إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان




أحد مقاتلي حزب الله
مذبحة صابرا وشاتيلا


منطقة انتشار قوات الأمم المتحدة
مسار نهر الليطاني
انتهاكات إسرائيل في لبنان
الحزام الأمني وتمدد القوات الإسرائيلية



مقدمة:

تاسعاً: الدروس المستفادة من الانسحاب

لقد أثبتت الدولة والشعب اللبنانيان استيعابهما لحقيقة ومدى قدرة الدولة على المواءمة بين قواتها المسلحة وتنويع أساليب استخدامها، لتوافق المتغيرات المحيطة بها؛ فكان لهما ما أرادا، وانسحبت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي من الجنوب. ولقد تمثلت الدلالات: السياسية والإستراتيجية، للتجربة اللبنانية، في الآتي:

1. الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، لم يكن قراراً طوعياً إسرائيلياً. فلقد كان التخطيط السياسي الإسرائيلي يقوم على أساس انسحاب إسرائيلي ثنائي من الجنوب اللبناني وأجزاء من هضبة الجولان، بعد التوصل إلى اتفاق مع سورية؛ إلا أن إسرائيل اضطرت إلى اتخاذ قرار الانسحاب الأحادي الجانب، من جراء المقاومة الوطنية اللبنانية، التي استمرت أكثر من 22 عاماً.

2. أكد الموقف: السياسي والإستراتيجي والعسكري، الجديد، في المنطقة، أن خيار القوة ما زال متاحاً، وأنه قادر على فرض أمر واقع جديد. كما أن خيار السلام، لا يعني عدم القدرة على استخدام المعدات والأسلحة؛ وأن الشعوب، التي تسعى للسلام، قادرة كذلك على مواجهة قوات الاحتلال، إذا لم ينفذ قرارات الشرعية الدولية.

3. ثبت عدم جدوى الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية، وخاصة بعد ظهور عوامل جديدة، أثرت في المعادلة الأمنية؛ ومن أهمها كانت المقاومة الوطنية اللبنانية. كما وضح أن الخطر الأكبر على إسرائيل، يتحقق من خلال الجانب النفسي، الذي يتجسد في الصراعات منخفضة الشدة والمستوى؛ إضافة إلى الاحتمالات القائمة للصراع المسلح والحروب الشاملة.

4. أثبتت العلاقة السورية ـ اللبنانية، المدعومة بالموقف العربي، أن الدفاع عن الثوابت القومية تجسيد للحلم القومي، من خلال رفض الاحتلال، والتنسيق المشترك في مواجهة المؤامرات، التي استهدفت إفراغ وحدة الوطن اللبناني وأرضه وشعبه من مضمونها. كما أكدت هذه العلاقة أنها سوف تزداد وثاقة، بعد أن حققت النصر.

5. أن السلام لا يعني التفريط في الأرض، وإنما يعني أساساً الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كلّ الأراضي المحتلة، وأن ذلك شرط أساسي لقبول إسرائيل في المنطقة، مع سيادة السلام الشامل والعادل والدائم؛ ومن دون ذلك ستستمر الصراعات المسلحة، ويكون توقع الحرب احتمالاً قائماً. وحتى قيام مثل هذا السلام، يجب على الدول العربية كافة، أن تكون مستعدة، بكلّ قدراتها، لمواجهة شتّى الاحتمالات.