إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان




أحد مقاتلي حزب الله
مذبحة صابرا وشاتيلا


منطقة انتشار قوات الأمم المتحدة
مسار نهر الليطاني
انتهاكات إسرائيل في لبنان
الحزام الأمني وتمدد القوات الإسرائيلية



مقدمة:

سابعاً: تداعيات الانسحاب

حرصت القيادة الإسرائيلية: السياسية والعسكرية، على أن يكون انسحاب قواتها من جنوبي لبنان مفاجئاً، كي لا تتعرض لمزيد من الخسائر. إلا أن الانسحاب المفاجئ، كان أشبه بعملية هروب واسعة، حتى إن التقارير العسكرية الإسرائيلية، رأت فيها هزيمة قاسية محبطة؛ إذ ترك الجنود الإسرائيليون مواقعهم، وتخلوا عن أسلحتهم الحديثة، من دبابات وعربات مدرعة ومدفعية وأجهزة اتصال ومخازن ذخيرة كاملة، بل فجروا العديد منها.

1. تداعيات الانسحاب، على الصعيد الإسرائيلي

أ. انهارت نظرية الجيش الذي لا يُقهر، وأصبح ضرورة بناء أُطُر جديدة، سواء للعقيدة العسكرية أو الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية.

ب. كثرت التساؤلات عن الأسلوب الأمثل للحفاظ على الكيان الإسرائيلي، وتحقيق الأمن: الداخلي والخارجي، في ظل قوة عسكرية فائقة التسليح والتكنولوجيا، ثبت أنها أصبحت لا تكفي وحدها، لمواجهة حركة مقاومة، لها أيديولوجيتها الخاصة.

ج. فشلت القوات الإسرائيليةـ على ما يتوافر لديها، من أسلحة متطورة وتكنولوجيا متقدمة، في تحقيق أيّ انتصار عسكري على المقاومة؛ على الرغم من التفاوت الشاسع، كمّاً ونوعاً، بين الطرفين.

د. افتقد جيش الدفاع الإسرائيلي مقومات الردع وحرية العمل الهجومي، واتسمت مبادئه الحربية بعدم الإيجابية، ما يستدعي استحداث أساليب قتال جديدة، قادرة على مواجهة القوات غير النظامية؛ ووضع أولويات جديدة للاستخدام، وفقاً للظروف: الواقعية والبيئية، المحيطة.

هـ. أكدت تطورات الأحداث وتعاقبها فشل أسلوب الحرب بالإنابة، الذي تمثل في استخدام قوة شبه عسكرية، بديلة، من جيش الدفاع الإسرائيلي، للتمسك بالأراضي المحتلة، حيث تجنّب ذلك الجيش المواجهة المباشرة للمقاومة.

و. أفقد الاستخدام القتالي بعض الأسلحة فاعليتها، ما سيفرض على إسرائيل إعادة تحديد المهامّ القتالية في العمليات الهجومية، والاستخدام الموسع للطائرات العمودية الهجومية ضد قوات المقاومة، وكذلك استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار؛ مع زيادة استخدام الأسلحة والذخائر الذكية وأسلحة الاشتباك من بعد.

ز. ستعتمد إسرائيل على استخدام قواتها الخاصة، بعد إعادة تدريبها وتجهيزها، في مواجهة المقاتلين: اللبنانيين والفلسطينيين، سواء في الداخل، أو على الحدود؛ مع التوسع في استخدام أسلحة الليزر، لمواجهة صواريخ الكاتيوشا، التي تُعَدّ عماد تسليح المقاومة.

ح. سيزيد جيش الدفاع الإسرائيلي من استخدام العملاء والجواسيس، ليمكنه تحديد مواقع المقاومة وتسليحها وأهدافها، ومتابعة أنشطتها العسكرية المحتملة، لَعَلّه يتغلب على محدودية معلوماته عنها، وعجزه عن اختراقها، اللذَين طالما عاناهما.

ط. تعتزم إسرائيل أن لا تجلو عن أيّ أراض عربية محتلة، إلا بموجب اتفاقيات مبرمة، في إطار إعادة الانتشار، وليس الانسحاب؛ إضافة إلى ضمانات أمنية، تكفل عدم تعرض قواتها، أثناء إعادة الانتشار. وستسلم المواقع، التي ستتركها إلى قوات دولية. أمّا تبادل الأسرى، فسيكون بإشراف القوات الدولية أو الصليب الأحمر؛ تجنباً لما يؤثر، معنوياً، في القوات الإسرائيلية.

ي. ستمهد القيادة الإسرائيلية لعملياتها الهجومية على مدن مأهولة بالسكان، بإطالة قصفها قصفاً جوياً ومدفعياً، يؤكد انهيار المقاومة فيها. ثم تتدخل القوات الخاصة، وبمعاونة العملاء والجواسيس، فتهجم على ما تبقى من تلك المقاومة. ويلي ذلك تقدّم الوحدات: المدرعة والآلية، تحت ستر الهجمات الجوية المتتالية، وتدمر محطات الكهرباء والمياه، والجسور؛ وتفرض الحصار فترات طويلة، حتى تنهار المقاومة داخل المدينة وتستسلم، أو يكون الاجتياح الكامل.

2. تغيُّر إستراتيجية حزب

واجه حزب الله المعطيات الجديدة، والقضايا المتشابكة، والمتسارعة، في مناطق الجنوب اللبناني، بإستراتيجية، عمادها:

أ. أنه ليس في حالة مصادمة للدولة اللبنانية، بل هو يوافقها ويجانسها؛ ولن يكون بديلاً منها في الجنوب، لا سياسياً، ولا أمنياً.

ب. حرصه على عدم الوقوع في الفتنة الإسرائيلية، بتجنبه مقاتلة رجال جيش لبنان الجنوبي وعائلاتهم، انتقاماً منهم، وعقاباً بخيانتهم؛ وتفويضه أمرهم إلى القنوات اللبنانية الرسمية: القانونية والمؤسسية.

ج. التريث في نزع سلاح المقاومة، لأنها ما زالت خياراً، يقتضيه الانسحاب الإسرائيلي، المنقوص، ووجود العديد من الأسرى اللبنانيين في سجون إسرائيل؛ فضلاً عن أن لبنان، لمّا يزل رهينة التهديد الإسرائيلي.

د. إعراض الحزب عن الاضطلاع بأي دور أمني أو مرجعية أمنية في الجنوب، ورفضه أن يكون بديلاً من الدولة ومؤسساتها. وإقباله على الدور التنموي الاجتماعي الإعماري، لأنه مسؤولية الجميع، الدولة وأجهزتها ومن جانب كلّ القوى اللبنانية وفئاتها.

هـ. التلويح بالمقاومة الإسلامية في جنوبي لبنان أسوة للفلسطينيين؛ وتحفّظها عن مشاركتهم، على الأقل خلال الوضع الراهن.

و. تأييد وحدة المسارَين: السوري واللبناني، ومباركة الموقف اللبناني الرسمي، وعدم توقيع أيّ اتفاق إلا بمّعيَّة سورية؛ وضرورة مقابلة لبنان الدور السوري، المساند والداعم لمقاومته، بدور إيجابي، يساعد على تحرير الجولان كاملاً.