إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / التحضير العسكري العراقي لغزو الكويت (التخطيط ـ إعداد مسرح العمليات ـ الفتح "الانتشار" الإستراتيجي)






أوضاع القوات الجوية للجانبين
أوضاع القوات العراقية
الغزو العراقي للكويت
القوات البحرية للجانبين



ثانياً: إعداد مسرح العمليات وتجهيزه، في جنوبي العراق

المبحث الثاني

التحضير والإعداد العسكري للجانبين (العراق ـ الكويت)

أولاً: إعداد مسرح العمليات وتجهيزه، في جنوبي العراق

    شمل إعداد مسرح العمليات كافة التجهيزات، الهندسية والفنية والإدارية، اللازمة لتأمين أعمال قتال التشكيلات، البرية والبحرية والجوية، المكلفة بالغزو، والسيطرة عليها. وقد غطت تلك التجهيزات مسرح العمليات، جنوبي العراق.

    وشمل تجهيز مسرح العمليات، لكلٍّ من القوات، البرية والجوية والبحرية، القطاع الممتد من جنوبي البصرة ـ الزبير، قاعدة الشعيبة الجوية، وقاعدة الرميلة الجوية، وحتى قاعدة جليبة الجوية، غرباً، حتى الحدود الكويتية، جنوباً، كالتالي:

1. القوات البرية

    وقد شمل التجهيز لها، ما يلي:

أ. إعداد ثلاث مناطق تجمّع لثلاث فرق. الأولى في جنوبي البصرة ـ الزبير. والثانية في منطقة صفوان ـ الرميلة. والثالثة شرق جليبة، مع التوسع في أعمال الإخفاء والتمويه.

ب. إنشاء مراكز القيادة والسيطرة، شملت مركز قيادة متقدم للقيادة العامة، في البصرة، ومراكز قيادة لقوات الحرس الجمهوري.

ج. إنشاء شبكة كبيرة من الطرق والمدقات، عبر الهضاب والمناطق الرملية، تنتهي عند منطقة الحدود مع الكويت، مع تعليمها مسبقاً.

د. تكديس احتياجات العمليات، من الذخائر والوقود والإمدادات التموينية، وقطع الغيار، في مناطق تجمّع القوات، شمال أم قصر ـ صفوان ـ الرميلة ـ الزبير ـ جنوبي البصرة.

هـ. إنشاء مركز خاص لتجميع المعلومات، وتصنيفها، وتحليلها، حول الجيش الكويتي، تسليحاً وتنظيماً وتدريباً، والمواقع الدفاعية الكويتية كافة، والأماكن الإستراتيجية، العسكرية والمدنية، وكل البيانات المفصلة، التي يمكن الحصول عليها من أي مصدر، في صدد أوجُه الحياة في الكويت، بما فيها حياة الشخصيات المهمة والقيادية، السياسية والعسكرية.

2. القوات، الجوية والبحرية

    لم يكن مسرح عمليات القوات، الجوية أو البحرية، يحتاج إلى كثير من التجهيزات الإضافية، نظراً إلى عمل التشكيلات، سواء الجوية أو البحرية، من قواعد، سبق تجهيزها، خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية. واقتصرت التجهيزات على ما يلي:

أ. تجهيز مسرح العمليات الجوية

    اقتصر مسرح العمليات الجوية على استكمال القواعد الجوية جنوبي العراق، في الشعيبة والرميلة وجليبة، وتجهيزها بالمعدات الفنية والتجهيزات الإدارية، وتكديس الذخائر (قنابل وصواريخ)، للوحدات الجوية المشتركة في عملية الغزو، والتجهيز الهندسي والفني والإداري، لأرض الهبوط، المحددة في منطقة الرميلة، لتمركز الطائرات العمودية، المكلفة بمهام نقل قوات الإبرار الجوي، خلال عملية الغزو.

ب. تجهيز مسرح العمليات البحرية

    اقتصر مسرح العمليات البحرية على تجهيز نقاط التحميل للإبرار البحري، فضلاً عن تكديس الألغام البحرية في الموانئ، استعداداً لبثها في مياه الخليج، طبقاً لخطة الغزو، والموقف البحري.

ثانياً: الإعداد العسكري لقوات الغزو

    بعد أن مهد الرئيس العراقي للغزو، سياسياً، منذ 23 فبراير 1990، أثناء انعقاد مؤتمر مجلس التعاون العربي، وأعد مسرح العمليات جنوبي العراق، بدأ بعملية الإعداد العسكري لقوات الغزو، بدءاً من أول يونيه 1990، وشملت الآتي:

1. إعداد القوات

أ. رفع كفاءة قوات الفيلق الثامن/حرس جمهوري، وزيادة نسبة الاستكمال في الأفراد والأسلحة والمعدات إلى 100%، من مرتب الحرب.

ب. تزويد هذه القوات المعدات الحديثة، المخصصة للعمل الليلي، مثل، القنابل والقذائف المضيئة، وطلقات الإشارة الضوئية الملونة، وأجهزة الرؤية الليلية، التي تعمل بالأشعة دون الحمراء، وبتكثيف ضوء القمر والنجوم.

ج. إعداد الجنود، نفسياً، للعمل الليلي، على مدار فترات طويلة، تزيد على ثلاثة أسابيع، قبل الغزو مباشرة.

2. التدريب على مهام العمليات

    نفذت القيادات والقوات، تدريبات عملية، في ظروف وأرض مشابهة للمهام المخططة، كالآتي:

أ. تنفيذ مشروعات تدريبية ليلية، على مستوى ألوية مدرعة، ومشاة آلية، مع إشراك مراكز قيادات الفيالق والفرق، وذلك بمعدل مشروع تكتيكي (تمرين ميداني) بجنود لكل لواء، ومشروعَين لكل مركز قيادة فرقة.

ب. تدريب كتيبة مشاة على أعمال الإبرار البحري (البرمائي)، في منطقة "رأس بيشة"، جنوبي شبه جزيرة الفاو، وذلك باستخدام 6 سفن برمائية، منها ثلاث من نوع "الزهراء"، يمكن لكلٌّ منها حمل 250 جندياً، و20 دبابة، وطائرة عمودية مسلحة، وثلاث سفن من نوع (Polnocny)، السوفيتية الصنع، يمكن كلٌّ منها حمل 180 جندياً بمعداتهم، مع 6 دبابات، أو عربات مدرعة.

ج. تنفيذ مشروع مراكز قيادة للفرقة 9 المشاة الآلية، بإشراك جزء من القوات، على كيفية احتلال مدينة وتأمينها، نُفِّذ داخل مدينة البصرة (المخربة من جراء حرب العراق مع إيران)، قبل الغزو بشهر، تمهيداً لاحتلال هذه الفرقة مدينة الكويت.

د. التركيز في المشروعات التكتيكية في: الملاحة البرية، ليلاً، مع سرعة الاختراق والوصول إلى عمق الأهداف الحيوية وتأمينها، بدلاً من التركيز في القتال واقتحام المواقع.

هـ. إبلاغ الضباط الأصاغر، والجنود، أن عمليات التدريب هذه، ما هي إلاّ استعداد لعملية هجومية  ضد إسرائيل، قد يضطلعون بها، في الوقت الملائم.

و. إجراء القوات البحرية العراقية عدة مشروعات، لرفع مستوى القيادات والأفراد. كان أبرزها:

(1) التدريب المشترك مع كتيبة مشاة على الإبرار البحري.

(2) التدريب المشترك، بين زوارق الصواريخ والطائرات العمودية، المسلحة بالصواريخ المضادّة للسفن.

ز. التشكيلات الجوية المخصصة للعملية، تركز تدريبها في أعمال المعاونة الجوية للتشكيلات، البرية والبحرية. كما جرت عدة مشروعات تكتيكية مشتركة مع وحدات المظلات والمغاوير، تتضمن أعمال الاقتحام والإبرار الجوي، باستخدام الطائرات العمودية، مع تأمين أعمال قتال قوات الإبرار ومعاونتها.

3. الاستعدادات النهائية للقوات

    بدءاً من 27 يوليه 1990، أُبلغ قادة الفيالق والفرق والألوية، المهمة الأساسية. كما أُصدرت المهام إلى المرؤوسين، ووزعت عليهم الخطط الموضوعة، مع خرائط العمل اللازمة لها، وكذا التوجيه الرئاسي بأهداف الخطة، وأمر العمليات. ومساء أول أغسطس، أثناء الاجتماع الذي عقده الرئيس العراقي، مع قادة القوات المسلحة العراقية، في صفوان، أكد الآتي:

أ. مراجعة وتأكيد الخطط الموضوعة، والحصول على آخر معلومات للاستطلاع عن أي تغيير في أوضاع القوات الكويتية.

ب. التأكد من إلمام القادة الأصاغر بمهمتهم، وتوقيعها على الخرائط.

ج. تأكيد أسلوب التعاون بين القوات البرية وعناصر الإبرار، الجوي والبحري، وأسلوب التعارف بينها.

ثالثاً: الفتح الإستراتيجي/العملياتي (التعبوي) للقوات العراقية

    بدأت القيادة العسكرية العراقية، منذ 17 يوليه 1990، ترفع حالات الاستعداد القتالي للقوات، خاصة قوات الحرس الجمهوري، المشتركة في عملية الغزو، التي بدأت طلائعها تتحرك لاتخاذ أوضاعها في مناطق التجمع، التي سبق تجهيزها في مسرح العمليات، شمال الحدود العراقية ـ الكويتية. وكان أهم الأعمال والإجراءات، في الفترة من 17 إلى 31 يوليه 1990، هو التركيز في الفتح الإستراتيجي/العملياتي (التعبوي)، لكلٍّ من القوات البرية، والقوات الجوية، والقوات البحرية، المشتركة في عملية الغزو، من خلال تنفيذ الإجراءات التالية: (أُنظر خريطة أوضاع القوات العراقية)

1. القوات البرية

أ. عُدّلت أوضاع فرقتَين من الحرس الجمهوري، إحداهما مدرعة (الفرقة 23)، والأخرى مشاة آلية (الفرقة 9)، كانتا متمركزتين في منطقة البصرة، في مواجهة إيران، في اتجاه الشرق، لتتخذا أوضاعهما نحو الجنوب الغربي، في اتجاه الكويت.

ب. في 16 يوليه، تحرك لواء مدرع، من الفرقة 23 المدرعة (حمورابي)، ليتمركز في شمال الكويت.

ج. في 17 يوليه، اتخذت بقية الفرقة 23 المدرعة أوضاعها، في منطقة التجمّع، التي سبق تجهيزها، شمال الحدود العراقية ـ الكويتية.

د. اتخذت الفرقة 21 المدرعة (المدينة المنورة) أوضاعها، في منطقة تجمّع في البصرة، استعداداً للتحرك إلى منطقة تجمّع أخرى، في منطقة خضر الماء، والتي ستبدأ منها الهجوم.

هـ. في 18 يوليه، اتخذت الفرقة التاسعة المشاة الآلية (توكلنا على الله) أوضاعها، في منطقة تجمّع مجهزة من قبْل، بالقرب من الحدود العراقية ـ الكويتية. وبذلك تكون الفرق الثلاث، قد اتخذت أوضاعها على مسافة، تراوح بين 18 و50 كم، شمال الحدود العراقية ـ الكويتية. 

و. في 19 يوليه، أُعيد تمركز قيادة قوات الحرس الجمهوري، من منطقة الصويرة، إلى جنوبي البصرة (جبل سنام)، على أن يكون تمام استعدادها في 21 يوليه 1990.

ز, في 20 يوليه، أُعيد تمركز اللواء 26 المشاة (قوات خاصة)، في منطقة ميناء أم القصر، وهو المدرَّب على أعمال قتال الضفادع البشرية، والإبرار البحري، بعد إعادة تنظيمه ومهامه، ليكون مشاة بحرية، منذ بداية عام 1990. على أن يكون كامل الاستعداد، في 25 يوليه 1990، وقد حددت له مهمة الاستيلاء على جزيرتَي وربة وبوبيان.

ح. أُعيد تمركز الكتيبتَين 65 و68 المغاوير، إحداهما في شمالي صفوان، والأخرى في شمالي أم القصر. على أن تكونا مستعدتَين في أوضاعهما الجديدة، في 25 يوليه 1990.

ط. أُعيد تمركز اللواء 95 المظلي، شرق قاعدة الرميلة الجوية، استعداداً لتنفيذ عمليات الإبرار الجوي.

ي. في الفترة من 20 إلى 25 يوليه 1990، أُعيد تمركز لواء صواريخ أرض/أرض، من نوع "سكود ـ ب"، في جنوب الناصرية.

ك. لم تقتصر الحشود البرية على القوات السابقة (المخصصة للغزو)، بل استمر حشد حتى 6 فِرق (3 فرق مدرعة ـ فرقتا مشاة آليتان ـ فرقة مشاة واحدة)، على الحدود الجنوبية للعراق مع الكويت، واتخذت أوضاعها كاملة، في 31 يوليه 1990.

ل. تسربت مجموعَتين من القوات الخاصة، التابعة لقوات الحرس الجمهوري، تراوح قوة كلٍّ منهما بين 250 فرداً و300 فرد، بالملابس المدنية، والأسلحة الصغيرة، من خلال المنافذ غير الشرعية. على أن توجدا، ليلة 30/31 يوليه، في الأماكن المحددة لهما، داخل الكويت. وحددت لهما المهام التالية:

(1) إثارة الرعب والفزع والفوضى، داخل العاصمة الكويتية، مع بداية الموجة الأولى للإبرار الجوي، من خلال: إطلاق النيران، وتهديد السكان، والسيطرة على المنشآت الحيوية في العاصمة.

(2) العمل كأدلاء للموجة الأولى لقوات الإبرار الجوي، في منطقة الجهراء، غرب مدينة الكويت بحوالي 30 كم، بهدف الإرشاد والتوجيه، وتحديد الأهداف للقوات المهاجمة.

م. الساعة 0100، من اليوم الأول من أغسطس، تحركت الفرقة 21 المدرعة، من معسكرها في البصرة، إلى منطقة حشدها، في خضر الماء، للتقدم في اتجاه الجهراء، من الغرب والجنوب الغربي. وقد وصلتها في الساعة 0700، من اليوم نفسه.

ن. الساعة 2300، من اليوم الأول من أغسطس 1990، اتخذت القوات المحتشدة الأوضاع الابتدائية للهجوم، على مسافة 24 كم، جنوب صفوان، وعلى مسافة تراوح بين 15 و20 كم، من الحدود الكويتية.

س. أمّا عن الفتح الإداري، فقد أنشئت قاعدة إدارية ميدانية، في جنوب الناصرية (جنوب غرب البصرة)، في مصلحة أعمال الفتح الإستراتيجي ـ العملياتي (التعبوي)، وتنفيذ أعمال التأمين، الإداري والفني، للقوات (ذخائر ـ وقود ـ تعيينات ـ مياه ـ صيانة... إلخ).

2. القوات الجوية

أ. على التوازي مع أعمال فتح القوات، البرية والبحرية، جهزت القوات الجوية العراقية قواعدها، جنوبي العراق، في الشعيبة والجليبة والرميلة وأرض هبوط الرميلة، لتكون مهيأة لتمركز الوحدات الجوية، المخصصة للعملية، بما لا يقلّ عن 4 ألوية جوية من الطائرات المقاتلة ـ القاذفة، بمعدل لواءَين جويَّين لكل قاعدة جوية، من طائرات Mig-23، وطائرات Sukhoi-20، وطائرات Mirage-F1 (نحو 120 طائرة). إضافة إلى لواء جوي من الطائرات العمودية المسلحة، من نوع Mi-24، في قاعدة الرميلة الجوية، مع تجهيز مناطق تحميل قوات الإبرار الجوي.

ب. نقلت القيادة العراقية الطائرات المقاتلة، والمقاتلة القاذفة، والعمودية المسلحة، إلى مناطق انتشارها الأمامية، تحت ستر المشروع التدريبي المعلن، مع استمرار وحدات الطائرات العمودية المخصصة للنقل في مناطق تمركزها، حتى ليلة الهجوم، على أن تنقل إلى مناطق التحميل، قبل الوقت المخصص لإقلاعها بفترة قليلة، لضمان سِرية أعمال التحميل لقوة الإبرار الجوي، المخطط إبرارها في منطقة الجهراء، أول ضوء من يوم 2 أغسطس 1990. (أُنظر خريطة أوضاع القوات الجوية للجانبين)

3. القوات البحرية

    في الوقت الذي كانت تجري فيه القوات، البرية والجوية، فتح تشكيلاتها وحشدها في مسرح العمليات، شمال الحدود العراقية ـ الكويتية، كانت الوحدات البحرية العراقية تجري استعداداتها النهائية، في قاعدة أم قصر، بينما أبحر بعضها للاضطلاع بأعمال دوريات المرور والحراسة والتأمين، قبل الغزو. كما احتلت قوة الإبرار البحري منطقة انتظار، استعداداً للتحميل. (أُنظر خريطة القوات البحرية للجانبين)

    وقد استطاعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رصد حشود هذه القوات وتحركاتها، بالقرب من الحدود العراقية ـ الكويتية، خلال الفترة من 16 إلى 31 يوليه 1990، كالآتي:

أ. في 16 يوليه 1990، رصدت حشود عسكرية، تقدر بـ 35 ألف جندي عراقي، تتمركز بالقرب من الحدود الكويتية.

ب. في 17 يوليه، نقلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إلى البيت الأبيض، صوراً جوية، تُظهر تجمعات كثيفة، من الأفراد والأسلحة والمعدات. وأبلغت واشنطن الأمر، في الحال، إلى الكويت ومصر والمملكة العربية السعودية. فأجمعت الردود العربية على استبعاد الغزو العسكري، وأوصت بإمكانية وجود "ابتزاز عراقي"، للحصول على جزيرتَي وربة وبوبيان، إضافة إلى حقل نفطي متنازع فيه، في الرميلة. وقد وافقت وزارة الخارجية الأمريكية، ومجلس الأمن القومي الأمريكي، على تلك التحليلات والتوقعات.

ج. في 18 و 19 يوليه، أخذت تقارير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، والاستخبارات العسكرية (DIA) تصبح أكثر دقة، وأكثر إيحاءً بالخطر. إذ أنشأ صدام مناطق إمداد واسعة، لِفِرقه العسكرية على الحدود. ولوحظت حركة كثيفة للشاحنات، التي تؤمن دعماً لوجستياً كبيراً. مما يُظهر أن العملية لا تقتصر على الترهيب، وممارسة الضغوط العسكرية المعنوية، فقط.

د. في 30 يوليه، أصبح في مقدور الاستخبارات العسكرية، تقديم صورة واضحة عن القوات العراقية على الحدود العراقية ـ الكويتية، وبالقرب منها، تتضمن عدداً من الفِرق العراقية، وعدة مئات من الدبابات والمدافع، وعدداً آخر من الآليات المدرعة، وصل عددها إلى 100 ألف رجل.

رابعاً: التخطيط والإعداد العسكري الكويتي، في مواجهة الغزو العراقي

1. فكرة العملية الدفاعية للقوات المسلحة الكويتية

    تحددت المهمة الأساسية للقوات المسلحة الكويتية، لتكون: "تأمين الحدود الدولية مع العراق، ومنع القوات العراقية المهاجمة من اختراقها، وتعطيلها لمدة تراوح بين 24 و48 ساعة، لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية الدولية، للتدخل".

    ومن أجل تنفيذ المهمة، تتجمع القوات الكويتية في معسكرات ثابتة، مجهزة بالمباني والتحصينات على الحدود الدولية للكويت، وفي العمق. ولدى الإنذار الأول بهجوم القوات العراقية الفعلي، تُحتل الدفاعات في مواجهتها، ثم تُقصف القوات المهاجمة بالطائرات، في مناطق حشدها، قبْل تحركها، بضربة إجهاض. تليها مرحلة قصف المدفعية، بعيدة المدى، القوات المهاجمة، أثناء تقدمها. وبوصول القوات الغازية إلى خط الحدود، تُستخدم الأسلحة والصواريخ المضادّة للدبابات، لإنزال أكبر خسائر بها. وفي حالة تمكن القوات العراقية من اختراق بعض المناطق الحدودية، يعمد الكويتيون إلى الهجمات المضادّة، بالاحتياطيات المدرعة والمشاة الآلية، لاستعادة خط الحدود الدولية، مع التوسع في استخدام الألغام المضادّة للدبابات، لتوريط القوات المهاجمة فيها. وعند ذلك، تكمن القوات الخاصة (الكوماندوز) على طُرُق تقدُّمها وتربكها بعمليات الإغارة.

2. حجم القوات الكويتية وتنظيمها (أُنظر جدول حجم القوات المسلحة الكويتية وتنظيمها)

    طبقاً لتقرير معهد الدراسات الإستراتيجية الدولية، في لندن، حول التوازن العسكري لعام 1990 ـ 1991، فإن تعداد القوات الكويتية، بلغ 20300 جندي، في جميع الأسلحة، كما في البيان التالي:

أ. القوات البرية

يبلغ تعدادها 16 ألف جندي. وتتكون من:

(1) لواء مدرع، يتكون من فوج مدرع، فوج مشاة آلي.

(2) لواءين مدرّعين، كلٌّ منهما يتكون من فوجَين مدَرعين، وفوج مشاة آلي، وكتيبة مدفعية.

(3) لواءيّ مشاة آليِّين، كلٌّ منهما يتكون من فوج مدرع، فوجين مشاة آليين وكتيبة مدفعية.

(4) لواء احتياطي / تكتيكي (تحت التشكيل).

(5) لواء مدفعية، يتكون من فوج مدفعية ذاتي الحركة، وكتيبة صواريخ أرض/أرض.

ب. القوات البحرية

    يبلغ تعدادها 2100 جندي. وتتمركز في القواعد البحرية، في "العضمي" (القيادة البحرية)، و"الشويخ"، "والقليعة". وتتكون من كتيبَتي مشاة بحريتَين، وعدد من الزوارق والسفن البرمائية.

ج. القوات الجوية

    يبلغ تعدادها 2200 جندي. وتتمركز في قاعدة علي السالم، وقاعدة أحمد الجابر.

د. قوات الحرس الوطني

    يبلغ تعدادها 7000 جندي/ حرس أميري.

    هكذا، يتضح أن الفرق شاسع بين حجم القوات العراقية الغازية وحجم القوات الكويتية المدافعة، حيث:

(1) قدِّر عدد القوات العراقية، التي نفَّذت المرحلة الأولى من الغزو، في 2 أغسطس 1990، بنحو 88 ألف جندي، مدعمين بحوالي 690 دبابة، و1000 عربة مدرعة، و556 قطعة مدفعية ميدان، و144 طائرة مقاتلة قاذفة، و60 طائرة مقاتلة، و36 طائرة عمودية مسلحة.

(2) ويقدَّر عدد القوات المسلحة الكويتية، كلها، بنحو 20300 جندي، مزودين 245 دبابة، و35 طائرة مقاتلة، ومقاتلة قاذفة.

خامساً: مقارنة بين قوات للجانبَين

1. المقارنة العددية للقوى البرية للجانبَين، عند بدء الغزو. (أُنظر جدول المقارنة العددية للقوى البرية للجانبَين، (العراقي والكويتي) عند بدء الغزو)

2. المقارنة العددية للقوى البحرية للجانبَين، عند بدء الغزو. (أُنظر جدول المقارنة العددية للقوى البحرية للجانبَين، (العراقي والكويتي) عند بدء الغزو)

3. المقارنة العددية للقوى الجوية للجانبَين، عند بدء الغزو. (أُنظر جدول المقارنة العددية للقوى الجوية للجانبَين (العراقي والكويتي) ، عند بدء الغزو)