إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / كوسوفا... التاريخ والمصير





انتشار القوات
التقسيم المؤقت
تأثير ضربات حلف شمال الأطلسي
شكل توزيع القوات

أهم الأهداف التي تعرضت للقصف



مسير أحداث الحرب في كوسوفا

الخميس 13 مايو 1999

·   أكد مايك هامر، المتحدث الرسمي لمجلس الأمن القومي الأميركي، أن حلف شمال الأطلسي يطالب بمنح إقليم كوسوفا، حكما ذاتيًا موسعًا من الدرجة الثالثة، ولكنه لا يقبل بالانفصال عن صربيا، وتكوين دولة مستقلة. وقال هامر إن الوجود العسكري للحلف في الإقليم، هو جزء أساسي من خطة نشر السّلام، موضحًا أن القوات الصربية، يجب أن تنسحب قبل نشر تلك القوات الدولية.

·   لليوم الخمسين منذ بداية حملته الجوية، واصل حلف شمال الأطلسي غاراته المكثفة على يوغسلافيا، مستهدفًا الجسور والمطارات والمنشآت العسكرية، في الوقت الذي تحدّث فيه الجانب الصّربي، عن سقوط ضحايا من المدنيين قتلى وجرحى، بينهم عدد من مسؤولي الحزب الحاكم. وفي غضون ذلك، توغلت القوات اليوغسلافية بصورة أكثر عمقاً، داخل الأراضي الألبانية، خلال مطاردتها لمسلمي جيش تحرير كوسوفا، مما رفع حالة التوتر على الحدود، بين الإقليم وألبانيا.

·   أعلن حلف شمال الأطلسي أمس، أن طائراته دمرت على الأرض خمس مقاتلات صربية، من نوع "MIG 21"، وقصفت موقعًا للمضادات الأرضية الصربية. وأوضح الحلف أن طائراته قصفت مطارات في نيش وبريشتينا، ومحطات بث لإذاعات عسكرية، وجسورًا وسكك حديد، ومستودعات لتخزين الوقود، وثكنات عسكرية، مؤكدا أنه ألحق أضرارا فادحة بالآلة العسكرية الصربية، وحَدّ من قدرتها على المناورة في كوسوفا.

·   أمرت الحكومة التركية سلطاتها العسكرية، فتح القواعد الجوية التّركية، لطائرات حلف شمال الأطلسي، لتكثيف ضرباته الجوية على يوغسلافيا، في استجابة لطلب الحلف. وكان رئيس الوزراء، بولنت أجيفيت، قد أعرب الشهر الماضي، عن قلقه من أي تدخل تركي قد يجر بلاده إلى الحرب، في البلقان. وقد رحّبت الولايات المتحدة بالمبادرة التركية. وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن هذه الخطوة ستساعد الحلف على مهاجمة يوغسلافيا، على مدار الأربع والعشرين ساعة، ومن جميع الاتجاهات.

·   جدّد ويليام كوهين، وزير الدفاع الأمريكي، رفض بلاده لمزاعم الانسحاب الجزئي للقوات الصربية من كوسوفا، وأبلغ كوهين الكونجرس أن أي خطة سلامٍ، تشمل انسحابا جزئيا من كوسوفا، لن تكون مقبولة، مشيرا إلى أن قبول ذلك سيعد انتصارًا كاملا للرئيس الصربي.

·   أعلن مصدر إماراتي أمس، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قررت المشاركة في قوة دولية محتملة في كوسوفا، سترسل 1500 جندي للتدريب في فرنسا. وأوضح أن الجنود سيجهزون بدبابات "لوكليرك". وكان رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإماراتية، اللواء محمد بن زايد آل نهيان، قد أعلن، أمس الأول، أن الإمارات قررت المشاركة في قوة، "تهدف إلى حفظ أو فرض السلام، في كوسوفا"، موضحا أن محادثات تجري مع الأمم المتحدة، وحلف شمال الأطلسي، في هذا الشأن. وأدلى اللواء آل نهيان بهذه التصريحات، في مخيم للاجئي كوسوفا، تديره القوات المسلحة الإماراتية، في كوكيس شمالي ألبانيا.

·   أكد وزير خارجية فرنسا، هوبير فيدرين، أنه بعد تسوية الأزمة الحالية في كوسوفا، فإن إدارة هذا الإقليم لن تكون للصرب، أو جيش تحرير كوسوفا. وطالب بإدارة دولية مؤقتة في كوسوفا، حتى تستقر الأوضاع في الإقليم. وقال فيدرين، الذي عاد لتوه من موسكو، إنه ينبغي إيجاد هذه الإدارة الدولية المؤقتة في كوسوفا، في أسرع وقت ممكن، حتى يتم إقامة مؤسسات الحكم الذاتي في الإقليم، من منطلق أفكار هذه الإدارة. وأضاف فيدرين في تصريح للتليفزيون الفرنسي، أنه لا يمكن ترك إدارة كوسوفا إلى الصرب، بعد كل الذي حدث، كما لا يمكن تركها، أيضا، إلى جيش تحرير كوسوفا.

·   هدد أمس الرئيس الروسي، بوريس يلتسين، بانسحاب بلاده من المفاوضات حول كوسوفا، إذا لم تؤخذ مقترحاتها وجهودها في الاعتبار. ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" عن يلتسين قوله، إثر اجتماع لمجلس الأمن الروسي أمس، إن دعواتنا وتوصياتنا المتكررة لم تصل على ما يبدو إلى أي شخص.

·   أعلن المبعوث الروسي الخاص إلى البلقان، فيكتور تشيرنوميردين، أن لديه مقترحات جديدة لحل أزمة كوسوفا، لكنه قال إن روسيا والصين تشترطان، توقف حلف شمال الأطلسي عن قصف يوغسلافيا، قبل بدء محادثات سلام. وكان تشيرنوميردين قد عاد أمس إلى موسكو، بعد زيارة الصين، للحد من أضرار قصف الحلف للسفارة الصينية في بلغراد. وقد التقى تشيرنوميردين أمس، ستروب تالبوت، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، الذي التقى أيضا إيغور إيفانوف وزير الخارجية الروسي. وقبيل توجهه إلى موسكو، أعلن تالبوت أن محادثاته ستتركز على إعداد برنامج زمني، لإحلال السلام في كوسوفا، وفقا لشروط الحلف، وبحث تشكيلة القوات الدولية، المفترض نشرها في الإقليم لحفظ السلام. وقال إيفانوف إن جميع الجهود السّلمية لحل أزمة البلقان، قد تكون عديمة الجدوى، إذا واصل الحلف عملياته العسكرية. وأضاف، أن الوضع صار مثيرا للقلق في الفترة الأخيرة، بسبب موقف الحلف، "لكننا نعول على مباحثاتنا في موسكو، مع المسؤول الأميركي، والمشاورات، التي سنجريها خلال اليومين المقبلين، في تحقيق تحول في الأحداث".

·   أعرب جيمي شيه، المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي، عن أمل الحلف في ألاّ يؤثر تعيين سيرجي ستيباشين، رئيسًا للحكومة في روسيا، بدلا من يفجيني بريماكوف، على مسار الدبلوماسية الروسية. وقال شيه إنّ التغيير شأن داخلي، لكننا نأمل ألاّ يؤثر على الجهود الرّوسية النشيطة لحل الأزمة.

·   جُرح أول من أمس 30 مقاتلا من "جيش تحرير كوسوفا"، سبعة منهم في حال خطرة، في اشتباكات عنيفة مع القوات الصربية، عند الحدود الألبانية ـ اليوغسلافية. وأوضح إندريا إنجيلي، الناطق باسم "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" O. S. C. E.، في العاصمة الألبانية تيرانا، أنّ الطائرات العمودية نقلت 17 جريحا من شمال ألبانيا، إلى المستشفى العسكري في تيرانا. وأكد أن "القصف المدفعي العنيف، لم يُمكن مراقبي المنظمة من تأكيد تقارير، تحدثت عن إسقاط طائرة حربية يوغسلافية، من نوع "MIG-29." وفي المقابل، رفض الناطق باسم "جيش تحرير كوسوفا" في تيرانا، التصريح عن عدد المقاتلين الجرحى، وظروف إصاباتهم، واكتفى بالقول: "إنّ عدد العسكريين الجرحى والقتلى ليس مُهمًّا، لأن 90% من ضحايا ألبان كوسوفا من المدنيين، و 10% فقط من المقاتلين".

·   أخفق الرئيس اليوغسلافي، سلوبودان ميلوشيفيتش، في محاولته إقناع حلف شمال الأطلسي بوقف قصف الأهداف الصربية، أو بتخفيفها، والدخول في مفاوضات جديدة، بعد إعلان قيادة الجيش اليوغسلافي، أنها بدأت سحب جزء من قواتها، من إقليم كوسوفا.

·   ضاعفت طائرات حلف شمال الأطلسي طلعاتها، في سماء يوغسلافيا، وشدّدت عمليات القصف، خاصة في المناطق الجنوبية من صربيا، التي يُعتقد أنها معقل القوات الاحتياطية، التي تعد أكبر عدة لدعم القوات المنشورة في الإقليم. وقد استمر قصف الطرقات والجسور في تلك المناطق، لعرقلة جميع التحركات العسكرية اليوغسلافية، التي أصبحت شبه مشلولة. وقد كثّفت قوات الحلف الغارات على مدينة نيش، في جنوب صربيا، وهي مقر قيادة الجيش الثالث العامل في كوسوفا، وجرى قصف المطار فيها، وتدمير خمس طائرات حربية، من نوع MIG-21""، وهي داخل مخابئها، مما يشير إلى أن طائرات الحلف أخذت تستخدم في الفترة الأخيرة القذائف الخاصة، التي تزن طنين ونصف الطن، المخصصة لتدمير الملاجئ، التي تُخفى فيها الطائرات. كما استهدفت طائرات الحلف مقر قيادة الجيش الثالث في نيش، وعددًا من مواقع الدفاع الجوي، ودمرت بطارية لصواريخ SAM"." وجاء هذا التصعيد من جانب الحلف، بعدما تأكدت قيادته أن ميلوشيفيتش لم يبدأ بسحب قواته من كوسوفا، كما ادعى.

·   أكدت قيادة "جيش تحرير كوسوفا"، أن عدة آلاف من المتطوعين الألبان، دخلوا كوسوفا، خلال اليومين الماضيين، وبدؤوا القتال ضد القوات الصربية، ونجحوا في دحرها في عدة مواقع. ويرى المراقبون في ذلك، محاولة "جيش تحرير كوسوفا"، استغلال فرصة الضعف الدفاعي للقوات الصربية، بفضل قصف حلف شمال الأطلسي الجوي المكثف على الإقليم، لتحرير أوسع مساحات منه، كي تحاول إقناع قيادة الحلف أن قواته البرية، لن تواجه الخطر من القوات الصربية، بل إن "جيش تحرير كوسوفا" سيبدأ عمليات المواجهة مع هذه القوات، قبل أن تتمكن من مواجهة قوات الحلف.

·   امتدت الاشتباكات في كوسوفا لتشمل الحدود، بين الإقليم وألبانيا، حيث تبادلت القوات الصّربية والألبانية إطلاق النار، خلال ليل أول من أمس، مما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين المسنين، في قرية بيروي توانس، داخل الحدود الألبانية. وقال الناطق باسم مكتب منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في تيرانا، إندريا إنجيلي، "لا نعرف من قتلهما، لكنهما لقيا حتفهما أثناء تقدم القوات الصربية". وأضاف، "إن حوالي 20 من عناصر حرس الحدود الألبان تدعمهم ميليشيات محلية، تبادلوا إطلاق النار مع القوات الصربية، وانسحب الألبان، فيما بعد إلى قرية كاساي، على بعد نحو كيلومترين من الحدود".

الجمعة 14 مايو 1999

·   حذّر أمس الرئيس الروسي، بوليس يلتسن، الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، من أن موسكو قد تُعيد النظر في مشاركتها بالمفاوضات، الرامية إلى تسوية أزمة كوسوفا، إذا ما واصل حلف شمال الأطلسي غاراته الجوية على يوغسلافيا. وكان يلتسن قد أعرب عن هذا الموقف أول من أمس، في يوم عزله حكومة يفجيني بريماكوف.

·   أعلن جيمي شيه، الناطق باسم حلف شمال الأطلسي، أن الغارات، التي يشنّها الحلف منذ 24 مارس "آذار" الماضي، دمّرت نحو مائة طائرة وطائرة عمودية صربية. وكان الحلف قد أعلن تدميره خمس طائرات على الأرض، ليل الأربعاء ـ الخميس، تضاف إلى خمس أخرى دمرت الليلة السابقة. وأظهر تقرير لمعهد الدراسات الإستراتيجية في لندن، أنه كان لدى يوغسلافيا قبل الضربات ما مجموعه 322 طائرة، إضافة إلى 74 طائرة عمودية عسكرية.

·   وافق مفاوضون من الكونجرس الأميركي فجر أمس، على تخصيص مبلغ 7ر11 مليار دولار، لتمويل الغارات الجوية الأطلسية على يوغسلافيا، ومساعدة ألبان كوسوفا، وتعزيز التحضيرات العسكرية الأميركية. ويشكّل هذا المبلغ ضعفي ما طلبه الرئيس بيل كلينتون. ووفقا لتفاصيل الاتفاق، خُصص مبلغ 9ر10 مليار دولار، لدفع نصيب الولايات المتحدة في حملة حلف شمال الأطلسي، وزيادة التحضيرات العسكرية الأميركية، ومبلغ 8ر1 مليار دولار، لتمويل زيادة أجور القوات الأميركية، ومبلغ 475 مليون دولار، لتطوير القواعد العسكرية الأميركية في أوروبا. في حين رُصد مبلغ 819 مليون دولار، للمساعدات الإنسانية للاجئين الفارين من منطقة العلميات الحربية، وللدول الواقعة على الحدود مع يوغسلافيا، ومنها ألبانيا ومقدونيا والجبل الأسود.

·   في مبادرة مميزة، تعكس الاهتمام العربي بمأساة النازحين من ألبان كوسوفا، افتُتح أول من أمس المدرج، الذي أعدته دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة كوكيس. وهبطت عليه أول طائرة HERCULES C-130""، حاملة الأمل إلى 104 آلاف من لاجئي كوسوفا، الموزعين على مخيمات في هذه المدينة الألبانية وضواحيها.

·   قال الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، إن محادثاته في موسكو بشأن الأزمة اليوغسلافية، أمس الخميس، حققت بعض التقدم. وأبدى ثقته بأن موسكو لن تنهي مساعيها للوساطة في مشكلة كوسوفا، على الرغم من تأكيد وسائل الإعلام الروسية الرّسمية، أن الرئيس بوريس يلتسن أبلغها، أن روسيا قد تعيد النظر في الجهود، التي تبذلها للتوصل إلى حل للأزمة، إذا استمر تجاهل صوتها. وقال شيراك في مؤتمر صحافي، بعد محادثات مع يلتسن ووزير الخارجية، إيغور إيفانوف، والمبعوث الروسي إلى البلقان، فيكتور تشيرنوميردين: أعتقد بإمكاني القول إننا حققنا تقدما، وأن الأيام المقبلة ستُظهر أننا نتقدم نحو السّلام". وجاء ذلك في وقت اعترفت فيه كندا، أن توصل الأمم المتحدة إلى اتفاق مُرضٍ بشأن كوسوفا، قد يستغرق أسابيع. وقال الناطق باسم الخارجية الكندية، جيم رايت، خلال مؤتمر صحافي: "نحن لا نتحدث عن أيام، نتحدث على الأرجح عن أسابيع، ونحاول التحرك قدما بكل وسعنا". لكنه شدّد في الوقت نفسه، على وجوب ألاّ يحول غضب الصين، والوضع السياسي في روسيا، دون إقرار السّلام في كوسوفا.

·   وصل جاك شيراك إلى موسكو صباحًا، في الزيارة الأولى لزعيم غربي إلى روسيا، بعد إقالة حكومة يفغيني بريماكوف. واعترف وزير الخارجية، إيغور إيفانوف، بوجود خلافات بين موسكو وباريس في شأن الأزمة، لكن ذكر أن الرئيسين اتفقا على تشكيل فريق عمل، للتفاوض في شأنها وإزالتها. وقد نوقشت آفاق التسوية في جولة جديدة من المفاوضات، أجراها نائب وزير الخارجية الأميركية، ستروب تالبوت، الذي عاد إلى موسكو بعد زيارة سريعة إلى هلسنكي. وذكر المبعوث الروسي الخاص، فيكتور تشيرنوميردين، أنه وتالبوت "عملا على صياغة مبادئ اتفاق، يهدف إلى وقف العمليات الحربية".

·   ذكرت وكالة الأنباء اليوغسلافية "تانيوغ"، أن ست قذائف لحلف شمال الأطلسي أصابت مقر التليفزيون الصربي في نوفي ساد، كبرى مدن إقليم فويفودين، فجر أمس، مما أدى إلى اندلاع حريق.

·   أعلن أمس الناطق العسكري باسم حلف شمال الأطلسي، الجنرال الألماني فاتلر يرتز، أنّ الحلف لا يملك أي دليل على بدء انسحاب القوات الصربية من كوسوفا، تعليقا على صور تليفزيونية بثها الصرب، أظهرت عسكريين يستقلّون الحافلات. وجاء إعلانه، بعد إعلان ضابط في الجيش اليوغسلافي، أن "عددًا كبيرًا" من القوات اليوغسلافية، بدأت في الانسحاب من الإقليم. وكانت قيادة الجيش اليوغسلافي، أعلنت الاثنين الماضي أنها أنهت عملياتها، ضد ثوار جيش تحرير كوسوفا، وأمرت قواتها بالانسحاب جزئيا. ولكن رد فعل الأطلسي، اتسم بالحذر.

·   أيّد البرلمان الألباني أمس، "الحكومة المؤقتة في المنفى"، التي شكلها جيش تحرير كوسوفا، برئاسة هاشم تاتشي، فيما وجه حلف شمال الأطلسي ضربات، إلى مواقع في جنوب غربي كوسوفا، بما عدّه المراقبون "دعما عسكريا" للمقاتلين الألبان، في عملياتهم ضد القوات الصربية في المنطقة. واستهدف القصف الأطلسي التجمعات العسكرية الصربية، في المناطق الحدودية لإقليم كوسوفا، التي شهدت اشتباكات بين القوات اليوغسلافية والمقاتلين الألبان، في الأيام العشرة الأخيرة.

·   ذكر مراقبو منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، أول من أمس، أن أكثر من 30 فردًا من مقاتلي جيش تحرير كوسوفا، سقطوا بين قتيل وجريح، في هجوم بري وجوي، شنته القوات الصربية داخل الأراضي الألبانية. وأنّ عددا من الطائرات الحربية، أسقطت، خلال هذه العمليات. لكن لم يحدّد عددها أونوعها، ولا كيفية إسقاطها.

السبت 15 مايو 1999

·   قال زعيم ألبان كوسوفا، إبراهيم روغوفا، أمس، إنه أجرى محادثات مع سياسيين ألبان في المنفى، تمهيدا للعودة والسيطرة على وطنهم، الذي مزقته الحرب، فيما دعت ألبانيا روغوفا إلى إعلان دعمه لحكومة انتقالية، بقيادة جيش تحرير كوسوفا. وقد أجرى زعيم ألبان كوسوفا محادثات في لندن، مع رئيس الوزراء، توني بلير، ووزير الخارجية، روبن كوك، بشأن خطط إعادة اللاجئين، الذين طردتهم قوات الأمن، التابعة للرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. ومن المقرر أن يلتقي روغوفا وزير الخارجية الفرنسي، هوبير فيدرين، في باريس، ويحضر اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في بروكسل الاثنين المقبل.

·   سقط حوالي مائة قتيل ألباني، وأكثر من مائة جريح، في مجزرة جنوب غربي كوسوفا، هزّت مشاهدها الرأي العام العالمي، وأحدثت ارتباكا واسعًا في أوساط حلف شمال الأطلسي، فدفعت مصادره إلى التكتم والامتناع، عن توضيح ملابسات المجزرة، التي شهدتها منطقة عمليات طائرات الحلف، ليل أول من أمس. وامتنعت المصادر العسكرية الغربية عن التعليق، على بيانات صربية اتهمت طائرات الحلف، بقصف مزرعة كان الألبان لجؤوا إليها، مستخدمة "قنابل انشطارية"، فيما حمّلت موسكو الحلف مسؤولية المجزرة، التي قد تشكّل منعطفًا في الحرب، لجهة تراجع التأييد للمنحى، الذي اتخذته.

·   أكد بيان أصدره حلف شمال الأطلسي أمس، من مقره في العاصمة البلجيكية بروكسل، أنه شنّ، الليلة قبل الماضية، أعنف وأوسع هجماته الجوية على يوغسلافيا، منذ بدء القصف الجوي في 24 مارس "آذار" الماضي، وأنّ القصف استهدف قوات يوغسلافية، داخل إقليم كوسوفا، وقطع إمدادات الكهرباء، عن عدد من المدن الرئيسية في يوغسلافيا. وأوضح البيان أن "طلعات الـ24 ساعة السابقة، سجّلت أعلى معدل يومي". وذكر أن طائرات الحلف هاجمت، تجمعات دبابات وسيارات عسكرية ومدفعية وقوات برية في كوسوفا. وكانت الغارات "مكثفة، خاصة حول بريتزرين نهارًا، وحول ستيملي ليلاً.

·   استؤنفت الاتصالات السياسية والعسكرية ـ بعد توقف ـ- لحل الأزمة. وقالت وكالة "إيتار ـ تاس" الرّوسية للأنباء، إنّ المبعوث الروسي الخاص لشؤون البلقان، فيكتور تشيرنوميردين، والرئيس الفنلندي، مارتي أهتيساري، يعتزمان زيارة العاصمة اليوغسلافية بلغراد، خلال الأسبوع المقبل، في محاولة لإنهاء النزاع.

·   في العاصمة البلغارية صوفيا، اجتمع وزراء خارجية كل من بلغاريا واليونان ورومانيا أمس، للبحث في أزمة كوسوفا، والمشاكل، التي تسببها في منطقة البلقان.

الأحد 16 مايو 1999

·   أكد الرئيس الألباني، رجب ميداني، دعم بلاده وحدة الفصائل الكوسوفية، لكنه نبّه إلى أن تغيرًا قد يطرأ على المشهد السياسي الكوسوفي، في حال إقامة سلطة دولية انتقالية، تُشرف على تنظيم انتخابات، وبناء مؤسسات دستورية. وقال: إن دور الفصائل الكوسوفية "لن يكون مهما"، و"ربما يظهر قادة كوسوفيون جدد". ولم يستبعد ميداني تأييد الكوسوفيين الانضمام إلى ألبانيا، عقب انتهاء سلطة الحماية الدولية، وتوقع تفكك الفيدرالية اليوغسلافية، وقيام دولة مستقلة في كوسوفا، يمكن أن تتحد مع ألبانيا. وأكد أن الاندماج في الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، هما حلم ألبانيا. وقال إنّ "السّلام مع المجرمين مستحيل"، في إشارة إلى الرئيس اليوغسلافي، سلوبودان ميلوشيفيتش، متوقعًا سقوطه، وانتفاض الشّعب الصّربي عليه. وأشار إلى أن "خطة مارشال الجديدة"، التي يكثر الحديث عنها، يجب ألاّ تموّل النظام الديكتاتوري في بلغراد. وأكد أن الجيش الألباني جاهز، لصد التحرشات الصربية بمساعدة الشعب، مؤكدا أن وحدات خاصة، وقوات كوماندوس، ودبابات ألبانية، نُشرت عند الحدود مع يوغسلافيا.

·   قال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، خلال اجتماعه أمس مع نائب رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولي، إيريك غوتكس بريغر، والمفوض الإقليمي لشبه الجزيرة العربية، للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، برنار فيغرلي، إن السعودية تقدم المساعدات إلى شعب كوسوفا، من منطق إيمانها وسياستها في نجدة المسلمين، من أبناء كوسوفا، الذين يتعرضون للتطهير العرقي، على أيدي القوات الصربية.

·   دعت بلغراد الأمم المتحدة، إلى العمل العاجل لإعادة السّلام إلى الأراضي اليوغسلافية. وقدرت المصادر الصّربية أن أكثر من ستة آلاف شخص، سقطوا بين قتيل وجريح، نتيجة غارات حلف شمال الأطلسي.

·   أشارت وزارة الدفاع الألمانية، إلى أدلة على استخدام سكان قرية كوريشا دروعًا بشرية. فقد أبلغ مصدر في وكالة "كوسوفا برس"، التابعة لجيش تحرير كوسوفا، أن القوات الصربية أرغمت النازحين، الذين تعرضوا للقصف في قرية كوريشا، أول من أمس الجمعة، على "المبيت فيها، واستئناف مسيرتهم في اليوم التالي إلى ديارهم في منطقة سوفاريكا، الواقعة إلى الشمال". وأوضح المصدر، أن القوات الصربية توقعت قصف المنطقة، بسبب نشاطها العسكري فيها، "فجعلت الألبان في مرمى غارات حلف شمال الأطلسي".

·   اعترف حلف شمال الأطلسي أمس، أن مقاتلاته أغارت على بلدة كوريشا في كوسوفا، حيث قُتل حوالي 90 مدنيا ألبانيا. وشدد على طبيعة الأهداف العسكرية "المشروعة" في البلدة، وعلى أن الحادث لم يكن خطأ. ولم يؤكد أو ينف استخدام الصرب المدنيين الألبان دروعا بشرية. وعرض الناطق العسكري باسم الحلف، الجنرال والتر غيرتشر، وقائع الغارات على كوريشا المنكوبة. فأوضح أن طائرة استطلاع رصدت الأهداف العسكرية، قبل 20 دقيقة من موعد القصف، ليل الخميس ـ الجمعة. وأنّ المراقبة الجوية أكدت وجود تلك الأهداف، فأُعطيت الأوامر بالقصف، وألقت مقاتلتان أربع قنابل موجهة بالليزر، ثم ألقت مقاتلة ثالثة ست قنابل على الأهداف المحددة. وكانت أجهزة الرصد حددت، وجود شاحنة نقل عسكرية وعتاد، وأكثر من عشر قطع مدفعية، في المكان، الذي قُصف.

·   أشارت المصادر الصربية إلى قتل 80 شخصا، وإصابة حوالي 100 آخرين، في مجزرة قرية كوريشا. وأفاد السفير اليوغسلافي في مقدونيا، زوران ياناتشكوفيتش، أنّ حلف شمال الأطلسي قصف يوغسلافيا "بأكثر من عشرة آلاف طن من المتفجرات المتنوعة، وهي تعادل قوة خمس قنابل ذرية من النوع، الذي ألقته الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية، نهاية الحرب العاليمة الثانية". وأضاف أن الغارات الأطلسية "أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 1300 شخص، وجرح نحو خمسة آلاف آخرين".

·   قال ناطق باسم جيش تحرير كوسوفا، في تصريح نقلته إذاعة تيرانا أمس: إن المقاتلين الألبان نفذوا عمليات ناجحة، ضد القوات الصربية، في قرى عدة في بلدية داكوفيتسا، المتاخمة للحدود مع ألبانيا". وأثنى الناطق على القرار، الذي أصدره البرلمان الألباني، "بتأييد جيش التحرير وحكومة كوسوفا المؤقتة، برئاسة هاشم تاتشي".

·   اتهم الزعيم الألباني المعتدل إبراهيم روغوفا، جيش تحرير كوسوفا، "بتدمير وحدة الألبان، التي تم تحقيقها أثناء مفاوضات رامبوييه في باريس". ودعا روغوفا قادة جيش التحرير، إلى "احترام المبادئ الديموقراطية، وقبول زعامته على إقليم كوسوفا".

·   أعلنت بلغاريا واليونان ورومانيا أمس، في صوفيا، في ختام اجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث، تأييدها للإبقاء على الحدود الحالية في المنطقة، فيما دعا رؤساء دول أوروبا الوسطى والشرقية بلغراد، إلى الموافقة على شروط حلف شمال الأطلسي. وشدّدت صوفيا وبوخارست مجددًا، على تسهيل نظام منح تأشيرات الدخول المفروضة على رعاياهما، للدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي.

·   في أوكرانيا، دعا تسعة رؤساء من أوروبا الوسطى والشرقية، خلال اجتماعهم في مدينة لفيف، "غرب أوكرانيا" أمس، قادة بلغراد، إلى الموافقة على شروط حلف شمال الأطلسي، ومجموعة الثماني، لوضع حد للحرب في يوغسلافيا.

·   تراجعت الصين عن تعهدها، بمنع مجلس الأمن من تناول الجوانب السياسية لأزمة البلقان، قبل وقف علميات القصف، وسمحت بتبني قرار، فجر أمس السبت، لدعم المبادئ، التي اعتمدها وزراء خارجية روسيا، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وكندا، وبريطانيا، والولايات المتحدة. وأكدت "أنّ الحالة الإنسانية ستستمر في التدهور، في غياب حل سياسي للأزمة، يكون متسقا مع المبادئ، التي اتخذتها الدول الثماني في ألمانيا، مطلع الشهر الجاري".

·   أصدر مجلس الأمن بيانًا رئاسيا، في جلسة علنية، أعرب فيه عن "عميق الأسى والقلق، لقصف سفارة الصين" لدى يوغسلافيا، قبل أسبوع. وعبّر عن "أبلغ مشاعر العزاء للحكومة الصينية، ولأسر الضحايا". وتضمن البيان تعابير "الأسف للقصف". كما لاحظ أن أعضاء حلف شمال الأطلسي، "أعربوا عن أسفهم واعتذارهم". وشدد المجلس على "الحاجة إلى إجراء تحقيق شامل". وكانت الصين طالبت أن يتضمن البيان الرئاسي، "إدانة" للقصف، ثم خففت اللهجة واقترحت "التنديد" بالقصف.

·   أمام رفض الولايات المتحدة، وبعض أعضاء حلف شمال الأطلسي، وافقت الصين على لغة سجلت الأسى والأسف بلا إدانة. وعارضت الصين إجراء مجلس الأمن تصويتًا على أي مشروع قرار، قبل اتخاذه موقفًا من قصف السفارة الصينية. وبعد الاتفاق على مشروع البيان الرئاسي، تراجعت الصين، وتبنى المجلس، في أول قرار رسمي، في شأن أزمة البلقان، قرارًا لفت إلى الكارثة الإنسانية، وأكد "حق جميع اللاجئين والمشردين في العودة بسلام وكرامة إلى ديارهم". وجاء القرار بمبادرة من البحرين، الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن، وماليزيا، وبدعم من مجموعة الاتصال في منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تضم المملكة العربية السعودية والأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة وإيران وباكستان وتركيا وقطر والكويت ومصر والمغرب. وشاركت هذه الدول، في تبني مشروع القرار رسميا في المجلس. وسعت الصين إلى أن يتضمن مشروع القرار، المطالبة بوقف حلف شمال الأطلسي العمليات العسكرية، وأن تُحذف منه الإشارة إلى المبادئ السياسية، التي تبنتها الدول الثماني في ألمانيا. وأمام رفض الدول، التي تقدمت بالمشروع، وإصرارها على طرح المشروع على التصويت، لم يبق أما الصين سوى استخدام حق الفيتو. لكنها اختارت أن تمتنع عن التصويت، كما امتنعت روسيا أيضا عن التصويت. وتمكّن المجلس من إصدار القرار.

الاثنين 17 مايو 1999

·   وجه الرئيس اليوغسلافي، سلوبودان ميلوشيفيتش، للمرة الأولى، منذ تسلمه السلطة قبل عشر سنوات، وبعد مقتل آلاف الجنود اليوغسلاف، في كرواتيا والبوسنة، تحية لجميع الجنود، الذين قتلوا في مناطق يوغسلافيا السّابقة، وتلك هي المرة الأولى، التي يعترفُ فيها بأن الجيش اليوغسلافي، يتكبد خسائر في الأرواح في إقليم كوسوفا، وهو ما اعتبره المراقبون بمثابة إعداد للرأي العام في صربيا، للاعتراف بالهزيمة، وتحميل المسؤولية لقادة الجيش اليوغسلافي.

·   نفى أمس رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، ما تناقلته الصّحافة البريطانية، عن وجود خلاف بينه وبين الرئيس الأميركي، بيل كلينتون، حول تدخل محتمل للقوات البرية في كوسوفا. وقال إن "هذا ليس صحيحا، كما أن الولايات المتحدة تتحمل الجزء الأكبر، من أعباء هذه العملية العسكرية، على الرغم من أن الإقليم يوجد بعيدًا جدًا عن ولاية كنساس". وأضاف "إن التزام الولايات المتحدة بهذه العملية أمرٌ يجب أن يُشكر عليه الرئيس بيل كلينتون". وردًّا على سؤال حول ضرورة اتخاذ قرار، حول تدخل عسكري بري، قبل فصل الشتاء، قال: "نحن مدركون تمام الإدراك، قسوة فصل الشتاء في البلقان، والانعكاسات، التي قد تنتج عنه، ولذلك فإن حلف شمال الأطلسي كيّف مشاريعه، مع كل الاحتمالات".

·   قال الجنرال اليوغسلافي فلاديمير لازاريفيتش، قائد فرق بريشتينا، إن بعض وحدات الجيش انسحبت من كوسوفا، في عملية خاصة. وأضاف أن جزءًا من الجيش انسحب، لأن هجمات جيش تحرير كوسوفا "الإرهابي" توقفت. وأوضح أن الانسحاب جار حاليا، لكن عدد الوحدات، التي ستنسحب من كوسوفا، يتوقف على الطريقة، التي سيقبل بها حلف شمال الأطلسي مبادرتنا السلمية. وقال: إنه سيكون شيئا نبيلا وعادلا، إذا أوقف الحلف القصف، لضمان عودة هذه الوحدات. وكانت القيادة العليا للجيش اليوغسلافي قد أعلنت، أنها أنهت العمليات ضد جيش تحرير كوسوفا في الإقليم، وأمرت بانسحاب جزئي لقواتها، ابتداء من مساء أمس. لكن الحلف أعلن أنه لا يرى أي علامة على انسحاب صربي فوري، وأن أي انسحاب جزئي، لن يكون كافيًا للوفاء بشروطه لوقف القصف، الذي بدأ في 24 مارس "آذار" الماضي.

·   قالت السلطات اليوغسلافية، إن طائرات حلف شمال الأطلسي، شنت مزيدًا من الهجمات أمس، في اليوم الرابع والخمسين من قصفها المستمر على يوغسلافيا، فقصفت منشآت للطاقة الكهربائية، ومستودعات للوقود، في أنحاء مختلفة من البلاد. وقالت وكالة أنباء "تانيوغ" الرسمية: إن صاروخين، لحلف شمال الأطلسي، أصابا محطة كهرباء تابعة لمجمع التعدين والصهر في بور، شرق جمهورية الصرب، قرب الحدود البلغارية والرومانية، مساء أول من أمس.

·   قال القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، الجنرال الأميركي، ويسلي كلارك، إن "الحلف سيكثف قصفه على يوغسلافيا على الرغم من مخاطر سقوط مدنيين، يُستعملون كدروع بشرية. وخلال زيارته إلى مطار ريناس، في العاصمة الألبانية، تيرانا، حيث تنتشر الطائرات العمودية "Apache" "AH-64"، قال الجنرال كلارك "نعلم أن الدروع البشرية تشكل خطرا حقيقيًا، في كل مكان بكوسوفا، لكن لدينا، أيضا، ثقة كبيرة بعملية تحديد أهدافنا، ونحن ننوي تكثيف الحملة الجوية، كي نصيب بشكل أكثر فعالية القوات الصربية، على الأرض".

·   قال خافيير سولانا، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إنه متأكد من تشريد مئات الآلاف من ألبان كوسوفا، على أيدي الجيش الصربي. وأشار إلى أن الحلف يسير وفقا للجدول الموضوع في حملته العسكرية، وأنه سيحقق هدفه. وأعرب عن توقعه أن يتمكن اللاجئون من العودة إلى وطنهم، قبل الشتاء المقبل، وأوضح أنه يُتوقع معرفةُ حقائق مثيرة، عن فظائع التطهير العرقي في كوسوفا، عندما يبدأ اللاجئون العودة إلى ديارهم، في حماية قوات دولية.

·   أفاد لاجئون وصلوا أمس إلى مقدونيا، أن القوات الصربية أبلغت جميع الألبان في كوسوفا، وجوب المغادرة إلى خارج الإقليم، خلال أيام. وأشاروا إلى أن الطرد، طال حتى العاملين في المستشفيات الحكومية، وأن عدداً من أطباء المراكز الصحية، في مدينة بريزرين الجنوبية، بين الذين عبروا في اليومين الأخيرين، إلى مقدونيا وألبانيا.

·   أكّد حلف شمال الأطلسي أمس، أن إيجاد حل سياسي لأزمة كوسوفا، وإصدار قرار دولي في هذا الشأن، يمثلان أولوية كبيرة بالنسبة للحلفاء. كما أكد أن حملة القصف المتواصل على يوغسلافيا، تهدف إلى حملها على الإذعان لشروط السّلام، والجهود الديبلوماسية الجارية. وامتنع حلف شمال الأطلسي، عن كشف تفاصيل إضافية حول حادث قصف بلدة كوريشا ليل الخميس ـ الجمعة. ونُسب إلى مصادر ألبانية متعددة الحديث، عن استخدام القوات الصربية اللاجئين دروعا بشرية، حول المصانع والمواقع العسكرية. إلاّ أن المصادر الرسمية في الحلف، رفضت تأكيد افتراض قصف مقاتلات الحلفاء "الدروع البشرية"، في البلدة المنكوبة. وقال الناطق جيمي شيه: إن أجهزة الحلف كانت رصدت أهدافا عسكرية "مشروعة" في كوريشا. وأكد الحلف أن الشروط الخمسة، التي كان وضعها "تمثل حدا أدنى" لوقف حملة القصف الجوي. وعلق الناطق باسم الحلف على ذلك، معتبرًا أن الوضع يتحرك على الصعيدين العسكري والسياسي، وتتواصل الجهود مكثفة؛ لاستصدار قرار دولي، يلزم ميلوشيفيتش بالشروط، التي حددتها المجموعة الدولية. في الوقت، الذي تواصل فيه المقاتلات الأطلسية استهداف، مواقع القوات الصّربية.

·   في إشارة إلى تدهور وضع القوات اليوغسلافية، قال الناطق باسم حلف شمال الأطلسي، جيمي شيه، إن الحلف لن يقبل غير امتثال الرئيس ميلوشيفيتش، بالشروط الخمسة المعروفة، والضرورية لإحلال الأمن والسلام في كوسوفا، و "لن يبحث الحلف عن حل وسط". ورأى في خطوات الانسحاب الجزئي، التي كانت أعلنتها بلغراد، وإيحاءات تدرجها، من قبول قوات دولية، إلى قوات تُشارك فيها بعض البلدان الأطلسية، "مؤشرات توحي أن ميلوشيفيتش، بدأ يخطو نحو الامتثال لشروط الحلف".

·   كثّف حلف شمال الأطلسي الضغط العسكري، على القوات الصربية. ونفّذت مقاتلاته، في اليوم الثالث والخمسين للحملة الجوية أمس، 539 طلعة، أصابت العديد من المواقع العسكرية، والبنى التحتية، في صربيا وكوسوفا.

·   على الصعيد الدبلوماسي، يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اقتراحات وضع ميثاق سياسي ـ أمني لإحلال الاستقرار، في منطقة البلقان، ويعقدون اجتماعًا مع الزعيم المعتدل لألبان كوسوفا، إبراهيم روغوفا، الذي أصبح يواجه معارضة داخلية من الحكومة المؤقتة، التي شكلها جيش تحرير كوسوفا. وقالت مصادر الحلف، إن روغوفا لم يطلب، بعد، موعدًا للقاء الأمين العام للحلف، خافيير سولانا. وأعرب جيمي شيه عن الأمل بأن "تعمل القيادات الألبانية معا، على توحيد صفوفها". ويُنتظر أن تتصدر الأزمة محادثات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، مع نظيرهم الروسي، إيغور إيفانوف، ظهر اليوم الاثنين في بروكسل، وذلك في نطاق اجتماع مجلس الشراكة الروسية ـ الأوروبية.

·   يُجري المستشار الألماني، غيرهارد شرودر، بصفته رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماسيمو داليما، اليوم، قبل أن يتوجه إلى هلسينكي للقاء الرئيس الفنلندي، مارتي أهتيساري، الموفد الأوروبي لأزمة البلقان. ومن المقرر أن يلتقي أهتيساري، مع المبعوث الروسي، فيكتور تشيرنوميردين، يوم الثلاثاء، للبحث في إمكانات مزج الأفكار الروسية الأوروبية، المستوحاة من المبادئ، التي وضعتها لجنة الاتصال الدولية، من أجل تيسير نقاشها داخل مجلس الأمن، وإصدارها في شكل قرار دولي.

·   أفاد بيان صدر لوزارة الداخلية المقدونية، أن "حوالي ألف لاجئ من ألبان كوسوفا، عبروا الحدود من نقطة بلاتسا" أمس الأحد. وأشار البيان إلى أنه سُمح لهم بالعبور، "بعدما بلغ عدد اللاجئين، الذين نقلتهم منظمات الإغاثة الدولية، من مقدونيا إلى دول أخرى، حوالي 51 ألف لاجئ". وأعلنت منظمات الإغاثة الدولية، أنها تجد صعوبة كبيرة في إقناع اللاجئين، في شمال ألبانيا، بنقلهم إلى مناطق أخرى، "بسبب المعارك الدائرة، بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان". ونقلت إذاعة تيرانا عن منظمات الإغاثة، أن رفض اللاجئين الرحيل يعود، إلى رغبتهم في البقاء قرب الإقليم، لأنهم يأملون في العودة إلى ديارهم، في وقت قريب".

·   بث التليفزيون الألباني مساء أول من أمس، أن القوات الصربية قتلت 12 شابًا في إحدى قرى كوسوفا، ردًا على قتل جندي يوغسلافي. وأضاف، أن الشبان، الذين تراوحت أعمارهم بين 12 و16 عاما، أُعدموا في قرية أزبتشي، قرب بلدة سربتشا. كذلك قتلت القوات الصربية ثلاث نساء ألبانيات، في منطقة لور كلينا المجاورة. ونقلت جثثهن إلى مكان قريب، يتعرض لغارت حلف شمال الأطلسي، "لإعطاء انطباع، أن قذائف الحلف هي التي أصابتهن".

·   نقل مسؤولو جيش تحرير كوسوفا، عن لاجئين في كوسوفا، أن ألفي مدني يستخدمون حاليًا دروعا بشرية، في منطقة تشيرمان"، وأن "600 ألباني استخدموا في أوراهوفاتش، أيضا، دروعًا بشرية، خلال ثلاثة أيام وثلاث ليال متتالية، للدفاع عن المدرعات الصربية، ضد غارات حلف شمال الأطلسي".

·   قال ناطق عسكري في بلغراد، إن القوات الصربية تواصل انسحابها الجزئي من كوسوفا، إلاّ أنها ستكيف هذا الانسحاب، مع تكثيف غارات الحلف.

·   أعرب أمس وزير الدفاع الأميركي، وليم كوهين، عن اعتقاده أن جيش تحرير كوسوفا هو الآن أقوى مما كان عليه في الماضي، بعكس ادعاءات الرئيس اليوغسلافي، سلوبودان ميلوشيفيتش، بأنه قضى عليه. وتوقع كوهين أن تؤدي الضربات الجوية، لحلف شمال الأطلسي، إلى إضعاف الجيش الصربي في كوسوفا. وتوقع، أيضا، أن يتسلح جيش التحرير بسلاح ثقيل، وأن يصبح مُدربًا، وأنّ مقاتليه "سيصبحون مستنقع ميلوشيفيتش وفيتنامه". وكرر القول، ومعه رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال هنري شيلتون، إن الحملة الجوية الأطلسية ستستمر، حتى تتحقق أهدافها، مهما أخذت من وقت. ولم يستبعد كوهين أن يكون النظام في بلغراد، يستخدم اللاجئين الكوسوفيين دروعاً بشرية. ووصف الضجة، التي أثارها النظام بعد حادث قصف طائرات الحلف، خطأ، اللاجئين، بأنها "بكاء تماسيح".