إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / موجز الحرب العالمية الأولى





أهم معارك عام 1916
أوروبا عام 1914
معركة المارن
الهجوم العام النهائي للحلفاء
الجبهة الغربية 1914 ـ 1918
السباق نحو البحر
الضربات الألمانية الخمس




المبحث الثالث

المبحث الثالث

اختبار الخطط (1914)

أولاً: أهم المعارك في الجبهة الغربية

دارت 3 مجموعات من المعارك ـ غيرت مسار الحرب ـ وأدت إلى انحراف الألمان عن الهدف وإدخال تعديلات على الخطة الأصلية وتدريجياً فقد الجناح الأيمن الضارب قدراته الهجومية وقوته الدافعة التي بدأ بها حركة التطويق.

1. معارك الحدود الأربعة.

هي اللورين ـ الأردين ـ سامبر ـ منز ـ وقعت خلال 4 أيام من 20 إلى 23 أغسطس ـ خسرت فرنسا 300 ألف جندي خلال هذه المرحلة الابتدائية من الحرب ـ في هذا التوقيت كانت الخطة 17 الفرنسية قد أعلنت عن فشلها في الهجوم في الألزاس واللورين ولكنها حققت نجاحاً لم يكن متوقعاً فقد جذب الفرنسيون قوات ألمانية كبيرة من الجناح الضارب ـ وبانتهاء معركة الحدود الأربعة أدرك جوفر حجم واتجاهات الهجوم الألماني وخاصة الجناح الأيمن في حركة التطويق الواسعة المفاجئة.

وبادر جوفر يوم 25 أغسطس إلى إصدار قراره الصائب والحاسم بتشكيل الجيش السادس الفرنسي وتجمعه قرب باريس. مع تعديل أوضاع الجيوش الفرنسية لتواجه الشمال بدلاً من الشرق ـ مستندة في اليمين على فردان وفي اليسار على دفاعات باريس ـ وعلى يسارها القوة البريطانية.

2. معارك التعطيل المؤثر

أ. يوم 26 أغسطس ـ معركة لوكاتو (Le Cateau)

قام الفيلق الثاني البريطاني بقتال تعطيلي ناجح ضد الجيش الأول الألماني خسر الفيلق البريطاني 20% من قوته لكنه نجح في تكتيكات التعطيل وجذب الجيش الأول الألماني نحو تعديل مساره إلى الجنوب الشرقي (شرق باريس) بدلاً من تطويق باريس من اتجاه الجنوب الغربي.

ب. يوم 26 أكتوبر ـ معركة جيز (Guise)

انتصر الجيش الثاني الألماني على الجيش الخامس الفرنسي ـ غير أن ج 2 الألماني تأخر عن الجيش الأول بمسيرة 36 ساعة فحدثت بينهما ثغرة واسعة.

ج. نتيجة لمعارك التعطيل ظهر خلل واضح في أوضاع الجيش الألمانية، فقد اتجه ج 1 ألماني إلى جنوب شرق باريس وبالتالي أصبح جانبه الأيمن معرضاً لقوات الجيش السادس وحامية باريس ـ أما الخلل الخطير الآخر فكان في ظهور ثغرة بين الجيشين الأول والثاني الألمانيين.

د. وبحلول يوم 4  سبتمبر أجرى مولتكه تعديلاً جوهرياً على الخطة الألمانية المعدلة فأصبح:

(1) ج1، ج 2     يواجهان باريس من الشرق بدلاً من الغرب

(2) ج3، يتجه إلى الجنوب لاختراق دفاعات المارن

(3) ج4، ج5     يتجهان إلى الجنوب للاتصال مع ج6، ج7

لتنفيذ حركة تطويق محدودة بدلاً من حركة التطويق الواسعة في الخطة الأصلية والتي كانت تحصر بين ذراعيها كافة الجيوش الفرنسية.

3. معركة المارن (Marne)  (اُنظر شكل معركة المارن)

أ. يوم 6 ـ 9 سبتمبر ـ دارت على الضفة الشمالية لنهر المارن.

ب. في يوم 5 سبتمبر تأكد فون كلوك (Von Kluck) قائد الجيش الأول الألماني أن الجيش السادس الفرنسي يهدد يمين ومؤخرة جيشه فأمر قواته بالانسحاب لمواجهة ج6 فرنسي.

ج. اندفعت قوات الجيش الخامس الفرنسي والقوة البريطانية من خلال الثغرة بين الجيشين الأول والثاني الألمانيين.

د. حشد جون جوفر جيوشه على نهر المارن في مواجهة الجيوش الألمانية وصلت القوات الألمانية إلى نهر المارن وهي في أشد حالات الإجهاد وتوقف وصول الإمدادات بانتظام إلى الجيوش بعد مسيرة وقتال 40 يوماً ونفقت الخيول.

هـ. يوم 6 ـ 9 سبتمبر دار قتال عنيف على الضفة الشمالية لنهر المارن انتصرت القوات الفرنسية ـ أوقف الهجوم الألماني ـ أمر مولتكه بانسحاب الجيوش الألمانية إلى خط شمال نهر الأين (Aisne) الموازي لنهر المارن لاستعادة كفاءتها وسد الثغرات بين القوات.

4. السباق نحو البحر (اُنظر شكل السباق نحو البحر) (من 18 سبتمبر)

أ. 12 أكتوبر ـ 11 نوفمبر ـ معركة إيبر الأولى ـ دارت 30 يوماً

ب. هجوم ألماني بهدف اختراق الدفاعات الفرنسية.

ج. قام الألمان بثلاث هجمات 21 أكتوبر، 29 أكتوبر، 11 نوفمبر انتهت جميعها بالفشل، وأكدت سيطرة الحلفاء على الموانئ الفرنسية المطلة على بحر المانش.

د. امتد خط المواجهة بين الجانبين من بحر الشمال بين أوستند ودنكرك إلى إيبر ـ آراس ثم بمحاذاة نهر (Aisne) ـ إلى فردان  ـ الحدود المشتركة. بلغ طول جبهة القتال 720 كم.

هـ. ظلت المواني الفرنسية مفتوحة للاتصال البحري مع مواني بريطانيا.

5. صورة حرب الخنادق

يبنى النطاق الدفاعي الواحد من 4 خطوط متوازية من الخنادق عمق الخندق حتى 2.4 م ـ العرض 1.8 م يسمح بمرور فردين.

·   الخط الأول     خنادق نيران (Firing Trenches)

·   الخط الثاني     خنادق ساترة (Cover Trenches)

·   الخط الثالث     خنادق دعم (Support Trenches)

·   الخط الرابع     خنادق احتياط (Reserve Trenches)

تربط الخطوط الأربعة بخنادق مواصلات (Communications) تحقق الاتصال الرأسي (من الخلف إلى الأمام) ومن خلالها يتم تحرك الجنود من خط إلى آخر ويتم وصول الإمدادات من الخلف ـ ويفصل بين الجانبين المتحاربين أرض حرام (No Man's Land) يراوح عرضها من 30 م إلى 1500 مً في بعض قطاعات الجبهة.

أ. وكانت قوات النسق الأول للفرقة تحتل خنادق النيران والخنادق الساترة وتحتل قوات النسق الثاني خنادق الدعم والخنادق الاحتياطية.

ب. مدة بقاء الجنود في الخنادق الأمامية تصل إلى أسبوع ثم يجري الغيار ويسحب الجنود إلى ملاجئ في الخلف حيث يقضون أسبوعاً في التدريب والراحة.

ج. عاش الجنود في الخنادق حياة روتينية مملة عدا أيام الهجوم ـ وكانت المدفعية والرشاشات المعادية تجبر كل جانب على الاحتماء بالخندق.

د. أما المشكلة المزمنة فكانت في تدني المستوى الصحي المتمثلة في انتشار الجرذان والحشرات الناقلة للأمراض ـ والرائحة المصاحبة للجثث.

هـ. كانت المعارك تدور في حرب الخنادق طبقاً للتسلسل الآتي:

و. تبدأ المعركة بتمهيد نيراني شديد لعدة ساعات ووصل في بعض المعارك إلى 7 أيام (السوم) وفي حالات نادرة كان الهجوم يبدأ من دون تمهيد نيراني سعياً لأحداث المفاجأة .

ز. ثم تصدر الأوامر إلى المشاة من قائدهم بالهجوم بإطلاق نداء (On the top).

ح. يقتحم الجنود الأرض الحرام الفاصلة بالبندقية والسونكي مع قذف القنابل اليدوية في اتجاه خنادق العدو، وعليهم عبور موانع الأسلاك الشائكة.

ط. وبمجرد رفع نيران المدفعية أو نقلها إلى خنادق في الخلف تظهر رشاشات متوسطة تطلق من الدشم على ميدان متسع.

ي. تحصد الرشاشات المشاة المهاجمين موجة بعد الأخرى.

ك. وتنكسر حدة الهجوم أمام خطوط الخنادق المتتالية ـ لم ينجح أي من الطرفين عند الهجوم في كسر دفاعات الجانب الآخر.

ل. كما لوحظ البطء الشديد في دفع الأنساق الثانية المهاجمة للاستفادة من الثغرات التي يحدثها مهاجمو الأنساق الأولى.

م. وظلت محاولات الهجوم عقيمة غير مجدية لمدة ثلاث أعوام ونصف (من سبتمبر 1914 ـ حتى مارس 1918).

ثانياً: أهم الأحداث في باقي مسارح الحرب عام 1914

1. الجبهة الشرقية

أ. في 10 أغسطس افتتحت النمسا وقائع الجبهة الشرقية بغزو الأراضي الروسية مبتدئة من أراضي جاليسيا ـ وفي 18 أغسطس كان الرد الروسي بهجوم أشد أسفر عن احتلالها لإقليم جاليسيا النمساوي.

ب. في 23 أغسطس أسندت قيادة الجبهة الشرقية الألمانية إلى الجنرال هندنبورج يعاونه الجنرال لودندوف.

في اتجاه بروسيا الشرقية (الألمانية) زحفت روسيا بجيشين مواجهة الجيش الثامن الألماني ـ وخلال الأيام من 17 إلى 29 أغسطس دارت معركة تاننبرج أحد المعارك الحاسمة في سجل الحرب العالمية الأولى وفيها تمكن ج8 الألماني من حصار 3 فيالق من الجيش الثاني الروسي وانهارت قوات هذا الجيش ووقعت ما بين الحصار والفرار.

ج. في الأيام 9 ـ 14 سبتمبر دارت معركة البحيرات المازورية وهي أيضاً واحدة من المعارك الشهيرة وفيها تمكن الجيش الثامن الألماني من تدمير الجيش الأول الروسي وطرده إلى خارج حدود بروسيا الشرقية.

بلغت خسائر الجيشين الأول والثاني الروسيان في المعركتين 250 ألف فرد.

د. وفي الفترة ذاتها ما بين 5 إلى 11 سبتمبر دارت معركة روسكا في جاليسيا وفيها انتصر الروس مرة أخرى وانسحب النمساويون 160كم إلى جبال الكربات بعد التخلي عن جاليسيا تاركين فيها 100 ألف جندي نمساوي محاصرين في قلعة (Przemysl).

حتى كان يوم 28 سبتمبر وفيه وصل الدعم الألماني في الجيش التاسع (حديث التشكيل) واندفع بين الجيشين الأول والثاني الروسيان ونجح في تطويق جزئي للجيش 2 الروسي في معركة لودز ـ وبذا توقفت تماماً محاولات روسيا لغزو الأراضي الألمانية.

2. جبهة البلقان

أعلنت النمسا الحرب على الصرب يوم 28 يوليه ـ وفي اليوم التالي مباشرة قصفت المدفعية النمساوية مدينة بلجراد.

أ. في 7 أغسطس عبرت قوات الصرب إلى داخل إقليم البوسنة (التابع للنمسا) فكان رد النمسا أن عبرت قواتها حدود الصرب وقامت بمحاولتها الأولى لغزو الصرب.

ب. وفي يوم 16 ـ 19 أغسطس دارت معركة جادار وفيها انتصرت صربيا على النمسا. لكن النمسا كررت المحاولة من 8 ـ 16 سبتمبر غير أنها لقيت مصير المحاولة الأولى.

ج. وفي 29 نوفمبر زادت وطأة الهجوم النمساوي فأخلى الصرب عاصمتهم بلجراد وفي 2 ديسمبر دخلت قوات النمسا إلى بلجراد ـ وعلى الفور قام الصرب بهجوم مضاد من 3 ـ 8 ديسمبر في معركة (Rudnik Ridges) وأوقعوا الهزيمة بالنمسا للمرة الثالثة خلال 5 أشهر.

3. جبهة الشرق الأوسط

أ. في العراق فتح البريطانيون مسرح عمليات جديد وقاموا بإبرار ناجح يوم 7 نوفمبر عند عبدان ـ وفي 22 نوفمبر احتلوا البصرة ـ وتابعوا التقدم يوم 9 ديسمبر إلى القرنة.

ب. في مصر، أعلنت بريطانيا الحماية على مصر يوم 18 ديسمبر على الرغم من تبعية مصر للخلافة العثمانية من الناحية القانونية والنظرية، وأقدمت في الوقت ذاته على خلع الخديوي عباس حلمي (الثاني)، وتولى العرش عمه السلطان حسين كامل.

ج. في الدردنيل، سارعت تركيا إلى قصف موانئ روسيا على البحر الأسود (أوديسا وسباستبول)، وأغلقت مضيق الدردنيل في وجه سفن الحلفاء لقطع طريق الاتصال بين البحر المتوسط والبحر الأسود وهو ما يعني عزل روسيا بحراً عن حلفائها.

4. تصفية الوجود الألماني في المستعمرات في أفريقيا وفي الباسيفيكي

أ. 26 أغسطس

استولى الحلفاء على توجو (غرب أفريقيا).

ب. 27 أغسطس

دخلت قوات الحلفاء إلى الكاميرون.

ج. 19 سبتمبر

هاجمت قوات جنوب أفريقيا مستعمرة أنجولا واستولت على عاصمتها وندهوك يوم 12 مايو 1915.

د. 18 فبراير 1916

استسلم آخر الجنود الألمان في الكاميرون.

هـ. 5 سبتمبر 1916

شكلت قوات مشتركة بريطانية ـ بلجيكية ـ برتغالية  بدأت غزو المستعمرات الألمانية، وهاجمت دار السلام ودخلتها ثم استولت على باقي تنجانيقا في أول ديسمبر 1917.

و. 23 أغسطس 1914

القوات اليابانية تقصف مستعمرة تسنجتاو Tisingtao الألمانية (الواقعة في أراضي الصين).

ز. 29 أغسطس 1914

حملة عسكرية نيوزيلندية تستولي على غرب ساموا Samoa.

ح. سبتمبر 1914

القوات اليابانية تستولي على الجزر التابعة لألمانيا شمال خط الاستواء.

ط. 17 سبتمبر 1914

القوات الأسترالية تكمل الاستيلاء على شمال شرق غينيا الجديدة New Guinea.

ي. 7 نوفمبر 1914

القوات اليابانية تستولي على مستعمرة تسنجتاو.

وبذا كتب الفصل الأخير في المستعمرات الألمانية عبر البحار ـ ولم تنجح ألمانيا في الحصول على أي مستعمرات وظلت بريطانيا وفرنسا أقوى الدول الاستعمارية من دون منازع.

5. جبهة القوقاز

حشد الأتراك 150 ألف جندي بقيادة حسن عزب باشا وتحت إشراف الإستراتيجي أنور باشا ـ في مقابل 100 ألف جندي روسي بقيادة ميلايفسكي ـ وتم الحشد في جو شديد البرودة ـ وبدأت إحدى الفرق التركية المسير وقوتها 8000 جندي وبعد مسير 4 أيام في الجبال نقصت 4000 جندي بسبب الجوع والجليد والإرهاق البدني. وفي مرحلة الفتح للعمليات خسر الأتراك 25 ألف جندي ـ وفي 29 ديسمبر عام 1914 بدأ القتال في معركة ساريكاميس وانتهت في 2 يناير 1915 بانتصار الروس.

وفي منتصف يناير 1915 هبط تعداد القوات التركية من 95 ألف إلى 18 ألف جندي. وبرز في هذه المعارك رئيس أركان القوات الروسية نيكولاي يودينتش الذي كلف فيما بعد بقيادة فيلق.

ثالثاً: حصاد العالم

نخص بالتحليل أحداث الجبهة الغربية باعتبارها المسرح الرئيسي للحرب.

1. الجانب الألماني

كان جوهر الخطة الأصلية (شليفن) هو حركة تطويق مروحية واسعة يقوم بها جناح أيمن قوي، ونذكر قوله: "حافظوا على الجناح الأيمن قوياً". وعلى الأخص الجيشين الأول والثاني (رأس المطرقة) ـ ومع ذلك أصدر مولتكه عدداً من القرارات التي أضعفت الجناح الأيمن إلى درجة أضحى معها غير قادر على تحقيق مهمته بتطويق باريس من الجنوب الغربي.

أ. قبل بدء الحرب، سحب 18 فرقة من الجناح الأيمن وأضافها إلى الجناح الأيسر على الحدود المشتركة.

ب. بعد دخول قوات من الجيش الثاني الروسي إلى بروسيا الشرقية يوم 20 أغسطس 1914 سحب مولتكه فيلقان (6 فرق) من الجيشين الثاني والثالث ودفع بهما إلى الجبهة الشرقية. فوصلاها بعد الانتصار الحاسم للجيش الثامن الألماني في معركة تاننبرج يوم 29 أغسطس، لكنهما شاركا بعد ذلك في معركة البحيرات المازورية 9 ـ 14 سبتمبر 1914.

ج. سحب 3 فرق من الجيش الأول لحصار ميناء أنتورب البلجيكي.

د. سحب 3 فرق من الجيش الثاني لحصار حصن موبيج البلجيكي.

هـ. في يوم 26 أغسطس كانت قوة الجيوش الألمانية الثلاثة في بلجيكا قد انخفضت من 16 فيلق إلى 11 فيلق.

و. في يوم 4 سبتمبر أدرك مولتكه أن الجناح الأيمن فقد القدرة على تنفيذ مهمته الأصلية ولم تعد أوضاعه على الأرض مناسبة لتنفيذها فأصدر توجيهاً بتعديل أوضاع ومهام الجيوش ـ وقد حمل هذا التعديل في طياته التخلي تماماً عن فكرة شليفن بتطويق واسع من الغرب يحصر الجيوش الفرنسية واكتفى مولتكه بفكرة تطويق محدود للوسط واليمين الفرنسي. وفي النهاية فشل مولتكه في تحقيق التطويق بنوعيه الواسع والمحدود.

ز. أعطت تقارير قادة الجيوش انطباعاً زائفاً بأنها قد أحرزت النصر الحاسم ـ وكانت قد انتصرت في جميع المعارك التكتيكية التي خاضتها ـ وفي هذه اللحظة ـ بالذات وفي يوم 26 أغسطس كان الجيش الأول الألماني يغير اتجاهه إلى الجنوب الشرقي بدلاً من الجنوب الغربي.

ح. يؤخذ على القيادة الألمانية ضعف السيطرة الحازمة المستمرة بين مولتكه في ستراسبورج وبين قادة الجيوش الألمانية ـ كما وضح ضعف التعاون والتنسيق العرضي بين الجيوش وظهور الثغرات بينها عند وصولها إلى خط المارن وخاصة بين الجيشين الأول والثاني.

ط. لوحظ انخفاض الخسائر الألمانية بالمقارنة بالخسائر الفرنسية في هذه المرحلة.

ي. يمكن القول بأن القيادة الألمانية قد جانبها الصواب في تطبيق عدد من مبادئ الحرب وهي:

·    المحافظة على الهدف ـ الحشد ـ التعاون ـ السيطرة

ك. بعد هذا السرد نذكر كلمة المؤرخ البريطاني ليدل هارت: "من البداية، فإن مناورات من الحجم والجرأة التي خطط بها شليفن فاقا بكثير إمكانيات النقل التكتيكي المتوفرة لدى الجيش الألماني عام 1914".

وتأكيداً لهذه الكلمة علينا أن نتذكر أن حركة المناورة المروحية الواسعة للجناح الضارب خططت ونفذت قبل ظهور الدبابة وطائرة القتال وقبل تعميم استخدام الحملة الميكانيكية في نقل الجند ونقل الاحتياجات. وربما نجد هنا التبرير لفشل خطة غزو فرنسا عام 1914 والتفسير لنجاحها عام 1940.

2. الجانب الفرنسي

أ. لم تكن لدى الخطة الهجومية في اتجاه الألزاس واللورين أي فرصة للنجاح من بادئ الأمر.

ب. شنت فرنسا هجومها الرئيسي طبقاً للخطة 17 في هذا الاتجاه يوم 7 أغسطس وأحبط الهجوم تماماً يوم 20 أغسطس ـ ولم تتكرر العمليات الحربية في اتجاه الألزاس واللورين حتى نهاية الحرب. وتأكد أنها أراضي معروفة بحكم كثافتها وموانعها بأنها تدعم موقف المدافع وأن فرص المهاجم فيها ضئيلة.

ج. أخطأ الجانب الفرنسي في تقدير حجم القوات الألمانية كما اخطأ في اتجاه الهجوم وفي مداه واتساعه.

د. خسر الفرنسيون خلال معارك 1914 خسائر بشرية عالية بلغت 380 ألف قتيل، 600 ألف جندي في باقي الخسائر (جريح ـ أسير ـ مفقود) ـ مما يرفع العدد إلى مليون جندي ـ خسر الفرنسيون خلال 5 أشهر هي عمر الحرب عام 1914 خيرة ضباط المشاة المدربين وبلغت الخسارة 80 %.

هـ. تظهر إيجابيات القيادة الفرنسية في قرارات اتخذت أثناء إدارة الحرب - ومن أقوال بعض النقاد أن مولتكه كان يعيبه نقص الجرأة وأن جوفر كان يعيبه الإفراط في الجرأة. وإن كانت أكبر فضائل جوفر هي إدراكه المبكر لفشل الخطة 17 واحتفاظه هو وهيئة أركانه بالاتزان الفكري ثم تقييمه الصحيح لأبعاد الخطة الألمانية الجسورة ـ يليها قدرته على اتخاذ القرار الصائب الحاسم بتحويل اتجاه جيوشه في الوسط واليسار لتواجه الشمال بدلاً من الشرق. للدفاع عن خط نهر المارن مرتكزاً على فردان في اليمين وحامية باريس في اليسار مما حصر الجيوش الألمانية داخل نتوء كبير.

و. كان من أهم قراراته تشكيل الجيش السادس ليعمل على يمين الجيش الأول الألماني مهدداً جانبه مؤخرته ـ وتم تشكيل هذا الجيش بفرق سحبت من جبهة الحدود المشتركة التي ثبت عدم جدواها.

ز. يذكر من إيجابيات القيادة الفرنسية الاحتفاظ باحتياطي كبير طوال مراحل الحرب وكان لا يقل عن جيش ميداني ـ ونلاحظ السرعة القياسية في تشكيل الجيش السادس (صدر الأمر 25 أغسطس) وظهر مؤثراً على جانب ج1 الألماني يوم 29 أغسطس.

ح. نقطة أخيرة تسجل للجنرال جوفر هي نجاحه في السيطرة المستمرة واتصاله من دون انقطاع بالقيادات المرءوسة وبالقوات فاكتسب ثقة الجميع قادة وجنوداً.