إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / العلاقات الإسرائيلية ـ الأمريكية









المبحث الثامن

الفصل الخامس

انعكاسات الحرب على الإرهاب والحروب المعاصرة

على التعاون الأمريكي الإسرائيلي

(الفترة من 2001 – 2006)

إن الحروب عندما تكشر عن أنيابها، وتطلق العنان للآلة العسكرية، لكي تقتل وتهدم وترهب، هي في الوقت نفسه، تقوم بنسف مفاهيم معينة، والتبشير بأخرى جديدة، وبالنظر إلى طبيعة النظام العالمي الجديد، فقد أدى مفهوم العولمة إلى أن تصبح الولايات المتحدة الأمريكية، هي التي تمتلك القوة، وهى، أيضاً، التي تملك مشروعية استخدامها، والاستئثار بالعنف الرمزي والمادي.

لقد مرت منطقة الشرق الأوسط، منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بالعديد من المتغيرات، وعلى مدى خمسة أعوام، منذ نهاية عام 2001، حتى نهاية عام2006، شملت على العديد من الحروب والصراعات الإقليمية والدولية، مثل إعلان الحرب ضد الإرهاب، وما تبعها من إعلان الحرب ضد أفغانستان، للقضاء على نظام طالبان، وتنظيم القاعدة، واتهام المنظمات الفلسطينية بالإرهاب، ومن ثم كان الاجتياح الإسرائيلي لأراضى الضفة الغربية عام 2002، ثم الغزو الأمريكي للعراق في مارس/ أبريل 2003، وما نتج عنها من انعكاسات سلبية على كافة دول منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، والمنطقة العربية بصفة خاصة. ثم تلتها الضغوط على كل من سورية ولبنان، من خلال خلق الذرائع التي تتناسب مع تلك الضغوط، واتهام سورية تارة بالإرهاب، وأخرى بتهديد المصالح الأمريكية، وثالثة بامتلاك أسلحة دمار شامل، ورابعة بالتدخل في العراق وغيرها. واستمرت هذه الأزمات والصراعات، حتى جاء الوقت المناسب لإسرائيل لخوض الحرب ضد لبنان، بحجة القضاء على منظمة "حزب الله"، وفى الوقت الذي توقف فيه القتال، بدأت إسرائيل تتجه نحو الفلسطينيين في قطاع غزة، من أجل القضاء على كافة قدرات المقاومة الفلسطينية، وعلى "منظمة حماس".

في هذه الفترة المليئة بالأحداث، تعاونت الولايات المتحدة الأمريكية مع حليفها إسرائيل، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، والتي تصب جميعاً في إضعاف العالم العربي، والحفاظ على أمن إسرائيل.

والمهم أن نشير، هنا، إلى وثيقة هامة، صدرت بتاريخ 20 سبتمبر 2001، عقب حديث تاريخي للرئيس بوش أمام لجنة مشتركة من الكونجرس، أعلن فيه: "أن حربنا على الإرهاب تبدأ بالقاعدة، لكنها لا تنتهي هناك، أنها لن تنتهي إلا بعد أن نعثر على كل جماعة إرهابية ونوقفها ونهزمها".

ومن الواضح أنه بعد خمس سنوات من "الحرب ضد الإرهاب"، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل قد فشلتا تماماً في تحقيق أهدافهما، فلم تستطع القوة المفرطة أن تقضي كما يقولون – على الإرهاب، ولا أن تفرض الاستقرار والهدوء في العراق، أو أفغانستان، أو داخل الأراضي الفلسطينية، إنما الذي حدث نقيض ذلك إلى حد كبير، فقد أصبح العالم أكثر تحفظاً، وأكثر فوضى وعنفاً، كما أدت إلى حد اتساع دائرة العداء والكراهية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، بسبب الممارسات المتغطرسة، والحروب التي تخوضها كل منهما، بتنسيق كامل بينهما، أو التعاون أحياناً.

وبعد خمس سنوات من كل هذا الذي جرى باسم الحرب الإجهاضية أو الإستباقية، وحرب الأخيار ضد الأشرار، والحرب المقدسة ضد الإرهاب، لخص المفكر الأمريكي اليهودي "نعوم تشومسكى"، الموقف بقوله: "إن أمريكا أصبحت الدولة الإرهابية الأولى في العالم، وأن إدارة بوش هي الإدارة الأخطر في التاريخ الأمريكي كله".

ومع اقتراب عام 2006 من نهايته، فإن أمريكا وبمساندة إسرائيل، استطاعت أن تفتح ميداناً جديداً للحرب المفتوحة في لبنان وفلسطين، تحت تصور قاصر، يقول: "إن القضاء على حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية، يحل المشكلات في الشرق الأوسط"، بينما الحقيقة أن قمع العدوان الإسرائيلي والمدعم أمريكياً، هو أول طريق لحل المشكلات، واليوم لم يعد العالم أكثر أمناً – كما أدعى الرئيس بوش – بل أصبح أكثر خوفاً وقلقاً من جراء التهديدات الإرهابية المتتالية.