزية (Army Component, Central Command) (اُنظر خريطة أعمال قتال التحالف في الهجوم البري/4)

أ.  كان الفيلق (18)، في صباح 27 فبراير، مستعداً للاستمرار في تقدمه شرقاً، في اتجاه مدينة البصرة،(اُنظر شكل أعمال قتال الفيلق 18/3). ولكن كان على الفرقة (24) المشاة الآلية، قبل استئناف التقدم، تأمين وادي نهر الفرات، بالاستيلاء على مطارين، ما زالا في أيدي العراقيين، مطار طليل، الذي يبعد نحو 20 ميلاً، جنوب الناصرية، ومطار الجليبة، الذي يقع إلى الشرق بالقرب من بحيرة في حور الملح. خصصت مهمة الاستيلاء على هذين المطارين للوحدات، التي أنهت قتال اليوم السابق، وكانت أوضاعها القتالية أقرب ما يمكن لهما. عاون اللواء الأول اللواء الثاني على هجومه على مطار جليبة، بينما تحرك اللواء 197 المشاة شمالاً، للاستيلاء على مطار طليل. إلاّ أنه كان يجب حل مشكلة إعادة التزود بالوقود، قبل الهجوم على المطارين. وذلك نظراً إلى تقدم الفرقة (24) المشاة الآلية، بسرعة كبيرة، في اليومين السابقين، إلى درجة أن خزانات الوقود، كادت تكون فارغة. فقبل التوقف، خلال ليلة 26 فبراير، كان في خزانات الدبابات القائدة 100 جالون فقط من الوقود، علماً بأن سعة الخزان 500 جالون. ومما زاد من تعقيد المشكلة، أن الوقود الاحتياطي كان محملاً في الذيل الإداري، ولم يكن مؤكداً لدى العناصر القائدة مكان هذا الذيل في الصحراء الشاسعة. ولكن بفضل مبادأة عدد من الضباط الأصاغر، أمكن إعادة التزود بالوقود للفرقة (24)، في منتصف ليل 26 فبراير. وفي سعت 0600، 27 فبراير، تحرك اللواء الأول، شرقاً، وأمكنه تأمين مطار الجليبة، سعت 1000.

ب. في سعت 1200، تمكنت أولى كتائب الطائرات العمودية الهجومية، من الفرقة (101) الاقتحام الجوي، من تأمين قاعدة العمليات المتقدمة (Viper)، شرق قاعدة العمليات المتقدمة (Cobra) بمسافة 200 كم. وكان أول من وصل إلى البصرة كتيبتان من الطائرات العمودية الهجومية التابعتين للفرقة (101) الاقتحام الجوي. ولقد خفض الدخان الناتج من الآبار المحترقة، الرؤية إلى أقل من ألف متر. وكان الظلام حالكاً، إلى درجة أن أطقم الطائرات، اعتمدت كلية على أجهزة الرؤية الحرارية. ودمرت كتيبتا الطائرات العمودية العربات المتحركة على الطريق، مما زاد الحركة تعويقاً. طارت كتيبتان أخريان، في اتجاه الشمال، عبْر بحيرة "الحمار". وبدأتا الاشتباك مع الأهداف التي عبَرت الطريق. وبقطع آخر طريق للانسحاب، أصبح معظم الوحدات العراقية محتجزة بين الفرقة (24) المشاة الآلية والفيلق السابع، وبين نهر الفرات.

ج. بتحرك الفرقة (24)، في اتجاه الشرق، بعد تقدُّمها شمالاً، فقد حُدِّدت خطوط مرحلية جديدة (Phase Lines)، بين مطار طليل وآبار الرميلة، غرب البصرة. ومن خط بدء التحرك (خط الرحيل) (Departure Line)، شرق مطار الجليبة تقدمت الفرقة (24)، شرقاً، مركزة في الطريق السريع الرقم (8). وخلال فترة بعد الظهر، ومساء يوم 27 فبراير، دمَّرت أطقم الدبابات، ومدافع العربات المدرعة، والطائرات العمودية الهجومية، والمدفعية، مئات من العربات المدرعة العراقية، التي حاولت إما الثبات والدفاع، في مواجهة الهجوم الأمريكي الجديد، أو الانسحاب، شمالاً، عبْر نهر الفرات.

د. في قطاع الفيلق السابع (اُنظر شكل أعمال قتال الفيلق السابع/4)، استمر الهجوم، شرقاً. إذ شنّ الفيلق الهجوم الرئيسي، ضد ثلاث فرق من الحرس الجمهوري، "توكّلنا، و"المدينة"، و"حمورابي". وعند بدء هذه العملية، عبرت الفرقة الأولى المشاة، في جنوب قطاع الفيلق، من خلال فوج الفرسان الثاني، واشتبكت، من الفور، مع القوات العراقية. وإلى الشمال، هاجمت الفرقتان المدرعتان، الأولى والثالثة، شرقاً. وهاجمت فرقة الفرسان الأولى، على الجناح الشمالي، لمنع أي تدخل من القوات العراقية في قطاع هجوم الفيلق. تحولت المعاونة الجوية القريبة إلى العمق، لمهاجمة الأهداف المتوقعة التالية. وقد استُعين بنيران كتائب المدفعية وطائرات (AH-64)، فيما بعد، لتثبيت العراقيين ومنعهم من المناورة الفاعلة، ضد القوات الأمريكية المقتربة. وبتثبيتهم، وجهت عناصر المناورة، من الفيلق السابع، الضربة الحاسمة تلو الأخرى. في القطاعات الأخرى، انسحبت العناصر العراقية، لدى اختراق خطوطها. ولكنها، في هذا القطاع، ثَبَتَت وقاتلت.

هـ. استمرت المعارك، التي بدأت ظهر اليوم السابق، صباح يوم 27 فبراير، وذلك بتعقب الفيلق (7) لوحدات الحرس الجمهوري، التي حاولت الانسحاب أو تعديل أوضاعها الدفاعية. وقد استخدم الفيلق السابع، وللمرة الأولى، كامل قوّته القتالية. فتقدمت الفرقة الأولى الفرسان، شمالاً، للانضمام إلى هجوم الفيلق، وفي سعت 2100، كانت في أقصى شمال قطاع الفيلق. وأصبح الفيلق قادراً على دفع 5 فرق وفوج فرسان مدرع، ضد الحرس الجمهوري. وكان تشكيل المعركة من اليسار إلى اليمين، كالآتي: الفرقة الأولى الفرسان، الفرقة الأولى المدرعة، الفرقة الثالثة المدرعة، الفرقة الأولى المشاة الآلية، فوج الفرسان المدرع الثاني، الفرقة الأولى المدرعة البريطانية. وقد ساعد نظام تحديد المواقع (GPS) على تحديد الحدود بين كل تشكيل وآخر. وساعد، كذلك، على منع الاشتباكات بين الوحدات الصديقة.

و. في الصباح المبكر ليوم 27 فبراير، وبعد قتال ليلي كثيف، تحرك اللواء الثالث، من الفرقة الثالثة المدرعة، خلال خطوط مرور، عبْر اللواء الثاني؛ وتطلبت هذه المناورة تنسيقاً مكثفاً، لمنع حدوث أي خسائر بين القوات الصديقة. وقد كان مستوى التدريب، والنوعية العالية للجنود والقادة، من العوامل الحيوية، لنجاح هذه المناورة. وبمساندة حشود وغلالات من نيران المدفعية، هاجم اللواء الثالث الفرقة (12) المدرعة العراقية. وبعد قتال حادّ، تمكن اللواء من اختراق مواقعها الدفاعية، والتقدم نحو الكويت.

ز. في مساء 27 فبراير، استخدمت الفرقة الثالثة المدرعة، في ظروف جوية معاكسة، طائرات (Apache)، التي هاجمت عمق المنطقة الخلفية للفرقة (10) المدرعة العراقية. وأجبرت الهجمات خلف الخطوط المعادية، القوات العراقية على ترك مواقعها، وترك الكثير من معداتها، كذلك. وأجبرت هذه الهجمات، بالتزامن مع هجوم فرقة المشاة الأولى، والهجوم المكثف بالمواجهة من اللواءين، الأول والثالث، من الفرقة الثالثة المدرعة، ونيران الصواريخ الميدانية المتعددة ـ الوحدات العراقية، في الخط الأمامي، على الانسحاب انسحاباً عشوائياً. وقد منعت عملية الأسلحة المشتركة تلك، الفِرقة (10) المدرعة العراقية من إعادة تنظيمها، وأكملت هزيمتها.

ح. قاتلت الفرقة الأولى المدرعة، كذلك، بقايا فِرق الحرس الجمهوري، "توكّلنا"، و"المدينة"، و"عدنان". وقد تمكن اللواء الثاني، من الفِرقة، من تدمير 61 دبابة و34 ناقلة جُند مدرعة، من فرقة "المدينة"، في أقل من ساعة. كما اكتسحت الفرقة الأولى المشاة الآلية الفرقة (12) المدرعة، وشتتت الفِرقة (10) المدرعة. وعلى الحد الجنوبي لقطاع هجوم الفيلق، دمرت الفِرقة الأولى البريطانية الفِرقة (52) المدرعة، ثم اكتسحت ثلاث فرق مشاة. للانتهاء من مهمة تدمير قوات الحرس الجمهوري، شنّ الفيلق (7) حركة تطويق، من شعبتين، الفرقة الأولى الفرسان من اليسار، والفرقة الأولى المشاة الآلية من اليمين. وقد نجح هذا التطويق في إجبار بقايا وحدات الحرس الجمهوري، على الانسحاب الكامل، شمالاً.

ط. واصل الفيلق (7) هجومه نحو الشرق. وأنشأت الفرقة الأولى المشاة الآلية، مواقع قطع، شمال وجنوب الطريق السريع، الواصل بين البصرة ومدينة الكويت. وفي الصباح الباكر ليوم 28 فبراير، أطلقت وحدات مدفعية الفيلق تحضيرات نيران كثيفة، من جميع الأسلحة طويلة المدى: قطع المدفعية ذاتية الحركة، من عيار 155 مم و 8 بوصات، وصواريخ ميدانية، وصواريخ تكتيكية أرض/أرض. كما تابعت الطائرات العمودية المهاجمة، الضربات ضد مواقع العدو، حتى تلك المشكوك فيها. واستمر التقدم، شرقاً، حتى توقفت العمليات الهجومية، سعت 0800، والفِرق المدرعة، التابعة للفيلق (7)، داخل الحدود الغربية للكويت.

3. القوات المشتركة في المنطقة الشمالية

    استولت القوات المصرية على قاعدة "علي السالم" الجوية، واستولى لواء الشهيد الكويتي، واللواء الرابع المدرع السعودي، على أهدافهما، واستمرت الوحدات السورية في جمْع أسرى الحرب. استمر أحد الألوية السورية، في تأمين خطوط المواصلات، للقوات المشتركة الشمالية. وتحرك لواء سوري آخر ـ الذي كان مكلفاً بإقامة ستارة على الحدود السعودية ـ في اتجاه الشمال الشرقي، للانضمام إلى الفرقة. واقتحمت قوة واجب، بحجم لواء، مدينة الكويت، وكانت جاهزة لاحتلال القسم الغربي من المدينة.

4. قوة مشاة البحرية الأولى (1  Marine Expeditionary Force)

    في قطاع قوة مشاة البحرية الأولى، يوم 27 فبراير، اليوم الرابع من الحرب البرية، بدأت الفرقة الثانية المشاة البحرية، بتعزيز مواقعها، والمحافظة على الاتصال القريب مع وحدات القوات المشتركة الشمالية، على الجانب الأيسر. وفي سعت 0500، 27 فبراير، اتصلت قوات من اللواء (Tiger)، بالقوات المصرية. وبعد أربع ساعات تالية، عبرت أرتال القوات المشتركة الشمالية، من خلال الفرقة الثانية المشاة البحرية. وقد بقيت الفرقة على حافة المطلاع، والخط المرحلي (Bear)، حتى توقفت العمليات، سعت 0800، 28 فبراير. وإلى الشرق، عززت الفرقة الأولى المشاة البحرية مواقعها، وأزالت آخر جيوب المقاومة العراقية، بالقرب من مطار الكويت الدولي، واتصلت مع القوات المشتركة الشرقية، المتقدمة على طول الساحل.

5. القوات المشتركة بالمنطقة الشرقية

    حققت القوات المشتركة الشرقية أهدافها النهائية، جنوب مدينة الكويت. ودخلت العناصر الأمامية الكويت، واتصلت بعناصر من القوات المشتركة الشمالية، التي دخلت المدينة من الغرب. وبدأت القوات المشتركة الشرقية باحتلال الجزء الشرقي من مدينة الكويت وتطهيره.

6. العمليات المساندة Supporting Operations

أ.  استمرت القوات البحرية المتحالفة في تنفيذ مهام التحريم الجوي، والمعاونة الجوية القريبة، في ظروف جوية معاكسة. كانت طائرات (A-10S) و (F-16S) تقلع من المملكة العربية السعودية، نهاراً. بينما تهاجم طائرات (F-15S) و (F-16S)، أثناء الليل. وقدمت حاملات الطائرات في الخليج طائرات (A-6S) و (A-7S) و (F/A-18S)، لتقصف الأهداف، خلف خط تنسيق المساندة النيرانية (FSCL). كما هاجمت طائرات، أقلعت من البحرين، ومن القواعد الأمامية، أهدافاً في العمق العملياتي، واستجابت لطلبات المعاونة الجوية القريبة، في مسرح الكويت. ونفذت طائرات (AH-64S) و (AH-1WS) العمودية، مهام المعاونة القريبة للقوات البرية.

ب. استعادت قوات العمليات الخاصة مبنى السفارة الأمريكية، ورفعت عليه علم الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي حررت فيه قوات التحالف مدينة الكويت، واتصلت بقوات المقاومة الكويتية، وسارعت في تطهير مباني المصالح الحكومية الرئيسية. واقتحمت الوحدات الخاصة البحرية قيادة الشرطة الكويتية، واستولت على عديد من وثائق القيادة والسيطرة، لحملة الإرهاب، التي كان يدعمها العراق.