إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / حرب عام 1967، من وجهة النظر الإسرائيلية





مهام القوات الإسرائيلية
معركة أم قطف الثانية
معركة القدس
معركة رفح
معركة كمين بير لحفن
الضربة الجوية الإسرائيلية

معارك الاستيلاء على الجولان
الضربات البرية الرئيسية
العمليات على الجبهة الأردنية



المبحث الأول

ثامناً: مصير الأسرى الإسرائيليين في سورية

في الوقت الذي كانت لجان الكنيست تناقش فيه تشتت الشعب الإسرائيلي في الداخل، في يونيه 1965، فقد كانت هناك تغطية إعلامية مدروسة، تجذب أنظار المراقبين وتبعدهم عن المعرفة الحقيقية لما آلت إليه إسرائيل .. وكانت تلك التغطية تتلخص في تقرير تقدم به أحد أعضاء الكنيست، يشير فيه إلى "المحنة الأليمة للأسرى الإسرائيليين في سورية، وطالب بضرورة القيام بعمل من أجلهم. وملخص القضية كما أذيعت وقتها أنه سبق الإفراج عن ثمانية سجناء إسرائيليين، في نهاية عام 1963، بعد قضاء إحدى عشر عاماً في السجون السورية، وأن هؤلاء السجناء تعرضوا للتعذيب مما تسبب في احتياج سبعة منهم للعلاج في مستشفيات الأمراض العقلية. وأن المعلومات تؤكد أن هناك أربعة سجناء آخرين لا يزالوا في السجون السورية "أطلقوا عليهم أسرى، وليس سجناء" من بينهم ثلاثة عبروا الحدود السورية الإسرائيلية، والآخر تم القبض عليه وهو على ظهر سفينة راسية في اللاذقية.. علماً بأن السوريين أنكروا معرفتهم بهؤلاء الأسرى.

وفي مقابل السجناء الثمانية الذين تسلمتهم إسرائيل، فقد أفرجت عن 17 "مخرباً وجاسوساً سورياً"، كانوا يلاقون معاملة حسنة في إسرائيل.

انتهت المناقشة في الكنيست بخصوص هذا الموضوع، باقتراح وزيرة الخارجية الإسرائيلية وقتها "جولدا مائير" في إحالة المسألة إلى لجنة الشؤون الخارجية والأمن. حيث كانت المنطقة تعيش في ذلك الوقت "على سطح صفيح ساخن" نتيجة القمم العربية التي عقدت في عام 1964[9]، والتي ناقشت مسألة تحويل مجرى نهر الأردن، وذلك بمبادرة من الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، وكان المعلن وقتها أن هناك اجتماعاً ثالثاً في المملكة المغربية في سبتمبر 1965، لاستمرار متابعة القضية والاتفاق على إستراتيجية موحدة، وكانت إسرائيل تأخذ هذا الموضوع بجدية تامة، بينما كان العرب مختلفين كعادتهم.

تاسعاً: الأهداف الحقيقية لإسرائيل "خطاب بن جوريون في الكنيست 22 نوفمبر 1965"

عقب الانتخابات الرئيسية التي أجريت في إسرائيل هذا الشهر، وفازت فيها كتلة "الماباي، وهاعفودا[10]. اللذان دخلا الانتخابات ككتلة واحدة، فقد اجتمع الكنيست الجديد في 22 نوفمبر 1965، حيث ألقى رئيس دولة إسرائيل وقتها "زالمان شيزار" كلمة الافتتاح ثم أعطى الكلمة لأكبر أعضاء البرلمان سنا، وكان وقتها "دافيد بن جوريون" الرئيس الأسطوري لوزراء إسرائيل، والذي تحمل مسؤولية إقامة الدولة مع القلائل من زملائه السابقين. وقد ألقى بن جوريون كلمته، من منطلق الخبرة والمسؤولية، حدد فيها عدداً من الأسس لطموحات إسرائيل نحو بناء مستقبلها .. والتي تتلخص في الآتي:

1. نحن شعب ـ كبقية الشعوب ـ لكن بعثنا من جديد، واستمرارنا في البقاء، ومهامنا التاريخية تعد أموراً فريدة في سجلات تاريخ البشرية. لقد انقطعت صلتنا بوطننا طوال قرون، وانتشرنا بين الأمم في جميع أنحاء المعمورة، لكن كانت هناك ثلاث عوامل فريدة ساهمت في بعث دولة إسرائيل من جديد هي:

أ. بوءة المسيح المنتظر لتخليص اليهود، وهي النبوءة التي عاشت في قلوب شعبنا في جميع الأجيال، وصاحبتنا في طوافنا.

ب. الجهود الطليعية التي قام بها أولئك الذين عادوا إلى أرض صهيون في الأجيال الحديثة واستطاعوا بعملهم إقامة كيان الدولة.

ج. المساعدات المخلصة التي قدمها يهود العالم، ووقوف ضمير البشرية إلى جانبنا.

ولم تتحقق حتى الآن نبوءة الخلاص، رغم قيام الدولة، وليس بوسعنا أن نقف عند أكاليل نصرنا طلبا للراحة، ذلك لأن عدد سكاننا قد تضاعف ثلاث مرات ونصف منذ الاستقلال، وإسرائيل ليست بها إلا 18% فقط من يهود العالم، والمساحة الآهلة بالسكان في إسرائيل لا تزيد عن 40% من مساحة البلاد.

2. لم نستفد حتى الآن على الوجه الأكمل من العامل الرئيسي لقيام الدولة، وهو قوة جاذبية الدولة، وقوة الاستقلال، والعمل الطليعي الثوري التحرري .. ويجب تفعيل ذلك العامل لجذب تجمعات اليهود في العالم إلى إسرائيل .. وإذا ما دعمت دولة إسرائيل قوتها واستقرارها، ورفعت من مستوياتها المادية والاقتصادية والأدبية والروحية فسيكون ذلك هو أداة الجذب لكل اليهود.

3. يجب ألا ننسى ـ ولو للحظة واحدة ـ أن الجانب الأعظم من مساحة بلادنا، ليس مأهولاً أو مزروعاً.. ولقد كان من حظ إسرائيل أنها تطل على بحرين. ولم يتحقق ذلك الوعد الذي جاء في التوراة إلا في أيامنا فقط .. "وسوف أجعل لك حدوداً تمتد من البحر الأحمر إلى حدود فلسطين"[11].

4. يجب ألا نتجاهل الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها أمننا بسبب الانتشار في شريط ساحلي ضيق على البحر الأبيض، لذلك يجب الانتشار في كل أرجاء إسرائيل.

5. يجب أن نضع في حساباتنا المتغيرات السياسية على خريطة العالم، ولا نركن إلى ارتباطنا بالغرب فقط، حيث أن معظم الجنس البشري يعيش في قارة آسيا، والطريق لهم يكون عبر ميناء إيلات.

6. نحن فريدون بين شعوب العالم في التعاليم واللغة والعقيدة، فقد قهرت كل الأمم المجاورة لنا، ولم يبق منها إلا آثار حطام، وأهرامات، وكتابات منقوشة  حتى اسم مصر قد طمس[12]، وهي التي لها ـ دون كل الأمم ـ أكبر تاريخ يمتد إلى أكثر من ستة آلاف عام، كما كانت أقدم الأمم المتحضرة في وادي النيل.

7. أن السلام الذي نطمح فيه، سيأتي بالتأكيد، وإلى أن يأتي هذا السلام، فعلينا أن نكرس كل جهودنا لضمان أمننا.. وهذا السلام والأمن، لابد أن يعتمد على شيئين:

أ. القوة الرادعة لقوات الدفاع الإسرائيلية.

ب. مركز إسرائيل على المسرح الدولي.

وهذان العاملان يعتمدان في دقة تنفيذهما على أشياء أخرى، أهمها القوة الأدبية لمؤسساتنا المستقلة. ولقد كان تفوقنا النوعي أدبياً وثقافياً، هو السر في بقائنا بين الشعوب الأجنبية والمعادية، وفي صمودنا كأقلية ضد الكثرة في الماضي والحاضر.

8. ينبغي على إسرائيل أن تجد طرقاً للوصول إلى الشعوب الآسيوية، وخاصة الصين أكبر أمم العالم، ولابد من تعظيم العلاقات مع أمريكا والغرب، ولا بد من تقديم المساعدات المخلصة والأخوية إلى الشعوب الأفريقية[13].

عاشراً: تشكيل الحكومة الإسرائيلية، التي أدارت الصراع حتى عام 1967

في 12 يناير 1966، قام ليفي أشكول، الذي كلف بتشكيل الحكومة للمرة الثانية، بإعلان حكومته الجديدة، التي تكونت من أعضاء في التحالف "الجبهة الدينية الوطنية، المابام، الليبراليون المستقلون، بولاي أجودوت إسرائيل".. وتألفت الوزارة من:

ليفي أشكول:          رئيساً للوزراء، ووزيرا للدفاع

آبا إيبان:              وزيراً للخارجية

إيجال آلون:           وزيراً للعمل

زالمان آران:          وزيراً للتعليم

يوسف بورج:         وزيراً للرعاية الاجتماعية

مردخأي بنتوف:       وزيراً للإسكان

إسرائيل بارتزيلاي:    وزيراً للصحة

حاييم جافاتي:           وزيراً للزراعة

إسرائيل جاليلي:        وزيراً للدولة

زيرا فارهافتج:         وزيراً للشؤون الدينية

موشي كارميل:         وزيراً للنقل

بنحاس سابير:          وزيراً للمالية

حاييم زادوك:           وزيراً للتجارة والصناعة

موشي كول:            وزيراً للتنمية والسياحة

بيخور شالومشيتريت:   وزيراً للبوليس

موشي شابيرا:           وزيراً للداخلية

ياكوف شيم ميشمون شابيرا: وزيراً للعدل

إلياهو ساسون:            وزيراً للبريد

·   وتم تعيين خمسة نواب وزراء وهم:

دكتور زفي دينشتاين:      نائباً لوزير الدفاع

دكتور كالمان كاهانا

أهارون ياولين:        نائبان لوزير التعليم والثقافة

أهارون أوزين:        نائباً لوزير الداخلية

إيهودا شا آري:        نائباً لوزير التنمية

وبهذا فإن الحكومة الإسرائيلية، تتكون من 18 وزيراً وخمسة نواب وزراء، وقد أجري عليها تعديلاً طفيفاً قبل بدء الجولة الثالثة في 5 يونيه 1967، كما سيرد فيما بعد .. وقد أكد أشكول عند تقديمه لحكومته في الكنيست، على أن مهمة حكومته، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، هو توجيه الجهود نحو استئصال العدوان والحرب، وتأكيد السلام، والتوصل إلى اتفاقيات دولية وإقليمية للحد من الأسلحة، بل وإلغائها. بما في ذلك الأسلحة الذرية، على أن يكون هناك إشرافاً متبادلاً متفقاً عليه .. لقد آن الأوان لأن يبدي الحكام العرب إدراكا معقولا للواقع، ويتخلوا عن هدفهم المعلن الذي يقوم على تغيير خريطة الشرق الأوسط متوهمين إمكانية تجاهل إسرائيل في المنطقة، فإسرائيل وشعبها يشكلان جزء لا يتجزأ من المنطقة.

وإننا نعرف ـ للأسف ـ أن الاتجاه المعلن في العالم العربي معارض للتعايش وللسلام، وهو يتمثل في إعداد القوة لشن حرب في الوقت المناسب، ويزيدون من حدة السباق على التسلح في الشرق الأوسط.  لذلك فسوف نواصل تعزيز القوة العسكرية الإسرائيلية، إذا أن قوة إسرائيل هي الضمان الأمثل لحفظ السلام في منطقتنا.. وتعزيز قوة إسرائيل يجب أن يتم في كل المجالات، في القوة البشرية، والاقتصاد والعلوم، والتكنولوجيا، إلى جانب القوة العسكرية[14].

حادي عشر: انتقال الكنيست الإسرائيلي إلى مبناه الجديد في القدس

عقد الكنيست، في يوم الأربعاء الموافق 31 أغسطس 1966، أول اجتماع له بمبناه الجديد في منطقة كيريا بالقدس. وقد ألقى رئيس الكنيست خطاباً بهذه المناسبة، حاول أن يربط فيه، ما بين حدث انتقال الكنيست إلى القدس، ووصايا الأنبياء والأجداد منذ عشرات القرون، وتلك كانت هي الوتيرة التي تنتهجها القيادات السياسية في إسرائيل لتأكيد حقوقهم الشرعية في الأرض والمكان، وأن فلسطين، وفي قلبها القدس هي ملك قديم لهم، استعادوه عن شرعية، وليس عن استعمار. وذكر رئيس الكنيست في كلمته. "نحن الآن في منتصف الشهر اليهودي "أيلول". ففي نفس هذا الشهر منذ سنوات عديدة، وقع هنا حدثان عظيمان كان لهما أثرهما التاريخي على تلك المناسبة الحالية.

لقد كان الحدث الأول في شهر أيلول، وبمبادرة من النبيين حاجاي وزكريا. أن أوصيا ببناء المعبدالثاني بعد أن كان قد أوقف العمل المبدئي في بنائه قبل ذلك باثنتي عشر سنة من جانب السلطات الفارسية، نتيجة لضغط من السكان المحليين. وقد جاء بالفعل الأول من كتاب النبي حاخام: "أيقظ الله روح زيروبافيل .. ابن شلتيل .. حاكم منطقة جودا وروح بيهوشوا . ابن بيهوزادوك الكاهن الأعظم .. وروح جميع من بقي من أفراد الشعب. جاء هؤلاء جميعاً، وقاموا بالعمل في بيت الرب، إلههم .. وذلك في اليوم الرابع والعشرين من الشهر السادس من العام الثاني لحكم الملك دارا".

معنى ذلك أن تشييد المعبدالثاني بدأ في هذا الشهر ـ شهر أيلول، منذ عام 488 ق.م أما الحدث الثاني، فكان استكمال بناء سور القدس على يد نحميا. إذ ورد في الفصل الرابع من كتابه: "أن كل من اشترك في بناء السور، أو حمل الأعباء، أو من كانوا يحملون الآخرين بمواد البناء، كان كل منهم يعمل بيد، ويحمل سلاحاً في اليد الأخرى". ويقول في الفصل السادس من كتابه: "انتهى العمل في بناء السور في اليوم الخامس والعشرين من شهر أيلول، وهكذا استغرق بناؤه 52 يوماً.

كان هذا في مثل هذا الشهر منذ 2411 عاماً. لقد كان بناء السور عملاً عظيماً من الناحيتين السياسية والدفاعية.. ونجح العمل. فقد كان لدى الناس رغبة في العمل، وكانت أصوات فرحة القدس تسمع حتى من بعيد.

واليوم أكملنا العمل في تشييد مبنى الكنيست الذي يعتبر مقراً لأعلى مؤسسة مستقلة في الدولة. إن أصوات فرحتنا تسمع من بعيد.

ثم أعطيت الكلمة لرئيس الوزراء "ليفي أشكول".. الذي أكد بدوره، أن مجلس الوزراء سينتقل إلى القدس.. وأنه بذلك لا يضيف جديداً، بل أن كل ما نفعله هو إضفاء شكل دستوري على حقيقة لا يمكن تجاهلها.

ثاني عشر: الاحتفال بعيد الميلاد الثمانين لـ "بن جوريون" ومعالجة القصور الاقتصادي في الدولة

في جلسة الكنيست يوم 11 أكتوبر 1966، افتتح رئيس الكنيست الجلسة ـ التي كانت مخصصة لمناقشة خطة اقتصادية قدمتها الحكومة لتنشيط الاقتصاد الإسرائيلي خلال الفترة من 67 - 69 وأشار إلى أن هذا اليوم يوافق عيد ميلاد "بن جوريون"، ثم قدم ملخصاً لإنجازات بن جوريون خلال حياته، من المفيد أن نتعرف عليها.. قال: "في سنواته الستين، التي قضاها في هذه البلاد، ترك الكثير من بصماته على الحركة العمالية، وعلى المجتمع اليهودي، وعلى الحركة الصهيونية. كان أحد مؤسسي حزب بولاي زيون، ومن بين مؤسسي جريدة ذلك الحزب، وكان جندياً في الفيلق اليهودي الذي اشترك في الحرب العالمية الأولى، وكان حاملاً للواء فكرة وحدة الحركة العمالية، ومؤسساً لحزب أحدوت هاعفودا، والهيستادروت وكان من دعاة توحيد أحدوت وهابوئيل هاتسير في حزب العمل الإسرائيلي "الماباي" وعضو ورئيس المجلس الصهيوني، والتنفيذي للوكالة اليهودية. ولقد لعب دوراً رئيسياً وحاسماً في المجالات العامة والسياسية والدفاعية، التي أدت إلى إنشاء الدولة، وذلك بدءً من نشره الكتاب الأبيض الشهير، ثم أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها. وكان إلى حد كبير القائد العام للقوات المسلحة في حرب الاستقلال، كما أنه صاحب فكرة القيام بحملة سيناء. وخلال سنواته الخمسة عشرة كرئيس للوزراء ووزيراً للدفاع، وجه دفة الشؤون الوطنية. يساعده في ذلك زملائه في الحكومة. وكان من تلك الشؤون، إنشاء قوات الدفاع الوطنية الإسرائيلية، واستيعاب الهجرة الكبيرة، والتنمية المكثفة للبلاد، وتعزيز أمنها"..

وفي أعقاب تهنئة "بن جوريون" بعيد ميلاده الثمانين، بدأ الكنيست في مناقشة الخطة الاقتصادية الثلاثية للحكومة، والتي قدمتها الحكومة إلى الكنيست في 11 سبتمبر 1966، والتي كانت بهدف إلى معالجة مشكلة البطالة المتزايدة في إسرائيل، والتي تؤثر بشدة على المجتمع الإسرائيلي في الداخل، كذلك تعالج الفجوة المتسعة ما بين الصادرات والواردات الإسرائيلية، والتي تؤثر على ميزان المدفوعات في إسرائيل. وقد شملت الخطة ثمانية بنود رئيسية هي:

1. تشجيع الصادرات والاستثمارات.

2. معالجة مشاكل الرسوب الوظيفي.

3. تحقيق قدر أكبر من الكفاءة في الإنتاج والخدمات.

4. إصلاح سياسة الأجور وتنظيم العمل.

5. التحكم في موازنة الأسعار.

6. إصلاح السياسة المالية والائتمان.

7. الاهتمام بإصلاح السياسة الاجتماعية.

8. توزيع الأعباء.

وعموماً، فإن تلك الخطة ـ التي لم تكتمل ـ بسبب حرب يونيه 67، لم يكن الاحتياج لها قائم بعد تلك الحرب، نظراً لفيض المساعدات، والهبات التي تلقتها إسرائيل نتيجة لتحقيقها النصر، الذي لم تكن تتوقعه.


 



[1] هذا الأسلوب في التعبئة كان يطبق حتى عام 1967، نتيجة لخبرات التعبئة عام 1956، والذي واجه صعوبات عديدة ثم  تطور فيما بعد ذلك، وخصوصا بعد حرب يونيه 67، ثم تطور جذريا بعد حرب أكتوبر 1973

[2] مدة الخدمة هذه كانت قبل عام 1967، أما الآن فقد أصبحت ثلاث سنوات للشباب، وسنتين للفتيات

[3] الخدمة الإلزامية للضابط خمسة سنوات تجدد تلقائيا إلا إذا طلب تسريحه أو تم الاستغناء عنه

[4] ينتظم الصبية في إسرائيل من سن 12 سنة في منظمات الشباب الطلائعي التي تغرس فيهم بجدية وبطريقة هادفة روح الريادة والكفاح، وتوفر لهم الثقافة والعلم العسكري ثم تمد بهم منظمات الناحال التي تعدهم بأسلوب علمي مدروس للخدمة الإلزامية العسكرية وهناك أربع منظمات تباشر هذه الواجبات وهي:ـ كتائب الشباب `الجدناع`: وهي تجند الشباب والفتيات من سن 16-18 سنة، والخدمة فيها إجبارية على طلبة وطالبات التعليم العالي فقط. ويتبع الجدناع بعض المدارس العسكرية الفنية التي يلتحق بها الشباب من سن 14 سنة ويتخرجون في سن 18 سنة برتبة رقيب مهني.ـ قوات الشباب الطلائعي المحارب `الناحال`: وتجمع بين التدريبات العسكرية الشاقة وبين أعمال الزراعة واستصلاح الأراضي كذلك في المجال الصناعي.. ويتم اختبار النابهين من هؤلاء الشباب ليمنحوا تعليما عاليا مجانيا ويعملوا ضباطا في مراكز فنية خاصة بالقوات المسلحة. ـالقوات الإقليمية `الحامار`:القوات الإقليمية `الحامار` وتضم أفراد كافة المزارع والقرى والبلدان الصغيرة. ـإدارة الصناعات الحربية `نعاز` وإدارة البحوث والتطورات العسكرية `حميميد` : ويتبعان جبهة الدفاع القومي، وتقوم بتأهيل الأفراد المنضمين إليها للخدمة العسكرية وتدريبهم على استخدام الأسلحة والمعدات المستولى عليها.

[5] تستمر فترة الاحتياط للطيارين حتى سن الأربعين، يعمل بعدها في التوجيه الأرضي

[6] الفيلم الإسرائيلي التسجيلي الذي عرض على القناة التليفزيونية رقم 3 في ذكرى مرور30 عاماً على حرب يونيه 1967

[7] للأسف الشديد، لم تكن السياسة العربية، تهتم بما يحدث داخل إسرائيل، ولا تهتم بدراسة الواقع الإسرائيلي لوضع خطة لاستغلاله، ولكن كان يؤخذ دائما بالهالة التي تسر بها الدعاية الإسرائيلية، والتي تصور الاستقرار والقوة الداخلية، وهذا كان عكس الواقع تماما

[8] ذلك كان ثلاثي القمة بن جوريون `الرئيس السابق للوزراء لمدة 15 عاما متصلة`، ليفي أشكول رئيس الوزراء المنتخب، ومناحم بيجين `زعيم كتلة جحال المعارض وقتها`.. هم أقطاب ذلك الصراع، والذي بدأ ببيان لأشكول ينتقد فيه بن جوريون بطريق غير مباشر وبدون ذكر اسمه، حيث تصدى له ـ أولا ـ بيجين يطلب التحقيق البرلماني في كل ما ذكره رئيس الوزراء من اتهامات لسلفه، ثم جاء دور `بن جوريون` ليطالب رئيس الوزراء بأن يقول كل ما عنده.. إذا كان عنده شيء!!.. وقد أدى هذا الصراع، الذي تبودلت فيه الاتهامات على مدى 27 يوما، أن يصدر الكنيست قانون `التشهير والقذف` والذي يضع تعريفا لكل من تلك الكلمتين، ويحدد الإدانة في كل منهما

[9] عقدت القمة الأولى في القاهرة 13-17 يناير 1964، والقمة الثانية في الإسكندرية في 18 سبتمبر 1964

[10] حاول مؤيدو بن جوريون وعلى رأسهم موشي ديان، وشيمون بيريز تزكية بن جوريون لخوض الانتخابات على رأس حزب الماباي، مستندين على أن بن جوريون، هو الرجل القوي الذي يمكنه إعطاء دفعة للجيش وله القدرة على مواجهة المشاكل المتوقعة على العرب بخصوص تحويل مجرى نهر الأردن، ولكن الحزب، اختار أشكول بنسبة 60% بينما لم يحصل بن جوريون على سوى 40 % فقط من الأصوات. وقد ترتب على ذلك استقالة بن جوروين من الحزب وتشكيل حزب جديد بالتعاون مع كل من ديان وبيريز تحت مسمى رافي `تحالف عمال إسرائيل` وضم أعضاء كثيرين من الشباب، ولكن هذا الحزب لم ينجح أيضاً في الانتخابات التي أجريت في يونيه 1965

[11] سفر الخروج، 23-31

[12] كان اسم مصر، وقتها تحت مسمى `الجمهورية العربية المتحدة` منذ إعلان الوحدة مع سورية، في 21 فبراير 1958 ولم يتغير الاسم، برغم الانفصال في سبتمبر 1961

[13] أعتقد أن `روح` ذلك الخطاب، يمثل السياسة الرئيسية التي تقوم عليها إسرائيل حتى الآن

[14] ويأتي خطاب أشكول، الذي يحمل في طياته إشارات السلام، وتهديدات الحرب، في أدق مرحلة في تاريخ الأمة العربية، وفي عقب اجتماع القمة العربية في الدار البيضاء بالمغرب في 13 سبتمبر 1965، والتي أشاعت فيها إسرائيل، أن العرب قد وضعوا استراتيجية للحرب، وإبادة إسرائيل، علما بأن الواقع كان غير ذلك تماما.. والمعروف تاريخيا، أن ليفي أشكول، هو أكثر رئيس وزراء إسرائي على الإطلاق، الذي حرص على تكديس أسلحة في إسرائيل، ودعم البنية الأساسية في الصناعات العسكرية الإسرائيلية، واستمر في تكثيف البرنامج النووي الإسرائيلي. ومن هنا، فلا يجب أن تؤخذ إشارات أشكول في اتجاه السلام، مأخذ الجد