مقدمــة

          سيظل نمو النقل الجوى مرتهناً، في المقام الأول، بنمو الاقتصاد والتجارة في العالم، والتطورات التي ستستجد على تكاليف شركات الطيران، وهي تكاليف تعتمد اعتماداً كبيراً، على أسعار الوقود . ومع ذلك فإن هذا النمو سيتأثر أيضاً، بمدى التحديات الكبيرة، التي ستواجه صناعة النقل الجوى، مثل ازدحام المطارات، والمجالات الجوية، ومسائل حماية البيئة، وازدياد الحاجة إلى الاستثمارات الرأسمالية.

          وقد أكدت الجمعية العامة للاتحاد الدولي للنقل الجوى IATA، التي عقدت في ريو دي جانيرو Rio de Janeiro، كبرى مدن البرازيل، في دورتها الخامسة والخمسين عام 1999م، أن الطيران المدني والنقل الجوى يدران أكثر من مليار ومائتين وخمسين مليون دولار أمريكي على الاقتصاد العالمي. كما يوفرّان ستة وعشرين مليون فرصة عمل.

          ويتكون الطيران المدني من الأقسام والوحدات الآتية:

النقل الجوي

          وهو الجهة المنوط بها إبرام الاتفاقيات الثنائية في مجال الطيران المدني، بغية تسيير خطوط جوية دولية منتظمة، فضلاً عن وضع الضوابط والقواعد، التي يجب اتباعها من أجل تسيير رحلات جوية دولية غير منتظمة، والاشتراك في لجنة تسهيلات النقل الجوي، لتبسيط إجراءات الجوازات والجمارك، والحجر الصحي، لتوفير الراحة اللازمة للرّكاب، وتوفير الملايين من الدولارات لشركات الطيران كل عام، من خلال زيادة إمكانياتها لاستخدام الطائرات لفترات أطول؛ واعتماد جداول مواعيد شركات الطيران المنتظمة، والموافقة على منح التصاريح اللازمة لتسيير الرحلات العارضة.

خدمة معلومات الطيران

          وهي الجهة المنوط بها إجراءات ما قبل الرحلة، من خلال اعتماد برنامج الرحلة FLIGHT PLAN، الذي يتضمن كافة المعلومات، الخاصة بالطائرة، مثل حروف ندائها، وطرازها، وسرعتها والأجهزة الملاحية المجهزة بها، للتعامل معها، إلى جانب المعلومات المتعلقة بنوع الطيران، الذي يلتزم به الطيار (هل هو VFR، ويعني VISUAL FLIGHT RULES، أم IFR، ويعني INSTRUMENT FLIGHT RULES) والطرق الجوية التي يستخدمها في الرحلة، والارتفاع المختار للطيران، ومطار الوصول، والمطارات الاحتياطية، وطاقم الطائرة، وعدد الركاب، فضلاً عن إصدار النوتام NOTAM..

وحدات المراقبة الجوية

1. برج المطار

          تتعامل هذه الوحدة مع الطائرات بالعين المجردة، فضابط المراقبة الجوية في البرج، عليه أن يرى كل الطائرات بعينه، أثناء إصدار تعليمات الهبوط أو الإقلاع. وهذا هو الأساس، الذي يحكم عمل برج مراقبة المطار.

2. مراقبة الاقتراب

          تُحقق هذه الوحدة الانفصال بين الطائرات في دائرة وهمية، تُسمى "النطاق المراقب" CONTROL ZONE، يراوح نصف قطرها ما بين 10 إلي 25 كم، وتضم نهايات الطرق الجوية من وإلى المطار. ويؤدي ضباط المراقبة في هذه الوحدة، عملاً أصعب مما يؤديه زملاؤهم في برج المطار. ووحدة مراقبة المنطقة ACC. ذلك أنّ نطاق الاقتراب المراقب من جانب وحدة الاقتراب، يكون ـ عادة ـ مزدحمًا بالحركة الجوية القادمة والمغادرة، لذلك تسمى الوحدة عنق الزجاجة BOTTLE NECK، وتستعين بالرادار، والحاسوب.

3. مركز مراقبة المنطقة ACC

          هذه الوحدة هي المسؤولة عن حركة الطائرات، بعد انتهاء عمل الوحدة السابقة عليها، وهي وحدة الاقتراب، أي بعد مدى الـ25 كم. وتظل هذه الوحدة تتعامل مع الطائرات، حتى يتسلمها مركز مراقبة المنطقة في الإقليم المجاور. كما تتعامل مع الطائرات القادمة من مركز مراقبة المنطقة المجاورة، حتى تُسلمها إلى وحدة الاقتراب، أو تظل تتعامل معها حتى تسلمها إلى مركز مراقبة المنطقة المجاورة في الجهة الأخرى، من إقليم الدولة، في حالة عبور الطائرات. ومعنى ذلك أن مراقبة المنطقة تتولى الفصل الأفقي والرأسي بين الطائرات داخل المجال الجوى المراقب، أي في داخل إقليم معلومات الطيران FIR الذي تشرف على إدارته، مستعينة في ذلك بالرادار، والحاسوب. وفى الوقت الراهن تستعين الدول بالأقمار الصناعية، لما لها من مزايا عديدة، مثل توفير الزمن الذي تستغرقه الرحلة، ومن ثم تقليل تكاليف التشغيل، مما يؤدي إلى تخفيض تذاكر الطيران، وأسعار الشحن الجوي، ويعود بالنفع على جمهور المسافرين والشاحنين … الخ.

قسم البحث والإنقاذ

          يلتزم هذا القسم بوضع إجراءات تقديم المساعدة للطائرات، التي تواجه الخطر داخل أراضيها. وهو مجهز بأدوات اتصال فوري مع مركز مراقبة المنطقة ACC، للتعامل مع الطائرة في حالة الطوارئ، أو الطائرات المفقودة، التي تحتاج إلى أداء خدمة البحث والإنقاذ.

قسم تحقيق الحوادث

          يتولى هذا القسم التحقيق في حوادث الطائرات، التي تقع في إقليم الدولة، وإخطار منظمة الطيران المدني الدولي ICAO بنتائجه، للعمل على تلافي وقوع حوادث الطائرات مستقبلاً، في ضوء دراسات مستفيضة تجريها منظمة الإيكاو.

قسم صلاحية الطائرات

          مهمته الوقوف على مدى صلاحية الطائرات للقيام بالرحلات، وإصدار الشهادات الخاصة بذلك.

          إضافة إلى الأقسام الإدارية، والمالية، والقانونية: التي تعاون الأقسام والوحدات السّابقة، وهي تضطلع بتأمين سلامة الطيران المدني.