إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الاضطراب









تعدد عوامل الاضطراب

تعدد عوامل الاضطراب

      كان الطب، في الماضي، ينسب حدوث الاضطراب إلى عامل مسبب واحد. ولكن، اكتشف خطأ هذا الاتجاه؛ إذ إن العامل الواحد لا يكفي لإحداث المرض، ولكن، لا بدّ من تضافر مجموعة من العوامل المسببة (Multicausation)، على إحداث أي مرض. والأدلة على ذلك كثيرة. فمثلاً، قد يوجد ميكروب الدرن Tuberculosis TB في الهواء، الذي يستنشقه مجموعة من الناس. ولكن واحداً منهم، أو بعضهم، قد يصاب بالدرن؛ بينما لا يصاب الآخرون. كذلك فيروس الإنفلونزا (Influenza Virus)، يوجد في الهواء، ويستنشقه كثيرون. ولكن بعضهم فقط، يصابون بالإنفلونزا، دون الآخرين. وهو ما يعني، أن هناك عوامل أخرى، لا بدّ من وجودها، لكي يحدث الاضطراب، تتمثل في نقص المناعة (Immunity) لدى الشخص، والناجم عن حالته، النفسية والغذائية، وظروفه المعيشية، من مسكن وما يستوفيه من مواصفات صحية. ومن ثَم، تعد واحدية السبب، ليست هي النظرية المثلي في فهْم الأمراض، كما كانت من  قبل. ولذلك، كانت العودة إلى نمط الحكيم، الذي يتسم بالحكمة واتساع الأفق في نظرته إلى الإنسان المصاب باضطراب، من حيث جسده ونفسه وعلاقاته الاجتماعية، وصولاً إلى العوامل، التي أسهمت في حدوث المرض، والعمل على تلافيها تمهيداً للشفاء منه.