إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / احتفالات عيد الميلاد









المبحث الثاني

المبحث الثاني

من المظاهر العامة للاحتفالات بعيد الميلاد

          من أهم المظاهر العامة للاحتفالات بعيد الميلاد حول العالم، تزيين أشجار عيد الميلاد، وتزيين الشوارع والمنازل والأماكن العامة، وإرسال بطاقات التهنئة، ويتبادل الأقارب والأصدقاء الهدايا.

          ظهر في القرن الثامن عشر عادتان جديدتان للاحتفال بعيد الميلاد، وأصبح لهما شعبية كبيرة. الأولى شجرة عيد الميلاد وتزيينها بطريقة معينة، والثانية بطاقات عيد الميلاد التي ترسل للأقارب والأصدقاء.

          وأصبح للاحتفال جانب تجاري في القرن التاسع عشر، فاهتمت بعض الشركات بتصنيع زينة عيد الميلاد والأنوار والديكورات، وأخذت شركات أخرى في زراعة أشجار عيد الميلاد ونبات الدبق، أو يستعاض عنها بالأشجار الصناعية من البلاستيك في الشوارع والمحال، وفي موسم العيد تستأجر بعض المحلات عمالاً إضافيين لملاحقة الزيادة الهائلة في المبيعات.

الحلول[1] والاحتفال بعيد الميلاد

          يبدأ الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد عند معظم المسيحيين منذ أوائل شهر نوفمبر بتزيين كثير من المراكز التجارية والمحال بالزخارف والجليد الصناعي، ثم يبدأ الاستعداد يبلغ ذروته من يوم الأحد الأخير من نوفمبر وهو اليوم الأول للحلول، وتظل المحال مفتوحة ليل نهار، ويستمر ذلك لمدة أربعة أسابيع، يُعد بعدها للاحتفال بعيد الميلاد.

          ويضع كثير من المسيحيين في منازلهم أكليلاً يسمى إكليل الحلول، ومعظم هذه الأكاليل من نبات دائم الخضرة، أو فروع نبات شائك الأطراف، وقد توضع هذه النباتات على مائدة أو باب.

          كما توجد أربعة شموع، واحدة لكل يوم أحد من الحلول ، وتوضع هذه الشموع بين فروع تلك النباتات، وفي الأحد الأول للحلول تضيء العائلة شمعة، ويشارك بعضهم بعضاً في الصلاة، وتعاد هذه المراسم كل أحد من الحلول، وتضاف شمعة كل مرة، والشمعة الثالثة لونها أرجواني قاتم، أما الرابعة فلونها أرجواني فاتح أو قرنفلي ولا تُوقد إلا يوم الأحد الثالث. وتضاف عند الاحتفال ببداية النصف الثاني للحلول شمعة حمراء إلى الإكليل، وهي ترمز إلى اليسوع.

          ويذهب المسيحيون أثناء موسم العيد إلى الكنائس، التي تعرض لوحة ميلاد المسيح، "صور العائلة المقدسة" المسيح، ومريم، ويوسف النجار، كما تزين الكنائس بالشموع والأنوار وأغصان الأشجار الدائمة الخضرة والبوينسيتيا الحمراء الفاتحة، ويغني الناس ترانيم عيد الميلاد، ويستمعون لآيات الإنجيل، ويتكلم القساوسة مع الناس عن المسيح والحاجة للسلام والتفاهم. وتطوف جماعات من الناس، وهي تنشد في الشوارع. مع منتصف ديسمبر تزدان أغلب المنازل بأشجار عيد الميلاد والأنوار الملونة، والزخارف الورقية. كما تزدان أشجار الحدائق، وجدران المنازل بالأنوار الكهربية الملونة، وهي تعلق على جدران منازلهم في معظم المدن ويرسل الناس بطاقات التهنئة إلى بعضهم البعض.

يوم الإهداء

          يعرف يوم 26 ديسمبر، وهو اليوم التالي ليوم عيد الميلاد في البلدان الناطقة بالإنجليزية، باسم يوم الإهداء Boxing Day. وقد جاءت هذه التسمية من عادة بدأت في العصور الوسطى منذ نحو ثمانية قرون: إذ كانت الكنائس تفتح صناديق النذور الموجودة فيها، وتوزع ما فيها على الفقراء في المناطق المجاورة في يوم 26 ديسمبر. وما زالت هذه العادة قائمة إلى اليوم في صورة تقديم هدايا بسيطة إلى العاملين في مجال الخدمات، مثل رجال البريد، والأطفال الذين يوزعون الصحف.

بابا نويل Papai Noel

          وهو من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد. ولا يُعرف الكثير عن بابا نويل، إلا أن القصص التي حُكيت عنه ذكرت حبه الشديد لمساعدة الفقراء، دون أن يعرفهم خاصة الأطفال، وقيل إنه كان يدعى الأسقف نيكولاس Saint Nicholas، أو Santa Claus وعاش فيما يعرف الآن بتركيا في القرن الرابع عشر الميلادي.

          وبعد عدة سنوات من موته أصبح نيكولاس حبيب الأطفال، وأصبح السادس من ديسمبر، وهو تاريخ وفاته، أحد الذكريات البارزة في بعض الدول الأوروبية؛ ففي هذا اليوم يستعد الأطفال لمقابلته، فيسرعون في الصباح لرؤية ما تركه نيكولاس القديس من الهدايا لهم.

          ويقال: إن نيكولاس كان يزور المدن، ويتحدث مع الأطفال، ويوزع الهدايا عليهم مرتدياً ثوباً أبيض أو أحمر، وقبعة مدببة طويلة مثل الأساقفة. وكان لنيكولاس مساعد يرافقه في جولاته، وكان الأطفال يحبون نيكولاس لكنهم كانوا يخافون من مساعده.

          وساد بين الناس أنه يعيش بالقرب من القطب الشمالي، وأنه يأتي على محفة تنزلق يجرها حيوان الرنة، في الفضاء، ويدخل المنازل من المداخن في منتصف الليل، ويضع هداياه للأطفال في أحذيتهم أو حقائبهم القريبة من فرشهم، أو أمام شجرة عيد الميلاد التي تعدها كل أسرة.

          ويقال: إن القديس نيكولاس قد تسلق يوماً سقف أحد المنازل، وأسقط صرة من المال عبر المدخنة، فوقعت فوق قلنسوة مخروطية الشكل، كانت قد وضعتها فتاة صغيرة أمام نيران المدفأة لتجففها! ومن ثم ساد الاعتقاد بأنه يأتي عبر مداخن المنازل؛ ليضع الهدايا للأطفال.

          وفي كثير من المحال أو حدائق الأطفال ومراكز تجمعهم، قد يرتدي شخص ما، مثل سانتا كلوز وهو يقدم هدايا بسيطة للأطفال، أو يسألهم عن الهدايا التي يتمنونها في عيد الميلاد.

          وظل المستوطنون الألمان في أمريكا يحتفلون بذلك اليوم، وكانوا يطلقون على نيكولاس Sinter Lass، أما الإنجليز فكانوا يسمونه "سانتا كلوس" Santa Clause بينما اشتهر في تركيا وبلجيكا، ومعظم بلدان الشرق الأوسط باسم بابا نويل Papai Noel.

شجرة عيد الميلاد

          كان الألمان أول من ظهرت لديهم أول شجرة للاحتفال بعيد الميلاد في القرن الثامن عشر، وفي منتصف القرن الثامن عشر. وسرعان ما انتشرت في القرن الثامن عشر، عادة تزيين شجرة للاحتفال بالعيد في أنحاء العالم، وأصبحت شجرة عيد الميلاد، الآن، جزءاً أساسياً من الاحتفال بالعيد.

          وتتضمن الشجرة الديكورات، وسكر النبات. وبعض الأشجار تعلوها نجمة، زعموا أنها النجمة التي ترشد الحكماء إلى مكان ميلاد المسيح.

ألوان وزينات

          هناك لونان تقليديان للاحتفال بعيد الميلاد، هما اللون الأخضر والأحمر، يمثل اللون الأخضر استمرار الحياة خلال الشتاء، والإيمان المسيحي في الحياة الأبدية، واللون الأحمر يرمز إلى دم المسيح.

          ومن ديكورات عيد الميلاد التي تبرز هذين اللونين شجرة عيد الميلاد، وإكليل عيد الميلاد، ونبات الدبق وإكليل الكريسماس. وفي روما القديمة استعمل الرومان تلك الأكاليل علامة للنصر. وربما جاءت عادة تعليق تلك الأكاليل على الأبواب من هذا التقليد.

          والدبق نبات دائم الخضرة ذو أوراق قاتمة وتوت أبيض لامع، وعد القساوسة هذا النبات نباتاً مقدساً، ويرجع تزيين البيوت بهذا النبات إلى العادات الأوروبية القديمة.

الطعام في عيد الميلاد

          كان احتفال نهاية العام عند الأوروبيين القدماء يتسم بانتشار الولائم. وكان من أبرز الأطعمة التي تقدم فيها الخنزير المشوي والطاووس المشوي. أما الديك الرومي المشوي فهو الطبق الرئيسي الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا. وفي الجزر البريطانية، تقدم الأوزة المشوية. ويأكل النمساويون نوعاً من السمك البلطي طبقاً رئيسياً في هذا الاحتفال.

          وتقدم المشروبات الروحية في موسم عيد الميلاد وتتضمن تلك المشروبات شراب البيض في الولايات المتحدة. ويشرب الناس في السويد مشروباً مصنعاً من التوابل، والزبيب والجوز، والحلويات المفضلة في موسم عيد الميلاد كعكة الفاكهة، وفطيرة اللحم، وفطيرة القرع في الولايات المتحدة، والبودينج وهو الطبق التقليدي في كندا والجزر البريطانية، ويقدم الشعب الفرنسي تورتة عيد الميلاد، وفي المكسيك وبعض الأماكن في دول أمريكا اللاتينية تُقدم فطائر مستديرة على هيئة رقائق تسمى "Bunuelos" وتؤكل عادة مع القرفة والسكر.

          لم يعد كثير من الناس في دول الغرب يذهبون إلى الكنيسة في يوم عيد الميلاد، وإنما اكتفوا بالاحتفال به في منازلهم أو نواديهم أو في الشوارع، وأغلب الأطفال ينحصر تفكيرهم في بابا نويل والهدايا.



[1] الحلول: وحلوله في العالم تعني لدى المسيحيين مجيء روح القدس في هذا اليوم.