إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الموسوعة المصغرة للحيوان









الشادن The Fawn

الشادن  The Fawn

         الشادن لفظ عربي يطلق على الظبي الصغير ذكراً أو أنثى، كما يُطلق أيضاً على صغار الأيائل والوعول. وكل هذه الحيوانات تضع صغارها في فصل الربيع، حين يكون الجو معتدلاً والغذاء وفيراً.

         يستطيع الشادن أن يقف على قوائمه خلال نصف ساعة من ولادته، وإن يتبع أمه بعد ساعتين. كما يمكنه خلال عدة ساعات الركض وتسلق المرتفعات البسيطة. وتُرْضِع الصغار طوال اليوم دون التقيد بمواقيت خاصة، وكلما كان الغذاء وفيراً كان لبن الأم غزيراً.

         ويعتبر الشادن هدفاً للضواري من جميع الأنواع، لأن لحمه طرى سهل المضغ والهضم، كما أنه صيدٌ سهل، ما لم تكن أمه جاهزة للدفاع عنه.

         ويبدأ الشادن في تناول الأعشاب، إضافة إلى لبن الأم، بعد 1 ـ 3 أشهر تبعاً للنوع، ويظل ملتصقاً بأمه إلى أن يستطيع الاعتماد على نفسه. فالأم تعلمه نوع الأعشاب التي يأكلها والأخرى التي يتجنبها. كما ترشده إلى الأعشاب العلاجية، التي تشفيه إن أصابه المرض.

         والشادن محب للاستطلاع، الأمر الذي قد يورده حتفه أحياناً. فقد يقترب من أحد الضواري المتربصة دون أن يدرى، ويظل يستطلع بيئته الجديدة التي خرج إليها، ويشم كل ما يقابله حتى يتعرف على مكونات الطبيعة، بينما أمه ترقبه وتوجهه. ونادراً ما يقع الشادن من المرتفعات على الرغم من صغر سنه، فالخالق سبحانه وتعالى أعطاه قدرة تقدير المسافات والأبعاد والارتفاعات، منذ ولادته.

         وعند ولادة الشادن تختار أمه مكاناً في المرعى أو الغابة تظن أنه آمن وبعيد عن الضواري. ويكون المكان محاطاً بالأشجار أو الحشائش الطويلة، حتى لا ينشر الهواء رائحة سوائل الولادة فيُعرف مكانها. والشوادن التي تولد في الأيام العاصفة أو في فصل الجليد غالباً ما تلقى حتفها، أمّا ما يولد منها  في فصلي الصيف أو الربيع، ففرصته في الحياة كبيرة.

         وتلد الأم غالباً في وضع الرقود، فان أعطت وليداً واحداً فإنها تلعقه بلسانها الخشن لتجففه. ثم تنهض لتتخلص من الأغشية الجنينينة، التي تخرج بواسطة انقباضات الرحم والجاذبية الأرضية. ثم تغطي الوليد بأوراق الشجر أو الأعشاب الجافة لزيادة جفافه وإخفائه. أمّا إن كانت ستلد جنينين فإنها لا تلد في المكان نفسه الذي ولد فيه الأول، ولكن تبتعد الأم لمسافة ما بين 50  ـ 400 قدم  لتلده وتقدم له الرعاية نفسها التي أخذها المولود الأول. وقد تحدث الولادة ليلاً أو نهاراً، ولكن الملاحظ أن أغلب الولادات تتم في الصباح الباكر.

         بعد أن تجفّف الأم وليدها يقف على قدميه مترنحاً نافضاً عنه أوراق الشجر التي كانت تغطيه. ويهز رأسه ليخرج إفرازات الأنف، ويبدأ في الحركة تحت رقابة الأم التي تبدو قلقة على وليدها،  وتقدم له نفسها وتعلمه الرضاعة.

         ولا يميز الشادن الروائح إلاّ بعد 24 ساعة. وقد يصدر أصوات استغاثة، تسمع على بعد حوالي 500 مترٍ على الرغم من ضعفها. فيهرع إليه أفراد القطيع، بصرف النظر عن درجة قرابته لهم.

         ترضع الشوادن في فترات غير منتظمة، ولعدد غير محدد من الرضعات تراوح بين 5 إلى 15 رضعه في اليوم. ولبن الأمهات غني بالمواد الغذائية، وفيما يلي مقارنة بين لبن هذه الحيوانات ولبن الأبقار.

أبقار

ظباء ـ أيائل ـ وِعَال

المادة

12.8

24.9

مواد صلبة كلية

3.7

13.00

دهون

3.5

6.9

بروتينات

4.9

4.00

سكر اللبن (اللاكتوز)

0.7

1.00

رماد

         وهذا اللبن الغني يساعد الشادن على سرعة النمو، ويمده بالطاقة اللازمة للحركة المستمرة طوال العام.

         يكون وزن الشادن عند ولادته حوالي خمسة أرطال، ولكن قد يصل وزنه  خلال شهر إلى أثنى عشر رطلاً. ويزداد مقدرة على ترسيب الدهن استعدادا لفصل الشتاء المقبل. وتتطور حواس الشادن فيصبح أكثر قدرة على تمييز الروائح والأصوات، ويزداد حرصاً ويتعلم شفرة آبائه في التخاطب، كما تبدأ الذكور في التدريب على القتال بقرونها الصغيرة، التي تنمو وتتفرع بتقدم العمر.

         وتولد الشوادن بألوان تختلف عن ألوان والديها، بل عن ألوان النوع نفسه. وخلال الشهر الأول من العمر، يكتسب الشعر المغطي للجسم الطول الكامل، ويبدأ لون الشعر في التغير إلى اللون المميز للنوع. فإن كان غطاء الجسم يحتوى على خطوط أو نقط أو دوائر، فإنها تبدأ في التكوّن، وتكون باهتة في بداية ظهورها؛ ثم تأخذ شكلها النهائي ولونها الكامل بنهاية الشهر الثاني من العمر.

         وتحمل الشوادن في نفوسها براءة الطفولة، وهي لا تتعارك فيما بينها، وغالباً ما تختار أرضاً واسعة وتتخذها ملعباً تتدرب فيه على الكر والفر والاختباء والهروب ومناورة الأعداء. بل إن هذه الطفولة تدفعها إلى عدم التنافس على الغذاء، إلى أن تبلغ النضج الكامل. وهنا يبدأ صراع الحياة على مصادر المياه والرعي الخصيب، لتستمر الحياة وتتعاقب الأجيال.