إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / أزمة الحدود العراقية ـ الكويتية، من استقلال الكويت حتى انضمامها إلى الأمم المتحدة، ( من 19 يونيه 1961 إلى 14 مايو 1963)









وثيقة

وثيقة

برقية الملك سعود بن عبدالعزيز

إلى رئيس الوزراء العراقي، عبدالكريم قاسم

في 30 يونيه 1961

يطالبه بعدم استخدام القوة ضد الكويت

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة صاحب السيادة الزعيم الركن عبدالكريم قاسم ـ بغداد

    نبعث لسيادتكم أطيب التحية، ونعرب لكم عن أبلغ عبارات حرصنا على وحدة العرب، وجمع كلمتهم، وحقن دمائهم.

    فقد بلغني ما زاد قلقي بالنسبة للموقف بين البلدَين العربيَّين الشقيقَين، العزيزَين علينا جميعاً، العراق والكويت. فأناشدكم باسم الله، والعروبة، والوطنية، أن تتجنبوا كل سبب، يؤدي إلى اضطراب العلاقات بين العرب أنفسهم، بل إلى صدامهم، في وقت هم أشد ما يكونون حاجة لجمع كلمتهم، ودعم قوّتهم، للوقوف في وجْه أعدائهم، لا لإحداث الفرقة بين أنفسهم. وفضلاً عن أن الكويت بلد عربي، نكن له نفس شعور المحبة والإخاء، الذي نشعر به نحو البلاد العربية الأخرى، فإن في أعناقنا عهداً مقطوعاً للكويت، في أن نهرع لنجدته، إذا تعرض لأي خطر. من أجل هذا أكرر مناشدتي بحميتكم الإسلامية، وقوميتكم العربية، أن تغلبوا الحكمة والمصلحة. بهذا الخلاف، الذي يجرّ إلى بعثرة الجهود، وضعف الصف العربي، فضلاً عن ضياع قوانا، التي نحن في أشد الحاجة إليها، ويفتح الباب للأجنبي للتدخل في شؤوننا. وأترك الأمر لوطنيتكم، وبُعد نظركم، لتقدير الموقف، وما ينطوي عليه من خطورة. وإني لشديد الرغبة في أن تستمر علاقات المودّة والإخاء وحُسن الجوار بين بلدَينا، وأن تزداد قوة ومنعة، فلا نعرضها لما يؤثر فيها، ويسئ إليها.

    ويهمني أن أشير، في هذا المناسبة، إلى الحشود الإسرائيلية المتجمعة على حدود الإقليم الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة. وإني لعلى يقين، أن سيادتكم توافقونني على أن هذا الموقف الخطير، يحفزنا على تجميع قواتنا لمواجهة هذا العدو المشترك، المتربص بنا، بدلاً من أن نسير إلى مزالق لا تحمد عقباها. سائلاً المولى أن يبصرنا لما فيه مصلحتنا وأمتنا.

والله الموفق لما يشاء ويختار

سعود بن عبدالعزيز