إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / العلاقات الإسرائيلية ـ الأمريكية









الفصل الأول

الفصل الأول

دور اللوبي الصهيوني في تطور العلاقات الإسرائيلية ـ الأمريكية

نشأت العلاقات الإسرائيلية ـ الأمريكية منذ أكثر من خمسين عاماً، وتطورت هذه العلاقات بشكل كبير بعد حرب يونيه 1967، فمع توجه السياسة الأمريكية إلى الخيار الإسرائيلي، ازدادت مكانة إسرائيل وأهميتها للولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأت تلعب دوراً رئيسياً في إطار المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. وفي ضوء المتغيرات التي شهدتها المنطقة بعد حرب أكتوبر1973، ازدادت قناعة صانعي القرار الأمريكي بأهمية ربط دور إسرائيل الإستراتيجي بالأهداف الأمريكية في المنطقة، وأصبحت تحالفاً مكتوباً خلال عقد الثمانينيات وتصاعد هذا التحالف إلى قمته منذ بداية القرن الحادي والعشرين، حيث استأثر بخصوصية مؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية وشغل مساحة كبيرة من السياسة الداخلية والشؤون العامة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر من حلفائها في أوروبا أو جيرانها في كندا ودول أمريكا اللاتينية. وترجع المكانة الإسرائيلية في هذا التحالف إلى قوة اللوبي الصهيوني وارتباطه بالقوى اليمينية المحافظة في أمريكا، مع قدرته على التأثير في دوائر صنع القرار.

وتُعَدّ الولايات المتحدة الأمريكية ـ في ضوء هذه العلاقات ـ هي المساند الرئيسي لإسرائيل، من خلال التأييد السياسي المطلق والدعم غير المحدود للقدرات العسكرية وتدبير المطالب الضخمة للإنفاق العسكري الكبير، والتمويل لسياسات الهجرة والاستيطان في الأراضي المحتلة، والمعاملة التفضيلية الكاملة في إطار العلاقات التجارية، كما أن هناك التزاماً أمريكياً واضحاً بأمن إسرائيل من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

ولا شك أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، استطاع أن يُوسع من دائرة تأثيره في مؤسسات الرأي العام وأجهزة صنع القرار الأمريكي بما فيها مؤسسة الرئاسة ذاتها، وهو أمر ليس بجديد على العلاقات بين البلدَين منذ سنوات طويلة، إلا أن التطورات في حجم واتساع ونوعية وخطورة هذا التغلغل اتخذت منحنى بالغ الارتفاع في السنوات الأخيرة، من خلال سيطرة هذا اللوبي على أهم أجهزة الرئاسة الأمريكية بل وأيضاً على وسائل الإعلام المختلفة والمراكز المالية والاقتصادية المهمة.

وإلى جانب التغلغل الواضح للوبي الصهيوني في مختلف المؤسسات التي تشترك في صنع القرار الأمريكي، فإن الوضع داخل دوائر الرأي العام ليس بحال أفضل خاصة تجاه العالم العربي، كما تعتمد إسرائيل على عدد من هذه المنظمات التي تنتشر داخل أمريكا على شكل شبكة تغطي مجموعة المصالح الإسرائيلية وتفرض سيطرتها بمختلف الأساليب على مراكز صناعة واتخاذ القرارات التي تؤثر في تلك المصالح سواء داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو على مستوى العلاقات الإسرائيلية ـ الأمريكية بوجه عام. وتُعَدّ إسرائيل رصيداً إستراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية في ضوء العوامل التالية:

1. الموقع الجغرافي

أ . ميزات موقع إسرائيل الجغرافي يؤكدها جميع المدافعين عن فكرة كون إسرائيل رصيداً إستراتيجياً لواشنطن، وكما علق "مايكل هاندل" ـ وهو متخصص في الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية ـ أن إسرائيل قاعدة انطلاق مثالية لتنفيذ عمليات في كافة الاتجاهات، ويمكن بلوغها بسهولة بطرق بحرية قصيرة عبر البحر المتوسط.

ب. تُعَدّ الأراضي التي تحتلها إسرائيل موقعاً متميزاً للتخزين المسبق للعتاد، والذي يسمح بسرعة تدخل القوات الأمريكية لمواجهة الأزمات في منطقة الخليج العربي أو في منطقة الشرق الأوسط أو في أوروبا.

2. البنية التحتية

تمتلك إسرائيل أفضل التسهيلات وأكثرها تقدماً في المنطقة ولديها أفضل العاملين تدريباً،  كما لديها تسهيلات معاونة من الطراز الأول، تستطيع بها أن توفر للقوات الأمريكية ما تحتاج إليه من إمكانات صيانة واستعداد قتالي، إذ إن الموانئ الإسرائيلية قادرة تماماً على خدمة ومعاونة كلّ سفن الأسطول السادس الأمريكي بما في ذلك حاملات الطائرات التي تسير بالطاقة النووية، وكذا القدرة على فتح قواعدها الجوية أمام القوات الجوية الأمريكية.

3. التجارب والبحث والتطور

تُعَدّ أنشطة البحث والتطوير الإسرائيلية ذات أهمية كبرى لواشنطن، بسبب التكامل الوثيق بين الإسرائيليين والشركات الأمريكية، حيث تُعَدّ الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بالأبحاث والتطوير أكثر مرونة وأقلّ بيروقراطية وأقلّ تكلفة مما هي في الولايات المتحدة الأمريكية، ولذا فإن مشاركة الترسانة الإسرائيلية في العقود الأمريكية، يتيح للولايات المتحدة الأمريكية الحصول على إنتاج نوعي جيد رخيص الثمن في المجالات التي بلغت إسرائيل فيها كفاءة تكنولوجية عالية.

4. التعاون الاستخباراتي

تُعَدّ مساهمة إسرائيل في التجسس السياسي حجة إضافية لتبرير دورها كرصيد إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، فلدى الإسرائيليين الذين جاءوا من مختلف دول المنطقة القدرة على معرفة اللغات والأفكار اللازمة لأيّ تحليل للمعلومات.

5. القدرة على التدخل

إن أهمية القدرة الإسرائيلية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية تجعل منها شريكاً مرغوباً فيه إلى أقصي حد، ويذهب راي كلاين المدير المساعد السابق لوكالة الاستخبارات المركزية إلى إدراج إسرائيل ضمن ما يسميه "تحالف عموم المحيطات" الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ويشمل كندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وأستراليا ونيوزيلندا وتايوان.