إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / التليفزيون




إعداد أحد البرامج
إعداد الإنتاج
تليفزيون الدائرة المغلقة
تليفزيون عُمان
تنفيذ برامج على الهواء
برج محطة تليفزيون السعودية





الفصل الثاني

رابعاً: تأثير التليفزيون

يُعَدّ التليفزيون، في البلدان الصناعية، المؤثّر الرئيسي في حياة الناس؛ إذ يؤثّر في كيفية قضاء أوقاتهم، وماذا يتعلمون وكيف. كما يؤثّر في سائر مؤسسات المجتمع، كالمؤسسات السياسية، والوسائل الإعلامية الأخرى، والرياضة. ويعتقد بعض الخبراء، أن تأثير التليفزيون في النّاشئين يفوق تأثيره في البالغين.

1. تأثيره في وقت الفراغ

    يقضي الأمريكي، أو الأوروبي، البالغ، وقتاً أمام التليفزيون أكثر من أي شيء آخر. وتُعَدّ مشاهدة التليفزيون من أكثر الأنشطة استهلاكاً لوقت الفراغ، بين البالغين. وهي تغطي على الأنشطة الأخرى، مثل: القراءة، والحِوار، والاجتماع، والرياضة.

2. تأثيره في المعرفة

    يساهم التليفزيون كثيراً في ما يتعلمه المشاهدون. كما يفيدهم بزيادة خبراتهم. إلاّ أنه قد يسهم في إعطاء انطباعات سيئة عن العالم.

3. تأثيره في الخبرات

    لا يوجد نظام اتصالات، أمدّ العديد من الناس بقدر هائل متنوع من الخبرات، كما فعل التليفزيون. فمن دون أن يبرحوا منازلهم، يستطيعون رؤية المسؤولين الحكوميين، وهم يؤدون أعمالاً مهمة؛ ويقفون على حياة الناس في بلاد بعيدة؛ ويتعرفون الصحراء، والأدغال، وقيعان البحار؛ ناهيك باطلاعهم على مآسي الحياة الواقعية، وضحايا الحروب، والكوارث الطبيعية، والفقر؛ فضلاً عن لحظات النصر الكبرى، كوصول الإنسان إلى القمر. إلاَّ أن بعض الخبراء، يتساءلون عن مقدار المعلومات، التي قد يتذكرها المشاهد عقب مشاهدة التليفزيون.

4. تأثيره الضّار

    يعتقد كثير من علماء الاجتماع، أنَّ كثرة مشاهدة التليفزيون، قد تترك انطباعَين سلبِّيين لدى الناس: أحدهما، شعور بعضهم بالدونية. والآخر أن العالم غير آمن، ولا ودود (حميم)، وأنه مملوء بالأشرار. إذ تُظهر برامج التليفزيون، عادة، أشخاصاً، يعيشون حياة مترفة، ويمتلكون مما لا يتأتّى لسواهم. إضافة إلى ذلك، تحثّ الإعلانات المشاهدين على شراء سلع عديدة، فيرغبون، كما يعتقد كثير من علماء الاجتماع، في مستويات مادية، تفوق مستوياتهم العملية. وعندما يفشلون في تحقيق رغباتهم، المستوحاة من التليفزيون، يشعرون بالسخط والمرارة؛ وقد يتجه بعضهم إلى الجريمة، لتحقيق الثراء المادي.

    وقد أظهرت صورة العالم، المملوء بالعنف والجريمة، التي يعرضها التليفزيون، أنه عالم شرير. وأوضحت الدراسات، أن المدمنين على مشاهدة التليفزيون، معرضون لتكوين أفكار سلبية، أو مخيفة، عن العالم؛ إلا أن بعض الباحثين يعتقدون، أنه ما كان لأولئك أن يدمنوا على التليفزيون، لو لم تكن لديهم تلك الأفكار، أصلاً.

5. التأثير في المؤسسات

    أحدث التليفزيون تغييرات رئيسية في السياسة والأفلام والإذاعة  والرياضة. فعلى صعيد السياسة، يستخدم آلاف المرشحين السياسيين، في البلدان الديموقراطية الغربية، التليفزيون، في حملاتهم الانتخابية. كما أنهم يظهرون في مناظرات تليفزيونية مع منافسيهم، ويجيبون عن أسئلة المشاهدين حول آرائهم. وينهض التليفزيون بأداء أهم أدواره، في الانتخابات القومية. وقبل اختراعه، كان قادة الأحزاب السياسية يحاولون الظهور، وإلقاء خطبهم، في أكبر عدد ممكن من المدن. أما اليوم، فإنهم يستطيعون، من خلال لقاء تليفزيوني واحد، الوصول إلى عدد من الناخبين يفوق مَن يقابلونهم طوال الحملة الانتخابية.

    يستطيع السياسيون، في بعض الدول، كالولايات المتحدة الأمريكية، شراء وقت في التليفزيون للإعلانات الموضعية، وهي رسالة سياسية، تستمر من 10 ثوان إلى 90 ثانية. وفي دول أخرى، مثل المملكة المتحدة، يُعَدّ مثل هذه الإعلانات غير قانوني. وبدلاً من ذلك، تسمح سلطات الإذاعة للأحزاب السياسية الرئيسية، ببعض الوقت في التليفزيون، لعرض سياساتهم ووجهات نظرهم.

    يجهد التليفزيون في زيادة الاهتمام بالسياسة وقضاياها؛ ولكن الإعلان السياسي في التليفزيون يثير انتقادات عديدة، منها أن الإعلانات القصيرة جداً، لا تسمح للسياسيين بمناقشة الموضوعات المختلفة. لذلك، يضطرون إلى استخدام الوقت المتاح في عرض عبارات مبسطة، للفوز بالتأييد، أو لمهاجمة منافسيهم. ويدّعي النقاد، كذلك، أن ثمن تكلفة الوقت التليفزيوني، في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، يتيح ميزة غير عادلة للأحزاب السياسية الغنية، في الحملات التليفزيونية؛ فضلاً عن أن تلك الحملات، تؤدي إلى الاتجار في السياسة، من خلال وسائل إعلانية، مماثلة للوسائل المستخدمة في ترويج السلع.

    وفي مجالَي السينما والإذاعة، كانت الأفلام السينمائية والمذياع وسيلتَي التسلية الرئيسيتَين، في الفترة من العشرينيات إلى الأربعينيات من القرن العشرين؛ حين كان أناس كثيرون يذهبون إلى السينما مرة واحدة، على الأقل، كل أسبوع. كما كانوا يستمعون إلى الملهاة والمأساة، وبرامج التسلية الأخرى، من خلال المذياع، كل مساء. إلا أن انتشار التليفزيون، في الخمسينيات، أدى إلى انخفاض حاد في عدد مشاهدي السينما، في بعض الدول. كما تغيرت أوجُه التسلية الإذاعية، بعد ما أصبح التليفزيون جزءاً من الحياة اليومية، بل توقفت برامج التسلية الإذاعية، وأصبحت الموسيقى المسجلة، هي البرنامج الرئيسي في الإذاعة.

    كما تأثرت المجلات القومية بانتشار التليفزيون؛ فتوقف عن الصدور بعض المجلات ذات الرواج، التي كان توزيعها يبلغ عدة ملايين؛ وذلك لتحوُّل المعلنين وأموالهم إلى التليفزيون.

    وبالنسبة إلى الرياضة الاحترافية، فقد اجتذبت، سنوياً، ملايين المشاهدين، الذين تحوّلوا، الآن، من الملاعب إلى التليفزيون، الذي تدفع شبكاته ومحطاته مبالغ هائلة، للحصول على حق بثّ المباريات الرياضية المهمة. ويساعد التليفزيون، كذلك، على ازدياد شعبية الألعاب الرياضية؛ فارتفعت، في المملكة المتحدة، مثلاً، شعبية السنوكر، نتيجة عرضها في التليفزيون. ويعتقد بعض معارضي تغطية التليفزيون للألعاب الرياضية، أن الألعاب غير الشعبية، تفقد كثيراً من الاهتمام، بسبب تغطيته الألعاب، التي تحظى بالشعبية.

    أما الناشئون، فلا شك في تأثّرهم بالتليفزيون؛ ما أثار اهتمام الآباء بمقدار الوقت الذي يقضيه أبناؤهم أمامه. وربطت الدراسات مشاهدة التليفزيون بانخفاض التحصيل الدراسي؛ إلا أنها لم تبرهن ذلك. وترى دراسات أخرى، أن التليفزيون يشجع السلوك العدواني، بعرض مشاهد العنف.