إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / النزاع الحدودي بين قطر والبحرين





المناطق قبل صدور الحكم

الحدود المقترحة لتسوية النزاع
بعد صدور الحكم (إنجليزية)
بعد صدور الحكم (عربية)



ملحق

ملحق

كلمة أمير دولة البحرين

وجه الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، أمير البحرين كلمة إلى مواطنيه، على أثر إصدار محكمة العدل الدولية حكمها في الخلاف الحدودي مع قطر.

وقال الأمير في كلمته:

اليوم، وبفضل الله وتوفيقه، قال القضاء الدولي كلمته الفاصلة، وأصدرت أعلى سلطة قضائية في منظمة الأمم المتحدة، وهي محكمة العدل الدولية، حكمها التاريخي القاضي بتأكيد تبعية جزر حوار ـ كما كانت دائماً ـ لدولة البحرين، وبسيادة البحرين التامة علي هذه الجزر، طبقاً للقانون الدولي، مؤكدة بهذا الحكم النهائي ما آمنا به في هذا الوطن، جيلاً بعد آخر، من سيادتنا علي كل شبر من أرضه. ولقد تمسكنا بعدالة قضية وطننا الغالي، وتحملنا في سبيله التضحيات والأعباء الجسيمة، في مختلف الميادين، ليس حفاظاً على وحدة كياننا الوطني المقدس فحسب، وإنما حفظاً كذلك لاستقرار الأوضاع، وثباتها لمصلحة الجميع في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

ولم تكن تبعية جزر حوار لدولة البحرين موضع أي شك لدى شعبنا، وجيراننا وأصدقائنا، فالجميع مدركون أنه لم يسكن هذه الجزر لمدى قرون غير أهل البحرين، ورغم ذلك فقد واجهنا ادعاءات لا أساس لها، تذرعت بعدد كبير من الوثائق المزورة؛ لإثبات غير ذلك. ولم تكن المواجهة يسيرة أو سهلة، لكن ثبات البحرين المشرف، وتمسكها المطلق بحقوقها أديا، بفضل الله، إلى هذه النتيجة العادلة؛ ذلك أن انتزاع جزر حوار من وطنها الأم لم يكن يتعلق بهذه الجزر فحسب، وإنما كان يهدد وجودنا كأمة، ويمس مجال البحرين الحيوي في البحر والجو.

وفي هذا اليوم الأغر من تاريخ البحرين يجب علينا أن نشكر الله عز وجل، أولاً في هذا المقام، شكراً يليق بجلاله وجميل كرمه؛ حيث سمع تضرعنا في بيته الحرام، عند الملتزم بين باب الكعبة المشرفة والحجر الأسود، سائلينه أن يثبتنا على الحق، وأن يحفظ كل بقعة من أرضنا لأهلها، ويقوينا في دفاعنا عن حقوقنا المشروعة، فاستجاب سبحانه لدعائنا، ودعاء الخيرين من أهل هذا الوطن، وعلمائه الذين رافقونا في تلك الرحلة المباركة إلى الديار المقدسة، وذلك فضل من الله ونعمة، تستدعي منا مزيداً من الشكر له، والثقة بما عنده، والتمسك بمبادئ وأحكام دينه، الذي أنزله على خاتم رسله. فحمداً له وشكراً، وأملنا في الله كبير أن يفتح علينا بركات من السماء والأرض، لخير هذا الوطن والمواطنين.

كما يطيب لنا أن نتوجه بالشكر والتقدير إلى أفراد شعبنا الوفي، وإلى قواتنا المسلحة الباسلة، وإلى هيئاتنا الديبلوماسية والقانونية، وكل من تعاون من المحامين والخبراء الدوليين، مقدرين للجميع جهودهم المخلصة، ومواقفهم المشرفة، دفاعاً عن هذه القضية العادلة، التي كان لجيل الآباء والأجداد، أساساً، من شرف الدفاع عنها، ما يستحق اليوم أعمق تقديرنا. فباسمكم جميعاً أهدي هذا الفوز التاريخي إلى ذكرى والد الوطن، قائدنا الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه. كما نتوجه بخالص التقدير إلى عضده وسندنا العم العزيز صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والعم العزيز صاحب السمو الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة، وإلى ولي عهدنا صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وجميع أفراد الأسرة المالكة، آل خليفة الكرام وجميع رجالات الدولة والوطن، الذين كانوا خير عون لنا في هذه المهمة. ونخص بالذكر منهم الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وزير الخارجية المسؤول عن الشؤون الخارجية بكل اقتدار، والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وزير الداخلية لدوره، ودور وزارته في خفر ومراقبة الحدود، وصون أمنها، والشيخ الفريق أول خليفة بن أحمد آل خليفة، وزير الدفاع، نائب القائد العام، المسؤول عن الشؤون الدفاعية بكل العزم والرأي الشجاع، والأخ السيد جواد سالم العريض، وزير الدولة، وكيل البحرين لدى محكمة العدل الدولية، الذي ترأس الفريق القانوني بكل الولاء والإخلاص لنا ولوطنه. ونخصهم بالشكر لأدائهم العملي المشرف الذي أسهم في تحقيق هذا الفوز للوطن.

شعبنا الوفي: إن تأكيد محكمة العدل الدولية مبادئ الحق والعدل في قضية الخلاف بين البحرين وقطر المسماة (قطر ضد البحرين) في سجل المحكمة، يمثل انتصاراً ليس للبحرين فحسب، وإنما لجميع الأشقاء والأصدقاء، وأطراف المجتمع الدولي، ومبادئ الشرعية الدولية في كل مكان. وفي هذا المقام فإنا نحيي محكمة العدل الدولية على قرارها الحكيم. ونعلن قبولنا حكمها في شموليته. وقد أمرنا باتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان تنفيذه، معتبرين نتيجة الحكم على وجه الخصوص كسباً مشتركاً للبلدين الشقيقين قطر والبحرين، فقد كسبنا معركة المستقبل معاً بفضل الله. وحان الوقت لفتح صفحة جديدة مشرقة من الوفاق بين بلدينا، تثبيتاً للتلاحم القائم بينهما على كل صعيد، وتحقيقاً لأحلام وتطلعات الأجيال من البحرينيين والقطريين في العيش المشترك، القائم على التعاون المثمر لخيرهم جميعاً، وخير شعوبنا الشقيقة في دول مجلس التعاون؛ الذي نستبشر اليوم بأن يكون أكثر تلاحماً وقوة بهذا التطور الإيجابي في مسيرته. وأن يشهد المزيد من التقارب بإرادتنا المشتركة، مثلما تجلت بأجمل صورها في قمة البحرين بتصميم القادة الأشقاء.

وفي هذا اليوم التاريخي الذي نسعد فيه بتسوية الخلاف بين بلدين شقيقين في البيت الخليجي المشترك، لا بد من أن نشيد بجهود الوساطة السعودية الكريمة، التي أسهمت في مسيرة الحل منذ البداية. وحرصت على التفاهم والتهدئة بين الأشقاء في أدق المراحل، معربين عن تقدير البحرين لدور المملكة العربية السعودية الشقيقة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي، الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي، الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني وزير الدفاع والطيران، حيث ستبقى جهودهم الكبيرة ـ حفظهم الله ـ في هذا المسعى الكريم جزءاً من الدور الريادي الشامل للمملكة العربية السعودية، والهادف إلى خير هذه المنطقة، ومصلحة شعوبها في مختلف الميادين.

واليوم، فإن جميع جسور التواصل والتكامل مع الأشقاء في دولة قطر، بقيادة صاحب السمو، الأخ العزيز الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد أصبحت ممهدة ومفتوحة، على قاعدة الإخاء والمودة والتعاون الشامل؛ لنواصل معاً مسيرة الخير التي ينتظرها الشعبان الشقيقان، من دون إبطاء، داعين منذ الآن إلى استئناف أعمال اللجنة العليا المشتركة، برئاسة وليي العهد في البحرين وقطر، وفقهما الله إلى كل خير، لتقوم اللجنة بالنظر في كل ما يمكن عمله للبدء بإقامة مشروعات التنمية المشتركة على جانبي الحدود؛ لتصبح نموذجاً للبناء المشترك بين البلدين، وفي مقدمتها مشروع الجسر. وذلك بعد نظر اللجنة في تعديل كل ما لا يتفق مع حكم المحكمة، الصادر من قوانين وأنظمة في البلدين. وأن أفضل تجاوز للماضي هو دفع عجلة هذا التعاون إلى الأمام. وكما فتحت البحرين من دون انتظار لتسوية الخلاف مجال الاستثمار والتملك للقطريين في البحرين، فإنا ندعو الشقيقة قطر إلى فتح مجال العمل والاستثمار للبحرينيين على طريق التقارب المخلص، الذي نعده من أولوياتنا في البحرين.

وحيث إن أقوى الأسس لبناء المستقبل هو التاريخ والتراث المشترك الذي يجمعنا والأشقاء في قطر، بما لقطر من تراث في البحرين، سيبقى موضع عنايتنا، فإن الزبارة ستبقى من جانب آخر تخليداً لهذا التراث المشترك على أرض قطر، بما يشمله من جذورنا التاريخية المتوارثة.

وإذ من الله على البلدين بهذه البداية الجديدة التي تحمل الكثير من إمكانات الخير، فلا بد من أن نستذكر اليوم، في هذا الموقف، بالتقدير والشكر المساعي الحميدة التي بذلها الوالد صاحب السمو، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة للتقريب بين البحرين وقطر، في مختلف الظروف، بما يمثل الآن نبراساً لانطلاقة التعاون المشترك الذي نتطلع إليه، مؤكداً الدور المشهود لسموه - حفظه الله - ليس على الصعيد الخليجي فحسب، وإنما على الصعيد العربي والدولي.

أما في ما يتعلق بالاستثمار العائد بالخير على شعبنا في البحرين، فإنا ندعو شركات التنقيب العالمية للقدوم إلى البحرين، وقد تذللت بفضل الله العوائق التي كانت تحول دون مواصلة التنقيب في أية منطقة بحرينية جزراً وبحراً. وهذه دعوة متجددة لها لاغتنام فرصة الانفراج في هذا الموقع المهم من الخليج العربي. وفي الختام نوجه التهنئة مجدداً إلى شعب البحرين الوفي، وإلى مؤسساته الرسمية وأنديته الوطنية وجمعياته الأهلية، وإلى قوة دفاع البحرين التي أدت مهمتها خير أداء، ومكنت لهذا الخيار السلمي التاريخي، فأثبتت أنها كانت، وستبقى، قوة سلام في كل المهمات في الداخل والخارج، مستحقة التقدير الذي سيبقى لها في ضمير الوطن على مر الأيام.

         وإذ تحققت بفضل الله وحدة جزرنا، وتجلت وحدتنا الوطنية في الموافقة الشعبية الرائعة على الميثاق، فإننا عاقدون العزم على استكمال هذه الوحدة المباركة بضم كل مستحق إلى رباطها الوثيق بمنحه شرف المواطنية البحرينية؛ التي لا نرضى أن يبقى من دونها أي مستحق على أرض البحرين، وأن يتم ذلك بالسرعة الممكنة؛ ليكون العيد الوطني المقبل الحد الأقصى لتحقيق هذا الإنجاز وتكون الفرحة شاملة للجميع بإذن الله.

وبعد هذه المنجزات، فقد حان وقت العمل بسواعد الجد في عملية البناء الوطني؛ لنقيم أسس الدولة العصرية بمؤسساتها الدستورية المتقدمة ونرسخ في البحرين نموذج التعايش الإنساني المتحضر بما تميز به من قيم الحرية والتسامح والعدل. وبهذا تكتمل المسيرة التاريخية؛ لترسيخ حدودنا الوطنية في كل اتجاه، ويرتفع كيان البحرين شامخاً؛ ليصبح جديراً بين ممالك العالم بما يستحقه شعبها من رفعة وارتقاء.

اللهم احفظ علينا وحدتنا، وألف بين قلوبنا ووفقنا لما تحب وترضي، إنك نعم المولى ونعم النصير. لكم مني، أيها الأخوة والأخوات خالص التهنئة والتبريك، وإلى أيامنا الأجمل التي نهديها أيضاً إلى الأشقاء في قطر مع دعواتنا لهم بمشاركتنا في هذا العيد المشترك على طريق المستقبل الواحد بحول الله.