إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / كوسوفا... التاريخ والمصير





انتشار القوات
التقسيم المؤقت
تأثير ضربات حلف شمال الأطلسي
شكل توزيع القوات

أهم الأهداف التي تعرضت للقصف



مسير أحداث الحرب في كوسوفا

السبت 5 يونيه 1999

·   قدّر الاتحاد الأوروبي تكاليف إعادة إعمار يوغسلافيا، والدول المتضررة من النزاع في كوسوفا، بحوالي 20 مليار دولار، في الوقت، الذي أعلن فيه توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا، أن الغرب سيشارك في إعادة إعمار البلقان، بعد الحملة العسكرية على يوغسلافيا.

·   صرح الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية ، روماني برودي، أن التّكاليف السنوية، التي سيتحملها الاتحاد الأوروبي لإعمار كوسوفا، ستتراوح ما بين 5.2 ـ 6.25 مليار دولار، لمدة تصل إلى خمس سنوات، على الأقل. وقال إن هذا المبلغ ليس كبيراً، ولا يمثل أكثر من 2%، من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي.

·   رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بحذر، بموافقة بلغراد على خطة السلام. وقال الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، "أصبح لدينا الآن أخبار جيدة، إلاّ أنه طالب بضرورة الحذر. وأشار إلى أن تحرك القيادة اليوغسلافية لقبول خطة السلام، أمر مرحب به، لكن إلى أن يبدأ الصرب في انسحاب حقيقي من كوسوفا، فإن الضربات العسكرية ستستمر.

·   عقد الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، اجتماعاً مع رئيس الأركان الأمريكي، الجنرال هنري شيلتون، وقادة الأفرع الرئيسية بالقوات الأمريكية، لبحث مسألة نشر قوات حفظ سلام في كوسوفا، فور توقيع اتفاق سلام رسمي. وصرح وليام كوهين، وزير الدفاع الأمريكي، أن الاجتماع تناول مدى فعالية ضربات حلف شمال الأطلسي، والاستعدادات العسكرية الأمريكية، وأنه جرت مناقشة إرسال قوات برية، بشكل مختصر. وقررت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية، إلغاء زيارة كانت مقررة للمكسيك، لمتابعة تطورات الوضع في كوسوفا.

·   في باريس، أكد ليونيل جوسبان، رئيس وزراء فرنسا، أن انسحاب قوات الصّرب من كوسوفا، هو الشرط الوحيد، الذي يمكن أن يوقف الضربات الجوية، ضد يوغسلافيا. وقال إن هناك ارتباطاً وثيقاً للغاية، بين هذين الأمرين. وصرح جوسبان أن السّلام، لن يتحقق إلاّ إذا طبق الرئيس اليوغسلافي، سلوبودان ميلوشيفيتش، شروط المجتمع الدولي. وأشار إلى ضرورة انتشار قوات السلام الدولية، في كوسوفا بسرعة، لضمان النّظام والسّلام والاستقرار، بهدف إيجاد شكل آخر للوضع العسكري، بدلاً من الوضع الوحشي الراهن هناك.

·   استمر حلف شمال الأطلسي أمس، في قصف أهداف عسكرية يوغسلافية، في الوقت، الذي يحاول فيه الحلفاء الغربيون التأكد من صدق بلجراد في قبولها شروط السلام الدولية، في كوسوفا. وقال متحدث عسكري باسم الحلف، إن العمليات مستمرة.

·   ذكرت وكالة الأنباء اليوغسلافية "تانيوج"، أن طائرات حلف شمال الأطلسي، ركّزت ضرباتها أمس الأول، على محطات بث تابعة للتليفزيون الرسمي الصربي، وأن شخصين أصيبا بجروح. وأسفرت الهجمات الأخيرة عن تدمير 6 محطات للبث، في شرق وشمال ووسط صربيا.

·   دعا أمس الرئيس الروسي، بوريس يلتسين، إلى وقف ضربات حلف شمال الأطلسي الجوية، على يوغسلافيا، بعد قبول بلغراد خطة السلام الدولية، لإنهاء الأزمة في كوسوفا.

·   أكد فيكتور تشرنوميردين، المبعوث الروسي الخاص للسلام، أن القوات الروسية، التي ستشارك ضمن قوات حفظ السلام في كوسوفا، ستكون تحت قيادة روسية. وقال إن موسكو ستطالب بذلك، مشيراً إلى أنه لا خلاف بينه وبين كبار العسكريين الروس، بشأن هذه المسألة. وذكرت مصادر روسية، أن عدد القوات الروسية المشاركة في قوات حفظ السلام، سيكون حوالي خمسة آلاف جندي وضابط، مزودين بطائرات عمودية وأسلحة ميدانية. بينما ذكرت قناة تليفزيونية روسية، أن العدد لن يتجاوز 700 فرد. وأشارت المصادر إلى أن هناك اتفاقاً بين مسؤولي وزارة الخارجية، والعسكريين في روسيا، على ضرورة أن تبقى القوات الروسية المشاركة، تحت قيادة روسية.

·   اندلع خلاف شديد حول اتفاق التسوية، الذي توصل إليه تشرنوميردين، حيث هاجم الحزب الشيوعي الاتفاق، واتهم تشرنوميردين بأنه باع يوغسلافيا لصالح حلف شمال الأطلسي. بينما دافع فلاديمير جيرنوفيسكين، زعيم الحزب الديموقراطي الحر المتطرف، عن تشيرنوميردين، وحاول التشويش على أعضاء الحزب الشيوعي، الذين انتقدوا الاتفاق، إلى أن أجبر على مغادرة اجتماع لمجلس النواب الروسي، ناقش المسألة.

·   التقى كوفي أنان، سكرتير عام الأمم المتحدة، خلال زيارته القصيرة للعاصمة الإيطالية روما، بكل من كارلو أزيليو شامبي، رئيس الجمهورية، وبابا الفاتيكان، يوحنا بولس الثاني، ودارت المباحثات حول دور المنظمة الدولية، في عملية إنهاء الحرب وإقرار السلام، في منطقة البلقان، وعودة لاجئي كوسوفا إلى ديارهم. وقد علق أنان في ختام اللقاءات، على موافقة البرلمان اليوغسلافي على شروط الدول الثماني الكبار، بأنه قرار مهم وفي الاتجاه الصحيح، نحو وضع حل نهائي للأزمة، ثم أثنى على الجهود الدبلوماسية، من جانب المبعوث الروسي شيرنوميردين، والرئيس الفنلندي، أهتيساري. وأضاف أن مجلس الأمن سيجتمع قريباً، بعد وضوح الصورة، من أجل إصدار قرار ينظم عملية السلام وعودة اللاجئين.

·   بعد ساعات من إعلان بلغراد موافقتها، على خطة السلام في كوسوفا، أعلنت بريطانيا إصرارها على ضرورة محاكمة الرئيس اليوغسلافي، سلوبودان ميلوشيفيتش، بتهم ارتكاب جرائم حرب. وأكد روبن كوك، وزير الخارجية البريطانية، في تصريحات صحفية أمس، أن ميلوشيفيتش يجب أن يمثل أمام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي. وقال إنه لا يمكن أن تكون هناك تسوية دائمة في كوسوفا، دون أن تأخذ العدالة مجراها، وتقتص من المسؤولين عن تنفيذ الهجمات على الشعب الألباني في كوسوفا. وأشار كوك إلى أن قضية الحصانة، أو العفو عن الزعيم اليوغسلافي، ليست، على الإطلاق، جزءاً من خطة السلام الأوروبية الروسية.

·   طالب رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، بخطة عاجلة لإعادة لاجئي كوسوفا إلى ديارهم، خلال أسبوعين. وأعلن في تصريحات للتليفزيون البريطاني، أن حلف شمال الأطلسي أجرى بالفعل، اتصالات مع الجيش اليوغسلافي، حول التجهيزات والاستعدادات اللازمة، للانسحاب من كوسوفا. غير أنه أشار، إلى أنه لن يشعر بأي "سعادة حقيقية"، إلاّ عندما يعود اللاجؤون إلى ديارهم، وهم الأشخاص، الذين نعمل من أجلهم.

·   أعلن زعماء جيش تحرير كوسوفا، أنّ الجيش سيكون مستعداً للتعاون، في تنفيذ شروط خطة السلام الدولية، التي قبلتها يوغسلافيا. وصرح هاشم تقي، أحد القادة العسكريين لجيش تحرير كوسوفا، أن قواته مستعدة للمشاركة سياسياً وعسكرياً، وهو ما يعني قبول الثوار الألبان لخطة السلام، التي اقترحتها مجموعة الثماني في بلجراد.

·   تسارعت الجهود الدبلوماسية، لإنهاء الحرب في البلقان، عقب موافقة يوغسلافيا على خطة السّلام في كوسوفا، حيث توجه خبراء عسكريون من حلف شمال الأطلسي، أمس إلى بلجراد، للتحضير لانسحاب القوات الصربية من الإقليم، وعودة اللاجئين، وسط توقعات بتوقف العمليات العسكرية غداً.

·   أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ويليام كوهين، أن إبرام اتفاق عسكري بين حلف شمال الأطلسي وبلغراد، حول الانسحاب بشكل كامل من كوسوفا، أمر ضروري قبل وقف الضربات العسكرية، وتوقع مسؤولون في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أن تتوقف العمليات العسكرية غداً أو بعد غد. في حين صرّح الرئيس الفنلندي، مارتي أهتيساري، الذي شارك بشكل بارز في الجهود، التي أثمرت عن موافقة بلغراد، على خطة السلام في كوسوفا، أن الضربات يمكن أن تتوقف خلال الأيام القليلة القادمة، إذا توصل الحلف وبلجراد، إلى اتفاق حول تفاصيل الانسحاب. وأوضح أهتيساري أنه عندما تبدأ بلغراد عملياً الانسحاب، فإن الحلف سيجمّد بصورة مؤقتة ضرباته الجوية، لضمان سلامة القوات اليوغسلافية المنسحبة.

·   وقال وزير الخارجية الألماني، يوشكا فيشر، إنّ هناك فرصة كبيرة للتوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار في كوسوفا، لكنه طالب بتوخي الحذر، عند تنفيذ تفاصيل خطة السلام، مذكراً أن ميلوشيفيتش سبق أن خدع مرات عدة، المجتمع الدولي.

·   أعلن ستروب تالبوت، أنه ناقش مع مجلس حلف شمال الأطلسي آلية تهدف، إلى التأكد والتحقق من التزام بلغراد بتعهداتها، بشأن الانسحاب من كوسوفا. واعترف بوجود خلافات بين الحلف وروسيا، حول قيادة القوة، التي ستشرف على تطبيق اتفاق السلام. وأكد أن وجود قيادة واحدة، يُعدّ أمراً ضرورياً لتكون فعالة.

·   أكد المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي، ضرورة الإسراع بإرسال المزيد من القوات إلى البلقان، تمهيداً لنشرها في كوسوفا، في إطار قوة حفظ السلام، التي ستضطلع بإقرار خطة السلام. ويُذكر أن الحلف يحتفظ بنحو 25 ألف جندي في المنطقة، ويحتاج لنشر ضعفهم، في إطار ما اتفق عليه القادة العسكريون للحلف، الشهر الماضي.

·   قال أمس مارتين أردمان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن وزراء خارجية "مجموعة الدول الثماني"، "السبعة الكبار وروسيا"، سيعقدون اجتماعاً يوم غد الأحد، للتصديق على مسوّدة قرار مجلس الأمن الدولي، لحل أزمة كوسوفا. وأضاف أن المديرين السياسيين للمجموعة، وافقوا على نص المسوّدة، في جلسة عُقدت الليلة قبل الماضية، وأن المدير السياسي الألماني، جونتر بليجر، بصدد عرض المسودة على الجانب الروسي. وسيسعى غداً في بكين، للحصول على تأييد الصين للقرار.

·   يلتقي اليوم عسكريون من حلف شمال الأطلسي، مع ممثلين لبلغراد عند الحدود، بين مقدونيا ويوغسلافيا، لمناقشة ترتيبات انسحاب القوات اليوغسلافية من كوسوفا، مما يفتح الطريق أمام تعليق الغارات، الأحد أو الاثنين. وأوضح دبلوماسي أن الوفد العسكري، لحلف شمال الأطلسي، سيكون بقيادة الجنرال مايكل جاكسون، قائد قوات حلف شمال الأطلسي في مقدونيا، وسيضم، أيضاً، ضُباطاً فنلنديين وروساً وأميركيين.

·   وأوضح الدبلوماسي أن حلف شمال الأطلسي سيعرض خلال هذا اللقاء، على العسكريين اليوغسلاف، شروطه لانسحاب تام للقوات اليوغسلافية من كوسوفا، وطرق ونقاط الخروج، التي ستسلكها هذه القوات لمغادرة كوسوفا، مع استمرار الحملة الجوية في البداية. وبعد التوصل إلى اتفاق مع القوات اليوغسلافية، يُعرض هذا الاتفاق على المجلس الدائم لحلف شمال الأطلسي لإقراره، ربما مساء اليوم.

·   قدم فيكتور تشيرنوميردين، المبعوث الروسي الخاص، تقريراً إلى الرئيس بوريس يلتسن، عن نتائج مهمته. وذكر فالنتين سيرغييف، مستشار المبعوث الخاص، أن يلتسن أيد جهود تشيرنوميردين"، إلاّ أن المراقبين لاحظوا أن المكتب الإعلامي للكرملين، لم يصدر بياناً يوضح موقف الرئيس، بل أشار إلى أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع المستشار الألماني، غيرهارد شرودر، أكد خلاله أنه "لم تبق هناك أسباب لمواصلة العدوان" على يوغسلافيا، بعد إقرار بلغراد خطة التسوية.

الأحد 6 يونيه 1999

·   أرسل حلف شمال الأطلسي أمس، تعليماته الخاصة "أوامره" بانسحاب القوات الصِّربية من كوسوفا، إلى القيادة العليا في بلغراد، فيما اجتمع مسؤولون عسكريون من الحلف، مع قادة من الجيش اليوغسلافي، لمناقشة خطة الانسحاب.

·   مازال الخلاف مستمراً في موسكو، بين قيادة الجيش الرافضة لاتفاق التسوية في كوسوفا، ومؤيدي الاتفاق، من أنصار المبعوث الخاص فيكتور تشيرنوميردين، الذي "أُبعد عن المفاوضات".

·   اجتمع أمس السبت، مسؤولون عسكريون، من حلف شمال الأطلسي، ومن القوات المسلحة اليوغسلافية، للمرة الأولى، منذ بدء الغارات الجوية على يوغسلافيا، في 24 مارس الماضي. ومثّل حلف شمال الأطلسي في الاجتماع، قائد قوات الحلف في مقدونيا، الجنرال مايكل جاكسون، في حين ترأس الوفد العسكري اليوغسلافي، الجنرال بلاغويي كوفاتشيفيتش، الذي حضر بدلاً من الجنرال سفيتوزار ماريانوفيتش. وعقُد الاجتماع في مبنى "مطعم أوروبا 93"، عند معبر بلاتسا المقدوني الحدودي، على مسافة 150 متراً، عن النقطة اليوغسلافية المقابلة، عند حدود إقليم كوسوفا، وأخفق اليوغسلاف في جعل اللقاء على الخط الحدودي. وسلم الجنرال جاكسون الوفد اليوغسلافي، نص اتفاق للتوقيع عليه، يحدد كيفية انسحاب قوات الجيش والشرطة الصربية واليوغسلافية، من إقليم كوسوفا، والطرق، التي ينبغي أن تسلكها، خلال الانسحاب. وعدّ مسؤولو حلف شمال الأطلسي هذا الاجتماع، بداية لنهاية العنف في كوسوفا، "إذا التزم الجانب الصربي بتعهداته، التي قدمها إلى المبعوثَين الأوروبي والروسي".

·   في بروكسل، أعلنت مصادر حلف شمال الأطلسي، أن التعليمات الخاصة بانسحاب القوات الصربية من كوسوفا، وصلت بالفعل إلى أيدي القيادة العليا في بلغراد، وأي تأخير في تنفيذها سيؤدي، إلى استمرار الغارات الجوية.

·   في بون، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أمس، أن اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني، الذي كان مقرراً عقده اليوم الأحد قرب بون، لبحث الحرب في كوسوفا، أُرجئ إلى مطلع الأسبوع المقبل، من دون أن تحدد موعداً. وبررت الوزارة هذا التأجيل، بالرغبة في إتاحة الوقت للوزراء، لمعرفة وتقويم نتائج محادثات أمس "السبت"، بين حلف شمال الأطلسي، وممثلي القوات المسلحة اليوغسلافية.

·   أكد ديبلوماسي روسي أن تشيرنوميردين، المبعوث الروسي الخاص، "استُبعد" من المفاوضات، بعد اعتراضات وزارتي الدفاع والداخلية، وأشار إلى أن إقصاء المبعوث الخاص جرى "بهدوء"، لكنه توقع تغيراً في موقف موسكو.

الاثنين 7 يونيه 1999

·   أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أمس، أن وزراء خارجية "مجموعة الثماني" "السبع الكبرى وروسيا"، سيجتمعون بعد ظهر اليوم قرب بون، لمناقشة تطورات الوضع في إقليم كوسوفا. وتأتي هذه الخطوة المحركة لعجلة المباحثات السياسية، متزامنة مع إعلان جيمي شيه، الناطق باسم حلف شمال الأطلسي، في بروكسل أمس، عن بدء القوات اليوغسلافية انسحابها من أراضي الإقليم، وخفض وتيرة الغارات الأطلسية، على أراضي يوغسلافيا.

·   وجه أمس رئيس الوزراء الروسي، سيرجي ستيباشين، انتقادات جديدة إلى حلف شمال الأطلسي، اتهمه فيها، بالسعي لفرض طريقة تسوية الأزمة في إقليم كوسوفا، وقال إنه بات من الضروري العمل، على إصدار قرار عن مجلس الأمن، حول هذه المسألة. وقال ستيباشين في تصريحات صحافية، إن موسكو تبذل كل ما بوسعها؛ لإنهاء الحرب في يوغسلافيا. لكنه أعرب "عن الأسف لأن مسائل عدة، سوّيت حسب رغبات الحلف".

·   أرسلت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، بالمملكة العربية السعودية، دفعة جديدة من المواد الغذائية، لمساعدة لاجئي كوسوفا، وذلك من خلال عشر رحلات جوية متتالية. وقال الأمين العام للهيئة، الدكتور عدنان بن خليل باشا، إنه تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد ابن عبدالعزيز، بنقل المساعدات الإغاثية السعودية للاجئين، فقد جري خلال هذه الرحلات شحن 57 طناً من المساعدات، على متن الطائرات السعودية. وأوضح أن هذه المساعدات اشتملت على الأدوية، والبطانيات، والملابس، والأحذية، والحليب السائل والجاف، والأرز، والدقيق، ومختلف المواد الغذائية، وحفاضات الأطفال، ومواد النظافة.

·   دفع القصف المدفعي العنيف، الذي تعرضت له مدينة كروما الألبانية، القريبة من الحدود مع يوغسلافيا، ليلة السبت ـ الأحد، إلى نزوح عدد من سكانها، وسكان القرى المجاورة لها. وأفاد مراسل وكالة "أ. ف. ب"، أنه شاهد قرويين في المنطقة، تحولوا إلى لاجئين، من ألبان كوسوفا، وهم يغادرون مستخدمين الشّاحنات وعربات الخيل، باتجاه مناطق أكثر أمناً، خصوصاً مدينة كوكيس الواقعة جنوباً.

·   رأى وزير الدفاع الألماني، رودولف شاربينج، أنه سيكون ضرورياً الإبقاء، على قوات السّلام الدولية، في إقليم كوسوفا، لمدة ثلاث سنوات على الأقل. و"أن السنوات الثلاث هي الحد الأدنى، الذي لا بد منه، وأعتقد أنه من الواقعي أن يطول الأمر أكثر من ذلك".

·   اتهمت مصادر صربية أمس، عناصر من "جيش تحرير كوسوفا"، بإطلاق النار ليل أول من أمس، على حافلة قرب بريشتينا، مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح، بينهم اثنان في حالة الخطر، بينما أصيب الجاني، واثنان من الركاب بجروح طفيفة.

·   عقد مسؤولون عسكريون، من حلف شمال الأطلسي ويوغسلافيا، أمس الأحد، جولة ثانية من المحادثات، لترتيب انسحاب القوات اليوغسلافية والصربية، من إقليم كوسوفا، حسب خطة التّسوية السّلمية، التي وافقت عليها بلغراد، الخميس الماضي.

·   يعقد وزراء خارجية دول الثماني، اجتماعاً في ألمانيا اليوم، لوضع قرار يرفعونه إلى مجلس الأمن. فيما غادر المندوب الأوروبي، مارتي أهتيساري، إلى بكين، لإجراء محادثات مع المسؤولين الصينيين، في شأن القرار والتصويت عليه.

·   وعلى الرغم مما ظهر من بوادر تسوية سلمية، لمشكلة كوسوفا، استمر نزوح الألبان من الإقليم. ووصل أمس المئات منهم إلى شمال ألبانيا، وأفاد غالبيتهم أنهم "من الرجال، الذين كان اعتقلهم الصرب، وأفرجوا عنهم أخيراً".

·   ذكر نازحون وصلوا إلى مقدونيا أمس، أن حوالي نصف مليون ألباني مشردون حالياً في الجبال والغابات، داخل إقليم كوسوفا، وسط أوضاع مأسوية، بسبب عدم توفر المستلزمات الطبية، وشح المواد الغذائية، "وأنهم قدموا طلباً إلى حلف شمال الأطلسي، ومنظمات الإغاثة الدولية، لإيجاد وسيلة لإسعافهم، بالسرعة الممكنة".

·   لم تتعرض بلغراد للغارات لليوم الثالث على التوالي، لتقضي بذلك أطول فترة دون قصف، منذ بدء الهجمات الجوية في 24 مارس الماضي، ولم تنطلق صفارات الإنذار.

·   استأنف القادة العسكريون، الممثلون لحلف شمال الأطلسي والحكومة اليوغسلافية، اجتماعاتهم صباح أمس، في خيمة أقيمت بقاعدة جوية فرنسية تابعة للحلف، في كومانوفو، جنوب شرقي مقدونيا، لوضع ترتيبات انسحاب القوات اليوغسلافية، من إقليم كوسوفا. في الوقت، الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الأمريكية أن الحلف، سيرسل44 ألف جندي في قوة حفظ السلام بالإقليم، إضافة إلى 4 آلاف جندي، من دول أخرى.

·   رأس الجانب اليوغسلافي في المفاوضات، سنيتوزار ماريانوفيتش، نائب رئيس أركان الجيش، بينما رأس وفد حلف شمال الأطلسي الجنرال سير مايك جاكسون البريطاني الجنسية، الذي يقود قوة الرد السريع التابعة للحلف.

·   أشار مسؤولون أمريكيون إلى تحديد سبعة أيام مهلة، لكي تنسحب خلالها القوات اليوغسلافية من كوسوفا، وأوضحوا أن الغارات الجوية ستتوقف، بعد يوم واحد من بدء الانسحاب، شريطة التحقق من ذلك.

·   أشار كنيث بيكون، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، إلى أنه، فور بدء القوات اليوغسلافية الانسحاب من كوسوفا، تجاه جمهورية الصرب، فإن قوات مشاة البحرية الأمريكية، ومعها قوات بريطانية، وفرنسية، وألمانية، وإيطالية، ستدخل كوسوفا.

·   صرّح المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي، أن وفد الحلف وافق على الطلب اليوغسلافي بالتأجيل، ووصف المحادثات بأنها كانت بناءة وإيجابية للغاية، وجرى خلالها مناقشة كل بند بالتفصيل. وأشار إلى أن هناك تفهماً كاملاً من الجانبين، لمضمون الاتفاق.

·   أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أمس، أن حلف شمال الأطلسي سيرسل 44 ألف جندي للمشاركة، في قوة حفظ السلام في كوسوفا، بينما عرضت دول غير أعضاء في الحلف، المشاركة بأربعة آلاف جندي آخرين. ولم يحدد المتحدث باسم الوزارة، الدول غير الأعضاء، التي ستشارك في قوة حفظ السلام.

·   أعلن جيمس روبن، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن وزراء خارجية دول مجموعة الثماني الكبرى، سيلتقون يومي الأربعاء والخميس المقبلين في ألمانيان، لبحث التطورات الأخيرة في الأزمة مع يوغسلافيا. وأشار إلى أن مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية، ستلتقي، أيضاً، مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، لبحث المسألة نفسها.

·   جدد فيكتور تشيرنو ميردين، مبعوث السلام الروسي في يوغسلافيا، رفض بلاده وضع قوات روسية تحت قيادة حلف شمال الأطلسي، ضمن قوة حفظ السلام المقترح إرسالها للإقليم، بعد الاتفاق مع يوغسلافيا. وقال إنّ قوات دول حلف شمال الأطلسي، ستكون تحت قيادة الحلف، أما القوات الروسية، فلن تكون أبداً تحت قيادة الحلف. وذكر مراقبون روس، أن تشيرنوميردين مضطر إلى أن يُظهر مدى حزمه، بشأن هذه المسألة، بعد اتهامه من جانب برلمانيين روس بأنه فرط في مصالح روسيا، وحليفتها يوغسلافيا، بموافقته على خطة السلام، التي قالوا إنها تخدم أهداف الحلف. وأوضح المراقبون أنه لم يتضح، حتى الآن، مدى المشاركة الروسية، في قوة حفظ السلام المقترحة في كوسوفا، وهل ستتألف من 5 أو 10 آلاف جندي. وكان وزير الخارجية الروسي، إيجور إيفانوف، قد أبدى شكوكه بشأن مبدأ فصل المشاركة الروسية، عن قوات الحلف في كوسوفا. كما واصل المسؤولون الغربيون الإعراب عن آمالهم، في مشاركة روسية، تحت قيادة موحدة.

·   أكد أمس جراهام بلوت، نائب مدعي محكمة جرائم الحرب، التابعة للأمم المتحدة في لاهاي، أن الرئيس اليوغسلافي، سلوبوان ميلوشيفيتش، سيحاكم، وإن طال الزمن. وأعرب عن ثقته، خلال لقاء مع تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "B.B.C."، من محاكمة ميلوشيفيتش، إن عاجلاً أو آجلاً. وقال إنه يصعب تحديد الموعد، لكن هناك دائماً "اليد الطولى للقانون". وأكد أنه سيصدر أمراً باعتقاله، إذا حاول الهروب من يوغسلافيا. وفي الوقت نفسه، أعلن أمس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن صربيا يمكن أن تحصل على مساعدة مالية من الولايات المتحدة الأمريكية، لإعادة إعمارها، شرط أن تتعاون مع محكمة جرائم الحرب، بتسليمها ميلوشيفيتش. لأنه ليس من المناسب منح أموال لصربيا، قبل أن تتعاون مع المحكمة.

·   أعلن حقي شطالبي، سفير ألبانيا بالقاهرة، أن موافقة البرلمان الصربي على خطة السّلام الدولية في البلقان أخيراً، ليست كافية، إذا لم تواكبها خطوات فعلية وإيجابية، من الجانب الصربي، لوقف عملياتهم العدوانية على كوسوفا. وحذّر السفير الألباني من اعتبار موافقة البرلمان الصربي، بداية حل للمأساة، بدليل أنه، بعد قرار البرلمان مباشرة، شنّت القوات الصربية عدوانًا جديدًا، على قرى تقع في شمال جمهورية ألبانيا. كما أيّد موقف حلف شمال الأطلسي، والغارات الجوية، التي يشنها على يوغسلافيا، مؤكداً أنه لولا هذه الضربات، ما اتخذ البرلمان الصّربي قراراً مؤيداً، لتطبيق خطة سلام، في إقليم كوسوفا. كذلك أيّد دور الدبلوماسية الروسية، من أجل تحقيق السلام في المنطقة، ولكنه عارض وجود قوات عسكرية روسية في كوسوفا، تحت قيادة مستقلة، خارج إطار حلف شمال الأطلسي.

·   كشفت صحيفة "الأبزرفر" البريطانية أمس، أن القوات الصربية تحرق جثث ضحاياها، من ألبان إقليم كوسوفا، لإخفاء الأدلة على ما ارتكبته من فظائع، وذلك قبل وصول المحققين في جرائم الحرب إلى الإقليم. ونقلت الصحيفة الأسبوعية في صفحتها الأولى، عن ثلاثة شهود، أن سحب الدخان شوهدت تنبعث من منجم تريتشا، حيث تباشر فرق الموت الصربية إحراق مئات الجثث لضحايا، معظمهم من الرجال والشبان في سن التجنيد العسكري، وذلك بمعدل مائة جثة يومياً خلال الشهرين الماضيين. وأضافت أن الجثث، التي استُخرجت من مقابر جماعية، في وادي درينيتشار، كانت لرجال قتلوا مؤخراً في سجن سمركو فيتشا، حيث كانوا محتجزين. وكانت تصل بالشاحنات، ويُلقى رمادها بعد حرقها، في آبار مهجورة.

·   شهدت العاصمة اليوغسلافية بلغراد، هدوءاً مشوباً بالحذر لليلة الثالثة على التوالي، بينما استمرت طائرات حلف شمال الأطلسي في قصف الأهداف الصربية، داخل إقليم كوسوفا. وذكرت وكالة "تانيوج" اليوغسلافية، أن مقاتلات الحلف أطلقت 14 صاروخاً، على قريتي بيكوس وبوزليكوسا، في منطقة بريزرن، جنوب كوسوفا، وأن ثلاثة صواريخ على الأقل، سقطت في قرية بلانيا، في المنطقة نفسها، فضلاً عن انفجار قوي، في قرية بامازاتن.

·   تعتزم بريطانيا إرسال فريق من المحققين في جرائم الحرب إلى كوسوفا، عقب نشر القوات الدولية لحفظ السلام، لجمع الأدلة ضد المسؤولين، عن ممارسات التطهير العرقي في الإقليم. وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، مساء أمس الأول أن لدى لندن تقارير، تشير إلى أن القوات الصّربية في كوسوفا، تستعجل الآن في دفن جثث الضحايا من الألبان، وإخفاء معالم الجرائم، التي ارتكبت ضد الإنسانية في كوسوفا، قبل نشر القوات الدولية. وأشار إلى أنه لدى بريطانيا خطة للبحث عن الأدلة، في بعض المناطق، التي تردد أن الصرب ارتكبوا فيها مذابح وحشية ضد الألبان. ومن ناحية أخرى، كشفت صحيفة "صنداي تلجراف" النقاب، عن أن القرار الدولي، المقرر صدوره عن الأمم المتحدة، حول تسوية أزمة كوسوفا، يتضمن الإشارة إلى "دور ملموس"، لحلف شمال الأطلسي، في قوة حفظ السلام.

الثلاثاء 8 يونيه 1999

·   شمال الأطلسي استعداده، لمعاودة المحادثات العسكرية مع يوغسلافيا، بعدما توقفت فجر أمس، شرط أن تكون بلغراد مستعدة لتطبيق اتفاق السلام حول كوسوفا، وسحب جنودها من الإقليم.

·   باسم حلف شمال الأطلسي، جيمي شيه، إنه يتعين على الرئيس اليوغسلافي، سلوبودان ميلوشيفيتش، وجنرالاته، أن يكونوا "مستعدين للانصياع لشروط الأسرة الدولية"، موضحاً أن ذلك يعني "سحب جميع قواته من كوسوفا، والسّماح بوجود قوة دولية" في كوسوفا. وأكد أن "الضربات الجوية ستستمر". وكان شيه أعلن في وقت سابق، أن المحادثات استؤنفت أمس، على مستوى "ضباط الاتصال"، وهو مستوى أدنى من المحادثات، التي جرت بين القادة العسكريين للطرفين.

·   الخارجية البريطاني، روبن كوك، أمس الاثنين: "أن المحادثات حول كوسوفا فشلت، لأن يوغسلافيا تصرّ على إبقاء ما يصل إلى 15 ألف جندي صربي في الإقليم، مما يحول دون عودة اللاجئين". وقال إن اليوغسلاف، يريدون خفض قواتهم، في الإقليم إلى ما يرونه أنه حجمها في زمن السلم. وهذا قد يعني ما بين 10 و15 ألف جندي، مما يمنعنا من بدء العمل على إعادة اللاجئين". وهو "انتهاك فاضح للشروط"، التي وافقوا عليها الأسبوع الماضي، وتنص على "سحب كل وحدات الجيش والشرطة الخاصة والميليشيات".

·   باسم الوفد اليوغسلافي، نيبويشا فويفيتش، أن مسؤولية إخفاق المحادثات، يتحملها حلف شمال الأطلسي، "لأنه حاول إدخال عناصر، تتناقض مع خطة السّلام، التي وافقت عليها بلغراد، وحاول استباق الوقت قبل صدور قرار مجلس الأمن، الذي يحسم الأمور، ويحدد حجم وتفويض تركيبة القوات الدولية، بالنسبة لكل الأطراف، بما فيها الحلف".

·   ، التي توقفت فيها المباحثات، بين ممثلي حلف شمال الأطلسي العسكريين، وممثلي القيادة العسكرية اليوغسلافية، في كومانوفو بجمهورية مقدونيا، انطلقت صفارات الإنذار من جديد، في العاصمة اليوغسلافية بلغراد، بعد هدوء استمر 40 ساعة. وعلى الرغم من أن طائرات الحلف لم تقصف المدينة، فإنها أجبرت سكانها على الاختباء في الملاجئ، وأعطت إشارة للقيادة السياسية اليوغسلافية، أنها ستعود لقصف بلغراد، في أي لحظة يحاول فيها الرئيس، سلوبودان ميلوشيفيتش، التلاعب بالاتفاق، الذي أقر في بلغراد بينه وبين الوسيطين الأوروبي، ماتي أهتيساري، والروسي، فيكتور تشيرنوميردين.

·   الصِّربي الرّسمي واشنطن، بأنها مسؤولة عن فشل مباحثات كومانوفو، مع ملاحظة أن الصحف الصربية تعتقد، أن فشل المباحثات لا يعني انقطاعها بشكل نهائي، خاصة أن الوفد الصربي مازال في كومانوفو. والواضح الآن أن نقطة الخلاف الأبرز في المباحثات، هي أن صربيا طلبت أن يكون عدد الجنود اليوغسلاف، المتمركزين في كوسوفا، 15,000 جندي، كما كان الحال، قبل بداية الأزمة. كذلك تطلب بلغراد مدة أطول لسحب قواتها، بدلا عن المدة، التي حددها حلف شمال الأطلسي بسبعة أيام فقط. كما قدّم الوفد العسكري اليوغسلافي مشروعاً، لعودة اللاجئين الكوسوفيين الألبان، عدّه الجنرال مايك جاكسون، رئيس وفد الحلف في المحادثات العسكرية، لا يضمن مطلقاً سلامتهم وأمنهم.

·   أن حلف شمال الأطلسي، سيواجه مشكلة كبيرة مع الزُّمر الصربية المسلحة، التي لم تدخل في نص الاتفاق. ففي داخل الإقليم الآن عدة آلاف من زمر "النمور"، التي يتزعمها جيلكو راجنياتوفيتش، "أركان"، و"العقبان البيضاء" بزعامة شيشل، و"الذئاب الرمادية"، وكلها تواصل أعمال القتل والقمع في إقليم كوسوفا. إضافة إلى أنّ السلطات الصّربية وزعت 70 ألف قطعة سلاح، على صرب كوسوفا، وهذه لم تدخل في نطاق مباحثات الحلف والجيش اليوغسلافي، وهي من المعطيات، التي يراها البعض مؤشراً، إلى أن بلغراد لا تريد الاستقرار في الإقليم، بل تسعى إلى مواجهة بين الأهالي وقوات الحلف، التي ستنتشر فيه.

الأربعاء 9 يونيه 1999

·   أعلن حلف شمال الأطلسي أن طائراته، كثفت ضرباتها ضد يوغسلافيا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، إذ نفذت حوالي 658 طلعة، مقابل 400 إلى 500 طلعة في الأيام السابقة. وأنه من أصل 658 طلعة، رافقت 222 طلعة ضربات، بينما كانت 65 طلعة مخصصة لمهمات ضد الدفاعات الجوية اليوغسلافية. وكان الحلف قد أكد، أول من أمس، أن قصف كوسوفا، وبقية أنحاء صربيا، سيتكثف بعد فشل المحادثات، التي جرت في مقدونيا بين مسؤولين عسكريين من الحلف ومن الجيش اليوغسلافي، بشأن طرق انسحاب القوات الصربية، من إقليم كوسوفا.

·   أبلغ الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، الكونغرس عزمه على نشر قواتٍ أمريكية، قوامها 7000 جندي تقريباً، في إطار القوة الدولية لحفظ السلام في كوسوفا، إضافة إلى 1500 جندي سيتمركزون في المنطقة، لمساندة هذه القوة. وأوضح كلينتون، أيضاً، أن عدد العسكريين الأمريكيين، المكلفين بمهمات إنسانية في ألبانيا، سيرتفع إلى قرابة خمسة آلاف، وأنّ هذا العدد سيبقى على حاله لبعض الوقت، حتى بعد البدء بإعادة لاجئي كوسوفا إلى ديارهم. وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية ، قال المستشار الألماني، جيرهارد شرودر، أمس: "إن السلام في البلقان أصبح هدفاً قريب المنال، لكن يجب على المجتمع الدولي أن يبقى حازماً في الدقائق الأخيرة، حيال يوغسلافيا". وأضاف، في كلمة أمام البرلمان الألماني، "الباب إلى السلام مفتوح، ولدينا من الأسباب ما يدعو للتفاؤل، لكن الحذر مطلوب".

·   وفي مدينة كولون الألمانية، استأنف وزراء خارجية دول "مجموعة الثماني"، مناقشاتهم الحاسمة للتوصل إلى اتفاق، على مشروع قرار بشأن كوسوفا، ليُعرض على الأمم المتحدة. وكانت مطالب روسيا بشأن قيادة قوة سلام دولية ستنشر في الإقليم، والجدول الزمني لعملية السلام، أرغمت الوزراء الثمانية، مساء أول من أمس، على تأجيل أعمالهم، التي بدأت في بون، إذ أشار وزير الخارجية الألماني، يوشكا فيشر، إلى أنه مازال يتعين تسوية "نقطتين أو ثلاث".

·   في موسكو، استنكر أمس الرئيس الروسي، بوريس يلتسين، مواصلة حلف شمال الأطلسي، "العدوان على يوغسلافيا" وقال: "إن ذلك يشكل محاولة جديدة، لفرض قانون الأقوى ". وأضاف: "إن العدوان على يوغسلافيا، البلد السّيد، عقّد العلاقات الدولية. وواجه العالم محاولة جديدة لفرض قانون الأقوى". وشدد على أن الغارات الأطلسية، "انتهكت أسس القانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة".

·   في بكين، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، جانج كيو: "يجب على حلف شمال الأطلسي، أن يوقف غاراته على يوغسلافيا، قبل أن يناقش مجلس الأمن خطة السلام، وهذا شرط ضروري لحل أزمة كوسوفا".

·   وصل مبعوث الاتحاد الأوروبي، الرئيس الفنلندي، مارتي أهتيساري، إلى بكين، في زيارة استغرقت ست ساعات، لإشراك الصين في عملية السلام من أجل كوسوفا، وأجرى محادثات مع الرئيس الصيني، جيانج زيمين، ووزير الخارجية، تانج جياوان، لضمان مساندة الصين لمشروع قرار في الأمم المتحدة، يدعم خطة السلام لكوسوفا.

·   أعلن مسؤول رفيع المستوى، في مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، أمس الثلاثاء، أن المفوضية تتوقع عودة نصف مليون لاجئ إلى كوسوفا، بحلول سبتمبر المقبل، بفضل خطة السّلام.

·   وقال الموفد الخاص للمفوضية إلى البلقان، دنيس ماكنمارا: "إن المفوضية تراهن على عودة ما بين 400 ألف، ونصف مليون شخص، في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر، من أصل 800 ألف من ألبان كوسوفا، جرى تهجيرهم إلى ألبانيا والجبل الأسود ومقدونيا.

·   اشتملت النقاط الرئيسية، لمشروع القرار، الذي تُوصل إليه، أمس الثلاثاء، في كولونيا، وزراء خارجية مجموعة الثماني، ورُفع إلى مجلس الأمن الدولي للمصادقة عليه، ما يلي: إن مجلس الأمن:

-   مجدداً مبدأ سلامة، ووحدة أراضي، جمهورية يوغسلافيا الاتحادية.

-   يدعو إلى "حكم ذاتي جوهري"، لإقليم كوسوفا.

-   يستند إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يجيز اللجوء إلى القوة، إذا دعت الحاجة.

-   يطالب بلغراد بـ "وقف فوري، قابل للتحقق، لأعمال العنف والقمع في كوسوفا"، و"بدء انسحاب يمكن التحقق منه، لكل قوات الجيش والشرطة والقوات شبه العسكرية الصربية، "يجري بالتزامن معه نشر وجود أمني دولي، في كوسوفا".

-   يضع نشر "الوجود المدني والأمني" في كوسوفا، تحت إشراف الأمم المتحدة.

-   يتحدث صراحة عن حلف شمال الأطلسي، لكنه "يسمح للدول الأعضاء، والمنظمات الدولية المناسبة" تشكيل قوة دولية وفقاً للبنود، التي تحددها خطة السلام المشتركة، بين الدول الغربية وروسيا، التي قبلتها بلغراد. وينص هذا الاتفاق في ملحق له، على نشر قوة "يشارك فيها بشكل أساسي حلف شمال الأطلسي"، وتوضع "تحت قيادة موحدة".

-   يحدد مهمة هذه القوة بـ"المحافظة على وقف النار وفرضه، إذا لزم الأمر" والتأكد من الانسحاب، ومنع القوات الصربية واليوغسلافية، من العودة إلى كوسوفا، ونزع سلاح عناصر جيش تحرير كوسوفا، المطالب باستقلال الإقليم، والإشراف على عمليات إزالة الألغام.

-   يعتزم إقامة إدارة مؤقتة، باسم الأمين العام للأمم المتحدة، و"بمساعدة المنظمات الدولية المناسبة"، هدفها تسهيل انتقال الإقليم إلى الحكم الذاتي، بعد إجراء انتخابات.

-   يطلب من يوغسلافيا، تسهيل وصول المنظمات الإنسانية، إلى كوسوفا.

-   يطلب تعاون "جميع الأطراف المعنيين، بما في ذلك الوجود الدولي الأمني"، مع محكمة لاهاي.

-   يحدد، بمدة عام، المهمة الأصلية، للوجودين المدني والأمني.

·   صرح رئيس الجبل الأسود، ميلو ديو كانوفيتش، بأنه لا يستبعد إجراء استفتاء حول مستقبل الاتحاد الفيدرالي، والعلاقات بين بلاده وجمهورية صربيا، بعدما يتم إحلال السلام، في إقليم كوسوفا.

·   قررت الحكومة اليونانية، في اجتماع طارئ أمس، السماح بمرور نحو 2500 جندي، من قوات مشاة البحرية الأمريكية، عبر شمال البلاد إلى سكوبيا، وتقديم جميع التسهيلات لها، على الرغم من موجات الاعتراضات من جانب أعضاء بارزين، في كل من الحزب الحاكم وحكومته، بسبب اقتراب الانتخابات الأوروبية، وهو ما يهدد مرشحي الحزب بالفشل فيها، في ظل تنامي الغضب الشعبي، على حلف شمال الأطلسي، وتحديداً الولايات المتحدة.

·   حذّر مسؤولو الإغاثة بالأمم المتحدة أمس، من تدهور أحوال نحو 1.5  مليون لاجئ من ألبان كوسوفا، تشردوا منذ بدء الأزمة في البلقان. وطالبوا بضرورة إيجاد مأوى آمن ودائم لهم، قبل حلول الشتاء المقبل.

·   ذكرت شبكة ".C.N.N" الأمريكية، نقلاً عن مسؤولي الإغاثة، أن أي اتفاق للسلام في كوسوفا ينبغي أن يأتي في أقرب فرصة، وأن يضمن سلامة هؤلاء اللاجئين. وأنه حتى إذا حلّ السلام في كوسوفا حالياً، فإنه من الصعوبة توطين هذا العدد من اللاجئين، قبل حلول الطقس السيئ على منطقة البلقان، في الشتاء.

·   وجه البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان، نداء قوياً؛ من أجل السلام في العالم، وإنهاء الصراع في إقليم كوسوفا. وأدى البابا صلاة خاصة، دعا خلالها إلى إنهاء الصراع الدموي في كوسوفا، والذي سماه إهدار دم الأبرياء. وتعدّ هذه الصلاة، التي أجراها البابا مساء أمس الأول في مدينة تورون، الأولى من نوعها، التي يذكر فيها البابا أزمة كوسوفا، خلال زيارته لبولندا، التي بدأت يوم السبت الماضي، وتستغرق 13 يوماً.

·   أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن وزراء خارجية مجموعة الثماني، اتفقوا أمس على مشروع قرار حول كوسوفا، سيعرض في وقت لاحق على مجلس الأمن الدولي.

·   صرّح جيمس روبن، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أن الدول الصناعية السبع الكبرى وروسيا، وافقت في مدينة كولونيا الألمانية، على إرسال قوة حفظ سلام إلى كوسوفا، يلعب فيها حلف شمال الأطلسي الدور المحوري، وقال روبن: "إن مشروع القرار الدولي سينص، على تشكيل قيادة موحدة لقوة حفظ السلام الدولية". مشيراً إلى أن الجميع يعملون، بأقصى سرعة، في كولونيا، لإرسال مسودة القرار إلى نيويورك.

·   أكد المتحدث الأمريكي استمرار الضربات الجوية، حتى يتم التحقق من الانسحاب العسكري الصربي من كوسوفا، وذلك على الرغم من الإصرار الروسي والصيني، على تعليق الهجمات الجوية، قبل الموافقة على القرار الدولي في مجلس الأمن. وقال روبن: "إن واشنطن وافقت على مبدأ الهدنة، في قصف حلف شمال الأطلسي في كوسوفا، فور بدء القوات الصربية انسحابها من الإقليم". وكان المتحدث الأمريكي يرد على وزير الخارجية الروسي، إيجور إيفانوف، الذي أكد أمام نظرائه، أن روسيا لن تصوّت على قرار دولي، مادام الحلف لم يوقف قصفه، للأراضي اليوغسلافية.

·   قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة: "إن فرنسا وبريطانيا اقترحتا خلال الاجتماع، أن يوافق مجلس الأمن أولاً على مشروع القرار، الذي لن يطرح للتصويت قبل وقف ضربات حلف شمال الأطلسي ضد يوغسلافيا". وقد فتح الاقتراح البريطاني ـ الفرنسي الباب، أمام حدوث انفراج بين الغرب وروسيا، في اجتماع مجموعة الثماني. وقال روبن كوك، وزير الخارجية البريطاني: "إن عدم التصويت على القرار، قبل وقف الضربات، هو أفضل صيغة ترضي روسيا، التي تصر على وقف الضربات، قبل اعتماد أي قرار في الأمم المتحدة".

·   قال نائب وزير الخارجية اليوغسلافي: "إن خطة السلام، التي وافقت عليها بلغراد، تنص على الحفاظ على وحدة وسيادة جمهورية يوغسلافيا الاتحادية، وهو ما يعني حراسة المراكز الحدودية.

·   في موسكو، توقعت مصادر مطلعة، أن يُبلّغ الرئيس الروسي، بوريس يلتسين، وزير خارجيته، إيجور إيفانوف، مراعاة التوافق مع وزراء مجموعة الدول السبع، حول مشروع صياغة القرار، الذي سيرفع لمجلس الأمن، حول التسوية السلمية في كوسوفا، ونشر قوات حفظ السلام. وكان إيفانوف يصر على تأمين وقف قصف حلف شمال الأطلسي، مع بدء عملية الانسحاب العسكري من كوسوفا، تمهيداً لدخول قوات دولية، تنسق عملها مع قوات أمن يوغسلافية، تُمهد لعودة النازحين والمهجرين الألبان، إلى ديارهم.

·   من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن، فور توصل وزراء خارجية مجموعة الثماني إلى اتفاق، ليوافق على النص، الذي يتم تبنيه رسمياً، بعد وقف ضربات حلف شمال الأطلسي، ضد يوغسلافيا. وتوقع كوفي أنان صدور قرار عن مجلس الأمن، في غضون 24 ساعة، من رفع مسودة القرار إليه. كما توقع أن يقع الاختيار عليه، لتعيين رئيس للإدارة المدنية في كوسوفا، لمراقبة عملية التحول السلمي في الإقليم.

·   في إطار التنسيق المشترك، أجرى الرئيس الروسي، بوريس يلتسين، اتصالاً هاتفياً بنظيره الصيني، جيانج تسه مين، لبحث آخر تطورات إعداد مشروع القرار الدولي. وكان الرئيس الفنلندي، مارتي أهتيساري، المبعوث الأوروبي بشأن كوسوفا، قد أجرى مشاورات أمس مع الزعماء الصينيين، سعياً وراء مساندة الصين للقرار الدولي المرتقب.

·   قال المستشار الألماني، جيرهارد شرودر، أمام البرلمان الألماني: "إن مجلس الأمن يمكنه تبني قرار بشأن كوسوفا خلال 48 ساعة، إذا سارت الأمور على ما يرام". من جانبه، حذّر توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا، من أن جميع الخيارات مازالت مفتوحة، وأنّ الغرب مصمم على تنفيذ ميلوشيفيتش لكل مطالبه.