إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / موجز الحرب العالمية الأولى





أهم معارك عام 1916
أوروبا عام 1914
معركة المارن
الهجوم العام النهائي للحلفاء
الجبهة الغربية 1914 ـ 1918
السباق نحو البحر
الضربات الألمانية الخمس




المبحث التاسع

المبحث التاسع

تطور الحرب والعامل الحاسم في إحراز النصر

أولاً: معاهدة فرساي

هي معاهدة الصلح التي وقعت أساساً بين ألمانيا والحلفاء. تحتوي على 440 مادة وتقع في 200 صفحة. وقام بتوقيعها من جانب الحلفاء 4 دول هي فرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، واليابان في 28 يونيه 1919. وأصبحت بنودها سارية اعتباراً من 10 يناير 1921.

أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد وقعت معاهدة صلح منفصلة مع ألمانيا عام 1921.

من أهم ما تنص عليه المعاهدة:

1. قبول النقاط الـ 14 للرئيس ولسون أساساً للسلام.

2. تعيد ألمانيا أراضي بولندا التي تقوم دولة مستقلة.

3. وتعيد ألمانيا إلى فرنسا أراضي الألزاس واللورين. وتسلم مقاطعة شانتونج في الصين إلى اليابان.

4. تنص على ترتيبات خاصة لوادي السار الألماني، ممر دانزيج، ميمل.

5. تتنازل ألمانيا عن كل مستعمراتها عبر البحار إلى دول الحلفاء، وتوضع هذه الدول تحت انتداب الأمم المتحدة.

6. تدفع ألمانيا تعويضات لكل من بلجيكا ودول الحلفاء التي تعرضت للعدوان الألماني قيمتها الإجمالية 33 بليون دولار.

7. ينزع سلاح 30 ميلاً على الضفة الشرقية لنهر الراين.

8. تحتل دول الحلفاء أراضي ألمانية لمدة 15 عاماً.

9. تحتل فرنسا أراضي وادي الرور الألماني.

10. لا تتجاوز القوات المسلحة الألمانية تعداد 100 ألف جندي.

11. الحلفاء يحاكمون الألمان الذين خالفوا قوانين الحرب.

12. مساءلة القيصر الألماني (المخلوع) أمام محكمة دولية خاصة بتهمة ارتكاب جناية عظمى ضد الأخلاقيات الدولية وضد المعاهدات الموثقة.

13. أهم ما جاءت به معاهدة فرساي هو تشكيل أول منظمة دولية "عصبة الأمم" والنص على تشكيل محكمة دولية ـ وتطوير مبدأ وحق تقرير المصير بتطبيق الاستفتاء ونظام الانتداب ـ وكانت هذه الأفكار الجديدة في القانون الدولي هي الأساس الذي قامت عليه هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

ثانياً: تطور فن الحرب (تطور الأدوات والأساليب)

كان للرشاش المتوسط وللمدفعية الدور الرئيسي ـ وباستخدام أسلوب حرب الخنادق حصل المدافع على ميزات وقدرات تفوق المهاجم ـ الأمر الذي سبب الحيرة للقادة على الجانبين لمدة طويلة امتدت لعدة أعوام.

أثبتت الدبابة أنها أهم أسلحة القتال البري وأنها سلاح المستقبل الذي يعيد إلى المهاجم تفوقه وتفسح أمامه مجالاً رحبة للمناورة ـ وعلى الرغم من بدايتها البطيئة عام 1916 إلاّ أنها حققت نتائج مذهلة في الهجوم العام النهائي للحلفاء عام 1918 ـ وانقلبت الآية وأصبح المدافع لا يجد رداً شافياً للتعامل مع الدبابة ـ لكن علينا أن نذكر أن الأسلحة المضادة للدبابات لم تكن قد وصلت بعد إلى أيدي المدافعين.

شهدت الحرب مولد الطائرة كسلاح ذو تأثير معنوي وإن كان غير حاسم وبنهاية الحرب تدرجت الطائرة إلى مرحلة النضج وأصبح منها الاستطلاع والمقاتلة والقاذفة وتوصل البريطانيون إلى قنبلة زنة طن كامل كانوا ينوون إلقائها على برلين.

بدأ الألمان استخدام الغازات السامة في 22 أبريل 1915 ـ ثم أصبحت سلاحاً مشاعاً بين الجانبين ـ وثبت لهما أنها سلاح إزعاج وتأثير معنوي ـ ولم تحسم نتيجة أي معركة باستخدام هذا السلاح.

أزعج الألمان أهالي باريس بمدفعيتهم طويلة المدى برتا.

ظلت المسألة في تكتيك المعركة هي كيفية اختراق موقع دفاعي محصن من دون خسائر فادحة ومن دون إضاعة وقت طويل يكون المدافع قد انسحب خلاله ليحتل خطا على عمق كبير ـ وفي هجماته الخمسة عام 1918 عمد لودندورف إلى المفاجأة والتدريب العالي فأحرز انتصارات محلية محدودة من دون انتصار إستراتيجي واحد فلم يكن في حوزته قوات ذات خفة حركة عالية قادرة على استغلال النجاح التكتيكي وتحويله إلى ميزة أو انتصار إستراتيجي.

بعد الحرب اتجه الحلفاء نحو الدفاع بينما اتخذ الألمان الرد القائم على الهجوم بل الهجوم الخاطف بالدبابة وطائرة القتال والقوات المحمولة جواً ـ فأنجزت خلال 3 أسابيع ما عجزت عن إنجازه جيوش جرارة في 4 أعوام.

ثالثاً: المساهمة الأمريكية في الحرب

كان الدور الأمريكي في الحرب يصور في الولايات المتحدة الأمريكية بشيء من المبالغة ـ بينما كان الجانب الفرنسي والبريطاني يميل إلى تقليص حجم هذا الدور ـ والحقيقة أن عدد القوات الأمريكية في الجبهة الغربية وصل إلى 2 مليون جندي ـ وهو يفوق أعداد القوات البريطانية (BEF).

والحقيقة المجردة هي أنه لم يكن بإمكان الحلفاء الانتصار على ألمانيا إلاّ بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً إذا تذكرنا أن عام 1917 شهد خروج روسيا من كافة حسابات الحرب ـ ونقل الألمان 4 جيوش من الشرق إلى الجبهة الغربية للإجهاز على الحلفاء في هجوم الربيع عام 1918 لولا وصول القوات الأمريكية التي بدأت بعدة فرق حتى وصلت إلى جيش كامل ـ والأهم هو المساندة المعنوية التي قدمتها القوات الأمريكية بظهورها على المسرح في الوقت الذي كانت فيه جميع القوات الأخرى الحلفاء والألمان في هالة اهتزاز مادي ومعنوي ـ بلغت إجمالي الخسائر الأمريكية في الحرب 364.000 جندي.

رابعاً: المسألة اللوجستية

نركز أهم الملامح اللوجستية عن الحرب العالمية الأولى في النقاط التالية:

1. كانت هذه الحرب أول نموذج لتعبئة الإمكانيات القومية للدولة لخدمة الحرب بشكل غير مسبوق، وشملت هذه التعبئة القدرات البشرية والصناعية والاقتصادية والمعنوية.

2. مقارنة بين الحرب السبعينية 1870 والحرب العالمية الأولى 1914

عدد القوات العاملة والاحتياطي المدرب إلى مجموع السكان

في فرنسا:

عام 1870

1 : 74

 

عام 1914

1 : 10 (4 مليون جندي من 40 مليون مواطن)

في ألمانيا:

عام 1870

1 : 34

 

عام 1914

1 : 13 (4.8مليون جندي من 65 مليون مواطن)

·   بلغ إجمالي القوات المسلحة المعبأة في أوروبا عام 1914، 20 مليون جندي.

·   عدد المدافع في الجيش الألماني   1870            1914

1584              8000 مدفع (من عيارات ومعدل إطلاق أعلى)

·   عدد الطلقات التي أطلقها كل مدفع   199 طلقة طول الحرب   1000 طلقة خلال 45 يوماً من المعارك

·   عمر المدفع       طول مدة الحرب             يلزم استبدالها كل عدد محدود من المعارك

·    أطوال خطوط السكة الحديد في أوروبا       104.000كم          288.000كم

·    قدرات النقل الإستراتيجية بالسكة الحديد   350 ألف جندي   في 15 يوم ( بمتوسط 23 ألف)   1.5 مليون جندي في 10 أيام ( بمعدل 150 ألف يومياً)

3. تقيم خطة فون شليفن الألمانية

أ. يمكن القول بأن الخطة الإستراتيجية فشلت بسبب إهمال الجوانب اللوجستية.

ب. اعتمدت الخطة على أساس الهجوم على فرنسا بحركة تطويق واسعة من بلجيكا شمالاً بحيث يتم إحراز النصر الحاسم في 6 أسابيع (42 يوماً).

ج. تتصف الخطة من دون مبالغة بالجرأة البالغة أو بالرعونة والتهور ـ فقد وسّع شليفن دائرة التطويق تأميناً للطرق الكافية في بلجيكا حتى "يلمس آخر جندي من الميمنة ساحل المانش بكمه" حسب تعبيره وكانت فكرة شليفن أن حركة التطويق الواسعة تحقق للجيش الألماني ابتلاع الجيش البلجيكي وأي قوة بريطانية قادمة لنجدته ـ غير أن شليفن خلق معضلتين في الجانب اللوجستي من الخطة.

·     الأولى:

أن مدة إنجاز المهمة 42  يوماً ـ كان مطلوباً من الجنود تحقيق معجزات في السير فالجيش الأول في أقصى اليمين كان عليه قطع 650  كم حتى يصل إلى أول نقطة على نهر السين غرب باريس ـ فكان المعدل اليومي للسير مع القتال 15.4  كم يومياً من دون توقف وهو ما يزيد على قدرة جندي المشاة الذي يعتمد في حركته على قدميه.

·     الثانية:

أن إمداد الجناح الأيمن بالذخائر والاحتياجات لم يلق اهتماماً كافياً ـ وقد تم التخطيط على أساس وجود خط حديدي مزدوج خلف كل جيش غير أن الفرنسيين دمروا تماماً جميع الخطوط الحديدية في منطقة وادي الميز بين فردان وسيدان.

د. كانت الخطة ركيكة لوجستياً ـ فمعدلات استهلاك الذخيرة واستعواضها بني على خبرة الحرب السبعينية وليس على توقعات مستقبلية.

هـ. كان في الجيش الأول (فون كلوك) في أقصى اليمين 250  ألف جندي، 84  ألف حصان ـ كان الجنود يعيشون على كل ما يصل إلى أيديهم في الأراضي البلجيكية والفرنسية ويبلغ احتياجهم اليومي من الغذاء 500 طن ولم تظهر مشكلة كبيرة في هذا الجانب ـ لكن المشكلة المستعصية ظهرت في غذاء الخيول (العلائق) التي بلغت 1000 طن يومياً ـ تحتاج إلى حوالي 1000 عربة لنقل العلف ـ كانت ترتيبات إطعام الخيول سيئة إلى درجة نفوق أعداد منها وخاصة من خيول قطر المدافع.

و. في يوم 13 أغسطس 1914 (في الأسبوع الثاني من بداية الحرب) صدر قرار بتوقف الخيالة في الجيشين الأول والثاني لترتاح 4 أيام ـ وعند دخول القوات الألمانية إلى الأراضي الفرنسية كان الإرهاق قد حل بالجميع. وعشية معركة المارن لم تعد المدفعية الألمانية الثقيلة (المقطورة بالخيل) قادرة على الحركة.

ز. استخدمت حملة اللواري في إمداد الجيش الأول (في يمين الجناح الضارب) بالذخائر ـ كانت تقوم بالنقل من رؤوس السكة الحديد حتى الخطوط الأمامية وكانت تعمل 100كم يومياً (ذهاباً وعودة معاً) ـ ظهرت كل مشاكل الحملة من أعطال وإرهاق السائقين والحوادث ونقص قطع الغيار ـ وأدى استخدام اللواري المصادرة إلى تزايد مشاكل الحملة بسبب التنوع البالغ في الأنواع.

ح. كانت الصورة في حركة التطويق: مسافات تطول ـ أحجام امتداد تتزايد ـ حالة الحملة تسوء ـ شكلت فرق الخيالة عبئاً مستمراً على الإمداد.

ط. تأثرت شبكة السكة الحديد في بلجيكا وفرنسا بأعمال التخريب والإغارات فالشبكة البلجيكية وأطوالها 4000  كم لم يمكن إصلاح واستخدام سوى 650  كم منها أعتمد الألمان على 4 خطوط سكة حديد لإمداد جيوش الجناح الضارب الخمسة:

·      خط

 لإمداد الجيش الأول

·      خط

 لإمداد ج2، ج3

·      2 خط

 لإمداد ج4، ج5 في نقطة الارتكاز لحركة التطويق المحورية.

4. الخلاصة في اللوجستية

أ. لم تلق المسائل اللوجستية في خطة شليفن قدراً كافياً من الاهتمام يعادل الاهتمام بالخطط الإستراتيجية والعملياتية.

ب. طور مولتكه كثيراً في الجانب اللوجستي ـ والجيش الألماني يُدين بالفضل لمولتكه في إدخال سرايا النقل بالعربات التي قامت بالدور الرئيسي في النقل من رؤوس السكة الحديد حتى مرابض نيران المدفعية والمواقع الأمامية.

ج. استفاد الألمان إلى أبعد حد بالاحتياجات المصادرة والمستولى عليها وكانت البلاد التي مروا بها غنية بالمحاصيل وفصل السنة مواتياً.

د. تدمير خطوط السكة الحديد في منطقة خطوط المواصلات في بلجيكا فاق التوقعات ـ لدرجة أن خط سكة حديد واحد يتكفل بإمداد 3 جيوش في ظروف الضغط ـ ومع ذلك استطاعت شبكة السكة الحديد أن تحرك كميات كافية من الإمدادات.

هـ. لعبت السكة الحديد دوراً رئيسياً في النقل الإستراتيجي للقوات بين جبهات القتال.

و. كان للحصار البحري الذي فرضه البريطانيون على ألمانيا تأثير متزايد من نقص الأصناف الرئيسية اللازمة للصناعة وللاقتصاد الألماني وعند اقتراب نهاية الحرب عام 1918 كانت الجبهة الداخلية تعاني وتتذمر من وطأة الحصار.

خامساً: العامل الحاسم في إحراز النصر

حقيقة لا يوجد عامل واحد ـ كل العوامل أسهمت وليس واحداً بعينه ونحدد هنا العوامل الرئيسية:

الحصار البحري البريطاني، الذي فرض على ألمانيا منذ بداية الحرب حتى نهايتها، كان قبضة قوية لم تتخلص منها ألمانيا. أوصلت الجانب الألماني إلى حافة اليأس وفقد الأمل. وفقد الأمل وليس فقد الأرواح هو العامل الذي يقرر نتيجة الحرب. والحصار عامل خفي غير ملموس لكنه مؤثر في كافة أوجه المجهود الحربي.

1. فرنسا

لم تكسب الحرب وحدها ولكن لولا استبسالها في الدفاع عن القلعة حتى قبل ظهور وتجمع القوة البريطانية وفي زمن كان التدخل الأمريكي حلماً ـ لما أمكن إنقاذ الحلفاء .

2. بريطانيا

لم تكسب الحرب وحدها ـ لكن لولا سيادتها على البحار وقدراتها الاقتصادية ووصول قواتها لتتحمل نصيبها من أعباء القتال ـ ولولا إسهامها باختراع واستخدام الدبابة ما كان النصر ممكناً.

3. الولايات المتحدة الأمريكية

لم تكسب الحرب وحدها ـ لكن لولا دعمها الاقتصادي ثم وصول قواتها في الوقت والمكان المناسبين لتقلب كافة الموازين ـ ما كان النصر ممكناً.

حقق الحلفاء نصراً حربياً أكيداً غير أن شهادة التاريخ تذكر لألمانيا قدرات التحمل الهائلة ومهارة القيادة والصمود وحيدة في جبهتين لمدة 4 أعوام ـ الأمر الذي يُعد مثلاً للإنجاز البشري والعسكري.

سادساً: البيانات الإحصائية

1. حجم الجيوش المتحاربة وحجم الخسائر البشرية في الحرب العالمية الأولى (اُنظر جدول حجم الجيوش المتحاربة وحجم الخسائر البشرية في الحرب العالمية الأولى)

2. التكاليف المالية للحرب تنقسم إلى:

أ. تكاليف مباشرة

وهي كل ما أنفقته الدول المتحاربة لاستمرار أعمال القتال ـ وأغلبها تكاليف إنتاج المعدات والأسلحة والذخائر واحتياجات المقاتلين واستهلاك الأغذية والمهمات والعلاج للمقاتلين والوقود للمركبات والعلائق للدواب هي تكاليف تنفق مباشرة في ميادين القتال ولضمان استمرار أعمال القتال.

  • مجموعها في الجانبين معاً

 186.333.637.000 دولار

ب. تكاليف غير مباشرة

وهي خسائر اقتصادية وبيانها كالآتي:

  • فقد الأرواح

 67.136.942.560

  • تدمير الممتلكات

 36.760.000.000

  • فاقد الإنتاج المدني

 45.000.000.000

  • تكاليف أعمال الإغاثة

 1.000.000.000

  • تكاليف تحملتها الدول المحايدة

 1.750.000.000

  • إجمالي التكاليف غير المباشرة

151.646.942.560 دولار

  • المجموع الكلي لتكاليف الحرب العالمية الأولى

337.980.579.560 دولار