إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات رياضية / سيدني، وتاريخ الدورات الأولمبية، قديمها وحديثها




من آثار موقع الألعاب
أول سباق في العدو
ملصق للإعلان
هتلر يتلقى التحية
هتلر يفتتح الدورة الأولمبية
مجموعة طوابع أولمبية
محمد علي كلاي
أحد عروض الفنون
إيقاد المشعل الأولمبي
إيقاد الشعلة الأولمبية
مقر اللجنة الأولمبية
الأمير فيصل بن فهد
الملعب الأولمبي في سيدني
الوجه الأمامي لميدالية دورة موسكو
الوجه الأمامي لميدالية دورة سيدني
الوجه الأمامي لعملة دورة مونتريال
الوجه الأمامي لعملة دورة سيؤول
الوجه الخلفي لميدالية دورة موسكو
الوجه الخلفي لميدالية دورة سيدني
الوجه الخلفي لعملة دورة سيؤول
المدن التي استضافت الأولمبياد
البارون الفرنسي بيير دي كوبرتان
اليوناني ديميتريوس فيكيلاس
اليوناني سبيريدون لويس
الشعلة الأولمبية 1936
السعودي هادي صوعان
السعودي خالد العيد
العلم الأولمبي
العداء كارل لويس
جاك روغ الرئيس الحالي
ختام دورة سيدني
سامارانش الرئيس السابع
شعار دورة ملبورن
شعار دورة مونتريال
شعار دورة لوس أنجلوس
شعار دورة لوس أنجلوس
شعار دورة موسكو
شعار دورة لندن
شعار دورة لندن
شعار دورة هلسنكي
شعار دورة أمستردام
شعار دورة أنفرس
شعار دورة أتلانتا
شعار دورة أثينا
شعار دورة أثينا
شعار دورة ميونيخ
شعار دورة مكسيكو سيتي
شعار دورة استوكهولم
شعار دورة باريس
شعار دورة باريس
شعار دورة برلين
شعار دورة برشلونة
شعار دورة بكين
شعار دورة روما
شعار دورة طوكيو
شعار دورة سانت لويس
شعار دورة سيؤول
شعار دورة سيدني
شعارات اللجان الأولمبية
عملة أولمبية 1988
عملة أولمبية2000





الفصل الرابع

8.جاك روغ.

بلجيكي المنشأ، ثاني بلجيكي يتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، بعد الكونت هنري لاتور. ولد "روغ" في "غاند" يوم: 2 مايو 1942م. طبيب جراح، واختصاصي في تجبير الكسور. انتخب رئيساً للجنة الأولمبية الدولية يوم: 16 يولية 2001م، في مدينة موسكو بعد حصوله على 59 صوتاً من أصل 110 صوتاً.

ارتقى روغ سلم الإنجازات سريعاً، مارس رياضة الألواح الشراعية، وشارك في أولمبياد 1968م، 1972م، 1976م. وتوِّج بطلاً للعالم مرة واحدة، وحل في مركز الوصيف مرتين. وبطلاً لبلجيكا 16 مرة.

تولى رئاسة رابطة اللجان الوطنية الأولمبية الأوروبية منذ عام 1989م، ونائب رئيس رابطة اللجان الوطنية الأولمبية ورئيس اللجنة الأولمبية الفيدرالية البلجيكية من: 1989م ـ 1992م، رئيس بعثة بلجيكا إلى الدورة الأولمبية الصيفية في موسكو عام 1980م، ولوس أنجلوس بأمريكا عام 1984م، وسيؤول عام 1988م.

عضو لجنة "الحركة الأولمبية والتضامن الأولمبي" منذ عام 1990م، عضو اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1991م، وعضو اللجنة الطبية عام 1992م، نائب رئيس اللجنة الطبية منذ عام 1994م، تولى رئاسة لجنة التنسيق عام 1995م، للإشراف على "دورة سيدني 2000م"، وشهد له المنظمون "لدورة سيدني 2000م"، بكفاءته الإدارية. وأعلن إنه سيحارب تضخم الألعاب الأولمبية، والرشاوى بلا هوادة، والمنشطات، والعنف، والعنصرية. متشبع بالروح الأولمبية ومبادئها، والدليل على ذلك، عندما رفض بصفته رئيس بعثة بلاده مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية في موسكو عام 1980م، وأقنع رئيس وزراء بلجيكا بالمشاركة والسير خلف شعار الاتحاد الأولمبي البلجيكي، بدلاً من علم بلجيكيا. ويجيد "روغ" التحدث بخمس لغات (الهولندية من جهة أمه، والفرنسية من جهت أبيه، والإنجليزية، والألمانية، والأسبانية). وأوضح "روغ": "إنه يعارض الرمز القائم حالياً، باعتبار عمل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، عمل تطوعي مجاني، إذ إنه يصيبه بنقاط ضعف عدة، ومن هنا وجوب مطالبة السلطات الحكومية، بتنظيم العمل الاحترافي للاتحادات الوطنية وصولاً للجنة الأولمبية ذاتها". (انظر صورة جاك روغ الرئيس الحالي).

تاسعاً: اللجنة الأولمبية الدولية.. والرشاوى:

تعرَّضت مصداقية اللجنة الأولمبية الدولية لهزة عنيفة، عندما تمَّ الكشف عن فضيحة الرشاوى التي طالت 13 عضواً من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية تلقوا سلعاً وخدمات من "سولت لايك سيتي" قيمتها "600ألف دولار"، قبل فوز المدينة عام 1995م، باستضافة الدورة الأولمبية الشتوية، عام 2002م، واعترف المسؤولون عن دورة "سولت لايك سيتي" عن قيامهم بتوزيع الرشوة على هيئة أموال، وهدايا على مختلف أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، أو المقربين منهم ـ الزوجات ـ وتساءلت وسائل الإعلام الدولية أين الروح الرياضية التي يُضرب بها المثل إلى حد مطالبة السياسيين للتحلي بها أسلوباً راقياً في التعامل. وأضافت: إن صورة الألعاب الأولمبية، والروح الأولمبية اهتزت بقوة إن لم تكن قد شوّهت بعد تسرب نبأ الرشاوى إلى العلن. وأكدت صحيفة "الإندبندنت": " إنه في الوقت الذي يستمر فيه النقاش لمعرفة خفايا أعمال الرشوة فإن الشيء الأكيد، إن "سامارانش" مهندس هذه الرشوة. وانتقدت "ديلي تيلجراف"، تصرفات "سامارانش" منذ انتخابه، وقالت " لا يمكن الثقة بالعائلة الأولمبية في عهده". وأضافت "كان سامارانش وزيراً في عهد الجنرال "فرانكو"، ومما لا شك فيه إنه تعلم خفايا أنظمة التسلط وإجلال الرئيس". وقال "سامارانش": "انتخبت من قبل أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، وليس من قبل أشخاص خارج اللجنة الأولمبية الدولية. وأضاف المهم هو تغيير نظام اختيار المدن المرشحة لاستضافة الألعاب الأولمبية لأن عدد الأعضاء الذين يصوتون كبير جداً". وعن الهبة التي قدمها الثري الياباني وقيمتها عشرة ملايين دولار للمساهمة في بناء المتحف الأولمبي، نفى "سامارانش" أن يكون لها أي أثر إيجابي على قرار اختيار مدينة "ناغانو" اليابانية، لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية العام الماضي(1998م). وقال "سامارانش": "تلقينا هذه الهبة من اليابان التي كانت تعيش في رخاء اقتصادي، وبفضلها وفضل بعض الدول الأخرى نملك حالياً متحفاً أولمبياً رائعاً".

وأوصت اللجنة الأولمبية الدولية استناداً على تقرير لجنة التحقيق، باستبعاد ستة من أعضائها منهم "اثنان من العرب، واثنان من أفريقيا، واثنان من أمريكا الجنوبية"، بالإضافة إلى استقالة ثلاثة من أعضائها. واعتماد نظام تجريبي لاختيار المدينة التي ستنظم الدورة الشتوية لعام 2006م، بشكل يقلل نظرياً من حصول الأعضاء على الرشاوى.

وقال "روبير غارف" رئيس مجلس إدارة اللجنة المنظمة لدورة "سولت لايك سيتي": "إننا سعداء بإعادة النظر بطريقة اختيار المدن المنظمة للدورات"، وقد قلنا في البداية: "إن الرشوة لم تبدأ في "سولت لايك" ولكن يجب أن تنتهي فيها"، كما أعرب عن ارتياحه للاعتذارات التي قدمها "سامارانش" واعتبرها غارف شجاعة، وقال: أيضاً: "نعيش في عصر حيث الرشوة تطال أكثر من قطاع، وهي المرة الأولى التي تمس أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية".

والجدير بالذكر أن السويسري "مارك هولدر الذي كشف عن فضيحة الرشاوى المرتبطة بملف "سولت لايك سيتي"، كان سيطرد من اللجنة الأولمبية الدولية عندما حاول تحدى رئيسها "أفري برانديج" عام 1972م. حيث كان في ذلك الوقت رئيساً للاتحاد الدولي للتزلج، ودافع عن المتزلجين المهتمين بالاحتراف. ولكن اقتراح الرئيس "برانديج" بطرده من اللجنة الأولمبية الدولية رفض من قبل اللجنة التنفيذية.

وقال الكونغولي "جان كلود غانغا" وهو أحد الستة المستبعدين من اللجنة الأولمبية الدولية، ويتولى رئاسة جمعية اللجان الأولمبية الأفريقية: إنه سيدافع عن نفسه، متهماً ضمنياً المحامي الكندي "ديك بوند" باستعمال ورقته الشخصية للاستحواذ على رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية بعد "سامارانش". ويعتبر المحامي الكندي "ديك بوند" أحد الأعضاء الخمسة المرشحين لخلافة "سامارانش"، ويتولى رئاسة لجنة التسويق داخل اللجنة الأولمبية الدولية، وكذلك يتولى رئاسة لجنة مكافحة المنشطات التي أنشئت في يوم: 10نوفمبر 1999م. وكلفه سامارانش رئاسة لجنة التحقيق في فضيحة الرشاوى. التي زعزعت البيت الأولمبي. ولكن طريقته قوبلت ببعض الانتقادات من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية. وقال "غانغا" في تصريح لقناة "T.V" التلفزيونية الفرانكوفونية الدولية: "إن ما يحدث يشكل جزءاً من الحرب الدائرة لخلافة سامارانش، ولذلك فإنهم يعملون جاهدين على إقصاء الأعضاء الذين يشكلون خطراً عليهم خلال حملتهم الترشيحية". وأضاف "إني متأسف على حرص البعض استبعاد الأفارقة من قيادة الرياضة العالمية"، ملمحاً إلى العدد الكبير من الأعضاء الأفارقة ـ ستة أعضاء ـ الذين تمت التوصية باستبعادهم من اللجنة الأولمبية الدولية. وأوضح "إذا أرادوا فعلاً معرفة ما يحدث فعليهم البحث عندما يتم التفاوض بخصوص عقود النقل التلفزيوني والرعاية". ملمحاً إلى الكندي "بوند" رئيس لجنة التسويق وموارد التمويل الجديدة للجنة الأولمبية الدولية، وتساءل "غانغا" كيف يحدث أن أعضاء لجنة الموارد الجديدة التي أنا أحد أعضائها لا يرون العقود؟. حتى أعضاء اللجنة التنفيذية لا يرونها. فهناك مجموعة من الخبراء لهم وحدهم الحق في الاطلاع عليها.

والأعضاء المشتبه بتورطهم، متهمون بتلقي هدايا تزيد قيمتها عن الحصة المسموح بها، وهي (150دولار)، إضافة إلى منح دراسية مجانية لأولادهم، في مدارس وجامعات كثيرة.

ويأمل سامارانش في أن يشمل التصويت، من الآن فصاعداً، أعضاء المكتب التنفيذي، الذي سيصل عدد الأعضاء فيه إلى عشرين عضواً؛ من أجل تفادي محولات الرشوة. وأدي هذا التصريح إلى غضب أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، لأنه سيؤدي إلى حرمانهم من السلطة الوحيدة، التي بقيت لهم وهي اختيار المدن. ولكن لم تكن فضيحة اختيار مدينة "سولت لايك سيتي" بنت ساعتها، ولا هي الأولى في تاريخ اللجنة الأولمبية الدولية، . فقد سبقتها فضيحة الرشوة، التي اعترف بها "جون كوتس"، رئيس اللجنة الأولمبية الأسترالية، قائلاً في تصريح لصحيفة "سيدني مورنينج هيلارد": لقد فكرت من الضروري التعبير عن تضامن اللجنة الأولمبية الأسترالية مع هذين البلدين الأفريقيين لربح أصواتهما، وكنت أهدف بمنحي الأموال لتشجعهما على التصويت لمصلحتنا "، موضحاً إن الأمر ليس له علاقة بالرشوة لأن الأموال(31500دولار) كانت موجهة لمساعدة الرياضة في البلدين". وأضاف لقد اقترحت الأموال على ممثلي أفريقيا في اللجنة الأولمبية الدولية خلال حفل عشاء في مونتي كارلو في يوم: 22 سبتمبر 1993م، أي عشية التصويت النهائي على المدينة المستضيفة لألعاب عام 2000م.

والجدير بالذكر أنه سبق للجنة الأولمبية الدولية استبعاد بعض أعضذائها بسبب عدم دفع قيمة اشتراكهم "300 فرنك سويسري"، التي كانت تعتبر مورداً رئيسياً آنذاك. وسبق أيضاً أن استبعدت ثلاثة من أعضائها بسبب عدم احترامهم الأخلاقيات الأولمبية، وهم:

1. الأميرال الأمريكي "أرنست لي جانكيه"، الذي دعا إلى مقاطعة الألعاب الأولمبية في دورة برلين.

2. المجرى "نيكولاس هورثي" الذي اتهم بكونه عميلاً لألمانيا، والذي لجأ إلى الفاتيكان عام 1945م.

3. البرتغالي "ساول كريستوفاو فيريرا"، الذي أرغم اللجنة المنظمة لدورة عام 1960م، على دفع مصاريف إقامة أفراد عائلته.

وللخروج من فضيحة الرشاوى التي نالت عدداً من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، قررت اللجنة الأولمبية الدولية، عدم السماح لأعضائها بزيارة المدن المرشحة لاستضافة الدورة الشتوية لعام 2006م، والاستعاضة عن زياراتهم بزيارات قام بها فريق مؤلف من خمسة عشر عضواً بينهم ثلاثة من الرياضيين العالميين. وفى اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية رقم "109"، الذي أقيم في مدينة "سيؤول"، اختار أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، مدينة "تورينو" الإيطالية لاستضافة الدورة الشتوية عام 2006م، حيث حصلت تورينو" الإيطالية على 53 صوتاً، مقابل 36 صوتاً لسيون السويسرية. مما أثار ردود فعل عنيفة في سويسرا، لأن تقرير لجنة التقويم الأولمبية الدولية يؤكد أن "سيون" هي الأوفر حظاً في الحصول على شرف الاستضافة، وأرجع السبب إلى موقف أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية من الحملة الإعلامية في سويسرا، حول موضوع الفساد داخل اللجنة الأولمبية الدولية، في منح "سولت لايك" الأمريكية شرف تنظيم دورة 2002م الشتوية، وكان وراء تلك الزوبعة عضو اللجنة التنفيذية السويسري "مارك هولدر".

ومن مظاهر التقدم الأخرى في محاربة الفساد، قرار اللجنة الأولمبية الدولية، انتخاب أعضاء المجموعة الخاصة التي ستتولى التحقيق في اللجنة الأولمبية الدولية نفسها، ومن أهم أعضاء هذا الفريق الجديد الأمين السابق للأمم المتحدة الدكتور "بطرس غالي"، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق "هنري كيسنجر"، وعضو مجلس الشيوخ الإيطالي، ورئيس شركة صناعة سيارات فيات "جياني أنجيلي".

ولكن هل استعادت اللجنة الأولمبية هيبتها بعد استبعاد عدد من أعضائها، وتجديد الثقة برئيسها؟!.

عاشراً: اللجنة الأولمبية الدولية.. والمناورات السياسية.

الأصل في الرياضة أنها تمارس من أجل الترويح والمتعة، ومن أجل رشاقة ومرونة الجسم، وأنها تمارس على أسس متكاملة من النزاهة والعدالة، وأن تكون ميادين الرياضة، بديلة عن ميادين الحرب، تسود فيها روح المنافسة الشريفة، وغرس الحب والسلام، وإيجاد التآلف والتراحم بين الشعوب.

منذ عام 1500ق. م، كانت الرياضة تمارس على أرض هيلاس، من أجل إدخال البهجة إلى نفوس الموتى، وبعد فترة من الزمن، توقفت المهرجانات الرياضية بسبب الحروب الكثيرة بين دويلات الإغريق.

وفي عام 884 ق. م عام الهدنة المقدسة، أصبح للرياضة دور هام في توقف الحروب بين دويلات الإغريق، لمدة ثلاثة شهور كل أربعة أعوام على الأقل.

وفي عام 776 ق.م عام البداية الرسمية المنظمة للدورات الأولمبية، بدأ تدخل السياسة في الرياضة، فصاغ القادة القوانين اللازمة للاشتراك في الدورات الأولمبية، والتي تخدم الأهداف السياسية. وكانوا يستغلون المهرجان الأولمبي من أجل عقد الصلح بين الدويلات المتحاربة.

وبعد سيطرة الرومان على اليونان، كان طبيعياً أن تتدهور الدورات الأولمبية. وتوقفت الدورات الأولمبية عام 393م، بأمر من الإمبراطور الروماني. واستؤنفت من جديد عام 1896م.

ولو استعرضنا تاريخ الدورات الأولمبية الحديثة لوجدنا أن السياسة لها تأثير واضح على الدورات الأولمبية. ففي عام 1896م.. طلب ملك اليونان جورج الأول في حفل الختام من الحضور: أن تكون اليونان المقر الدائم للدورات الأولمبية الحديثة، وتصدى مؤسس الدورات الأولمبية الحديثة البارون الفرنسي كوبرتان، وأعلن تدويل الدورات الأولمبية الحديثة .

وفي عام 1900م، لجأت الحكومة الفرنسية أثناء إقامة دورة باريس للألعاب الأولمبية، إلى إقامة معرض باريس الدولي، في توقيت الدورة نفسه، مما أدى إلى فشل الدورة.

وفي عام 1904م، دورة سانت لويس في أمريكا، تدخل الرئيس الأمريكي في تغيير مكان إقامة الدورة من مدينة شيكاغو التي اختارتها اللجنة الأولمبية الدولية، لتقام في مدينة سانت لويس المنظمة لمعرض دولي في توقيت الدورة نفسه.

وفي عام 1908م، دورة لندن في بريطانيا، لم ينكس العلم الأمريكي، أثناء مرور البعثة الأمريكية أمام مقصورة الشرف التي يوجد فيها ملك إنجلترا "إدوارد السابع"، واحتجاج بريطانيا على ذلك؛ وأدى ذلك إلى تحامل حكام الدورة، وكان أغلبهم من الإنجليز، على الرياضيين الأمريكيين. وعندما رجع المشاركون في الدورة إلى ديارهم سار الرياضيون في شوارع نيويورك، وهم يسحبون أسداً لفوه في علم بريطانيا، ونشبت أزمة عنيفة بين البلدين. وكذلك رفض الفريق الفنلندي استخدام علم روسيا القيصرية التي كانت تبسط نفوذها على فنلندا.

وفي عام 1912م، دورة استوكهولم في السويد، طالبت بعثة فنلندا بالاستقلال عن روسيا القيصرية، وكذلك طلبت بوهيميا والمجر الاستقلال عن الإمبراطورية النمساوية. ومنع الأمريكيون البيض عداءهم الأسود "هوارد"، من الاشتراك في الدورة الأولمبية لإتاحة الفرصة لمواطن آخر أبيض ليحرز الميدالية الذهبية في سباق المائة متر، وكان العداء الأسود هو الأفضل.

وفي عام 1920م، دورة أنفرس في بلجيكا، تجاهل منظمو الدورة دعوة ألمانيا وحلفائها؛ بسبب العداء السياسي.

وفي عام 1924م، دورة باريس في فرنسا، تجاهل الفرنسيون دعوة ألمانيا للمشاركة في الدورة.

وفي عام 1936م، دورة برلين في ألمانيا، أراد الزعيم الألماني النازي هتلر، استغلال الدورة الأولمبية لترويج النازية، وتصدي له رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك، الكونت هنري دي باييه لاتور. وأرسل له رسالة يحذره فيها بنقل الدورة إلى مدينة أخرى في دولة أخرى. وقال أحد أعوان هتلر: "علينا رفع المستوى البدني لجنسنا، وإلا فشلنا في خلق ألمانيا العظمى. ورفض هتلر مصافحة الرياضي الأمريكي الأسود "جيسي أوينز" نجم الدورة. (انظر صورة هتلر يتلقى التحية).

وفي عام 1948م، دورة لندن في بريطانيا، كانت هناك محاولة من الكيان الصهيوني للاشتراك في الدورة، ولكن اعتراض عضو اللجنة الأولمبية الدولية المصري محمد طاهر باشا آنذاك، أفسد المحاولة الصهيونية.

وفي عام 1951م سعى الكيان الصهيوني للمرة الثانية، للاشتراك في الدورة الأولمبية، واقترح تشكيل لجنتين إحداهما من الكيان الصهيوني، والأخرى من الفلسطينيين، ورفضت اللجنة الأولمبية الدولية؛ لأنها ترفض التمييز على أساس العقيدة أو الجنس.

وفي عام 1952م، دورة هلسنكي في فنلندا، كان بداية الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي حول مفهوم "الهواية"، وهي من أهم شروط الاشتراك في الدورات الأولمبية. يقول المعسكر الغربي: إن لاعبي الكتلة الشرقية ليسوا هواة، ولا يحق لهم الاشتراك في الدورات الأولمبية، والمعسكر الشرقي يرد عليهم بقوله: إن رياضيي الكتلة الغربية الهواة تدفع لهم مبالغ سرية، ويتمتعون بالمنح الدراسية.

وفي العام نفسه سعت كل من ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، للحصول على عضوية اللجنة الأولمبية الدولية، كل بلد منهما مستقلاً عن الآخر، فرفضت اللجنة قبول عضوية ألمانيا الشرقية، وقبول ألمانيا الغربية بعد تدخل بريطانيا.

وفي عام 1952م، حصلت إسرائيل على الاعتراف بعضويتها في اللجنة الأولمبية الدولية، باعتبارها دولة اكتسبت الشرعية الدولية من قبل الأمم المتحدة، ورفضت اللجنة الأولمبية الدولية قبول فلسطين لعدم تمتعها بالاستقلال الذاتي، وعدم وجود لجنة أولمبية وطنية فلسطينية.

وفي عام 1956م، دورة ملبورن في أستراليا، قاطعت مصر، والدول العربية الألعاب الأولمبية في ملبورن في أستراليا، بسبب مساندة أستراليا للعدوان الثلاثي على مصر، بسبب تأميم قناة السويس. وانضمت إلى المقاطعة بعض الدول الأفريقية والأوروبية، احتجاجاً على اشتراك إنجلترا في العدوان الثلاثي على مصر. واشتركت ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية، بفريق واحد في الدورة، وتحت شعار واحد وعَلَمٍ واحد، واعتبر هذا الحدث انتصاراً للحركة الأولمبية عبّر عنه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك أفري برانديج بقوله: " لقد استطاعت الرياضة أن تحقق ما فشل السياسيون في تحقيقه ".

وفي عام 1964م. دورة طوكيو في اليابان، اشتركت ألمانيا بفريق موحّد، بعد رفض اللجنة الأولمبية الدولية، اشتراك كل منهما بفريق على حدة.

وفي عام 1968م، دورة مكسيكو سيتي في المكسيك، استغل بطلين من أبطال أمريكا السود منصة الفوز لعرض قضايا السود السياسية، بتأثير من "حركة القوة السوداء"، وتم طردهما. وسحبت اللجنة الأولمبية الدولية اعترافها باللجنة الأولمبية الوطنية لجنوب أفريقيا، لتطبيقها سياسة التفرقة العنصرية.

وفي عام 1972م.. دورة ميونخ في ألمانيا الغربية، فرضت القضية الفلسطينية نفسها على فعاليات الدورة الأولمبية، بعد اقتحام بعض الفدائيين الفلسطينيين من أعضاء منظمة أيلول الأسود مقر البعثة الإسرائيلية، ومقتل عدد من الفريق الإسرائيلي، واستشهاد عدد من الفدائيين الفلسطينيين.

وفي عام 1976م، دورة مونتريال في كندا، قاطعت عدد من الدول العربية والأفريقية الدورة الأولمبية؛ احتجاجاً على اشتراك نيوزيلاندا، التي كانت تقيم علاقات رياضية مع جنوب أفريقيا.

وفي عام 1980م، دورة موسكو عاصمة الاتحاد السوفيتي، قاطعت أمريكا وحلفاؤها الدورة الأولمبية؛ احتجاجاً على غزو السوفيت لأفغانستان. وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية اللورد كلانين للرئيس الأمريكي كارتر عندما أصَّر على المقاطعة: "ستقام الدورة حتى ولو كنت أنافس نفسي".

وفي عام 1984م، دورة لوس أنجلوس في أمريكا، قاطع الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه الدورة الأولمبية؛ رداً على مقاطعة أمريكا وحلفائها لدورة موسكو. وأيضاً بسبب انتهاج الرئيس الأمريكي ريجان سياسة متطرفة ضد الاتحاد السوفيتي.

وفي عام 1988م، دورة سئوول في كوريا الجنوبية، حاول الكيان الصهيوني استثارة العرب عن طريق ظهور اسم "القدس" عاصمةً للكيان الصهيوني على شاشة الملعب الأولمبي. واحتجاج الاتحاد العربي، وكان يترأسه آنذاك سمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز.

وفي عام 2000م، دورة سيدني 2000 في أستراليا، تلقت إسرائيل ضربتين من اللجنة الأولمبية الدولية الأولى، عندما رفضت اللجنة الأولمبية الدولية وقوف الرياضيين دقيقة حداداً على قتلى المنتخب الإسرائيلي خلال دورة ميونيخ الأولمبية عام 1972. والثانية عندما سمحت لفلسطين بالمشاركة في الدورة الأولمبية، ويعد ذلك اعترافاً ضمنياً من اللجنة الأولمبية الدولية بدولة فلسطين.

وكذلك سار وفدا الكوريتين في طابور العرض تحت علم واحد يمثل شبه الجزيرة الكورية، وتقدمت الوفدين لوحة كتب عليها "كوريا"، وقد حاول الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أن يجمعهما على طاولة المفاوضات ولم يستطع، ولكن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سامارانش استطاع إقناع قادة البلدين بتوحيد بعثتي البلدين في طابور العرض. وكذلك اختيار العداءة "كاتي فريمان"، وهي من السكان الأصليين في أستراليا لإيقاد الشعلة الأولمبية، أدى إلى رأب الصدع بين السكان الأصليين وبين المهاجرين البيض.

وفي عام 2001م، عندما رشحت مدينة بكين الصينية لتنظيم الدورة الأولمبية (رقم 29)، والتي ستقام عام 2008م إن شاء الله، اعتبر البعض اختيار بكين لاستضافة الدورة الأولمبية لعام 2008م، رشوة رياضية؛ لكي تغض الطرف عن تايوان لمدة سبع سنوات على الأقل؛ وللسير في ركاب الغرب؛ ومن أجل تحسين حقوق الإنسان.

و مما سبق ذكره يدل على أن السياسية أثَّرت على الدورات الأولمبية، وأن الدورات الأولمبية كان لها تأثير على السياسة، وعلى الرغم من تدخلات السياسة في الدورات الأولمبية وانتهاكاتها المتكررة لحرمات الرياضة الأولمبية ومبادئها السامية، إلا أنها لم تؤثر على مسيرة الدورات الأولمبية، وستظل الدورات الأولمبية واحة للسلام بين شعوب الأرض.

حادي عشر: الهِوايَة والاحتراف، في الألعاب الأولمبية

من المعروف أن الرياضي الهاوي هو الشخص الذي لا يمتهن الرياضة، ولا يشارك في المسابقات الرياضية من أجل عائد مادي. أما الرياضي المحترف، فهو الذي يمتهن، الرياضة ويشارك فيها، من أجل الحصول على عائد مادي.

ويُلاحظ في العهد القديم للدورات الأولمبية، أن شروط الاشتراك في المنافسات الرياضية كانت تخدم المصالح السياسية؛ لأن هدفهم من الدورات الأولمبية هو توحيد البلاد، وإيجاد نوع من الوحدة القومية، وكذلك إعداد الإنسان الصالح لإيمانهم بأن العقل السليم في الجسم السليم.

أما في العصر الحديث للدورات الأولمبية، فقد تأسس مفهوم البارون الفرنسي كوبرتان، وهو رجل أكاديمي، على أن ممارسة الرياضة وسيلة لتكامل الفرد، وليست غاية. فالهدف من الرياضة هو إعداد الفرد بدنياً ونفسيّاً، مما يؤدي إلى قدرته على مواجهة الصعوبات، التي تواجهه في الحياة.

وقد علت الأصوات في الآونة الأخيرة مطالبة اللجنة الأولمبية الدولية، بتحرير تعريف الهواية، بفتح الباب على مصراعيه أمام الرياضيين سواء كانوا هواة أو محترفين. وقد يرجع ذلك للتدخلات التجارية، بعد أن أصبحت الشركات العالمية والمؤسسات، وشبكات البث الفضائي وغيرها راعيةً للمهرجان الأولمبي. وقد يرجع السبب إلى كثرة الدول الاشتراكية المشاركة في الدورات الأولمبية، فالدول الغربية تقول: أن لاعبي الدول الاشتراكية هم في الأصل محترفين، لأنهم يأخذون متطلبات حياتهم بصورة مباشرة نظير وظائفهم الرياضية، والدول الاشتراكية تقول: إن لاعبي الغرب يتقاضون مبالغ سرية، علاوة على المنح الدراسية وغيرها. ويرى البارون الفرنسي كوبرتان أن الرياضي المحترف، هو الذي يختار الاشتراك في الرياضية من أجل العائد المادي، ومن ثم، فإن رياضيي الدول الاشتراكية خارج تصور كوبرتان للمحترفين. والجدير بالذكر إن لعبة التنس أٌلغيت من البرنامج الأولمبي عام 1924م، بعد إدراجها عام 1896م في أول دورة أولمبية؛ لعدم تحديد هواية ممارسيها لدى اللجنة الأولمبية الدولية.

وبعد تولى الطبيب البلجيكي جاك روغ رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، صرح بمعارضته للهواية، وطالب بالاحتراف في كل شيء، حتى عمل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، يجب أن يتقاضى عليه أجراً؛ لأن الهواية تضعف العمل.

ثاني عشر: العقاقير المنشطة والدورات الأولمبية

ه مواد غريبة، يتعاطاها بعضُ الرياضيين، رجاء زيادة قوتهم الجسمية وتقوية عضلاتهم؛ من أجل قوة أكبر للعضلات وتنشيط أجهزتهم العصبية، مما يؤدي إلى رفع اللياقة البدنية لديهم، على أمل أن يساعدهم ذلك بالفوز في المنافسات الرياضية، وتحقيق أفضل النتائج والمراكز. وفي بعض الأحيان، تكون تلك العقاقير مكونة من مواد طبيعية، لكنها تؤخذ بطريقة غير طبيعية، مما يترتب عليه وجود تأثيرات عكسية على صحة المتعاطي.

1. أبرز المنشطات المحظورة.

* الهرمونات : تنشط العلميات الكيميائية في الجسم.

* المنبهات: تنشط الجهاز العصبي.

* المواد الغذائية (وأهمها الجلوكوز النقي): تمد اللاعب بطاقة جديدة.

* المهدئات والمسكنات: تقلل من الشعور بالانفعال والتوتر.

* الأكسجين النقي: ويتنفس أثناء الاستراحة؛ من أجل إعادة النشاط بشكل مكثف وسريع.

* التنويم (مغناطيسياً أو باستعمال منومات كيميائية): من أجل الحصول على طاقة خارقة.

2. الأضرار الناجمة عن تعاطي العقاقير المنشطة.

أثبتت الأبحاث الطبية أن استخدام العقاقير المنشطة يؤدي إلى الجنون أحياناً، أو العجز الجنسي، أو الوفاة بالذبحة القلبية، أو الخلل الهرموني، وأمراض الكلى، والشعور بالكآبة.. وغيره.

3. دور اللجنة الأولمبية الدولية في مكافحة استخدام العقاقير المنشطة

تعاطي العقاقير المنشطة يتنافى مع مبادئ وأهداف الحركة الأولمبية، التي تحث على الصدق، والعدل، والنزاهة، وتحارب الغش والخداع، وتحارب التلوث البيئي، ولا تمنح المدن التي بها نسبة عالية من التلوث البيئي شرف تنظيم المهرجان الأولمبي، للمحافظة على صحة المشاركين في الدورة.

ففي عام 1962م قامت اللجنة الأولمبية الدولية بإصدار قرار يدين ويعارض استخدام العقاقير المنشطة.

و في عام 1967م وضعت اللجنة الأولمبية الدولية أول لائحة بالأدوية والمخدرات الممنوعة، والإجراءات التي تؤدي إلى مكافحتها.

وفي عام 1971م وافقت اللجنة الطبية التابعة للجنة الأولمبية الدولية، على قائمة المواد المنشطة وإجراءات الفحوصات اللازمة للعقاقير المنشطة، بالنسبة للفائزين بالمراكز الأولى.

وفي عام 1984م (دورة لوس أنجلوس)، أقيم معمل في لوس أنجلوس للكشف عن المتعاطين للمواد المنشطة في الدورة الأولمبية.

وفي عام 1988م (دورة سئوول)، ظهرت مشكلة الحبوب المنشطة الممنوعة رسمياً، وتم سحب الميداليات الذهبية من المتعاطيين وأبرزهم العداء الكندي بن جونسون، الذي أطاحت الحبوب المنشطة بمستقبله الأولمبي، بعد قرار الاتحاد الكندي بحرمانه من اللعب مدى الحياة.

وفي يوم: 10/11/1999م، أنشئت لجنة مكافحة المنشطات.

وفي دورة سيدني 2000م، وطبقاً لسياسة مكافحة المنشطات قررت اللجنة الأولمبية الدولية، استبعاد منتخب رومانيا لرفع الأثقال بأكمله من الدورة الأولمبية، بعد ثبوت تعاطي ثلاثة منهم للمنشطات. وبعد أن أثيرت قضية تعاطي المنشطات بالنسبة للاعب العشاري، وبطل العالم في رمي الجلة الأمريكي "سي جي هانتر" زوج الأمريكية "ماريون جونز" نجمة دورة سيدني والحائزة على خمس ميداليات في الدورة، قال "فرانسو كاراد" المدير العام للجنة الأولمبية الدولية: "إن الشفافية يجب أن تكون أسلوب الجميع في التعامل مع اللجنة الأولمبية الدولية"، مؤكداً إنه ليس هناك أي استثناء في هذه القاعدة.. والجدير بالذكر أن أمريكا وبريطانيا توجه لهم الاتهامات بإخفاء أكثر من 20 اختباراً ثبت تعاطي أصحابهم منشطات.