إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الوحدة اليمنية والحرب الأهلية (1994)






المناطق القابلة للانفجار العسكري
المرحلة الأولى
المرحلة الثالثة
المرحلة الثانية
انتشار بعض قوات الشطرين
اليمن الجنوبي
اليمن الشمالي
جغرافية مسرح العمليات اليمني



القسم الثاني: مبادرة صنعاء وسقوط شبوه

القسم الثاني: مبادرة صنعاء وسقوط شبوه

خلال الفترة من 24 إلى 31 مايو 1994م

1. بعد إعلان مجلس الرئاسة الجديد لجمهورية اليمن الديموقراطية، صرح مصدر جنوبي، أن علي سالم البيض، سيعود قريباً إلى العاصمة عدن، قادماً من محافظة حضرموت، لتولي مهام منصبه، واستكمال تشكيل الحكومة الوطنية التي كلف العطاس بتشكيلها.

وفي الوقت نفسه، كانت صنعاء تتحرك عربياً، للحيلولة دون الاعتراف بدولة الجنوب. واعتبر مسؤول شمالي، أن تصريح الرئيس علي صالح في مؤتمر صحفي، غداة إعلان الانفصال، أن القوات المسلحة الحكومية ستدخل عدن مستخدمة كل الوسائل، بمثابة "رسالة تحذير إلى الدول العربية والأجنبية، بأن أي اعتراف بالدولة الانفصالية سيعرض مدينة عدن، بسكانها المدنيين، لخطر الدمار والموت".

وأضاف هذا المسؤول أن قرار اقتحام مدينة عدن لم يصدر بشكل نهائي حتى الآن، ما دامت الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة في كل العالم، لم تعلن أي اعتراف بالدولة الانفصالية، التي أعلنها البيض في جنوب البلاد، والتي لا تستند إلى أية شرعية وطنية أو قانونية. ولم يستبعد هذا المسؤول أن تباشر القوات الحكومية، التحرك نحو محافظة حضرموت، انطلاقاً من محافظة شبوة، خلال الساعات القليلة المقبلة، عقب سقوط مدينة عتق، عاصمة شبوة، في يد القوات الحكومية. وقالت مصادر سياسية في صنعاء، إن الرئيس علي عبدالله صالح، يعمل على تحقيق مكاسب عسكرية سريعة أخرى، لتجنب اعتراف خارجي بالجمهورية، التي أعلنها الجنوب، وليمارس أكبر قدر من الضغط على خصومه الجنوبيين.

2. درست القيادة الجنوبية في المكلا وعدن، مبادرة من جانب قيادة صنعاء بوقف إطلاق النار، مقابل التراجع عن إعلان دولة الجنوب اليمني، دون أي شروط أخرى، على النحو الذي طرحته صنعاء من قبل، بشأن استسلام، من وصفتهم "بالمتمردين"، في قيادة الحزب الاشتراكي، وتقديمهم للمحاكمة.

وفي حين تكهنت المصادر باحتمالات رد فعل القيادة الجنوبية، قال مراقبون إن هدف مبادرة صنعاء، هو "محاولة إعاقة الاعتراف الدولي بالجمهورية الجديدة، بعد أن أدى تشدد الرئيس علي عبدالله صالح، إلى دفع الجنوبيين إلى اتخاذ هذه الخطوة كحل أخير، للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه، بعد فشل التفاهم في إطار الوحدة". ووردت الأخبار أن كلاً من سالم صالح محمد، عضو مجلس الرئاسة اليمني الموحد والجنوبي، وعلي ناصر محمد، الرئيس الجنوبي السابق، والشيخ مجاهد أبو شوارب، نائب رئيس الوزراء في دولة الوحدة، ومحمد سالم باسندوه، وزير الخارجية، والسفير عبدالله الأشطل، مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، والسفير محسن العيني، سفير اليمن في واشنطن، اشتركوا في وضع نقاط المبادرة التي قبلها الرئيس صالح على الفور. جاءت هذه المبادرة من شخصيات يمنية، في وقت تحاول فيه جميع الأطراف احتواء الموقف، بوقف إطلاق النار. ولكن مصادر أكدت أن القيادة الجنوبية أصبحت الآن تشترط، قبل التفكير في خطوة من جانبها، توفر نقطتين :

الأولى : وقف إطلاق النار على جميع الجبهات.

الثانية: إعادة جميع الوحدات الجنوبية الموجودة في شمال اليمن إلى الجنوب، وسحب كافة الوحدات الشمالية الموجودة في الجنوب، إلى الشمال.

وليس معروفاً ما إذا كانت صنعاء ستقبل هذا الشرط الآن، لأنه يعتبر نقطة أساسية في موقف القيادات الجنوبية من حل الأزمة. فقد كانت عدن تطالب به من فترة طويلة، قبل اندلاع الحرب، في حين رفضته صنعاء.

3. أعمال القتال يومي 24، 25 مايو 1994:

أ.  قال مصدر عسكري في صنعاء، إن القوات الحكومية تستكمل إعداد قواتها، التي تحاصر مدينة عدن من جميع الجهات، لشن هجوم حاشد تقتحم به المدينة، وتسيطر عليها. وأكد المصدر أن قرار البدء في تنفيذ هذا الهجوم، لم يصدر بعد عن القيادة السياسية في صنعاء، مشيراً إلى أن القرار سيصدر بعد أن تتأكد القيادات العسكرية لهذه القوات، من إمكانية الحفاظ على سلامة المدنيين من سكان مدينة عدن، وممتلكاتهم، أثناء الهجوم. وأكد المصدر أن الهجوم، لن يستهدف سوى الأوكار العسكرية والميليشيات.

وفي عدن أكدت مصادر عسكرية، أن القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، تواصل حصارها لمدينة عدن، من أبين شرقاً، ولحج شمالاً، وباب المندب غرباً. وأن قوات جمهورية اليمن الديموقراطية، تخوض معارك عنيفة لكسر هذا الحصار. وأكد مراسل لوكالة رويتر، أن القوات الشمالية، تقدمت باتجاه عدن، من الشمال، ولكنها صدت. كما لوحظ أن القذائف الشمالية تتساقط على مواقع أقرب من عدن، مقارنة بالأيام السابقة. وأوضحت إذاعة عدن، أن عدداً من صواريخ "سكود" استهدفت المدينة، وأن أحدها سقط في حي خور مكسّر، فأباد "عائلات بأكملها"، وأصاب عدداً من الأشخاص بجروح خطيرة.

ب. صرح مصدر شمالي، ومصادر محايدة، أن قوات المحورين الجنوبي والشرقي اليمنية الحكومية، التقت عند مثلث النقبة، الإستراتيجي على بعد 40 كم جنوب بلدة عتق، عاصمة شبوة. ويكمن أهمية مثلث النقبة، أنّ عنده تلتقي حدود المحافظات الجنوبية الثلاث، أبين، وشبوة، وحضرموت، وبذلك تكون محافظتي حضرموت والمهرة الشرقيتين قد فصلتا، عن عدن ولحج. وتسيطر القوات الحكومية على الطريق الممتد من زنجبار، على ساحل بحر العرب جنوباً، إلى النقبة وعتق شمالاً، في محافظة شبوة. وقال العقيد صالح أحمد الحارثي نائب قائد محور شبوة، في لقاء في معسكر عتق، أن القوات الحكومية ستندفع من محور النقبة، ومحاور أخرى شمالاً، إلى محافظة حضرموت وعاصمتها المكلا، لملاحقة قوات الانفصاليين، وأن قواته في انتظار أوامر القيادة العسكرية العليا، للاندفاع شرقاً نحو حضرموت.

وصّرح المصدر أن معظم أفراد القوة الجنوبية تركوا قاعدة عتق الجوية، وانسحبوا منها دون قتال، وقد خلفوا وراءهم طائرتين، إحداهما سو 7، والأخرى ميج 21.

ومع سقوط مدينة عتق أصبحت محافظة شبوة، بمديرياتها وكافة المنشآت العسكرية، في يد القوات الشمالية، بما فيها القاعدة الجوية، التي نُقلت إليها طائرات حربية شمالية منذ فجر أمس، لتوفر غطاء جوياً للقوات التي ستتوجه إلى حضرموت، وأحكام السيطرة عليها.

ج. وصرحت المصادر الجنوبية، أن هذا التقدم لا يعني شيئاً، لأن قوات صنعاء ستغرق في بحر من الرمال، على الطريق بين النقوب وعتق (عاصمة شبوة)، الذي يبلغ طوله نحو 500 كيلومترٍ. وأن ما حدث في شبوة يعتبر "تراجعاً تكتيكياً"، أمام الكثافة الشمالية، على النحو الذي حدث في الضالع بشمال محافظة لحج. وصرحت بأنه ما زالت لها قوات تسيطر، على جزء من قاعدة العند العسكرية، وأن قتالاً ضارياً دار في محور العند ـ كرش، تكبدت خلاله القوات الشمالية، خسائر كبيرة، بينما أُسر 150 جندياً شمالياً، بينهم 8 ضباط.

وأكد السيد محسن بن فريد، الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن، الذي ترشحه بعض الأوساط اليمنية لتولي منصب نائب رئيس الحكومة في حكومة المهندس أبو بكر العطاس، "أن القوات الشمالية نجحت في احتلال بلدتي عتق والنقبة في محافظة شبوة، إلى جانب مناطق واسعة". وقال إن من شأن سيطرة القوات الشمالية على المنطقة أن يتيح لها التقدم في اتجاه حقول النفط، والمكلا عاصمة حضرموت، وكذلك عدن، وأن السبب الرئيسي في نجاح القوات الشمالية في التقدم، في اتجاه شبوة من مأرب، هو عدم وقوف قبيلة العوالقة، التي ينتمي إليها، في وجه القوات الشمالية. وأوضح محسن بن فريد أن لأفراد القبيلة، التي تعد أكبر قبائل شبوة، وتضم حوالي 20 ألف مسلح، تجربة غير مشجعة مع الحزب الاشتراكي، في المرحلة الماضية، الأمر الذي دفع أفرادها إلى عدم مواجهة القوات الشمالية.

وأشار إلى أنه، إثر اجتماعٍ مع الرئيس علي سالم البيض، اتفق على أن يتوجه إلى إحدى المناطق في شبوة، لوضع زعماء قبيلة العوالقة في صورة التطورات الجديدة، في جمهورية اليمن الديموقراطية، لدفعها إلى اتخاذ موقف مغاير، وزجها في القتال الدائر في المنطقة.

وأضافت مصادر الجانبين، أن الموقف اتسم بحالة من "الركود الشديد"، في انتظار ظهور حل سياسي، بعد أن توقفت القوات الشمالية، على الجبهات الرئيسية في شمال لحج وأبين، وخرز. وصدت القوات الجنوبية كل الهجمات. ولكنها لم تستطع تصفية جيوب القوات الشمالية، التي تمركزت في مواقع على أراضيها منذ الوحدة.

وقالت المصادر الجنوبية، إن الخسائر الشمالية، وطول خطوط الإمداد، أنهكت القوات الشمالية. إضافة إلى أن إعلان دولة الجنوب، لم يترك في يدها سلاحاً سياسياً. ومن ثم وصل الموقف، إلى حالة الركود الحالية. فلجأت إلى المناورة بالتراجع عن موقفها السابق، وطلبت وقف القتال والعودة إلى الحوار. في حين قالت المصادر الشمالية، إن موقفها يأتي إنطلاقاً من نقطة قوة، بعد أن استطاعت قواتها تحقيق ضغط يكفي للعودة إلى المفاوضات، من موقع أفضل.

د. وفي صنعاء، صدر أمر عن النائب العام للجمهورية اليمنية، قضى بتكليف جميع أعضاء النيابة العامة، وكل مأموري الضبط القضائي، وجميع أفراد القوات المسلحة، والأمن، اتخاذ إجراءات إلقاء القبض على ستة عشر عضواً من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني (انظر ملحق أسماء قيادات الحزب الاشتراكي المطلوب القبض عليهم وتقديمهم إلى الأجهزة القضائية.)، وتقديمهم إلى الأجهزة الأمنية والقضائية، بتهمة "خرق دستور الجمهورية اليمنية، والاعتداء على حياة المواطنين، وعلى الممتلكات الخاصة، والعامة، وإصدار الأوامر خلافاً للقانون، وتنظيم التمرد والعصيان ضد النظام والقانون".

4. سير أعمال القتال يومي 26، 27 مايو 1994

أ.  وسط حالة "اللاتقدم" و"اللاتراجع" التي وجد القادة اليمنيون، الشماليون والجنوبيون، أنفسهم فيها، بدأ الطرفان حملة دبلوماسية محمومة، قد تحدد نتيجتها مسار العمليات الحربية. فالقيادة الشمالية تبذل كل جهودها للحيلولة دون اعتراف المجتمع الدولي بـ "جمهورية اليمن الديموقراطية، التي أعلنت يوم الجمعة الماضي، بينما يحاول الجنوبيون تحويل التعاطف معهم إلى اعتراف رسمي. وفي إطار هذا الجهد أجرى الرئيس علي عبدالله صالح اتصالات هاتفية مع أكثر من 10 من رؤساء لدولٍ عربية وإسلامية، ملتمساً حجب الاعتراف. واتصل أيضاً بعدد من القوى الغربية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، لحثها على عدم الاعتراف بالجنوب، مقابل موافقته على العمل من أجل "حل تفاوضي".

ومن ناحية أخرى، أمضى الزعيم الجنوبي علي سالم البيض ـ الذي اصبح رئيساً لمجلس رئاسة الجمهورية الجديدة ـ معظم الـ48 ساعة الأخيرة على الهاتف، إلا أنه لم يطلب إلى الجهات التي اتصل بها الاعتراف بجمهوريته، ولكن طلب إليها، بدلاً من ذلك، بذل "مساعيها الحميدة" وصولاً إلى وقف إطلاق النار دون قيد أو شرط. وجدير بالذكر، أن موافقة الشمال على وقف إطلاق النار، قد تسهل على الجنوب تعزيز استقلاله، الذي أعلنه من جانب واحد. أما إذا واصل الشمال الحرب، فإن هذا أيضاً قد يشجع بعض الدول على الاعتراف بالجنوب، ومن ثم فرض أمر واقع لا مفر منه.

هكذا، فإن قبول أي اتفاق لوقف إطلاق النار، هو إستراتيجية محفوفة بالمخاطر، لكل من الشمال والجنوب.

ب. توقعت مصادر دبلوماسية، في واشنطن، أن تنتقل الجهود الدبلوماسية للأمم المتحدة، حيث يجري التحضير حالياً، لاجتماع مجلس الأمن.

ووسط هذه الحرب الدبلوماسية، كانت العمليات العسكرية جارية على كل الجبهات. وحاولت صنعاء تحقيق تقدم على جبهة المحور الشرقي، نحو شمال حضرموت. وقالت مصادر عسكرية جنوبية إن القوات الجوية التابعة لها تواصل قصفاً مكثفاً للوحدات الشمالية، في الصحراء الممتدة بين محافظتي شبوة وحضرموت، التي تحاول التقدم في اتجاه المكلا. كما أنها تتعرض، في الوقت نفسه، لقتال استنزاف من قبائل المنطقة، التي يقودها أحمد فريد الصريمة، محافظة شبوة.

وكان علي سالم البيض ـ الأمين العام للحزب الاشتراكي ورئيس اليمن الديموقراطية ـ قضى ليلة أول من أمس في عدن، ثم عاد إلى المكلا بمحافظة حضرموت، وأخذ ينتقل بين المدينتين لمتابعة جهود بناء أجهزة الدولة الجديدة، والإشراف على إدارة العمليات العسكرية.

ج. وأظهرت تقارير لمراسلي وكالة رويتر، أن القوات الشمالية تسيطر على مساحة كبيرة من الأرض، في المناطق الجبلية جنوب الحدود الشطرية السابقة. كما أنها تقدمت، في الصحراء الشرقية، على الطريق، نحو حقول النفط الرئيسية في الجنوب، في محاولة لتعزيز مكاسبها. ويلاحظ أن الجبهه الجنوبية الشرقية خلال يوم 26 مايو، خاصة في عتق، شهدت هدوءًا نسبياً مؤقتاً، في انتظار تعزيز القوات الحكومية لقدراتها وإمداداتها الإدارية، تمهيداً للتقدم نحو محافظة حضرموت.

د. وفي صنعاء عتّمت وزارة الدفاع اليمنية خلال يومي 26، 27 مايو، على أنباء المعارك العسكرية، على جبهات القتال الدائر بين "القوات الحكومية والقوات الموالية للحزب الاشتراكي اليمني"، ولم يصدر عنها أي بيان عن سير المعارك، وآخر النتائج الميدانية، كما جرت العادة من قبل.

لكن مصادر عسكرية، في غرفة العمليات الحربية، في وزارة الدفاع في صنعاء قالت، إن القوات الحكومية تعد حشوداً على محور القتال الجنوبي الغربي، ومحور أبين، استعداداً للتقدم في اتجاه الحاميات العسكرية في ضواحي مدينة عدن، التي تُحْشدُ فيها قوات مدعومة بالدبابات والمدفعية، وصواريخ أرض أرض، بإمرة العميد هيثم قاسم طاهر، وتضم قوات لم تشارك من قبل في المعارك الدائرة.

وصّرحت المصادر، أن طلائع القوات الحكومية، اتجهت من محافظة شبوة إلى محافظة حضرموت، وأن القوات الحكومية وصلت إلى منطقة ميفعة، التي تبعد حوالي 140 كم، عن مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، كما تبعد عن مدينة عتق حوالي 200 كم. وفي الوقت نفسه، تتجه قوات حكومية أخرى إلى مدينة سيئون، عاصمة وادي حضرموت، ووصلت هذه القوات إلى منطقة العبر، التي تبعد عن سيئون 200 كم.

وفي تصريح للدكتور الإيرياني، "أن القوات الحكومية لن تستطيع التقدم نحو عدن، قبل تطهير محافظة لحج تماماً، من القوات الاشتراكية". وأشار إلى أن القوات الحكومية أحاطت ببلدة الحوطة، وهي على بعد 50 كم من عدن، وتقدمت جنوباً نحو منطقة بستان الحسيني. وتواجه القوات الحكومية ـ فيما يبدو ـ مقاومة عنيفة في تلك المنطقة. وعزا الدكتور الإيرياني ذلك إلى "أن 90% من القوات الانفصالية، تتشكل من أبناء محافظات لحج والضالع ويافع". وأشار إلى أن الحل السياسي سيعطي فرصته قبل دخول القوات الحكومية إلى عدن.

وذكر مصدر حكومي رفيع المستوى، أن المرحلة المقبلة من المعارك، ستشهد استخدام القوات الحكومية للطائرات الحربية، لضرب ميناء المكلا، ومطار الريان، "إذ ما زالت القوات الاشتراكية تتلقى كميات ضخمة من الأسلحة والدبابات والآليات عبرهما"، من أوكرانيا، وبلغاريا، وهنغاريا، وربما روسيا، حيث يقوم الحزب الاشتراكي بشرائها "عبر شركة مقرها في دبي". وقال المصدر "إنه بعد السيطرة على عتق في محافظة شبوة، فإن القوات الحكومية ستصبح قادرة على ضرب مواقع القوات الانفصالية، في حضرموت وغيرها.

ولاحظ الذين يترددون على جبهة العند، وجود أسلحة جديدة ومعدات حديثة في المنطقة، التي تسيطر عليها القوات الجنوبية.

هـ. وقال بيان رسمي، صدر عن القيادة العسكرية الجنوبية "إن سكان مدينة عدن الآمنة والهادئة، استيقظوا في الساعة الواحدة والنصف صباح يوم 26 مايو، على دوي ثلاثة صواريخ أرض ـ أرض، أطلقتها القوات الشمالية من جبال المقاطرة، على مسافة 90 كم من عدن، في وقت تتشدق فيه سلطة صنعاء المغامرة، برغبتها في الوصول إلى حل لوقف إطلاق النار". وأضاف البيان أنه أمكن تدمير صاروخين في الجو[1](.') قبل وصولهما إلى أهدافهما، أحدهما فوق مدينة المنصورة شمالي عدن، والثاني فوق منطقة قريبة من الشيخ عثمان، أصابت شظاياه المتساقطة خمسة مواطنين وثلاث سيارات.

وسقط الصاروخ الثالث في منطقة الملاح ـ قرب مطار عدن الذي كان يستهدفه ـ على مسافة كيلومتر واحد من هذا الهدف، ولكنه لم يؤد إلى أية خسائر، وإن تسبب، مع الصواريخ الأخرى، في حالة من الذعر بين أبناء عدن. وحمّل البيان حكومة صنعاء والرئيس صالح المسؤولية عما وصفه، بالتصعيد الخطير والجديد للحرب.

و. أعلنت صنعاء أنها ستنشئ مراكز استقبال، على الجبهة حول عدن، لاستقبال أي جنود جنوبيين فارين، يريدون الانضمام إلى صفوفها. وكما أعلنت عفواً عن الجنود الجنوبيين. وقالت وزارة الدفاع، إن مراكز الاستقبال هي جزء من تلك الترتيبات. وجاء في بيان لوزارة الدفاع، بثته إذاعة صنعاء، أن على جميع الضباط والجنود على جبهة عدن، التوجه إلى المراكز القريبة منهم، ومن هناك سيتم نقلهم إلى المناطق العسكرية، التي سيخدمون فيها. ويسري القرار أيضاً على جبهة لحج شمال شرقي عدن. كما نفت صنعاء وجود مقاتلين من دول عربية، في صفوق القوات الشمالية.

ز. أكد الجنوبيون أنهم استعادوا المبادأة العسكرية، على الجبهة الشمالية، في 27 مايو1994. وجاء في بيان عسكري صدر في عدن، أن "الضربات الساحقة التي أنزلتها القوات الجوية، والمدفعية الجنوبية، بقوات الشمال، مكنت الجنوبيين اليوم من استعادة السيطرة الكاملة على محور العند ـ الكرش ـ الراهدة". وصرح العقيد سيف جبران أحمد، الذي يتولى قيادة موقع قرب قاعدة العند "إن القوات الشمالية لا تستطيع التقدم، ونحن من جانبنا لا ينقصنا شيء". وأفاد البيان العسكري الجنوبي أن القوات الشمالية العاملة في هذا القطاع "لاذت بالفرار بعد أن منيت بخسائر فادحة، وخلفت وراءها عشرات القتلى والجرحى". وأضاف البيان أن ست دبابات، وثلاث عربات مدرعة، وثلاث عربات مزودة بقاذفات صواريخ شمالية، دمرت خلال العمليات، مشيراً إلى مقتل اثنين وإصابة ثلاثة في صفوف القوات الجنوبية. وأكد البيان أن طائرة عمودية شمالية أسقطت فوق محافظة أبين، شرقي عدن، وأن الطيران والبحرية الجنوبيين، "كثفا قصفهما للوحدات الشمالية، التي تكبدت خسائر جسيمة في الرجال والعتاد". ومن جهة أخرى، نقل تلفزيون عدن، عن العميد الجنوبي عمر العطاس، أن القوات الجنوبية تواصل مقاومة الوحدات الشمالية التي نجحت في السيطرة على أراضىٍ في محافظة شبوة الجنوبية.

ح. وفي عدن، اتهم العميد الركن هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع في "جمهورية اليمن الديموقراطية"، القوات الشمالية باستخدام أسلحة كيماوية في القتال الدائر، في محافظة شبوة.

وقال العميد طاهر، في تصريحات إلى صحيفة "الحياة"، أن استعمال القوات الشمالية للأسلحة المحرمة دولياً "جاء بعد التصدي البطولي، الذي نفذته القوات الجنوبية في اليومين الماضيين، في محافظة شبوة، وعدد من جبهات القتال". وأشار إلى أن لجوء القوات الشمالية إلى استخدام السلاح الكيماوي، "جاء بعد فشل الرئيس علي عبدالله صالح في تحقيق النصر، الذي وعد به رجاله، بسبب الدفاع المستميت للقوات الجنوبية".

وأكد أن وضع القوات الجنوبية في جبهات القتال الثلاث (شمالاً وشرقاً وغرباً)، قد تحسن خلال اليومين الماضيين" لا سيما بعد أن أعادت قيادة القوات المسلحة النظر في تكتيكاتها القتالية، وترتيب وضع معداتها العسكرية، "بهدف تأمين دفاعات حصينة ليس حول مدينة عدن فقط، بل حول المحافظات الجنوبية والشرقية كذلك".

5. سير أعمال القتال أيام 28، 29، 30، 31، مايو 1994

أ. في يوم 28 مايو

واصلت الطائرات المقاتلة الجنوبية، قصف مواقع القوات الشمالية في قاعدة العند. وقال مراقبون إنها لم تتمكن، حتى الآن، من إخراجها من القاعدة. وفي الوقت الذي يتمسك فيه قادة صنعاء، بأنهم يسيطرون على القاعدة تماماً، ينفي الجنوبيون ذلك. وقد تمكن كل من الطرفين من إثبات صحة ما يقول، بنقل مراسلين صحافيين إلى هناك، والتقاط صور بثتها وكالات الأنباء، إلى مختلف أنحاء العالم.

وأوضح استطلاع أجرته "الشرق الأوسط"، مع مصادر متعددة من طرفي الحرب اليمنية، أن القوات الشمالية تمكنت من اقتحام الجزء الشمالي من القاعدة، الذي يضم المعسكر القديم، ولكنها لم تستطع التقدم جنوباً إلى الأجزاء الجنوبية منها، التي تضم القاعدة الجوية المعروفة باسم "قاعدة بكيل ـ 28"، وقيادة المحور الجنوبي.

ويمكن تفسير وجود قوات للطرفين في القاعدة، بأن مساحتها تقدر بنحو 60 كيلومتراً مربعاً، فطولها حوالي 10 كيلومترات، وعرضها يزيد على 5 كيلومترات، ويرجع تمسك كل من الطرفين بموقعه في القاعدة إلى أهميتها الاستراتيجية، لأن الخبراء العسكريين يعتبرونها مفتاح الطريق إلى عدن، بينما يعتبرها الجنوبيون الركيزة الأساسية لدفاعاتهم عن عاصمة دولتهم المعلنة الحديثة، ويحاول كل منهما الاستفادة من مواقعه الحالية، في دعم جهود الحشد المعنوي لقواته.

وشاهد صحافيون أجانب، زاروا العند أول من أمس، القصف الجنوبي على مواقع القوات الشمالية في القطاع، الذي تتمركز فيه. وقد خيمت على المكان رائحة الجثث المتحللة، وكان حطام طائرة عمودية جنوبية، قرب البوابة الشمالية للقاعدة، وبجوارها جثتا قائديها، منذ سقوطها قبل 12 يوماً.

وقالت مصادر عسكرية جنوبية من عدن، إن المعارك، التي تدور على محور العند ـ كرش تستهدف قطع خطوط إمداد القوات الشمالية، الموجودة داخل القاعدة. وأضافت، أن تقدم القوات نحو قرى منطقة المسيمير، وتوجهها من كرش نحو الشريحة، سيساعد على تحقيق هذا الهدف. ولاحظ المراقبون، أن تأكيدات صنعاء بهدوء القتال، على جميع الجبهات، يعكس عجزها عن تحقيق أي تقدم نحو الجنوب، خلال الأيام الأخيرة. وقالت الأنباء أن أكثر من 3 آلاف مقاتل من شبوة، وصلوا إلى عدن، ويجري حالياً إعادة تجميعهم وتوزيعهم من المكلا إلى ميفعة باتجاه مدينة عتق. ويتوقع أن تشهد الأيام المقبلة معركة قاسية، لاسترداد بعض المواقع، التي خسرتها القوات الجنوبية في شبوة.

وفي عدن، كشف وزير الدفاع الجنوبي، العميد الركن هيثم قاسم طاهر، أن "عدداً من عناصر تنظيم الجهاد الإسلامي الإرهابي، شاركت بفعالية في الحرب، ضد المحافظات الجنوبية، الواقعة في إطار جمهورية اليمن الديموقراطية". وقال الوزير الجنوبي إن "عبدالمجيد الزنداني (عضو مجلس الرئاسة الشمالي وأحد قياديي حزب التجمع اليمني للإصلاح)، أمر بنقل جماعات الجهاد، التي عادت من أفغانستان وعسكرت في محافظات مأرب، وشبوة، وصعدة، والجوف، إلى محافظة أبين (50 كم شرق عدن)، وأكد أنه وصل فعلاً إلى أبين زهاء 1500 من هذه العناصر، شاركوا في القتال إلى جانب لواء العمالقة الشمالي.

وقال هيثم لـ "الحياة" إن "الوضع العسكري حتى مساء الجمعة (27 مايو 1994)، طيب جداً بالنسبة إلى القوات الجنوبية، التابعة لجمهورية اليمن الديموقراطية، وهناك تقدم ملحوظ في جبهات العند شمال عدن، وأبين شرق عدن. واعترف بأن "القوات الجنوبية واجهت أول من أمس هجوماً شرساً في جبهة أبين، حيث نُصِبَ مكمن للقوات الجنوبية، عند مدخل مدينة زنجبار، عاصمة أبين، راح ضحيته أكثر من 20 جندياً جنوبياً" مؤكداً أن "القوات الجنوبية، وبعد أكثر من عشرين يوماً من القتال، في جبهة أبين القريبة من عدن، تواجه صعوبة في دخول زنجبار، بسبب الكثافة السكانية فيها، وتحوّل سكانها دروعاً بشرية للقوات الشمالية". وعن الوضع في جبهة قاعدة العند شمال عدن، أوضح الوزير الجنوبي أن "المعارك تدور الآن عند نقطة جول مدرم، وهي قريبة من قاعدة العند، التي ما زال جزء منها تحت سيطرة القوات الشمالية".

ب. الأعمال القتالية في29 مايو 1994

(1) أعلنت صنعاء عن إسقاط أربع طائرات جنوبية، وتوجيه ضربات مباشرة إلى مطار عدن، إضافة إلى إغراق أربع سفن، في عمليات عسكرية في اليومين الماضيين. وقال المتحدث العسكري إن طائرتين اسقطتا فوق محور عدن، وأن الطيارين أسرا، كما أُسقطت طائرتان فوق أبين في 28 مايو 1994.

(2) استمر الوضع العسكري في اليمن، أكثر ميلاً إلى الجمود، على الرغم من، أن الجبهات المحيطة بعدن لم تهدأ. وتعددت الاتصالات السياسية في أكثر من اتجاه. وفي عدن، سجلت أمس عودة الطيران الحربي الشمالي، إلى الأجواء للمرة الأولى منذ أسابيع.

ويبدو أن الضغوط السياسية على صنعاء لوقف إطلاق النار، بدأت تعطي ثمارها في العاصمة اليمنية، إذ بدأ المسؤولون فيها يتكلمون عن "عدم وجود مانع لوقف إطلاق النار، لكن على أسس تضمن عدم انفجار المعارك مستقبلاً".

وقد انشغلت القيادة السياسية في صنعاء أمس، بمتابعة الجهود السياسية المبذولة محلياً، وعربياً، ودولياً، لوقف إطلاق النار، وللبحث عن حل سياسي للأزمة.

(3) وأظهرت جولة صحافيين على الجبهات، أن توقفاً للقتال غير معلن، يسود كما يبدو، مع احتفاظ كل جانب بمواقعه. ولم ترد أنباء عن الوضع على الجبهات الأخرى، في المحافظات الشرقية في الجنوب، لكن مسؤولاً شمالياً أبلغ مراسلاً لـ"رويتر" في صنعاء، أن الجبهات هادئة في الوقت، الذي تجري فيه اتصالات سياسية، مع ساسة جنوبيين.

(4) استيقظت عدن صباح التاسع والعشرين من مايو، على دوي نيران مكثفة، أطلقتها الدفاعات الجوية للقوات الجنوبية، لإسقاط صاروخين شماليين من نوع أس. أس. 21 (SS-21)، كانا يستهدفان مطار عدن الدولي، والمحطة الكهروحرارية.

وتقول مصادر في قيادة العمليات الحربية الجنوبية، إن الدفاعات الأرضية في عدن، تمكنت من تدمير الصاروخين في الجو، قبل سقوطهما على مناطق سكنية. وقد تسبب تناثر الشظايا، وسقوطها على منطقة الشيخ عثمان، في مقتل مواطن، وإصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة.

(5) توعد العميد هيثم طاهر بسحق القوات الشمالية، إذا حاولت الاستيلاء على عدن، أو محافظة حضرموت النفطية. وقال إن القوات الجنوبية، أطلقت صاروخين تكتيكيين من نوع أس.أيه.أم (S.A.M).، على أهداف شمالية تكتيكية. وأفاد مصدر عسكري يمني شمالي، أن الصاروخ الأول سقط في منطقة مضر الجبلية، على مسافة 20كيلومتراً إلى الغرب من صنعاء، والثاني في إحدى الضواحي الغربية للعاصمة اليمنية، لكنه لم ينفجر. وصرح المسؤول الإعلامي في الجامعة العربية، طلعت حامد، إلى صحيفة "اليوم" السعودية، أن معارك اليمن أوقعت "أكثر من 50 ألف قتيل في صفوف الطرفين"، وأن الأضرار المادية تقدر "بأكثر من عشرة مليارات دولار".

ج. الأعمال القتالية في 30 مايو 1994

(1) في انتظار المواجهة السياسية في مجلس الأمن، حاولت القوات اليمنية الشمالية والجنوبية، المواجهتين لبعضهما، على الطرق المؤدية إلى عدن، التمسك بمواقعها. واقتصرت العمليات العسكرية على التراشق بالصواريخ. وشاهد مراسل لوكالة "رويتر"، صواريخ كاتيوشا (Katyusha)، وقذائف مدفعية، تنفجر داخل قاعدة العند العسكرية.

(2) شهدت الحرب اليمنية تطورات ميدانية، أنهت الهدنة غير المعلنة، التي فرضها إعلان الجنوبيين قيام "جمهورية اليمن الديموقراطية". ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، عن الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، أثناء زيارته لمعسكر "طارق بن زياد" الشمالي، الذي لم تحدد موقعه، أن قواته "تخوض الآن المعركة النهائية، والفاصلة، مع عصابة الردة الانفصالية ومن يقف وراءها". وقال مخاطباً الضباط والجنود "أتيت إليكم أزف بشرى النصر، وأشد على أيديكم، وأيدي رفاقكم، الذين يسطّرون ملاحم العزة، والانتصار، لإرادة الشعب اليمني في الوحدة والديموقراطية". وأضاف "إن مقاتلينا يتقدمون بخطى ثابتة، صوب أخر المعاقل والأوكار، للعصابة الانفصالية في عدن الباسلة، لتطهيرها من رجسهم، كما أن قواتكم الباسلة، تتجه الآن إلى حضرموت، لتصفية بقية العصابة، وعلى رأسهم المجرم الخائن علي سالم البيض.

د. الأعمال القتالية في 31 مايو 1994

استأنفت القوات الشمالية، تقدمها باتجاه عدن، حيث أكدت صنعاء، أن قواتها ضربت حصاراً دائرياً على المدينة، وأنها باتت على بعد عشرين كيلومتراً منها.

وأعلن مصدر عسكري في صنعاء، أن القوات الشمالية تمكنت من احتلال مركز الوهط، على بعد عشرين كيلومتراً شمال عدن، والذي يقع بين مصادر المياه العذبة، التي تزود عدن بمياه الشرب. وتقع الوهط في محافظة لحج، جنوبي مدينة الحوطة.

وأعلن نائب رئيس الوزراء (الشمالي) عبدالقادر باجمال، في مؤتمر صحافي، إن عدن باتت في مرمى مدفعية القوات الشمالية.

وأشار إلى أن "القوات الشمالية، أوقعت خسائر كبيرة في مطار عدن، بشكل منع الطيران الجنوبي من استخدامه.

وقد أكد متحدث عسكري جنوبي في عدن، أن القوات الشمالية فتحت جبهة جديدة شمال غربي عدن، حيث "تدور معارك ضارية". بعد أن حشد الشماليون قواتهم في هذه الجبهة، واستخدموا القصف المدفعي، والصاروخي العشوائي، على قرى المواطنين ومنازلهم، والمدارس، والمرافق الحكومية"، في منطقة طور الباحة. وأشار إلى أن "القوات الجنوبية، تصدت بالتعاون مع المواطنين، لهذه الهجمات"، وأن سلاح الجو الجنوبي، "شارك بفعالية في هذه المعارك، وأنزل بالقوات المعتدية ضربات ساحقة، كما كبدتها القوات البرية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات". وقال إن القوات الشمالية، حاولت تجربة حظها في هذه الجبهة الجديدة، بعد أن منيت بهزائم نكراء في الجبهات الأخرى، وبالذات في جبهة الكرش-العند، وجبهة أبين، وجبهة باب المندب ـ خرز.



[1]  التعامل مع الصواريخ أرض/ أرض، وتدميرها في الجو، غير صحيح من وجهة النظر الفنية، إلاّ أنه يتم ذكر الأحداث كما وردت بالمصادر، على الرغم من افتقارها للدقة والواقعية أحياناً.